«الأزرق» في التصفيات ... رصيد «كامل» وأداء بـ«نواقص»

تصغير
تكبير
مع نهاية الجولة الرابعة لمنافسات المجموعة السابعة للتصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الامارات، يبدو منتخب الكويت في وضعية ممتازة في المنافسة على التأهل الى الدور الحاسم في تصفيات المونديال ونهائيات البطولة القارية بعد ان جمع الحد الاقصى من النقاط بفوزه في مبارياته الثلاث أمام لبنان وميانمار ولاوس توالياً.

يحتل «الازرق» المركز الثاني في المجموعة بفارق هدف واحد عن منتخب كوريا الجنوبية المتصدر والذي سيستضيفه في الجولة المقبلة في 8 أكتوبر المقبل في لقاء قد يرسم ملامح المنافسة على الصدارة وبطاقة التأهل المباشر.

نعم «الازرق» اليوم في وضعية تنافسية مثالية على صعيد الرصيد النقطي، ولكن هل هو في «حال» فنية تتناسب مع هذه الوضعية التنافسية؟

للاجابة على هذا السؤال، يتعين علينا ان نستعيد شريط المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب في التصفيات حتى الآن بدءاً من اللقاء الاول امام المنتخب اللبناني في بيروت.

في ذلك اللقاء، كسر «الازرق» حاجزاً نفسياً لطالما توقف عنده في السنوات الماضية وتجاوز عقبة كؤود بفوزه على اصحاب الارض بهدف متأخر للبديل يوسف ناصر وبصناعة من البديل الآخر بدر المطوع.

امام لبنان استهل «الازرق» المباراة بتشكيلة غير اعتيادية غاب عنها عدد من العناصر الاساسية والمؤثرة وفي مقدمتها قائد الفريق الفعلي المطوع الذي اشركه المدرب التونسي نبيل معلول في الشوط الثاني ليتحسن اداء الفريق ويخطف هدف الفوز في الدقائق الاخيرة عندما كانت المباراة تتجه نحو تعادل مقنع قياساً بمستوى الفريقين.

في هذه المباراة ظهرت بوادر خلل دفاعي خاصة في الجبهة اليسرى التي صال فيها وجال لاعب المنتخب اللبناني حسن معتوق كما اتاح خطأ في التغطية للاعب لبناني التسديد على المرمى في اللحظات الاخيرة من عمر اللقاء، ولولا القائم الذي تصدى لكرته لأدرك اصحاب الارض التعادل.

فوز كبير وهزة دفاعية

اضطر «الازرق» الى شد الرحال الى العاصمة القطرية الدوحة لخوض مباراته الثانية في التصفيات امام ميانمار بعد ان قرر الاتحاد نقل مباريات المنتخب الى خارج الكويت لأسباب إدارية.

وبعد ان خاض معسكراً خارجياً في تركيا، توقعنا تحسناً في الاداء في المباريات التالية خاصة وان خصميه فيهما من منتخبات الصف الأخير في القارة الصفراء.

عاد معلول ليجري تغييرات على التشكيلة فأشرك المطوع ويوسف ناصر وعبدالله البريكي اساسيين واستبعد فهد العنزي الذي عاد الى الكويت وسلطان العنزي وخالد ابراهيم.

ورغم انه واجه منافساً سهلاً دك مرماه بتسعة اهداف، الا ان الدفاع كان مصدر القلق مجدداً بعد ان تمكن مهاجمو ميانمار من اختراقه لأكثر من مرة و واجهوا الحارس سليمان عبدالغفور من دون ان يوفقوا في الاستفادة من هذه الفرص.

انتهت المواجهة بفوز عريض لـ«الازرق» الذي تعيّن عليه ان يرحل الى لاوس من دون فهد الانصاري وعبدالعزيز المشعان الموقوفين وعبدالله البريكي «المتوعك».

سيطرة بلا انتاجية

في لاوس، كانت التوقعات تصب في اتجاه فوز كويتي آخر كبير لاسيما وان اصحاب الارض في مستوى اقل من ميانمار وتلقت شباكهم قبل ايام ثمانية اهداف من الكوريين الجنوبيين.

اضطر معلول الى اجراء تغييرات للمرة الثالثة على التشكيلة الاساسية لتعويض غياب الثلاثي المتخلف عن الرحلة، فأعاد سلطان العنزي ودفع بصالح الشيخ وحسين فاضل.

لم يقدم «الازرق» امام لاوس المستوى المنتظر بل ظهر بأسوأ حالاته منذ انطلاق التصفيات، ولولا هدف يوسف ناصر في الشوط الاول وركلة الجزاء التي سجل منها بدر المطوع في الشوط الثاني لحققت لاوس المغمورة المفاجأة وعطلت انطلاقة منتخب الكويت الذي اكتفى بسيطرة ميدانية بلا فاعلية هجومية.

فرط «الازرق» بفوز «دسم» آخر كان سيضعه في صدارة المجموعة بفارق الاهداف عن المنتخب الكوري الجنوبي ويمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهتهما المرتقبة.

فعلى الصعيد النفسي، المتصدر يتمتع بأفضلية معنوية وذهنية على منافسه حتى ولو كان تصدره بفارق الاهداف فقط.

ومن جديد عادت الاخطاء الدفاعية الى الواجهة وكادت ان تمنح مهاجمي لاوس فرصة تاريخية لاحراز اول اهدافهم في مرمى منتخب الكويت، واصابت محبي «الازرق» بالهلع من مجرد التفكير في مواجهة المنتخب الكوري بمثل هذا الاداء الدفاعي.

في محصلة المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب في التصفيات حتى الآن، ثلاثة انتصارات مهمة بأداء دون المستوى المتوقع، وعدم استقرار على التشكيلة الاساسية وتبديلات متأخرة، وخط دفاع بحاجة الى اعادة بناء.

نبيل «الصبور»

كشفت المباريات الثلاث التي خاضها «الازرق» في التصفيات عن تفضيل المدرب التونسي نبيل معلول اجراء التبديلات في الثلث الأخير من زمن المباريات وانه من نوعية المدربين «الصبورين» على لاعبيه.

ففي المباراة الاولى امام لبنان، اجرى تبديله الاول في الدقيقة 60 عندما اشرك بدر المطوع بدلاً من عبدالعزيز المشعان.

وفي مواجهة ميانمار، انتظر حتى الدقيقة 61 ليدفع بخالد عجب مكان يوسف ناصر وهو التبديل الذي تكرر بالتفاصيل نفسها من حيث الاسماء والتوقيت في المباراة الثالثة امام لاوس.

أفضل انطلاقة منذ 1997

للمرة الأولى في تاريخه، تمكن منتخب الكويت من تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية خارج ارضه في تصفيات تقام بنظام الذهاب والاياب باعتبار انه حل ضيفاً على منتخبي لبنان ولاوس واستضاف منتخب ميانمار في قطر وليس على ارضه.

وتعتبر هذه الانطلاقة الافضل لـ«الازرق» في جميع التصفيات التي خاضها منذ المرحلة الأولى لتصفيات كأس العالم 1998 في الفترة بين ابريل ويونيو 1997 والتي حقق فيها اربعة انتصارات متتالية على حساب منتخبي لبنان وسنغافورة.

معايير أخرى للفقراء

أثارت الحالة السيئة التي كانت عليها ارضية ملعب لاوس الوطني تساؤلات حول معايير اعتماد الملاعب التي تستضيف المباريات التي يشرف عليها الاتحاد الاسيوي لكرة القدم سواء على مستوى الاندية او المنتخبات.

فهل هناك معايير خاصة للدول «الغنية» في القارة تتضمن تشدداً في اعتماد ملاعبها وأخرى اكثر مرونة عند اعتماد الملاعب في الدول الفقيرة... ام ان المعايير واحدة؟

سؤال برسم الاتحاد الاسيوي لكرة القدم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي