ملامح تسوية «غير مضمونة» لحلّ عقدة عون وتعويم الحكومة
«منازلة جديدة» للحِراك الاحتجاجي مع السلطة في بيروت
سلام معزّياً الشيخ محمد بن راشد بوفاة نجله
تنازعتْ الوضع الداخلي في لبنان في الساعات الأخيرة موجات سباقٍ حادّ بين الجهود الحثيثة لإحداث انفراجاتٍ من شأنها احتواء الاحتقانات المتصاعدة شعبياً وسياسياً من جهة، وازدياد التعقيدات أمام هذه المحاولات إن في الشارع او في السياسة من جهة أخرى.
وتزامنا مع التظاهرة الجديدة التي نظّمتها جماعات الحِراك المدني مساء امس بين منطقة برج حمود ووسط بيروت، اخترقت المشهد المأزوم معالم مساعٍ متقدمة للمضي في مسارٍ انفراجي ولو محدود لخّصته مصادر وزارية في حكومة الرئيس تمام سلام عبر «الراي» بأنه يقوم على ركيزتين ويبدو انه يحظى برعايات سياسية مختلفة من فريقيْ 14 آذار و8 آذار والرئيسين سلام ونبيه بري.
وتتمثّل هاتان الركيزتان اولاً في التوافق السياسي المدعوم من موافقات أهلية وبلدية أمكن التوصل اليها في الأيام الأخيرة، على الشروع من مطلع هذا الاسبوع في تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات، بما يتيح للمرة الاولى منذ اكثر من شهرين من عمر هذه الأزمة، نقل أكداس النفايات من بيروت وجبل لبنان الى المطامر المحددة في الخطة، وفتْح مطمر الناعمة مجدداً لمدة اسبوع واحد، بالتزامن مع فتح المطامر الأخرى في مناطق أخرى وبينها عكار.
اما الركيزة الثانية، فهي تحريك المساعي لإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء والتوافق على آليته، من خلال التوصل الى تفاهم جديد على موضوع الترفيعات العسكرية الذي يكفل حلّ عقدة مطالبة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، بترفيع صهره العميد شامل روكز الى رتبة لواء قبل إحالته على التقاعد في منتصف اكتوبر المقبل.
وقالت المصادر الوزارية في هذا السياق ان «الاتصالات التي تكثفت السبت وتلاحقت امس سعت الى توجيه رسائل مهدّئة الى العماد عون قبل إلقائه خطابه مساء امس في مجمع بلاتيا في منطقة ساحل علما في جونية لمناسبة تسلُّم صهره الآخر الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر». اذ سبق هذا الاحتفال تسريبات من الجانب العوني بأن «الجنرال» سيعلن موقفاً حاداً يقطع عبره مشاركته في الحوار الجاري في مجلس النواب والذي تُعقد جولته الثالثة غداً عشية عيد الأضحى وقبل مغادرة الرئيس سلام الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة وترؤس اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان.
وكشفت المصادر لـ «الراي» ان وزير التربية الياس ابو صعب المقرب من عون، لعب دور الوسيط في نقل الأفكار والاقتراحات والمساعي بين كل من الرئيسين بري وسلام وكذلك النائب وليد جنبلاط، وايصالها الى العماد عون. ذلك ان ابو صعب كان التقى بري الجمعة، ونقل اليه دعوة من عون لحضور احتفال تسلم باسيل رئاسة «التيار الحر»، وكانت مناسبة طُرحت خلالها مجموعة أفكار منعاً لبلوغ عون قرار مقاطعة الحوار، التي في حال حصولها ستسدد ضربة لبري سياسياً وتنهي التجربة الحوارية في اول انطلاقتها.
كما ان ابو صعب توجّه امس بمعيّة الرئيس سلام الى دبي لتقديم التعازي لحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوفاة نجله الشيخ راشد، وشكل ذلك ايضاً فرصة جديدة نقل عبرها وزير التربية الى عون خلاصات تبلّغها من رئيس الحكومة في شأن اعادة تفعيل الحكومة.
ويبدو ان مسألة الترفيعات العسكرية أعيد تحريكها من خلال صيغة تضمن تمديد خدمة العميد روكز من دون ان تؤثر سلباً على الجيش، وكذلك بما يفترض ان يزيل تحفظات الوزراء المحسوبين على الرئيس ميشال سليمان الذي وضع شروطاً يبدو انها مطابقة تماماً للتحفظات التي تبديها قيادة الجيش عن الترفيعات، في حال انحصرت بعدد محدود من الضباط العمداء. وجرى التداول في هذا السياق، بصيغة تعتمد تمديد الخدمة لسائر العمداء لمدة سنة وليس لثلاثة عمداء فقط باعتبار ان ثمة 13 عميدا يتقدمون روكز في أحقية الأقدمية للترفيع الى رتبة لواء، ولكن هذه الصيغة لا تزال قيد التداول بسلبياتها وإيجابياتها.
وفي اي حال تقول المصادر الوزارية انه يصعب الحديث بعد عن رؤية واضحة للاتجاهات التي ستسلكها هذه المحاولات في انتظار الساعات المقبلة، ولكن العامل البارز فيها يتمثل في استشعار المعنيين السياسيين بأن الواقع المأزوم بلغ مرحلة شديدة الحساسية والخطورة وانه لا بد من تنفيس الاحتقانات عبر إعادة تحريك العمل الحكومي بالدرجة الاولى لان الحكومة وحدها مغطاة بتوافق الحد الأدنى الذي يمكّنها من ان تواجه الحراك في الشارع ومعالجة الأزمات الأشد الحاحاً.
ومن هنا برزت ملامح توافقات بين بري وسلام وجنبلاط وكذلك من ورائهما «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله»، على ايجاد حلّ لعقدة عون في الترفيعات، كمدخل لإعادة تفعيل الحكومة وحمل «الجنرال» على تأجيل قراره بمقاطعة الحوار على امل ان تؤدي هذه المحاولة الى تثمير نتائج الحوار أقلّه في تحريك عمل الحكومة ومجلس النواب ما دام اي احتمال لإحداث ثغرة في الأزمة الرئاسية مستبعد تماماً.
كما علمت «الراي» ان رسائل وُجهت الى عون ودعتْه الى عدم التعاطي مع قرار استدعاء مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل من الاحتياط لمدة ستة أشهر على انه «استفزاز» له ولا سيما ان اعتراضاته السابقة على التمديد لكل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان والأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير (في 6 يوليو الفائت) لم تنته تداعياتها بعد. علماً ان يوم امس شهد انتهاء مفعول القرار الذي كان صدر سابقاً بتأجيل تسريح مدير المخابرات من الجيش لغاية 20/9/2015، وسط قرار واضح، وبتأييد خارجي، برفض إحداث اي تغيير في القيادة العسكرية وهو ما حتّم استدعاء فاضل من الاحتياط.
وتَزامنت هذه المناخات مع التظاهرة التي نظّمها الحِراك المدني عصر امس والتي سبقتها خطة أمنية لمواكبتها بما يتلاءم ومسارها «الشائك» الذي يشتمل على مكب برج حمود (يشكل جزءاً من خطة شهيّب للنفايات) وشركة كهرباء لبنان ومقر شركة «سوكلين» (للنفايات) وصولاً الى «ساحة النجمة» في وسط بيروت الذي كان شهد اول من امس وتحديداً في ساحة «رياص الصلح» نشاطاً اعتراضياً حمل اسم سوق «ابو رخوصة» وذلك رداً على اتهامات من هيئات اقتصادية للحِراك بأنه يسعى الى تحطيم صورة وسط العاصمة و«سوليدير» كمعلم سياحي رائد مع رفْض تحويله الى ما يشبه «ابو رخوصة».
وترافقتْ التظاهرة مع مخاوف متصاعدة في بيروت من إمكان وجود نية لأطراف ما بالدخول على خط الحِراك لاستدراج صِدام دموي مع القوى الامنية من شأنه ان يتسبب بفوضى تؤدي الى ما يشبه إعلان حال طوارىء يبنى عليها سياسياً.
وتزامنا مع التظاهرة الجديدة التي نظّمتها جماعات الحِراك المدني مساء امس بين منطقة برج حمود ووسط بيروت، اخترقت المشهد المأزوم معالم مساعٍ متقدمة للمضي في مسارٍ انفراجي ولو محدود لخّصته مصادر وزارية في حكومة الرئيس تمام سلام عبر «الراي» بأنه يقوم على ركيزتين ويبدو انه يحظى برعايات سياسية مختلفة من فريقيْ 14 آذار و8 آذار والرئيسين سلام ونبيه بري.
وتتمثّل هاتان الركيزتان اولاً في التوافق السياسي المدعوم من موافقات أهلية وبلدية أمكن التوصل اليها في الأيام الأخيرة، على الشروع من مطلع هذا الاسبوع في تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات، بما يتيح للمرة الاولى منذ اكثر من شهرين من عمر هذه الأزمة، نقل أكداس النفايات من بيروت وجبل لبنان الى المطامر المحددة في الخطة، وفتْح مطمر الناعمة مجدداً لمدة اسبوع واحد، بالتزامن مع فتح المطامر الأخرى في مناطق أخرى وبينها عكار.
اما الركيزة الثانية، فهي تحريك المساعي لإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء والتوافق على آليته، من خلال التوصل الى تفاهم جديد على موضوع الترفيعات العسكرية الذي يكفل حلّ عقدة مطالبة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، بترفيع صهره العميد شامل روكز الى رتبة لواء قبل إحالته على التقاعد في منتصف اكتوبر المقبل.
وقالت المصادر الوزارية في هذا السياق ان «الاتصالات التي تكثفت السبت وتلاحقت امس سعت الى توجيه رسائل مهدّئة الى العماد عون قبل إلقائه خطابه مساء امس في مجمع بلاتيا في منطقة ساحل علما في جونية لمناسبة تسلُّم صهره الآخر الوزير جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر». اذ سبق هذا الاحتفال تسريبات من الجانب العوني بأن «الجنرال» سيعلن موقفاً حاداً يقطع عبره مشاركته في الحوار الجاري في مجلس النواب والذي تُعقد جولته الثالثة غداً عشية عيد الأضحى وقبل مغادرة الرئيس سلام الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة وترؤس اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان.
وكشفت المصادر لـ «الراي» ان وزير التربية الياس ابو صعب المقرب من عون، لعب دور الوسيط في نقل الأفكار والاقتراحات والمساعي بين كل من الرئيسين بري وسلام وكذلك النائب وليد جنبلاط، وايصالها الى العماد عون. ذلك ان ابو صعب كان التقى بري الجمعة، ونقل اليه دعوة من عون لحضور احتفال تسلم باسيل رئاسة «التيار الحر»، وكانت مناسبة طُرحت خلالها مجموعة أفكار منعاً لبلوغ عون قرار مقاطعة الحوار، التي في حال حصولها ستسدد ضربة لبري سياسياً وتنهي التجربة الحوارية في اول انطلاقتها.
كما ان ابو صعب توجّه امس بمعيّة الرئيس سلام الى دبي لتقديم التعازي لحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوفاة نجله الشيخ راشد، وشكل ذلك ايضاً فرصة جديدة نقل عبرها وزير التربية الى عون خلاصات تبلّغها من رئيس الحكومة في شأن اعادة تفعيل الحكومة.
ويبدو ان مسألة الترفيعات العسكرية أعيد تحريكها من خلال صيغة تضمن تمديد خدمة العميد روكز من دون ان تؤثر سلباً على الجيش، وكذلك بما يفترض ان يزيل تحفظات الوزراء المحسوبين على الرئيس ميشال سليمان الذي وضع شروطاً يبدو انها مطابقة تماماً للتحفظات التي تبديها قيادة الجيش عن الترفيعات، في حال انحصرت بعدد محدود من الضباط العمداء. وجرى التداول في هذا السياق، بصيغة تعتمد تمديد الخدمة لسائر العمداء لمدة سنة وليس لثلاثة عمداء فقط باعتبار ان ثمة 13 عميدا يتقدمون روكز في أحقية الأقدمية للترفيع الى رتبة لواء، ولكن هذه الصيغة لا تزال قيد التداول بسلبياتها وإيجابياتها.
وفي اي حال تقول المصادر الوزارية انه يصعب الحديث بعد عن رؤية واضحة للاتجاهات التي ستسلكها هذه المحاولات في انتظار الساعات المقبلة، ولكن العامل البارز فيها يتمثل في استشعار المعنيين السياسيين بأن الواقع المأزوم بلغ مرحلة شديدة الحساسية والخطورة وانه لا بد من تنفيس الاحتقانات عبر إعادة تحريك العمل الحكومي بالدرجة الاولى لان الحكومة وحدها مغطاة بتوافق الحد الأدنى الذي يمكّنها من ان تواجه الحراك في الشارع ومعالجة الأزمات الأشد الحاحاً.
ومن هنا برزت ملامح توافقات بين بري وسلام وجنبلاط وكذلك من ورائهما «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله»، على ايجاد حلّ لعقدة عون في الترفيعات، كمدخل لإعادة تفعيل الحكومة وحمل «الجنرال» على تأجيل قراره بمقاطعة الحوار على امل ان تؤدي هذه المحاولة الى تثمير نتائج الحوار أقلّه في تحريك عمل الحكومة ومجلس النواب ما دام اي احتمال لإحداث ثغرة في الأزمة الرئاسية مستبعد تماماً.
كما علمت «الراي» ان رسائل وُجهت الى عون ودعتْه الى عدم التعاطي مع قرار استدعاء مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل من الاحتياط لمدة ستة أشهر على انه «استفزاز» له ولا سيما ان اعتراضاته السابقة على التمديد لكل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان والأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير (في 6 يوليو الفائت) لم تنته تداعياتها بعد. علماً ان يوم امس شهد انتهاء مفعول القرار الذي كان صدر سابقاً بتأجيل تسريح مدير المخابرات من الجيش لغاية 20/9/2015، وسط قرار واضح، وبتأييد خارجي، برفض إحداث اي تغيير في القيادة العسكرية وهو ما حتّم استدعاء فاضل من الاحتياط.
وتَزامنت هذه المناخات مع التظاهرة التي نظّمها الحِراك المدني عصر امس والتي سبقتها خطة أمنية لمواكبتها بما يتلاءم ومسارها «الشائك» الذي يشتمل على مكب برج حمود (يشكل جزءاً من خطة شهيّب للنفايات) وشركة كهرباء لبنان ومقر شركة «سوكلين» (للنفايات) وصولاً الى «ساحة النجمة» في وسط بيروت الذي كان شهد اول من امس وتحديداً في ساحة «رياص الصلح» نشاطاً اعتراضياً حمل اسم سوق «ابو رخوصة» وذلك رداً على اتهامات من هيئات اقتصادية للحِراك بأنه يسعى الى تحطيم صورة وسط العاصمة و«سوليدير» كمعلم سياحي رائد مع رفْض تحويله الى ما يشبه «ابو رخوصة».
وترافقتْ التظاهرة مع مخاوف متصاعدة في بيروت من إمكان وجود نية لأطراف ما بالدخول على خط الحِراك لاستدراج صِدام دموي مع القوى الامنية من شأنه ان يتسبب بفوضى تؤدي الى ما يشبه إعلان حال طوارىء يبنى عليها سياسياً.