«14 آذار» تحذّر من مسعى لإسقاط الحكومة حتى تتحول طاولة الحوار إلى «مؤتمر تأسيسي»
«المستقبل» يسائل «حزب الله» عن التحريض على «سوليدير»
تصاعد ت معالم الإرباك والعجز والفوضى الواسعة في المشهد الداخلي في لبنان عشية أسبوع آخر من التحركات والمحطات السياسية، في وقتٍ عادت أزمة النفايات المتمادية الى نقطة الصفر.
فبعدما جرت مواجهة الخطة التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب لإنهاء معضلة النفايات، ووافق عليها مجلس الوزراء، برفضٍ واسع في المناطق المحددة لاعتماد مطامر صحية فيها، والتي أُتبعت بتحركات جديدة لجماعات الاحتجاج المدني استهدفت مجمعات بحرية في بيروت، ارتسمت ملامح دفعٍ للأمور نحو مزيد من التعقيد والتصعيد، أثارت تساؤلاتٍ قلقة حول مسار التطورات، وما اذا كان ما يجري نتاج حمى الاحتجاجات التي تُسقِط كل ما تتخذه الحكومة من قرارات، ام ان هناك ما يتجاوز ذلك للدفع بالوضع نحو ذروات تصعيدية لأهداف سياسية أبعد.
ولعل أبلغ اختصار لهذا الإرباك يتمثل في ضياعٍ ساد في الساعات الـ 48 الأخيرة حيال ما يمكن فعله لإعادة احتواء الرفض المتصاعد لخطة شهيب، والذي برز مع عدم بلورة اي اتجاه بعد لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد لإعادة مناقشة الموقف من الخطة المعطَّلة.
ولفتت مصادر وزارية مطلعة عبر «الراي» الى ان الساعات المقبلة يمكن ان تُبَلْور الخطوة التي سيتخذها رئيس الحكومة تمام سلام، إما بالدعوة الى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، وإما بالتريث في انتظار تمرير محطتين، هما جولة الحوار الجديدة المقررة بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء غد الثلاثاء، ومن ثم جولة الحوار الموسّع الثانية في مجلس النواب الاربعاء عَل المحطتين تُحدِثان خرقاً ما يكون من شأنه الانعكاس ايجاباً على الحكومة.
وكشفت المصادر في هذا السياق ان شكوكاً كبيرة أثيرت لدى فريق 14 آذار، بعد اتساع موجة الرفض لخطة شهيّب وأن بعض أفرقاء هذا الفريق، ولا سيما منهم تيار «المستقبل» يتهم «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و«حزب الله» بتزكية الحالة الرافضة لها، في عدد من المناطق بعدما اكتسب موقف وزيريْ التيار والحزب في الجلسة التي أقرت هذه الخطة، طابعاً ملتبساً كان أقرب الى المعارضة المقنّعة.
وكان الاكثر تعبيراً في هذا السياق، ما كتبه منسق الامانة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيْد عبر «تويتر» اذ اعلن «ان تحسين او تطوير خطة وزير الزراعة مقبول، إما اسقاطها فيدل على سوء نية وارادة لاسقاط الحكومة حتى تتحول طاولة الحوار إلى مؤتمر تأسيسي كما يريد حزب الله والنائب ميشال عون»، مشيراً الى ان «الاعتراض كان على النفايات، وها هو يتطور الى سوليدير ومطار بيروت في مناخ مشحون بالحقد، ونحذر لان النار في العودين تذكى وان الحرب اولها كلام!».
وتشير المصادر الوزارية نفسها الى ان جولة الحوار غداً بين «المستقبل» و«حزب الله» مرشحة لان تشهد مساءلة صريحة من جانب «المستقبل» للحزب في هذا الشأن، من منطلق البحث في تداعيات التحركات الاحتجاجية، او بعضها، على الاستقرار الداخلي. وتردد في هذا السياق ان «المستقبل» سيواجه «حزب الله» في موضوع تحريضه على استهداف وسط بيروت وشركة «سوليدير» من جانب جماعات متظاهرة، بعدما صدرت تصريحات علنية واضحة من نواب ومسؤولين في الحزب، تحرّض على «سوليدير» والرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتقول المصادر الوزارية ان هذا الشق بات يتخذ جانباً خطراً من جوانب التصعيد السياسي، يضاف اليه الشك الواسع في النيات الحقيقية لتحالف «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» من خلال موقفهما الملتبس من خطة شهيّب، وما يتردّد عن ربطه بالمقايضة التي فشلت حتى الآن لتمرير موضوع الترقيات لعدد من العمداء في الجيش، ومن بينهم صهر العماد عون العميد شامل روكز الى رتبة لواء بما يسمح بتمديد بقائه في الخدمة العسكرية، قبل موعد احالته على التقاعد في اكتوبر المقبل اي بعد أسابيع قليلة.
ولفتت المصادر الى ان هذا الأمر يتخذ بُعداً جدياً في شدّ الحبال داخل الحكومة وخصوصاً ان الاجراءات لإحالة العميد روكز على التقاعد بدأت فعلاً، وان هناك سباقاً مع الوقت القصير المتبقي لاستدراك التسوية التي تقضي بترفيع الضباط، وإلا فان معركة العضّ على الأصابع ستتخذ منحى تصعيدياً اضافياً.
وتقول المصادر ان التعويل على مناخات «مرطِّبة» من حلقة حوار مجلس النواب تبدو متواضعة ومحدودة، اذ ان الرئيس بري وحده يبدو متفائلاً بآفاق هذا الحوار، وهو يردّد امام زواره ان هذا الحوار سيُنتِج في النهاية من دون ان يفصح عن سرّ امتلاكه معطيات تقود الى هذه الخلاصة.
وتشير المصادر الى ان المعطيات الاقليمية التي يبدو بري مراهناً عليها بالدرجة الاولى، ربما تكون واقعية ولكنها ذات افق بعيد المدى، ولذا لا يشاطره كثيرون من أهل الحوار أنفسهم هذا التفاؤل، أقلّه لجهة الأزمات الموْضعية التي تُحكِم بحصارها راهناً على البلاد، والتي تتداخل فيها لعبة العضّ على الاصابع بين الافرقاء السياسيين والمناخ المضطرب الذي تثيره تحركات الجماعات الاحتجاجية، والتي بدأت تثير مخاوف من اتجاهات غوغائية على غرار ما حصل السبت في اقتحام بعض هذه الجماعات تجمعات بحرية على الخط البحري بين منطقة زيتونة باي والروشة.
وفي سياق غير بعيد، لفتت دعوة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط خلال حفل تكريمي وداعي أقامه للسفير الاميركي ديفيد هيل، في المختارة، لمناسبة قرب مغادرته لبنان الى «تطبيق مشروع أكرم شهيب لإنهاء أزمة النفايات»، معلناً انه «في ما يخص رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، يبدو أننا بحاجة لأحد ما ليأخذنا إلى دوحة جديدة أو إلى جزيرة ما في الخليج أو إلى المحيط الهندي لنعالج الأمر. نأمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الانتظار».
أما هيل، الذي من المقرر ان ينتقل في وقت لاحق الى باكستان، فردّ بكلام عبّر عن الموقف الاميركي من الاولويات لبنانياً التي تبدأ بانتخابات الرئاسة، اذ تمنى «أن يتم تفعيل عمل الحكومة وأن يُنتخب رئيس جديد وأن تجرى انتخابات نيابية جديدة، فهذه المسائل ضرورية جداً».
فبعدما جرت مواجهة الخطة التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب لإنهاء معضلة النفايات، ووافق عليها مجلس الوزراء، برفضٍ واسع في المناطق المحددة لاعتماد مطامر صحية فيها، والتي أُتبعت بتحركات جديدة لجماعات الاحتجاج المدني استهدفت مجمعات بحرية في بيروت، ارتسمت ملامح دفعٍ للأمور نحو مزيد من التعقيد والتصعيد، أثارت تساؤلاتٍ قلقة حول مسار التطورات، وما اذا كان ما يجري نتاج حمى الاحتجاجات التي تُسقِط كل ما تتخذه الحكومة من قرارات، ام ان هناك ما يتجاوز ذلك للدفع بالوضع نحو ذروات تصعيدية لأهداف سياسية أبعد.
ولعل أبلغ اختصار لهذا الإرباك يتمثل في ضياعٍ ساد في الساعات الـ 48 الأخيرة حيال ما يمكن فعله لإعادة احتواء الرفض المتصاعد لخطة شهيب، والذي برز مع عدم بلورة اي اتجاه بعد لدعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد لإعادة مناقشة الموقف من الخطة المعطَّلة.
ولفتت مصادر وزارية مطلعة عبر «الراي» الى ان الساعات المقبلة يمكن ان تُبَلْور الخطوة التي سيتخذها رئيس الحكومة تمام سلام، إما بالدعوة الى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، وإما بالتريث في انتظار تمرير محطتين، هما جولة الحوار الجديدة المقررة بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، في مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء غد الثلاثاء، ومن ثم جولة الحوار الموسّع الثانية في مجلس النواب الاربعاء عَل المحطتين تُحدِثان خرقاً ما يكون من شأنه الانعكاس ايجاباً على الحكومة.
وكشفت المصادر في هذا السياق ان شكوكاً كبيرة أثيرت لدى فريق 14 آذار، بعد اتساع موجة الرفض لخطة شهيّب وأن بعض أفرقاء هذا الفريق، ولا سيما منهم تيار «المستقبل» يتهم «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و«حزب الله» بتزكية الحالة الرافضة لها، في عدد من المناطق بعدما اكتسب موقف وزيريْ التيار والحزب في الجلسة التي أقرت هذه الخطة، طابعاً ملتبساً كان أقرب الى المعارضة المقنّعة.
وكان الاكثر تعبيراً في هذا السياق، ما كتبه منسق الامانة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيْد عبر «تويتر» اذ اعلن «ان تحسين او تطوير خطة وزير الزراعة مقبول، إما اسقاطها فيدل على سوء نية وارادة لاسقاط الحكومة حتى تتحول طاولة الحوار إلى مؤتمر تأسيسي كما يريد حزب الله والنائب ميشال عون»، مشيراً الى ان «الاعتراض كان على النفايات، وها هو يتطور الى سوليدير ومطار بيروت في مناخ مشحون بالحقد، ونحذر لان النار في العودين تذكى وان الحرب اولها كلام!».
وتشير المصادر الوزارية نفسها الى ان جولة الحوار غداً بين «المستقبل» و«حزب الله» مرشحة لان تشهد مساءلة صريحة من جانب «المستقبل» للحزب في هذا الشأن، من منطلق البحث في تداعيات التحركات الاحتجاجية، او بعضها، على الاستقرار الداخلي. وتردد في هذا السياق ان «المستقبل» سيواجه «حزب الله» في موضوع تحريضه على استهداف وسط بيروت وشركة «سوليدير» من جانب جماعات متظاهرة، بعدما صدرت تصريحات علنية واضحة من نواب ومسؤولين في الحزب، تحرّض على «سوليدير» والرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتقول المصادر الوزارية ان هذا الشق بات يتخذ جانباً خطراً من جوانب التصعيد السياسي، يضاف اليه الشك الواسع في النيات الحقيقية لتحالف «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» من خلال موقفهما الملتبس من خطة شهيّب، وما يتردّد عن ربطه بالمقايضة التي فشلت حتى الآن لتمرير موضوع الترقيات لعدد من العمداء في الجيش، ومن بينهم صهر العماد عون العميد شامل روكز الى رتبة لواء بما يسمح بتمديد بقائه في الخدمة العسكرية، قبل موعد احالته على التقاعد في اكتوبر المقبل اي بعد أسابيع قليلة.
ولفتت المصادر الى ان هذا الأمر يتخذ بُعداً جدياً في شدّ الحبال داخل الحكومة وخصوصاً ان الاجراءات لإحالة العميد روكز على التقاعد بدأت فعلاً، وان هناك سباقاً مع الوقت القصير المتبقي لاستدراك التسوية التي تقضي بترفيع الضباط، وإلا فان معركة العضّ على الأصابع ستتخذ منحى تصعيدياً اضافياً.
وتقول المصادر ان التعويل على مناخات «مرطِّبة» من حلقة حوار مجلس النواب تبدو متواضعة ومحدودة، اذ ان الرئيس بري وحده يبدو متفائلاً بآفاق هذا الحوار، وهو يردّد امام زواره ان هذا الحوار سيُنتِج في النهاية من دون ان يفصح عن سرّ امتلاكه معطيات تقود الى هذه الخلاصة.
وتشير المصادر الى ان المعطيات الاقليمية التي يبدو بري مراهناً عليها بالدرجة الاولى، ربما تكون واقعية ولكنها ذات افق بعيد المدى، ولذا لا يشاطره كثيرون من أهل الحوار أنفسهم هذا التفاؤل، أقلّه لجهة الأزمات الموْضعية التي تُحكِم بحصارها راهناً على البلاد، والتي تتداخل فيها لعبة العضّ على الاصابع بين الافرقاء السياسيين والمناخ المضطرب الذي تثيره تحركات الجماعات الاحتجاجية، والتي بدأت تثير مخاوف من اتجاهات غوغائية على غرار ما حصل السبت في اقتحام بعض هذه الجماعات تجمعات بحرية على الخط البحري بين منطقة زيتونة باي والروشة.
وفي سياق غير بعيد، لفتت دعوة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط خلال حفل تكريمي وداعي أقامه للسفير الاميركي ديفيد هيل، في المختارة، لمناسبة قرب مغادرته لبنان الى «تطبيق مشروع أكرم شهيب لإنهاء أزمة النفايات»، معلناً انه «في ما يخص رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، يبدو أننا بحاجة لأحد ما ليأخذنا إلى دوحة جديدة أو إلى جزيرة ما في الخليج أو إلى المحيط الهندي لنعالج الأمر. نأمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الانتظار».
أما هيل، الذي من المقرر ان ينتقل في وقت لاحق الى باكستان، فردّ بكلام عبّر عن الموقف الاميركي من الاولويات لبنانياً التي تبدأ بانتخابات الرئاسة، اذ تمنى «أن يتم تفعيل عمل الحكومة وأن يُنتخب رئيس جديد وأن تجرى انتخابات نيابية جديدة، فهذه المسائل ضرورية جداً».