انتقدوا ما يقدمانه... وطالبوا بـ «تصحيح المسار»

مسرحيون لـ «الراي»: «تياترو» و«مسرح مصر»... «حلاوة روح»

تصغير
تكبير
«حلاوة روح»... في هذه الخانة وضع مسرحيون مصريون ما أسموه «انتعاشة كاذبة» يعيشها المسرح في الوقت الراهن، مصوّبين نحو تجارب لافتة برزت في السنوات القليلة الماضية، من قبيل «مسرح مصر» و«تياترو مصر»، وواضعين ما تقدمه هذه التجارب في إطار «الاسكتشات» الوقتية التي لا تصنع تاريخاً، ولا يمكن أن تحقق نجاحاً دائماً، أو تدخل «ريبرتوار» المسرح المحترم، وداعين إلى تصحيح مسار مثل هذه التجارب حتى تحقق هدفها المنشود منها، في رفد الساحة المسرحية بأعمال ووجوه داعمة لإرث أبو الفنون في مصر والعالم العربي.

المسرحيون هاجموا تجربة «تياترو مصر»، التي بدأها الفنان أشرف عبدالباقي على فضائية «الحياة»، ثم انشق عن منتجه واتجه إلى قناة «mbc» مع منتج جديد، تحت عنوان «مسرح مصر» بفريق العمل السابق نفسه. واستغربوا أن منتج «تياترو مصر» استثمر النجاح السابق، وقام بتأليف فرقة مسرحية جديدة تضم مجموعة من الشباب إلى جانب ثلاثة نجوم هم محمد لطفي، محمد فتحي وبيومي فؤاد، ولكن قدموا «اسكتشات».


وقال رئيس البيت الفني الفنان فتوح أحمد: «في بداية التجربة، قام الفنان أشرف عبدالباقي بزيارتي وطلب مني أن يكون المشروع تحت إشراف البيت الفني للمسرح، لكنه طلب أن أوفر له مسرحاً بعيداً عن منطقة وسط البلد، وكانت لديّ أزمة في توفير مسارح لإنتاج البيت الفني للمسرح، فلم أستطع توفير خشبة له بعيداً عن الزحام فلم نتفق، ولو كان تم الاتفاق بيننا بالتأكيد كانت الأعمال سينطبق عليها مهنية البيت الفني للمسرح».

من جانبه، وصف المخرج حسام الدين صلاح التجربة بأنها فاشلة، متهماً إياها بأنها تكرّس أسوأ أنواع المسرح، وقال: «الأمر لا يتعدى كونهم مجموعة من الممثلين دمهم خفيف، يعتمدون على الارتجال واستثارة ضحكات المشاهدين من دون موضوع، ويعد ذلك النوع من الفن هو الأقل مستوى في المسرح، وهناك أعمال كوميدية تقدم ضحكاً راقيا مبنياً على حدوتة». وأضاف: «المسرح بالنسبة إليّ لا بد أن يعكس موضوعات من الشارع وتهم الناس، وذلك هو الجزء الأهم، وليس المتعة البصرية والضحك فقط».

على النقيض، رأى المخرج شادي سرور أن تلك التجربة الفردية مثمرة، وإعادة لعنوان المسرح الذي فقد الاهتمام في الفترة الماضية، وتخدم فناني المسرح، فهي تفتح لهم سوقاً للمشاهدة.

وقال لـ «الراي»: «لو قمنا بتقييمها تقنياً فهي لا علاقة لها بالمسرح لأنها لا تحمل موضوعاً، وإنما مجرد اسكتشات أقرب إلى ما كان يقدمه ثلاثي أضواء المسرح، وتلك التجربة تنتج نجوماً يتم التسويق لهم باسم بطل العمل، وكانت هناك تجارب سابقة للفنان محمد صبحي جيدة، وهي بعيدة تماماً عما يقدم حالياً، لكن مسرح الدولة يحمل كل أسس المسرح من نجوم وموهبة وفكرة وقيمة فنية وتقنيات، وهناك إقبال على المسرح حالياً وأتوقع زيادتها في الفترة المقبلة».

وقال المخرج جلال عثمان: «هذه تجارب فردية، والقنوات الفضائية تعرض أعمالها المسرحية مثلما تعرض البرامج والدراما التلفزيونية، خصوصاً أنها مربحة بالنسبة إليهم، لأنها تعتمد على جيل الشباب الصاعد غير المكلف مادياً ولديه طاقة فنية، وتلك الأعمال مجرد اسكتشات مثل (ساعة لقلبك)، لكن العمل المسرحي له مواصفات أخرى».

بدورها، وضعت الناقدة ماجدة خيرالله تلك الأعمال في خانة التجارب العشوائية، منتقدة موقف الدولة التي لم تضع خطة للنهوض بالمسرح وتقدم أعمالاً من دون هدف، نصفها يحقق النجاح والنصف الآخر يخفق، كما أن الدولة نفسها ساهمت في ركود الفن بفرضها ضرائب، ما أهلك الفن، علماً بأنها تحتاج الفنان في مشاريعها القومية.

وقالت: «التجارب الموجودة مجرد ظاهرة وليست فرقاً مستمرة أو مدارس مسرحية، فأين هم من مسرح جلال الشرقاوي أو سمير غانم أو محمد صبحي أو محمد نجم أو فرقة سمير خفاجة». وأكدت أن الأزمة لم تبدأ بعد ثورة 25 يناير، بل منذ سنوات، فقد تراجع الفن وتوقف المسرح برفع أسعار التذاكر.

ومن جانبه، رأى الناقد نادر عدلي أن التجارب المسرحية التي تقدم ما هي إلا «حلاوة روح»، لأنها تقدم ممثلين ومخرجين جدداً وتقوم القنوات الفضائية باستغلال ذلك، وهي أقرب إلى مسرح التلفزيون وإن كانت ليست في نفس مستواه، لأن مسرح التلفزيون كان أرقى من ذلك، خصوصاً أنه كان يعرض على مسرح الطليعة أو القومي وكان يشارك فيه كبار النجوم.

بينما رأت الناقدة خيرية البشلاوي، أن هذه التجربة تساهم في قياس مدى إقبال الناس على المسرح، وتعطي «قُبلة حياة» للمسرح بعد تراجعه، خصوصاً مسرح التلفزيون. وقالت: «لا أعتبرها تجارب فردية، وإنما العكس لأنها تحتاج إلى رأسمال، وهناك هدف من إنتاج تلك العروض الفنية، وهذا الهدف إما سياسي أو اجتماعي أو أنه ترويج لفكرة ما».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي