معالم في الطريق

الفصام النكد في قضية... الخلية

تصغير
تكبير
مازلنا نراقب الأحداث وتسارعها بعد القبض على خلية العبدلي وما تبعها من أحداث وصولاً إلى توجيه التهم رسمياً من النيابة العامة إلى «حزب الله» وجمهورية إيران بتورطهما في الخلية والمشاركة فيها، وهذه الأحداث على أهميتها وخطورتها من الجانب الأمني في البلاد إلا أنها تكشف العديد من التناقضات والحقائق من بعض الأطراف في المجتمع، وكيف تعاملت مع أمور مختلفة أقل خطراً حسب ما تدعي أو منعدمة الخطورة فصاحبت أحداثاً سابقة في البلاد تتعلق بالحراك السياسي للمعارضة الذي نشط بشكل خاص عند أحداث دخول المجلس مروراً بمسيرات «كرامة وطن» حيث تم التعامل مع هذه الأحداث بأبشع أنواع التعامل في الاتهامات والتخوين مع عدم وجود أي دليل مادي من مخططات أو أسلحة واعترافات وكانت مجرد أحداث ونشاطات لمجاميع من أبناء الوطن تريد أن تعبر عن حجم الفساد وتعطيل القانون والدستور في البلاد حتى وإن اختلف معها البعض بالوسائل، ومن هنا أتعجب من هذا التناقض والفصام النكد في التعامل مع الأحداث الحالية في مشاهد عدة منها:

- لم نجد بياناً ضد الخلية وضد «حزب الله» وإيران من بعض من سموا أنفسهم «دواوين» أهل الكويت من بعض «الرجالات» الذين يحملون في أنفسهم مجموعة عقد نفسية وعصبية وتتحكم فيهم أهواء بعض الكبراء والأعيان.


- كلامهم أن القضاء لم يحكم ضد هؤلاء الأشخاص حتى نتهمهم وفي قضية دخول المجلس كان التخوين والطعون على أشدهما منذ بداية الأحداث حتى بعد البراءة من المحكمة بالدرجة الأولى..!!

- صمت الكثير من وسائل الإعلام عن هذه الأحداث أو تغطيتها بشكل بسيط وضعيف وفيه تهوين للحدث الجلل...!!

- ضعف أو انعدام الحديث عن الخلية الإرهابية من بعض المجاميع والرموز الدينية الموالية للسلطة خاصة في البرامج التلفزيونية وخطب الجمعة مثلما حصل في أحداث المعارضة.

- البيانات الحكومية الرسمية أو تصريحات قيادات الدولة هشة جداً بعكس حدث أبسط بكثير مثل ضرب «الجويهل» بديوان السعدون!!

- التهويل الإعلامي أثناء أحداث الحراك السياسي من بث الأغاني الوطنية واللقاءات والأجواء الصاخبة في الوسائل الأعلامية كأننا في حالة غزو خارجي أو انقلاب وضعف أو انعدام هذه الأمور في أحداث الخلية.

- سكوت القوائم الطلابية والحركات السياسية التي تحتوي على المكون المتهم والمشارك بأحداث الخلية وكأن الأحداث الجارية لا توجد في دولة الكويت!!

هذه مجموعة مشاهد للمقارنة ولو جمعت كل المشاهد والتناقضات لتعبت في جمعها دون الانتهاء... ومن هنا يعتصر القلب حزناً على هذا الواقع الأليم والفصام النكد الذي يبين للأسف أن مجتمعنا يتحرك ضد الخير والشر حسب الأسماء والهوية وليس حسب الخطر الحقيقي والأدلة عليه وشواهده ولذلك أقول إن الوطن يحتاج إلى مصداقية في قياس الأمور والتعامل معها وليس إلى العواطف حتى لا تغرق السفينة...

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي