«تهيُّب» لتظاهرة «طلعت ريحتكم» اليوم وعون دعا مناصريه لتحرك منفصل الجمعة المقبل

لبنان «في قبضة» حِراك الشارع ويختبر صمود «قواعد الاشتباك» السياسي

u0644u0628u0646u0627u0646u064a u064au0645u0633u0643 u0628u0627u0644u0633u064au0627u062c u0627u0644u0634u0627u0626u0643 u0627u0644u0630u064a u064au0641u0635u0644 u0628u064au0646 u0633u0627u062du0629 u0627u0644u062au0638u0627u0647u0631 u0648u0627u0644u0642u0635u0631 u0627u0644u062du0643u0648u0645u064a u0641u064a u0628u064au0631u0648u062a (u062f u0628 u0623)
لبناني يمسك بالسياج الشائك الذي يفصل بين ساحة التظاهر والقصر الحكومي في بيروت (د ب أ)
تصغير
تكبير
هل تأخّر المعنيون في لبنان باتخاذ الخطوات الضرورية لاحتواء «الغضبة الشعبية» حيال أزماتٍ بعضها جديد مثل النفايات، وبعضها الآخر مزمن مثل الكهرباء والفساد، ما ينذر بتحويل التظاهرات التي يدعو اليها المجتمع المدني «كرة ثلج» تستقطب كل عناصر المأزق اللبناني الذي هو في جوهره سياسي؟

... وهل التظاهرة المركزية التي تقام اليوم في «ساحة الشهداء» (وسط بيروت) وتنظّمها حملة «طلعت ريحتكم» ستكون مجرّد محطة حاشدة في مسار الحِراك الاعتراضي في الشارع المستمر منذ اسبوع، ام ان محاولات أطراف حزبيين «ركوب الموجة» الشعبية سيحرف الأمور بما يسمح باستخدام «الصوت المدني»، في سياق الدفع «على الحامي»، نحو تحقيق أجندات تتصل بالأزمة السياسية الداخلية المتشابكة بالكامل مع الوقائع في المنطقة؟


... وهل تصحّ المخاوف من ان يكون سبت «طلعت ريحتكم» عابقاً بـ «رائحة» صِدامات أمنية في وسط بيروت ومناطق أخرى قد تشهد تحركات موازية مؤيدة او مضادة يمكن ان يتخللها حرق دواليب، فينتقل الوضع اللبناني برمّته الى مرحلة جديدة من التوتير المفتوح على تصعيد متدرّج ومتدحرج، وفق مقتضيات التسوية المطلوبة فإما تكون تحت سقف توازنات اتفاق الطائف وإما على «أنقاضها»؟

هذه الأسئلة الكبيرة ملأت المشهد السياسي اللبناني، الذي تغرق صالوناته هذه الأيام في محاولة «فك لغز» المنحى الذي انزلقت اليه البلاد، من خلف كل «الخطوط الحمر» المرسومة حول الاستقرار والحكومة، والتحرّي عما اذا كانت «قواعد الاشتباك» التي حكمت الواقع اللبناني منذ تشكيل حكومة «ربْط النزاع» المحلي والاقليمي برئاسة الرئيس تمام سلام ما زالت قائمة، ام ان التحوّلات التي تقف المنطقة على مشارفها في ضوء الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي، باتت تفرض تعديلاً في هذه القواعد، سواء في اتجاه التسابق على «الإطباق» على ساحات نفوذ قبل حلول لحظة «تقاسُمها» على الطاولة او في اتجاه تهيئة الأرضية لتلقُّف التسويات التي تبدأ من الساحات الساخنة مثل اليمن وسورية.

وصدرت مجموعة إشارات عكست تهيُّب غالبية الأفرقاء الداخليين، كما المجتمع الدولي، من أيّ انفلات للأوضاع ينزلق معها لبنان «بلا مكابح» الى الفوضى الكاملة. وأبرز هذه الإشارات:

* استجابة الرئيس سلام لتمني رئيس البرلمان نبيه بري عليه بعد الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اول من امس رغم مقاطعة وزراء العماد ميشال و«حزب الله» (وتيار المردة والطاشناق) ومُرت خلالها بنود معيشية طارئة وملحة، التريث في توجيه دعوة جديدة لانعقاد المجلس، إفساحاً في المجال أمام توصّل المشاورات إلى حلول تضمن حضور الأطراف كافة، واضعاً هذا التمني في سياق «ترَكْنا للصلح مطرح».

وكان بري يشير في ذلك الى المساعي المستمرّة لايجاد مخرج لقضية نحو 70 من المراسيم العادية التي صدرت من دون تواقيع وزراء عون و«حزب الله»، الأمر الذي اعتبره الاول مساً بالشراكة الميثاقية ومصادرة لصلاحية مطلقة لرئيس الجمهورية (موقع شاغر منذ 15 شهراً ونيف)، اضافة الى ملف آلية اتخاذ القرارات دخل الحكومة بالتوافق او الاجماع، وموضوع التعيينات العسكرية لجهة إصرار العماد عون على بلوغ تسوية تضمن إبقاء صهره العميد شامل روكز داخل المؤسسة العسكرية (يحال على التقاعد منتصف اكتوبر) وتالياً حفْظ حظّه بتولي قيادة الجيش خلفاً للعماد جان قهوجي الذي كان مُدد له سنة.

* المعلومات عن دخول جهات ديبلوماسية ومحلية على خط الدفع الى السير بتسوية لملف روكز على قاعدة ترقية 12 عميداً الى رتبة لواء، بما يفتح الباب امام معالجة لواقع الحكومة وايضاً فتح دورة استثنائية للبرلمان.

* الاتصال الذي أجراه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بعون مؤكداً له انه «يعوّل على حكمته في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان»، قبل ان يعرب في تصريح صحافي عن رفضه «إقصاء» العماد عون من خلال قضية المراسيم العادية.

* المعلومات عن ان الرئيس بري يعتزم اطلاق مبادرة في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر التي يشارك فيها غدا في النبطية بالدعوة الى طاولة حوار او مشاورات في مجلس النواب تضمّ قادة الصف الاول على غرار طاولة الحوار او التشاور التي عُقدت العام 2006 في مقرّ البرلمان.

* القمة الروحية التي ستعقد في بكركي الاثنين المقبل والتي عُلم ان البند الرئيسي على جدول أعمالها سيكون «ملء الفراغ الرئاسي» المستمر منذ 25 مايو 2015.

* إعلان العماد ميشال عون في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس ان «التيار الوطني الحر» لن يشارك رسمياً في تظاهرة اليوم في وسط بيروت، بعدما رفض منظّموها اي مشاركة حزبية، داعياً مناصريه الى التظاهر الجمعة المقبل في «ساحة الشهداء»، وذلك للمطالبة بالاصلاحات ومحاربة الفساد، محدداً خريطة طريق لانطلاق الحركة الاصلاحية تبدأ «بانتخاب رئيس من الشعب مباشرة»، لافتاً الى أن البديل من ذلك «اقرار قانون انتخاب جديد وفقا للنظام النسبي ويؤمن المناصفة العادلة».

واذ لفت الى ان التظاهرة التي دعا اليها هي بمعزل عن قضية الحكومة المتروكة للمشاورات، اكد «اننا لا نستقيل من الحكومة اذ لا إمكانية لتشكيل حكومة جديدة»، معتبراً ان «الشرعية والقانونية مفهومان ضروريان ولكن غالبا ما يتم اللبس بينهما ويختلف المفهومان عن بعضهما».

المشنوق: «غوغائيون» شاركوا بالتظاهرات وطلبتُ من قوى الأمن ضبط النفس اليوم

| بيروت - «الراي» |

وصف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق مؤازرة الجيش للقوى الأمنيّة عن بُعد خلال الاستعداد للتظاهرة التي ستنظمها حملة «طلعت ريحتكم» اليوم في وسط بيروت، بأنه موقف «غير حكيم».

وتابع خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «قوى الامن الداخلي قامت بدورها بشكل جدّي ومسؤول رغم الاعتراضات، وهناك 146 مصاباً من قوى الامن و61 من المدنيين، وهذا دليل على ان القسوة لم تكن من جهة واحدة».واشار الى انه «حدث إطلاق نار تلك الليلة من 3 مجموعات هي حرس مجلس النواب وسرية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي». وأوضح أن «الموقوفين لدينا اليوم (من المتظاهرين) هم سبعة، ثلاثة منهم بتهمة تعاطي المخدرات، وسوري وسوداني، وشابان اثبتت الصور انهما كانا يلقيان قنابل المولوتوف على القوى الامنيّة». واكد المشنوق ان «هناك نوعين من المتظاهرين: الاول الذي يطالب بالمطالب الحياتية وضد الفساد، وهي مجموعة مطلبية، وهذا حقها، ونختلف (معها) على السقف السياسي، وكل واحد لديه رأيه، والنوع الثاني هو مجموعة من الغوغائيين، ينتمون الى الاحزاب السياسية، دخلوا الى التظاهرات، وتمكّنوا من تسريع دفع قوى الامن الى المزيد من العنف، نتيجة ممارسات مثل إلقاء قنابل المولوتوف، وتكسير المحلات، وهم يريدون إلغاء العنوان المطلبي من اجل إعطاء التظاهرة عنوان (التكسير والعنف) لإثارة الرأي العام»، مضيفاً: «لا يشيطن أحد صورة قوى الامن، لأن مَن يقوم بذلك يساهم بشيطنة الامن في لبنان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي