«خفّوا» عليه

تصغير
تكبير
قدر النجوم أن يكونوا دائماً تحت الأضواء ... حركاتهم مرصودة وهمساتهم ملء الأسماع...

بدر المطوع أحد هؤلاء النجوم ... قدره أنه ظهر في وقت عزّت فيه المواهب وجف فيه معين النجوم في الكرة الكويتية، حمل لواء الدفاع عن سمعة كرة كانت آيلة للسقوط في مناسبات عدة، فكان على مستوى المسؤولية التي أنيطت به والحمل الذي ألقي على عاتقه.

لم يترك الساحة مثل غيره ولم يقرر الاعتزال والكويت تناديه ... لم يلتف على ناديه ويهرب رغم أن العروض التي قدمت له - وما زالت - يمكن أن «تزغلل» عيون غيره.

لطالما كان «بدر» وجه السعد والخير على القادسية، فما أن وطئت قدماه أرض الملعب في أواخر العام 2002 بقميص الفريق الأول حتى هلّت معه البطولات والألقاب التي كانت جماهير النادي تتمنى تحقيق ولو جزء منها لتنهي حالة «الجفاف» التي كانت تعانيها.

لقب وراء آخر وبطولة بعد أخرى، والمطوع يضع بصمته على كل إنجاز قدساوي يتحقق تارة هدافاً لا يشق له غبار وتارة أخرى ممولاً لزملائه بألعاب سخية تضعهم في افضل المواقف لإحراز الأهداف.

هو الأفضل في الكويت دون منازع برأي منافسيه قبل مشجعيه، وهو مركز الثقل في منتخب الكويت. فإن غاب فقد «الأزرق» قيمة كبيرة وعنصراً مؤثراً يصعب تعويضه، وإن حضر«اصطكت الركب» وارتبك الخصوم، فكم من مدافع لم ينم ليلة مباراته أمام القادسية وهو يفكر في كيفية ايقاف «بدران»؟ وكم من منافس فقد تركيزه وهو يلاحق «المطوع» الذي كان بالفعل صاحب العلاج الشافي لمشاكل القادسية والأزرق الفنية؟

نعم أخطأ المطوع، ومشكلة المطوع ومن هم من نفس طينته من النجوم ان خطأهم لا يمر دون «إثارة» رغم أن هناك من أخطأ وكرر الخطأ وكانت ردة الفعل أقل بكثير مما ووجه به بدر ... أليس هذا قدر النجوم؟

لم نعهد في جزء من جماهير القادسية الجحود وهي التي تتغنى إلى اليوم بأمجاد وعطاءات نجومها السابقين وتفاخر بها على جماهير الأندية الأخرىن فما بالنا والأمر يتعلق بنجمها المطلق في الـ12 عاماً الأخيرة؟

جماهير القادسية مارست ضغطاً على الإدارة لمعاقبة المطوع - وهذا حق أصيل لا ينازعها فيه أحد - لكن وقبل أن تنجرف إدارة «الأصفر» مع تيار الانتقام من اللاعب، هل تساءلت عن سبب ما قام به في المباراة مع اتفاقنا معها بأنه لم يكن تصرفاً مناسباً لا على صعيد الزمان ولا المكان؟

هل ما حدا بالمطوع للقيام بهذا التصرف هو التعالي على الزملاء أم أنه كان بدافع الغيرة على الفريق ومصلحته لكن الانفعال خانه؟!

هناك نادٍ كبير منافس للقادسية كثيراً ما تعرض لمواقف محرجة بسبب حماسة أحد نجومه واتخذت إدارته مراراً إجراءات وعقوبات بحقه لكن من دون تشهير أو مساس بكرامته. هي تعاملت مع الحدث بمسؤولية، فلا النادي خسر نجماً ذا قيمة ولا هو خسر ناديه وجمهوره.

جمهور القادسية ... إدارة القادسية ... البعض من المتصيدين ... خفّوا على المطوع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي