ولي رأي

«ما نبي» غيركم

تصغير
تكبير
«ما نبي» غير الصباح حكاماً لنا، قلناها سراً وعلانية، بالعسر واليسر، أحراراً وتحت الاحتلال، داخل وخارج الكويت، فبيننا وبينهم بيعة لا تُلغى ولا تُجدد ولا نهاية لها، واليوم نعاني كمواطنين من حيرة وخوف من الغد، ونتساءل ولا مجيب لنا من الحكومة.

شريحة من كل مكونات الشعب الكويتي أقصيت بسبب خلاف في الرأي، وبعد أن كانت هي صاحبة الرأي أصبحت هدفاً للهجوم والسخرية، والشماتة، وأظن أنه آن الأوان للمصالحة الداخلية، إن كنا نريد مواجهة ما يحيق بنا من أخطار فيجب علينا أن نكون متحدين.


وفئة غير قليلة منا صدمت بجريمة في حق الوطن وخيانة للشعب، من قبل شرذمة محسوبة عليهم زوراً وهي قليلة العدد والوفاء لكنها أصابتهم بالشعور بالذنب، والخشية من اتهامهم جميعاً بالتعاطف مع هؤلاء ومعاقبتهم بالإقصاء كمن سبقهم، بل وأصبحوا يخافون من عدم الثقة بهم ومطالبتهم بتفسير وتبرير كل عمل يقومون به، وإبداء تأييدهم عند كل كبيرة وصغيرة وذلك أمر مرفوض منا جميعاً، فالمواطنون متساوون بالحقوق والواجبات أمام القانون، «ولا تزر وازرة وزر أخرى».

وما نواجهه اليوم ليس بأزمة اقتصادية، أو كارثة طبيعية، أو حتى جريمة إرهابية، بل هو خطر الزوال، أو على الأقل فوضى عارمة مثلما تعانيه دول الجوار من حولنا، وتلك أمور لا تحل بالمال أو المحاصصة أو المجاملة، بل بالمواجهة والاعتراف بالعلة والعمل مجتمعين على حلها، متكاتفين متعاضدين مبعدين كل من يحاول التدخل في شؤوننا والتبرؤ من كل طرف أو من يتستر عليه خان البلد أو ارتبط بأعدائه.

ولعل أولى خطوات الحل هي المصالحة الداخلية دون الاستماع للظواهر الصوتية الطفيلية، التي تقتات على الفُرقة والفتن، وتنفخ النار في كل مشكلة، والثانية طمأنة الجميع بأن مسطرة العدالة الكويتية واحدة، وسيحاسب المخطئ فقط، وحسب القانون، دون انتقام أو تشفٍ من الأبرياء، أو تخوين أو تشكيك، فهؤلاء وهؤلاء جميعاً هم عيال الكويت.

أما الخطوة الثالثة فهي كبح جماح قلة من أبناء أسرة الحكم تسعى إلى شراء الولاءات وإفساد الذمم طمعاً في مناصب أو كراسٍ لم يحن أوانها بعد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي