«استوديو الأربعاء» عرض فيلماً يتناول قصة صعود المغنّي الإنكليزي الشهير

«فرصة واحدة»... حققت أحلام بول بوتس!

تصغير
تكبير
«فرصة واحدة» قد تقلب حياة الإنسان رأساً على عقب، شريطة ألا يدعها تتسرب من بين أصابعه من دون أن يستفيد منها، وأن يكون مؤمناً بها وجاداً في مطاردتها منذ البداية. هذه الفرصة صنعت من بائع في محل للهواتف النقالة أشهر مغني أوبرالي في المملكة المتحدة، ليصبح المغني المفضل لدى ملكة بريطانيا.

هذا هو ملخص فيلم الإنكليزي الأميركي «فرصة واحدة» أو «One Chance»، الذي دعا «استوديو الأربعاء» بالتعاون مع نادي الكويت للسينما، مساء أول من أمس، عشاق الأفلام الرومانسية والكوميدية إلى مشاهدته في مكتبة الكويت الوطنية.

الفيلم من إنتاج العام 2013، وتأليف جاستين زاكهام، فيما تولى مهمة إخراجه الأميركي ديفيد فرانكل، الحائز على جوائز الأوسكار إضافة إلى جائزة «إيمي» عن عدد من الأعمال السينمائية، أشهرها فيلم «الشيطان يرتدي برادا» في العام 2006، فيما تقاسم بطولته الممثل جيمس كوردون الذي جسد دور بول بوتس، والكسندرا روتش جولي بدور زوجته.

«One Chance» عمل اجتماعي رومانسي، لا يخلو من بعض المشاهد الطريفة وكوميديا الموقف، مدته 103 دقائق، وتستند أحداثه إلى قصة واقعية، حول حياة المغني «الويلزي» بول بوتس، الذي بدأ حياته بائعاً في محل للهواتف النقالة، لكنه موهوب جداً ويمتلك صوتاً جهوراً، غير أن حظه العاثر غالباً ما كان يقف له بالمرصاد، ويبدد حلم حياته في الغناء الأوبرالي، حتى سنحت الفرصة التي قلبت حياته رأساً على عقب.

ويصوّر الفيلم كيف كان يغازل الأمل بول بوتس في الانطلاق نحو عالم الغناء، حتى سنحت أمامه فرصة الانتساب إلى أحد المعاهد الموسيقية في إيطاليا، لكنه سرعان ما تعرض لصدمة شديدة عندما عنّفه أستاذه في المعهد، وهو المطرب الأوبرالي العالمي بافاروتي، منتقداً حالة التوتر التي سيطرت على أدائه على خشبة المسرح أثناء الاختبار، وموجهاً إليه أقذع العبارات، بقوله «إن مغني الأوبرا يجب أن يسرق وجدان الجمهور بأحاسيسه الفياضة، أما أنت فليس بحوزتك مفاتيح السراق»!... هذه العبارة أخذت مأخذها الدامي في وجدان بوتس، وأفقدت المغني الحالم ثقته بنفسه وأدائه وبصوته أيضاً، لكن وبالرغم من ذلك فإنه لا يفقد الأمل، فلم ينفك يناضل من أجل الحصول على الفرصة الوحيدة والحقيقية، ليثبت للجميع أنه موهبة خلاقة وبداخله طاقة إبداعية متوهجة.

وفي كل مرة، كان حلم بوتس يتلاشى شيئاً فشيئاً مع الاصطدام بالعراقيل، لاسيما عند ظهور ورم لديه في الفم، ثم تعرضه لحادث سير خلال تجوله على دراجته الهوائية، ما أدى إلى إصابته بكسور متفرقة، فضلاً عن تراكم الديون عليه بسبب غيابه عن العمل لفترة طويلة، لولا وقوف زوجته جولز وصديقه الوفي برادون إلى جانبه في أقسى الظروف، وتشجيعه على نسيان آلام الماضي والنهوض مجدداً لتحقيق غايته في الوصول إلى مبتغاه، حتى جاءت الفرصة المنتظرة، عندما لفت نظره إعلان لبرنامج اكتشاف المواهب «Britain›s Got Talent»، فلم يتردد في الاشتراك في البرنامج لاسيما أنه لا شيء لديه لكي يخسره.

وأخيراً ينجح بول بوتس في تجربة الأداء الأولية، لينتقل إلى المراحل النهائية في البرنامج ويفوز باللقب الغالي عن جدارة واستحقاق، منطلقاً إلى عالم الغناء الأوبرالي من قاعدة جماهيرية صلبة، ومتنقلاً في الدور الأوبرالية العريقة، ليصبح المغني الأوبرالي الأول في المملكة المتحدة والمفضل لدى ملكة بريطانيا.

وأعقب عرض الفيلم ندوة نقاشية أدارتها نيرفين صفوت، وأثنى فيها الحضور على الطاقة الإيجابية التي بعثها الفيلم في النفوس، وحس الفكاهة الراقي الذي يميز الأفلام الإنكليزية، والرسالة الإنسانية التي تضمنها، ودعوته إلى التمسك بالحلم والسعي بدأب إلى تحقيقه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي