نبارك للزعيم الفلسطيني أبو مازن الانجاز غير المسبوق الذي حققه للشعب الفلسطيني أن تمكن من رفع العلم الفلسطيني على مبنى الامم المتحدة من ضمن المنظمات غير الاعضاء وغير المعترف بها رسميا، أسوة بالفاتيكان.
وقد جاء هذا الانجاز بعد 67 سنة من احتلال فلسطين وآلاف الضحايا الذين سقطوا، وشعارات كثيرة وتحركات واسعة !
ونتوقع أن يستطيع ابو مازن تحقيق انجازه الثاني بعد ستين سنة أخرى بان يعزف النشيد الوطني الفلسطيني داخل مبنى الامم المتحدة !
وليتذكر ابو مازن بان الامم المتحدة التي تصدقت عليه اليوم برفع العلم الفلسطيني على مبانيها هي من اصدر قرار التقسيم في 29 نوفمبر 1947، واعطت الدولة اليهودية المغتصبة 55 في المئة من ارض فلسطين، وقد انسحب المندوبون العرب من الاجتماع الذي تم فيه بيع فلسطين لليهود واعطاء من لا ارض له ارضا لا يملكها !
وقد علق وزير الدفاع الاميركي انذاك (جيمس فورستل) في مذكراته على ذلك الموضوع بالقول: «ان الطرق المستخدمة للضغط والاكراه في نطاق الامم المتحدة كانت فضيحة» !
وليت الكيان الصهيوني اكتفى بتلك الغنيمة الباردة وانما درسنا جميعا ما فعلته اسرائيل بالشعب الفلسطيني منذ قرار التقسيم، فقد شنت الهجمات والحروب ضد الدول العربية، واستولى اليهود على غالبية فلسطين وجزء من مصر وسورية في عام 1967، واعلنت القدس عاصمة ابدية لها، ثم انشأت كيانين هزيلين هما الضفة الغربية وقطاع غزة، واشعلت بينهما الفتن وجردتهما من كل شيء!
اليوم ونحن نشاهد الهجوم الاسرائيلي على المسجد الاقصى واطلاق الغاز والرصاص المطاطي على المصلين، فاننا لا نستغرب ذلك بل هو جزء من المخطط الخبيث لهدم الاقصى الذي لن يتوانى اليهود عن تنفيذه ولكن مع التمهيد له بتلك الاعمال لكي يتقبل الناس تلك الخطوة!
إن الاستنكار والشجب وغيرهما لن تغير من الواقع شيئا، فلابد من الغاء جميع مظاهر الذل والاستسلام التي تحدث في فلسطين، ولابد من تشجيع الفلسطينيين على العصيان المدني واحياء الانتفاضة كما حدث في السابق، فلعل العالم يدرك حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فهذا اضعف الايمان، ولابد من مساندة كل من يتصدى للغطرسة اليهودية، ومساندة المرابطين في المسجد الاقصى بدلا من الوقوف مع الانظمة العربية التي تتعاون مع الكيان الصهيوني وتعينه على تدمير الفلسطينيين.
ولابد من البدء برأس الافعى الذي يتسبب بجميع مصائب العرب والمسلمين وهي الولايات المتحدة الاميركية، فلولاها لما كان لاسرائيل أن تفعل ما فعلته بنا!
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
انتركهم يغصبون العروبة
مهد الابوة والسؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف
يجيبون صوتا لنا أو صدى
فجرد حسامك من غمده
فليس له بعد أن يغمدا
وقبّل شهيدا على ارضها
دعا باسمها الله واستشهدا
د. وائل الحساوي