«طارت» الشركات لتبقى «سوكلين»... و«المستقبل» يوفّر لها المطمر في عكّار
«كنز» نفايات لبنان: إليكم سر إلغاء المناقصات!
مطمر عكّار يسهّل بقاء «سوكلين» ويغني عن المناقصات
• «التنظيف» الكويتية قدمت أقل الأسعار في الجنوب...
حيث النفوذ الأكبر لـ «حزب الله»
• المناقصات تحمّل الشركات الفائزة مسؤولية إيجاد المطامر
أو المحارق... وإلغاؤها يبقي عكّار البديل الوحيد
حيث النفوذ الأكبر لـ «حزب الله»
• المناقصات تحمّل الشركات الفائزة مسؤولية إيجاد المطامر
أو المحارق... وإلغاؤها يبقي عكّار البديل الوحيد
جاء قرار مجلس الوزراء اللبناني بإلغاء مناقصات معالجة النفايات، التي فازت بإحداها شركة الوطنية للتنظيف الكويتية، مفاجئاً لكثيرين. فهل السبب ارتفاع الأسعار كما قيل، أم أن في الأمر سرّاً أو ترتيباً آخر جاهزاً؟
مبررات الالغاء التي جاءت بعد أقل من 24 ساعة من فضّ العروض وإعلان وزير البيئة محمد المشنوق النتائج، حُصرت وفق مداولات مجلس الوزراء بالأسعار المرتفعة للشركات الفائزة مقارنةً مع أسعار شركة «سوكلين» التي تلتزم حالياً جمع وكنس ومعالجة وطمر نفايات بيروت وجبل لبنان. وهذه الأسعار العالية استدعت إعادة الملف إلى اللجنة الوزارية المكلّفة به والتي أشرفت على وضْع دفاتر الشروط. ثم قرّر مجلس الوزراء تخصيص منطقة عكار بمبلغ 100 مليون دولار يُصرف من خلال الهيئة العليا للإغاثة على مدى ثلاث سنوات كمكافأة تنموية، مقابل استعمال أراضيها لطمْر النفايات.
النتيجة إذاً واضحة: كسبت «سوكلين» الجولة بلا عناء، وضمنت استمرارها في إزالة نفايات العاصمة بأسعارها المرتفعة. وأما المشكلة الأهم التي كانت المناقصات ستحلها، وهي توفير مطامر أو محارق على مسؤوليّة الشركات الفائزة، فتكفّل تيار المستقبل بحلّها من خلال نقل النفايات إلى عكّار التي تبعد نحو 130 كيلومتراً عن العاصمة، مع إرضائها بمشاريع بقيمة 100 مليون دولار مقسطة على ثلاث سنوات. ويبدو تيار المستقبل واثقاً من قدرته على إنشاء المطمر في عكار رغم الاعتراضات الشعبية الكبيرة التي تنطلق من أن المنطقة الشمالية هي الأكثر حرماناً في لبنان، ومن المهين عدم منحها أي مشاريع إلا مقابل استقبالها زبالة المناطق الأخرى.
قرارات إلغاء المناقصات جاءت بعد تظاهرات ترافقت مع أعمال شغب امتدت على يومين في وسط بيروت، استندت فيها الحكومة إلى مقارنة أسعار الفائزين بالمناقصة مع أسعار شركة «سوكلين». لكن تبيّن أن المقارنة غير ممكنة نظراً لاختلاف الشروط الاستثمارية والتنفيذية بين الاثنين، وهذا ما طرح تساؤلات عن الأسباب الفعلية وراء إلغاء المناقصة، فهل كان دفتر الشروط موضوعاً بهدف الوصول إلى هذه النتيجة السلبية؟ هل تأتي المكافأة التنموية مقابل الطمر في أراضي منطقة عكار في إطار التمديد لشركة «سوكلين» و«تنويم» الملف بعد إعادته إلى اللجنة الوزارية رغم كون مجلس الوزراء معطّلاً منذ أشهر ؟ وهل يعدّ قرار مجلس الوزراء تقنياً ــ مالياً، أم سياسياً بامتياز؟
عند الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء، اجتمعت لجنة فضّ عروض مناقصة جمع وكنس ومعالجة النفايات في لبنان، من أجل درس العروض المقدّمة من 17 شركة ،بعدما جرى تقسيم المناقصة على ست مناطق خدماتية في كل لبنان. واعتُمدت مدينة بيروت وضاحيتيها الشمالية والجنوبية منطقة خدماتية واحدة، فيما ضمّت المنطقة الثانية أقضية جبيل وكسروان والمتن، والمنطقة الثالثة أقضية الشوف وعاليه وبعبدا، والمنطقة الرابعة محافظتا الشمال وعكار، والمنطقة الخامسة محافظتا الجنوب والنبطية، والمنطقة السادسة محافظتا البقاع وبعلبك الهرمل.
وبحسب دفتر الشروط الذي وضعته اللجنة الوزارية ووافق عليه مجلس الوزراء، سُمح للشركة الواحدة بالمشاركة في المناقصات الستة على ألا يحق لها الفوز سوى باثنتين منها كحدّ أقصى، وسمح للعارضين بتقديم عروضهم على أساس ان يختاروا هم التقنية المناسبة سواء كانت الطمر أو الحرق. كذلك تضمّنت بنود دفتر الشروط أن يكون الحدّ الأقصى للاستثمار 7 سنوات بدل 12 سنة كان قد اقترحها مجلس الإنماء والإعمار، وأن تكون المعالجة والطمر على عاتق الشركة الملتزمة سواء بالنسبة لإنشاء معامل أو شراء أراضٍ وآليات وسواها، وفرض عليها كنس كل المناطق التي تقع ضمن المنطقة الخدماتية.
وجاءت النتائج النهائية بعد التدقيق التقني وفتح الأسعار وفق الآتي:
ــ فاز تحالف الشركات اللبنانية الإيطاليةLavajet - Batco - Daneco Impianti في بيروت والضاحيتين الشمالية والجنوبية، . وعرضها المالي هو 168.63دولار للطن الواحد.
ــ فاز تحالف الفرنسية Butec - Indevco – Pizzorno (لبنانية ــ فرنسية) في كسروان والمتن وجبيل بعد منافسة مع تحالفARACO - SORIKO (لبنانية ــ بلغارية) بسعر 171.60 دولار للطن الواحد.
ــ فاز تحالف الجنوب للإعمار اللبنانية مع شركة Hera الإسبانية في الشوف وعاليه وبعبدا، بعدما تأهلت منفردة في الملف التقني، وقدمت سعر 153 دولاراً للطنّ.
ــ فاز تحالف Lavajet - Batco - Daneco Impianti (لبنانية ــ إيطالية) في الشمال وعكار بسعر 189.3 دولار للطنّ بعد منافسة من تحالف الجهاد للبناء و SORIKO.ــ فاز تحالف الشركة الوطنية للتنظيف الكويتية وشركة الموارد المائية والتنمية في الجنوب والنبطية بسعر 151.86 دولار للطنّ بعد منافسة محتدمة بين ثلاثة تحالفات تأهلت تقنياً.
ــ فاز تحالف تحالف حمود ــARACO - SORIKO (لبنانية ــ بلغارية) في البقاع وبعلبك الهرمل بسعر 148.95 دولار للطنّ بعدما قدّم ملحقاً على سعره تضمن خفض السعر بنسبة 20 في المئة.
ويعتقد المطلعون على المناقصات، أن الأسعار وفق الشروط المحددة في دفتر الشروط لم تكن مرتفعة مقارنةً مع أسعار الشركة الملتزمة حالياً في محافظتيْ بيروت وجبل لبنان، أي شركة «سوكلين». فإذا جرى استثناء عملية الكنس المفروضة على المتعهدين الجدد وفق دفتر الشروط، فإن الفائزين بالمناقصات قدّموا أسعاراً تراوحت بين حدّ أدنى هو 104 دولارات سجّلته الشركة الكويتية مع شركة ورد اللبنانية وبين حدّ أعلى هو 135 دولاراً سجّله تحالف Lavajet - Batco - Daneco Impianti في منطقة الشمال، وذلك مقارنةً مع سعر الشركة الملتزمة حالياً في محافظتي بيروت وجبل لبنان، أي سوكلين، بسعر 121 دولاراً للطن الواحد.
ويستند أصحاب هذه النظرة إلى ثلاث نقاط أساسية في دفتر الشروط جعلت السعر يبدو مرتفعاً، وفق الآتي:
ــ طُلب من الشركات المشاركة في المناقصة، أن تلتزم كنس جميع قرى المنطقة الخدماتية ومدنها، علماً أن العقد الحالي مع شركة «سوكلين» يشمل كنس بيروت الإدارية وبعض المناطق المحيطة بها فقط.
ــ سيقوم الفائزون بالمناقصات باستثمار مبالغ كبيرة بمئات ملايين الدولارات لإنشاء معامل فرز ومعالجة وشراء أراضٍ للطمر ضمن فترة التزام لا تتجاوز 7 سنوات. وهذا يعني أن على الفائزين تضمين أسعارهم كلفة الاستثمار على هذه الفترة القصيرة نسبياً. لكن هذا الأمر كان مختلفاً مع «سوكلين» التي كانت تلتزم تنفيذ الأشغال فقط فيما كل الاستثمارات الباقية هي على عاتق الدولة، وبالتالي لم يكن عليها تضمين أسعارها كلفة الاستثمار ما جعل الأسعار تبدو أقل.
ــ العقود الجديدة مع الشركات الفائزة تتضمن طمر 40 في المئة من النفايات أول سنتين، وأن تنخفض هذه النسبة إلى 25 في المئة في السنوات الباقية على مدة الاستثمار. أما العقد مع سوكلين فكان يتيح لها طمر 85 في المئة من النفايات وهي تقبض على كل طن نفايات تنقله إلى المطمر، وهذا ما كان يشجعها على التخفيف من الفرز والمعالجة ويسمح لها بخفض كلفتها ويرفع من إيراداتها بالنسبة لعملية النقل والطمر.
ومن هنا، اعتبر المطلعون على الملف أنه لا يمكن مقارنة أسعار الشركات الفائزة مع أسعار «سوكلين» نظراً إلى اختلاف نوعية الخدمة وشروط الالتزام المفروضة عليها وفق دفتر الشروط. والعقود الجديدة تبدو بكلفة أعلى بسبب المواصفات الأعلى الموضوعة ضمن دفتر الشروط، وبالتالي لا يمكن مقارنة نوعية الخدمات التي تُقدم وفق العقود الجديدة مع نوعية الخدمات التي تقدمها سوكلين حالياً.
ويستدعي هذا الأمر طرح العديد من الأسئلة لجهة أسباب إلغاء نتائج المناقصات بالتزامن مع منْح منطقة عكار مكافأة تنموية مقابل قبولها باستعمال أراضيها للطمر. وقد أثار هذا الأمر مخاوف من وجود رغبة في تمديد العقود مع «سوكلين» التي ستنقل النفايات إلى المطمر الجديد في عكار بدل استعمال مطمر الناعمة الذي أقفل بدعم من الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط.
مبررات الالغاء التي جاءت بعد أقل من 24 ساعة من فضّ العروض وإعلان وزير البيئة محمد المشنوق النتائج، حُصرت وفق مداولات مجلس الوزراء بالأسعار المرتفعة للشركات الفائزة مقارنةً مع أسعار شركة «سوكلين» التي تلتزم حالياً جمع وكنس ومعالجة وطمر نفايات بيروت وجبل لبنان. وهذه الأسعار العالية استدعت إعادة الملف إلى اللجنة الوزارية المكلّفة به والتي أشرفت على وضْع دفاتر الشروط. ثم قرّر مجلس الوزراء تخصيص منطقة عكار بمبلغ 100 مليون دولار يُصرف من خلال الهيئة العليا للإغاثة على مدى ثلاث سنوات كمكافأة تنموية، مقابل استعمال أراضيها لطمْر النفايات.
النتيجة إذاً واضحة: كسبت «سوكلين» الجولة بلا عناء، وضمنت استمرارها في إزالة نفايات العاصمة بأسعارها المرتفعة. وأما المشكلة الأهم التي كانت المناقصات ستحلها، وهي توفير مطامر أو محارق على مسؤوليّة الشركات الفائزة، فتكفّل تيار المستقبل بحلّها من خلال نقل النفايات إلى عكّار التي تبعد نحو 130 كيلومتراً عن العاصمة، مع إرضائها بمشاريع بقيمة 100 مليون دولار مقسطة على ثلاث سنوات. ويبدو تيار المستقبل واثقاً من قدرته على إنشاء المطمر في عكار رغم الاعتراضات الشعبية الكبيرة التي تنطلق من أن المنطقة الشمالية هي الأكثر حرماناً في لبنان، ومن المهين عدم منحها أي مشاريع إلا مقابل استقبالها زبالة المناطق الأخرى.
قرارات إلغاء المناقصات جاءت بعد تظاهرات ترافقت مع أعمال شغب امتدت على يومين في وسط بيروت، استندت فيها الحكومة إلى مقارنة أسعار الفائزين بالمناقصة مع أسعار شركة «سوكلين». لكن تبيّن أن المقارنة غير ممكنة نظراً لاختلاف الشروط الاستثمارية والتنفيذية بين الاثنين، وهذا ما طرح تساؤلات عن الأسباب الفعلية وراء إلغاء المناقصة، فهل كان دفتر الشروط موضوعاً بهدف الوصول إلى هذه النتيجة السلبية؟ هل تأتي المكافأة التنموية مقابل الطمر في أراضي منطقة عكار في إطار التمديد لشركة «سوكلين» و«تنويم» الملف بعد إعادته إلى اللجنة الوزارية رغم كون مجلس الوزراء معطّلاً منذ أشهر ؟ وهل يعدّ قرار مجلس الوزراء تقنياً ــ مالياً، أم سياسياً بامتياز؟
عند الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء، اجتمعت لجنة فضّ عروض مناقصة جمع وكنس ومعالجة النفايات في لبنان، من أجل درس العروض المقدّمة من 17 شركة ،بعدما جرى تقسيم المناقصة على ست مناطق خدماتية في كل لبنان. واعتُمدت مدينة بيروت وضاحيتيها الشمالية والجنوبية منطقة خدماتية واحدة، فيما ضمّت المنطقة الثانية أقضية جبيل وكسروان والمتن، والمنطقة الثالثة أقضية الشوف وعاليه وبعبدا، والمنطقة الرابعة محافظتا الشمال وعكار، والمنطقة الخامسة محافظتا الجنوب والنبطية، والمنطقة السادسة محافظتا البقاع وبعلبك الهرمل.
وبحسب دفتر الشروط الذي وضعته اللجنة الوزارية ووافق عليه مجلس الوزراء، سُمح للشركة الواحدة بالمشاركة في المناقصات الستة على ألا يحق لها الفوز سوى باثنتين منها كحدّ أقصى، وسمح للعارضين بتقديم عروضهم على أساس ان يختاروا هم التقنية المناسبة سواء كانت الطمر أو الحرق. كذلك تضمّنت بنود دفتر الشروط أن يكون الحدّ الأقصى للاستثمار 7 سنوات بدل 12 سنة كان قد اقترحها مجلس الإنماء والإعمار، وأن تكون المعالجة والطمر على عاتق الشركة الملتزمة سواء بالنسبة لإنشاء معامل أو شراء أراضٍ وآليات وسواها، وفرض عليها كنس كل المناطق التي تقع ضمن المنطقة الخدماتية.
وجاءت النتائج النهائية بعد التدقيق التقني وفتح الأسعار وفق الآتي:
ــ فاز تحالف الشركات اللبنانية الإيطاليةLavajet - Batco - Daneco Impianti في بيروت والضاحيتين الشمالية والجنوبية، . وعرضها المالي هو 168.63دولار للطن الواحد.
ــ فاز تحالف الفرنسية Butec - Indevco – Pizzorno (لبنانية ــ فرنسية) في كسروان والمتن وجبيل بعد منافسة مع تحالفARACO - SORIKO (لبنانية ــ بلغارية) بسعر 171.60 دولار للطن الواحد.
ــ فاز تحالف الجنوب للإعمار اللبنانية مع شركة Hera الإسبانية في الشوف وعاليه وبعبدا، بعدما تأهلت منفردة في الملف التقني، وقدمت سعر 153 دولاراً للطنّ.
ــ فاز تحالف Lavajet - Batco - Daneco Impianti (لبنانية ــ إيطالية) في الشمال وعكار بسعر 189.3 دولار للطنّ بعد منافسة من تحالف الجهاد للبناء و SORIKO.ــ فاز تحالف الشركة الوطنية للتنظيف الكويتية وشركة الموارد المائية والتنمية في الجنوب والنبطية بسعر 151.86 دولار للطنّ بعد منافسة محتدمة بين ثلاثة تحالفات تأهلت تقنياً.
ــ فاز تحالف تحالف حمود ــARACO - SORIKO (لبنانية ــ بلغارية) في البقاع وبعلبك الهرمل بسعر 148.95 دولار للطنّ بعدما قدّم ملحقاً على سعره تضمن خفض السعر بنسبة 20 في المئة.
ويعتقد المطلعون على المناقصات، أن الأسعار وفق الشروط المحددة في دفتر الشروط لم تكن مرتفعة مقارنةً مع أسعار الشركة الملتزمة حالياً في محافظتيْ بيروت وجبل لبنان، أي شركة «سوكلين». فإذا جرى استثناء عملية الكنس المفروضة على المتعهدين الجدد وفق دفتر الشروط، فإن الفائزين بالمناقصات قدّموا أسعاراً تراوحت بين حدّ أدنى هو 104 دولارات سجّلته الشركة الكويتية مع شركة ورد اللبنانية وبين حدّ أعلى هو 135 دولاراً سجّله تحالف Lavajet - Batco - Daneco Impianti في منطقة الشمال، وذلك مقارنةً مع سعر الشركة الملتزمة حالياً في محافظتي بيروت وجبل لبنان، أي سوكلين، بسعر 121 دولاراً للطن الواحد.
ويستند أصحاب هذه النظرة إلى ثلاث نقاط أساسية في دفتر الشروط جعلت السعر يبدو مرتفعاً، وفق الآتي:
ــ طُلب من الشركات المشاركة في المناقصة، أن تلتزم كنس جميع قرى المنطقة الخدماتية ومدنها، علماً أن العقد الحالي مع شركة «سوكلين» يشمل كنس بيروت الإدارية وبعض المناطق المحيطة بها فقط.
ــ سيقوم الفائزون بالمناقصات باستثمار مبالغ كبيرة بمئات ملايين الدولارات لإنشاء معامل فرز ومعالجة وشراء أراضٍ للطمر ضمن فترة التزام لا تتجاوز 7 سنوات. وهذا يعني أن على الفائزين تضمين أسعارهم كلفة الاستثمار على هذه الفترة القصيرة نسبياً. لكن هذا الأمر كان مختلفاً مع «سوكلين» التي كانت تلتزم تنفيذ الأشغال فقط فيما كل الاستثمارات الباقية هي على عاتق الدولة، وبالتالي لم يكن عليها تضمين أسعارها كلفة الاستثمار ما جعل الأسعار تبدو أقل.
ــ العقود الجديدة مع الشركات الفائزة تتضمن طمر 40 في المئة من النفايات أول سنتين، وأن تنخفض هذه النسبة إلى 25 في المئة في السنوات الباقية على مدة الاستثمار. أما العقد مع سوكلين فكان يتيح لها طمر 85 في المئة من النفايات وهي تقبض على كل طن نفايات تنقله إلى المطمر، وهذا ما كان يشجعها على التخفيف من الفرز والمعالجة ويسمح لها بخفض كلفتها ويرفع من إيراداتها بالنسبة لعملية النقل والطمر.
ومن هنا، اعتبر المطلعون على الملف أنه لا يمكن مقارنة أسعار الشركات الفائزة مع أسعار «سوكلين» نظراً إلى اختلاف نوعية الخدمة وشروط الالتزام المفروضة عليها وفق دفتر الشروط. والعقود الجديدة تبدو بكلفة أعلى بسبب المواصفات الأعلى الموضوعة ضمن دفتر الشروط، وبالتالي لا يمكن مقارنة نوعية الخدمات التي تُقدم وفق العقود الجديدة مع نوعية الخدمات التي تقدمها سوكلين حالياً.
ويستدعي هذا الأمر طرح العديد من الأسئلة لجهة أسباب إلغاء نتائج المناقصات بالتزامن مع منْح منطقة عكار مكافأة تنموية مقابل قبولها باستعمال أراضيها للطمر. وقد أثار هذا الأمر مخاوف من وجود رغبة في تمديد العقود مع «سوكلين» التي ستنقل النفايات إلى المطمر الجديد في عكار بدل استعمال مطمر الناعمة الذي أقفل بدعم من الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط.
