البدر المنير في علم التعبير

تصغير
تكبير
فصل في البغل والحمار

من ملكها أو ركبها ممن يليق به ركوبهما دل على الفائدة والخير كما دلت الخيل، إلا أنها دونها في الرتبة، وربما كانت البغلة امرأة عاقرا ويدلوا على أرباب الجهل ويدل الحمار على الغلام الكثير العياط وأما من ركبها ممن لا يصلح له ذلك دل على النكد والفقر وزوال المنصب.

قاعدة: الجمل: جمال وخير لمن ملكه أو ركبه، وربما كان رجلا صبورا لحمله الأثقال، ويدل على لا سفر، ومن ركبه من المرضى مات لكونه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة، ويدل على قضاء الحوائج، فإن كان من العراب فهو عربي، وهو من البخت: أعجمي. والناقة: امرأة أو فائدة أو معيشة، فمن ركب شيئا من ذلك ركوبا يليق به فإن كان في نفسه حاجة: قضيت، وإن كان أعزب: تزوج، وإن كان يطلب سفرا: سافر، أو اشترى جارية أو عبدا أو دارا أو سفينة أو بستانا أو عاشر إنسانا: كذلك. والهجين: فرجل كثير الأسفار صبور محبوب عند الأكابر كثير الخدمة.

قاعدة: إذا جعلت ركوب الجمل خيرا فانظر من أي جهة دل عليه، فإن كان عليه تجارة كان من سفر أو مسافر وكذلك الكجاوة، وإن كان من جمل يحمل الحطب أو التبن أو البر أو شيئا من الحبوب فاطلب الزراعات والمزارعين ونحو ذلك،

وإن كان ممن يحمل الماء فاطلب المطر أو العيون أو البحار أو من يتعانى المياه مثل القصارين والصيادين للسمك والمسافرين في البحر، وإن كان ممن يحمل التراب أو الحجارة ونحو ذلك، لأن كل ما كان معدنا لشيء فاعتبره، وكذلك إذا جعلته رديا فانظر وجه الردي من أين أتى إلى الرائي على ما ذكرنا موفقا إن شاء الله تعالى. وإنما دل الركوب

على قضاء الحوائج لراحة الإنسان بالركوب كراحته إذا قضيت حاجته، ودل على التزويج للراحة وحاجة تقضى لكونه راكبا فوق الآخر، وإن كان الراكب امرأة فلكونها محمولة الكلفة كما يحمل زوجها كلفتها، ودل على الأسفار لأنه معد لذلك ولكونه ينتقل بصاحبه من مكان إلى آخر، ودل على الغلمان والجوار لكونهم في الحوائج وتحت أمر راكبهم، ودلوا على بقية الفوائد لكونهم معدون للنفع فافهم ذلك.

( تلخيص من «كتاب البدر المنير» بتصرف)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي