سعد الفرج يصول على خشبة «التحرير»

«الطمبور»... يستعيد زمام المسرح

تصغير
تكبير
«الطمبور» يستعيد زمام المسرح... فبعد غياب عن الخشبات، عاد الفنان القدير سعد الفرج ليصول ويجول في مواجهة الجمهور، مستحضراً عنفوان مسرح «أول»، ومطوفاً في مسرحيته «الطمبور» التي أنهت عروضها على خشبة مسرح التحرير في منطقة كيفان على العديد من القضايا، ومستعيداً لـ «أبو الفنون» توهجه ودوره في إيقاظ الوعي، ومناقشة الأمور الحياتية وتلمّس شؤون الجمهور.

«الراي» اتخذت مقعدها بين جمهور «الطمبور» وتنقلت في الكواليس، وعايشت أجواء التآلف والتعاون والمرح، وروح الأسرة الواحدة التي جمعت فريق العمل، كما ولجت إلى غرفة الفنان سعد الفرج التي تحوّلت إلى ما يشبه الديوانية، حيث يلتقي الجميع لتناول العشاء «شندويجات»، أو استمزاج ردود فعل الجمهور وتعليقاته، ومراجعة الحوارات، والتشاور حول كل ما يخص العرض، وأيضاً التقاط الصور التذكارية. وبدا لافتاً الاستقبال الحار والترحيب الشديد من جانب منتج المسرحية بندر السعيد الذي سهل لنا مهامنا، والحفاوة من شباب المسرحية والمنظمين والفنيين وغيرهم. وفي تمام الساعة التاسعة، اتخذ الجميع موقعه في صالة العرض المسرحي، حيث أطفئت الأضواء، وبدأ الجمهور في معايشة قصة المسرحية والدخول في حبكتها الدرامية.


كعادة مسرح سعد الفرج المشاكس، تضمنت «الطمبور» العديد من المواضيع الاجتماعية والأسرية والشبابية، التي قدمها فريق العمل في إطار كوميدي، حيث عالجت الأحداث أدواء إنسانية أعيت مداويها، منها حب التملك لدى البعض، والتسلط وشهوة فرض الرأي من دون الشعور بالآخرين لدى البعض الآخر، والتعالي بين طبقات المجتمع المختلفة، والعنوسة، واغترار البعض من الشباب والفتيات بالحياة وزينتها، فضلاً عن تغليب المصالح الشخصية، قبل أن يخلص إلى «الوصفة» التي يقدمها العمل للنجاة، وهي أنه «بالحكمة يفوز الإنسان بما يريد، وكل معضلة في الحياة قابلة للحل بالنقاش والاحترام والمودة».

وتقدم أحداث المسرحية نماذج متباينة من البشر، تجسدها عائلة «الطمبور»، الذي يؤدي دوره الفنان سعد الفرج، رب الأسرة الطاغي الأقشر «ما يتفاهم» والكل يخاف منه، فيما زوجته الفنانة مي البلوشي «مهيضة الجناح»، وفي حيرة دائمة بين زوجها وأبنائها، وشقيقة الطمبور «منسية» وتؤدي دورها بشكل كوميدي الفنانة عبير أحمد، تعاني من العنوسة وتتطلع إلى الزواج من شقيق زوجة الطمبور، ويؤدي دوره الفنان السعودي بشير غنيم. أما أبناء الطمبور، فهم الفنان عبدالله بهمن الذي يعشق العسكرية ويحاول أن يفرض «عسكريته» على البيت، والابنة «جوجو» وتؤدي دورها الفنانة ملاك الكويتية، وهي فتاة «مسترجلة» تحب السيارات.

وبالرغم من أن ملاك بعيدة عن المسرح، إلا أنها أجادت وأثبتت أنها ممثلة جيدة وحصلت على مكانة متميزة في المسرح، والابنة الأخرى «فانشيستا» غدير صفر، وهي دلوعة همها الأول هو الشهرة والأزياء، فيما الابن الأكبر الفنان أحمد التمار ضعيف الشخصية يهاب أي شيء، وكل شيء مخيف وصعب بالنسبة إليه، وقد تفنن التمار في أدواته المسرحية، ولفت الأنظار بشدة وبعفوية تمثيله. وكذلك، برع الفنان القدير سمير القلاف في دور الخادم «مدبر المنزل» والجاسوس الذي ينقل كل الأخبار إلى الطمبور، قبل أن يقرر الطمبور الاستعانة بمدبر منزل آخر، ليأتي الفنان خالد البريكي «ملح المسرحية» والذي يخالط أهل المنزل، ويقرر أن يغير من صفاتهم، ويكسر روتينهم، وتميز خالد برزانته وقفشاته المرحة.

في الفصل الثاني من المسرحية، تنقلب الشخصيات رأساً على عقب ويتغير كل شيء، فالمكسور يضحى شجاعاً، والدلوعة تتحول إلى قاسية الصفات، والطيب يصبح شريراً، في جو جديد على المسرح الكويتي لم يألفه من قبل. وتصير مي البلوشي «مهيضة الجناح» هي صاحبة القرار، فيما يصبح الطمبور ضعيف الحيلة. وقد أجاد المؤلف والمخرج المسرحي عبدالعزيز صبر إلى حد كبير في نقل العرض ومعه الجمهور من حال إلى حال بكل سلاسة، ومن دون أن يخرج عن الفكرة الرئيسية، أو أن يشتت المتلقي. وبدا لافتاً الديكور المتميز والذي يدل على فخامة العائلة وثرائها.

يذكر أن «الطمبور»، تأليف وإخراج عبدالعزيز صبر، مخرج منفذ علي بدر رضا، وتمثيل سعد الفرج وخالد البريكي وسمير القلاف وعبير أحمد وبشير غنيم وملاك الكويتية ومي البلوشي وعبدالله بهمن وغدير صفر وأحمد التمار وسامي مهاوش، وإنتاج بندر السعيد.

المسرحية إلى القطيف للمشاركة في مهرجان «الدوخلة»

| كتب فيصل التركي |

فريق «الطمبور» أنجز مهمته في البلاد، وطار إلى محافظة القطيف.

فللمشاركة في مهرجان «الدوخلة» الذي انطلق الأربعاء الماضي ويستمر 11 يوماً، بدعم من هيئة السياحة والتراث الوطني في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، طار فريق مسرحية «الطمبور» إلى السعودية لتقديم عروضه أمام جمهور المهرجان بدءاً من اليوم الثلاثاء.

وعبّر الفنان سعد الفرج في اتصال هاتفي مع«الراي» عن غبطته بتفاعل الجمهور الكويتي إبان عرض المسرحية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، على مسرح التحرير في منطقة كيفان، مثنياً في الوقت ذاته على أداء الفنانين الشباب الذين قدموا أفضل ما لديهم على خشبة المسرح.

وتمنى الفرج أن تنال المسرحية إعجاب الجماهير في السعودية، خلال عرضها اليوم ضمن مهرجان الدوخلة، الذي كان قد تقرر تأجيله بسبب الفاجعة الأليمة التي راح ضحيتها المئات من حجاج بيت الله الحرام.

وعلى صعيد متصل، كشف المنتج بندر طلال السعيد عن أن عروض «الطمبور» ستتواصل للجمهور السعودي حتى الثالث من أكتوبر المقبل، وذلك ضمن مهرجان الدوخلة في القطيف، كاشفاً عن ان المسرحية كانت متاحة للجمهور الكويتي خلال أيام عيد الأضحى فقط.

وقال: «حرص الأشقاء في مهرجان الدوخلة على توجيه الدعوة لنا، واستقطاب المسرحية لعرضها أمام الجمهور السعودي، وهذا يرجع إلى ثقتهم في فريق عمل المسرحية وعلى رأسهم الفنان القدير سعد الفرج، وأتمنّى أن نكون عند حسن ظنهم، وأن نساهم في إدخال البهجة والسرور إلى الجمهور السعودي».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي