الفرقة الأوكرانية وحّدت المشاعر على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

«هريهوري فيريوفكا» ... مسك ختام «صيفي ثقافي 10»

تصغير
تكبير
أثبتت فرقة الجوقة الأوكرانية الوطنية الأكاديمية الشعبية «هريهوري فيريوفكا»، أن الفن لغة عالمية عابرة للحدود والحواجز. واختصرت الفرقة المسافات ووحدت المشاعر من خلال تقديمها فنون الانشاد والموسيقى والرقص الأوكراني الشعبي، في حفل ختام مهرجان «صيفي ثقافي 10»، والذي شهدت خشبة مسرح «عبد الحسين عبد الرضا»، إسدال الستار على فعالياته مساء أمس الأول في ليلة موسيقية متعة.

حضر حفل الختام الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالانابة محمد العسعوسي، وسفير أوكرانيا لدى الكويت فلاديمير توركش، بالاضافة إلى جمهور غفير من الجالية الأوكرانية المقيمة بالكويت، مع حرص عدد من المتذوقين للفن من كافة الجنسيات العربية والغربية على حجز مقاعد لهم.

وافتتحت الأمسية الفنية التي جاءت شاملة بكلمة من السفير الأوكراني، الذي توجه بالشكر إلى القائمين على المهرجان ودعوتهم للفرقة الأوكرانية، معتبرا أن ذلك من شأنه تعزيز الثقافات وتبادل الخبرات، ودليل على حسن وعمق العلاقات بين البلدين.

وعلى الرغم من اختلاف الثقافات واللغات ما بين الفرقة الأوكرانية والحضور الكويتي والعربي، إلاّ أن الجمهور استمتع وتفاعل مع 27 فقرة فنية متنوّعة قدمتها الفرقة خلال الأمسية الختامية.

وبدأت الفرقة الأوكرانية مع موسيقى «إيفاشينكو»، وهي عبارة عن نوع من الرقص الشعبي الأوكراني، يتم من خلاله عرض طقوس الاسترخاء عند الشباب في القرية الأوكرانية، عندما يجتمع الفتيان والفتيات للاستراحة بعد العمل، تبعتها فقرة موسيقى «أفدييفسكي» وهي أغنية وطنية عن الجنود الذين يدافعون عن وطنهم، و«الغابة الخضراء» وهي أغنية شعبية تحكي عن قصة شاب ترك وطنه وبعد سنوات عديدة عاد إليه وهو كهل، لكنه لم ير أحداً إلاّ الغابة الخضراء نفسها، وعقبتها فقرة «الويبرنوم الأحمر في المرج» وهي أغنية تعود إلى بداية القرن العشرين، وتتحدث عن نضال فيلق المشاة الأوكراني «سيش» وجيش التمرّد الأوكراني من أجل تحرير الوطن.

ومن ثم أدّت أوركسترا الفرقة فقرة عبارة عن حزمة من الألحان الشعبية الأوكرانية، أتبعتها بفقرة «الحمامة» وهي رقصة شعبية من منطقة جبال الكاربات وترمز إلى الحب بين الفتاة والشاب، أما الفقرة السابعة فكانت عبارة عن عزف على آلة «باندورا» لموسيقى «ستارينكوف». وصفّق الجمهور بحماس للرقصات الفلكلورية وحيا المغنين والراقصين الذين لم يتخلوا عن لهجتهم الأمّ، لكنهم ورغم ذلك لم يجدوا تلك الصعوبة في التأقلم والامتزاج مع الجمهورالعربي، فقدموا عروضاً متكاملة تداخل فيها الغناء والموسيقى مع الرقصات الشعبية التي تمثل التقاليد التراثية من كل أقاليم أوكرانيا.

واختلفت طبيعة اللوحات الراقصة والموسيقية والغنائية التي قدمتها الفرقة، المؤلفة من 158 عضواً باختلاف طبيعة كل إقليم، فرسموا من خلال أزيائها المختلفة ورقصاتها المتنوعه أشكالاً عكست طبيعة وتقاليد كل أقاليم أوكرانيا.

كذلك كان للعنصر النسائي دور مهم في الأمسية، حيث قدمت الراقصات والمطربات عدداً من اللوحات الغنائية والرقصات الخاصة بالمرأة الأوكرانية، وفي المقابل أدّى العنصر الرجالي رقصات خاصة بالاحتفالات والأعراس الأوكرانية الشعبية، مع اشتراكهم في العديد من اللوحات الأخرى.

وفي ختام الأمسية، قام العسعوسي بتقديم درع تذكارية إلى مدير الفرقة بحضور السفير الأوكراني، وفي المقابل قدّمت الفرقة درعاً للملجس الوطني، ووجّهت كلمة شكر عن طريق أحد أفرادها الذي تحدث باللغة العربية قائلاً: «شكراً للكويت وللمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على إتاحتهم لنا هذه الفرصة للمشاركة وعرض فنوننا الفلكلورية، وأتمنى ألا تكون هذه الزيارة الأخيرة للكويت».

يذكرأن فرقة هريهوري فيريوفكا الأوكرانية الشعبية الأكاديمية الوطنية الشرفية، تأسست في العام 1943، وسميت باسم مديرها بالتأسيس هريهوري فرايهوريفيتش فيريوفكا في العام 1965، وهو العام نفسه الذي نالت فيه الفرقة لقب الشرفية. وفي العام 1971 منحت لقب الأكاديمية لعروضها الرائعة وللهدف الفكري والتعليمي لبرامجها الموسيقية، وفي عام 1997 منحت الفرقة المنزلة الوطنية لمآثرها المعتبرة تجاه حفظ السلام والصداقة بين الدول، وتلقّت الفرقة ميدالية فضية من قنصلية سلام العالم.

وتتألف الفرقة من 158 عضواً، وتشتمل ثلاث مجموعات رئيسية هي الكورس «المنشدون»، والفرقة الموسيقية والراقصون، وكلّ مجموعة منها قادرة على التقديم بشكل كامل للتقاليد التراثية من كل أقاليم أوكرانيا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي