تحدثوا عن تجاوزات البعض لقوانين وتقاليد دول الغرب
كويتيو أوروبا للسياح «المزعجين»: «فشّلتونا»
تجمعات خليجية في إحدى الحدائق العامة
عبدالعزيز العدواني
شيشة في حديقة برج ايفل
مشاري العنزي
بدر مطر
عبداللطيف الرجعان متحدثاً للزميل إبراهيم موسى (تصوير: زكريا عطية)
وليد الخبيزي
• السفير النمساوي لـ «الراي»: لا تذمّر ولا قرار بخفض التأشيرات
• خالد «م»: الجهل بالقوانين سبب تصرفات بعض الخليجيين السيئة
• عبد اللطيف الرجعان: المسيء يخطئ في حق نفسه قبل بلاده
• عبد الرحمن يوسف: الإنكليز أحجموا عن زيارة «هايد بارك» في بلادهم بسبب الخليجيين
• نوف العتيبي: بعض أبناء الديرة يجب ألا يخرجوا من بيوتهم جراء سوء تصرفاتهم
• نواف المطيري: الطهي في الفنادق و«المكاسرة» في الأسعار أبرز مخالفات الزوار الخليجيين
• مواطنون: بعض الخليجيين لديهم «كبت» سرعان ما ينفجر بمجرد وصولهم أوروبا
• الخارجية: «الكويتيون خفيفون على الروح وملتزمون دينياً وأخلاقياً»
• خالد «م»: الجهل بالقوانين سبب تصرفات بعض الخليجيين السيئة
• عبد اللطيف الرجعان: المسيء يخطئ في حق نفسه قبل بلاده
• عبد الرحمن يوسف: الإنكليز أحجموا عن زيارة «هايد بارك» في بلادهم بسبب الخليجيين
• نوف العتيبي: بعض أبناء الديرة يجب ألا يخرجوا من بيوتهم جراء سوء تصرفاتهم
• نواف المطيري: الطهي في الفنادق و«المكاسرة» في الأسعار أبرز مخالفات الزوار الخليجيين
• مواطنون: بعض الخليجيين لديهم «كبت» سرعان ما ينفجر بمجرد وصولهم أوروبا
• الخارجية: «الكويتيون خفيفون على الروح وملتزمون دينياً وأخلاقياً»
«ياغريب كن أديب»...قول مأثور ينصح كل مسافر للزيارة أو للعمل أو الدراسة في بلد غير وطنه بالتقيد واحترام الأعراف والتقاليد والذوق العام والقوانين المتعارف عليها والمعمول بها في هذا البلد.
لكن بعض السياح الخليجيين عموماً والكويتيين خصوصاً يضربون بهذه القوانين عرض الحائط حيث تصدر منهم سلوكيات وتصرفات غير لائقة خصوصاً خلال موسم الصيف والسفر تتعارض مع تقاليد وقوانين الدول التي يزورونها منها على سبيل المثال لا الحصر تشويههم الحدائق والمتنزهات واشعال النار فيها لطهو الطعام وتدخين الشيشة وتهديد الحيوانات وتشويه أقفال العشاق على بعض الجسور وكتابة عبارات غريبة عليها والاستعراض بالسيارات في كثير من شوارع أوروبا مايعكس انطباعاً وصورة سيئة عن البلدان التي ينتمي إليها هؤلاء الأمر الذي دعا السلطات النمساوية والتشيكية إلى المطالبة بتقليص أعداد السياح الكويتيين والسعوديين الزائرين للبلدين بحسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام أخيراً.
المواقف تباينت والآراء اختلفت حول هذه القضية بين تأكيد شعبي ونفي حكومي لوجود ما يسمى بظاهرة الشغب وعدم احترام قوانين البلدان الأوروبية من قبل بعض المواطنين .
وفيما أكد عدد من السياح الكويتيين العائدين من أوروبا صحة وجود مثل هذه النوعية من السائحين المستهترين مطالبين باتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع خروج أي كويتي يسيء لبلده شدد السفير النمساوي لدى الكويت على ان بلاده لاتشعر بأي تذمر من السياح الكويتيين الوافدين إليها لافتاً إلى انه لم يتم تبليغ السفارة بأي قرار لتقليص أو تحديد عدد تأشيرات السياح الكويتيين الوافدين إلى النمسا.
وبدورها شددت وزارة الخارجية الكويتية على عدم السماح لأي مواطن بالإساءة للكويت وسمعتها الدولية فيما رأت وزارة الداخلية ان التجاوزات التي تحدث من بعض السياح الكويتيين في أوروبا تصرفات فردية في أوروبا لم تصل لحد الظاهرة ولا تنعكس على الشعب الكويتي المتحضر.
«الراي» فتحت هذا الملف الساخن لوضع النقاط على الحروف من خلال التحقيق التالي:
بداية يرى الدكتور خالد «م» الذي عاد قبل أيام من جولة في أوروبا أن الممارسات السيئة التي يقوم بها بعض السياح الخليجيين عموماً والكويتيين خصوصاً تنم عن جهل بقوانين تلك البلدان وان هذا ما جعلها تقفز على القوانين وتعبث بالحدائق العامة والنوافير لكونها استمرأت على تجاوز هذه القوانين في بلادها لوجود الواسطة لكنهم يتفاجأون بعكس ذلك في أوروبا حيث ان القوانين تسري على الجميع.
وقال انه شاهد تجمعات كبيرة للعوائل الكويتية في الحدائق العامة في مناطق أوروبية عدة بنفس طريقة استخدامهم لحدائقنا العامة هنا في الكويت عن طريق وضع فرش فوق المزروعات وتناول الأطعمة وترك مخلفاتهم اعتقاداً منهم بوجود عمال نظافة كما هو الحال في الكويت.
ورأى أن السائح الخليجي، ورغم ضخامة إنفاقه وكثافة حضوره عاماً تلو العام، فإنه لا يزال مثيراً للجدل، حيث تلاحقه كثير من النظرات لأسباب مختلفة، منها ما هو عنصري عدائي متطرف يستهجن ويرفض كل من هو أجنبي، ناهيك عن كل من هو إسلامي... ومنها ما يستغرب أصحابها سلوكيات خليجية، لا لكونها صواباً أم خطأ، وإنما لاختلافات ثقافية لا أكثر، ومن هؤلاء من تدهشهم لدرجة الضيق أوجه الإنفاق الخليجي، وطريقة اللبس، وكثرة عدد أفراد الأسرة.
بدورها، وجهت ناديا حرم الدكتور خالد «م» لومها للشعب الأوروبي بدعوى أنهم يتوقعون أن يتصرف الآخر تماماً كما يتصرفون، وأن يلبس الآخر تماماً كما يلبسون، مستفسرة عن أسباب عدم حرص قطاعات نمسوية وأوروبية واسعة وتجاهلها لفهم ومعرفة الآخر، فيما يطالبون الآخر بالاندماج.
وقال شاهد عيان آخر يدعى نواف المطيري ان بعض العوائل الكويتية كانت تثير الصخب في الليل في أحد المجمعات السكنية ما تسبب باستدعاء الشرطة وتوقيعهم على تعهد بعدم إزعاج الجيران مرة أخرى ومن ثم تم طردهم من المجمع بعدها بيومين لتكرار رفع صوت التلفاز والصراخ.
وأضاف ان أبرز المخالفات التي يقوم بها سياحنا وتزعج الأوروبيين تحدث في الفنادق عندما يطبخ أحدهم في غرفة الفندق، وكذلك «المكاسرة» في الأسعار لدى بعض المحال الأمر الذي يتطور ويصل إلى الشرطة أحياناً.
وتابع أن هناك أمرا آخر لاحظه وهو ظاهرة التدخين لدى الشباب الصغار والتي تجرمها القوانين الاوروبية ما أوقع أولياء أمورهم تحت طائلة القانون في بعض الحالات التي شهدها، لافتاً إلى ان عدم وجود الوعي السياحي لدى بعض سياحنا أدى لحدوث مثل تلك المشاكل.
وتابع«أما بالنسبة للرقص على شيلات الإبل وترقيص الأجانب على إيقاع العرضة فهي أمور جيدة، فبعض السياح الخليجيين بأوروبا يعرضون تقاليدهم، مثل أي سياح من أميركا اللاتينية أو جنوب أفريقيا، ولكن سرقة البط ونحره وطبخه، وترك المخلفات في المتنزهات العامة، ومخالفة الأنظمة، وإزعاج الجوار، كلها أمور لا يمكن القبول بها في ديننا ومجتمعاتنا كما في أوروبا، وهي تعكس صورة سلبية عن المواطن الخليجي وعن العرب والمسلمين عموماً، وتعزز موقف بعض التيارات المعادية للعرب والمسلمين.
تأكيدات شعبية
من جهته، ذكر مشاري العنزي العائد من رحلة علاج من فرانكفورت ان «ماتردد في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن ارتكاب بعض السياح الخليجيين لظواهر سلبية في اوروبا صحيح»، مؤكداً أن «هناك اخطاء جسيمة يرتكبها البعض تسيء لهم ولنا وللعرب عموماً في اوروبا وخصوصاً في لندن حيث يتواجد اعداد كبيرة من السياح الخليجيين فيها وتحديداً من الكويت».
وأضاف العنزي أنه «يوجد عدد كبير من بين السياح الخليجيين ملتزمون ولكن الحسنة تخص والسيئة تعم»، موضحاً أن «البعض يعتقد ان الوناسة لا تكون الا بالتجاوز وارتكاب الاخطاء وان ما ينفقونه من أموال في اوروبا ستشفع له ولا تجعله مرصوداً لافتاً الى ان الانكليز دائماً ينظرون لأهل الخليج نظرة الناقد ولديهم خلفية سيئة عن العرب».
من جهته، أوضح عبداللطيف الرجعان الذي التقته «الراي» أثناء وصوله من ألمانيا أنه «لم ير ولم يسمع عن تجاوزات في فرانكفورت اثناء تواجده بالمانيا للعلاج»، مبيناً أن «التصرفات السيئة من الخليجيين غالباً ما تكون في لندن».
وقال الرجعان ان «مثل هذه الأمور في حال حدوثها هي تصرفات فردية وغير مرتبطة بزمان ولا مكان فالمسيء يخطئ في حق نفسه قبل ان يسيء للاخرين أو لبلاده».
من جانبه، قال بدر مطر العائد من ألمانيا انه «سمع بوجود تظاهرات في النمسا ضد السياح الخليجيين نتيجة تصرفاتهم السيئة وتجاوزاتهم وكان لها صدى في ألمانيا»، موضحاً أن «الألمان شعب عقلاني ولكن يوجد البعض منهم ينظر لنا نظرة سيئة نتيجة تصرفات البعض».
إلى ذلك، ذكر عبدالرحمن يوسف علي العائد من لندن ان «تصرفات بعض الخليجيين في أوروبا وخصوصاً في لندن لا توصف ولايقبلها عقل ولا صاحب خلق مضيفاً باللهجة الكويتية «فشلونا».
وأضاف أن «الشباب الخليجي في أوروبا كمن لديه كبت بمجرد وصوله مطارات أوروبا سريعاً ما يفجر كبته ويظهر أسوأ التصرفات ويرتكب الفظائع ما يجعل من يراه ينتقده ولا يتقبل وجوده».
واستطرد «هايد بارك هي واجهة سياح الخليج في لندن وفيها تشاهد ما لا يمكن توقعه من تصرفات غير عقلانية من شباب وبنات الخليج إلى أن جعلت الانكليز يعزفون عن زيارتها بسببهم وبسبب أفعالهم وجعلتهم يحتقروننا».
وأعرب يوسف عن عدم استغرابه مما شاهده وسمعه من سياح الخليج في لندن كون ذلك المسيء هو نفسه من لا يحترم القانون ويحتقر الآخر ويتصرف في ديرته كالغريب.
وطالب يوسف الدولة والجهات المعنية من وزارة التربية والشباب بنشر ثقافة احترام القانون والتوعية بالأخلاق الحميدة التي حض عليها ديننا الإسلامي والاحترام الذي عُهد به للكويت وأهلها الأوائل التي سمعناه عن آبائنا وأجدادنا.
إعادة تأهيل
من جانبها، قالت نوف العتيبي العائدة من لندن إن «العديد من شباب الديرة وبناتها مكانهم الطبيعي دور الرعاية الاجتماعية ومراكز اعادة التأهيل بسبب أخلاقهم التي تؤذينا في الكويت قبل ان تسيء للكويت واهلها في الخارج».
وأكدت العتيبي أن «الكثير من أبناء الديرة يجب ألا يخرجوا من بيوتهم جراء أخلاقهم السيئة وان سفرهم يسيء للكويت وأهلها وليس للمسيء نفسه» مضيفا«من يكون هو كي نسمح له ان يسيءلبلد بأكمله».
بدوره، قال عبدالعزيز العدواني لـ «الراي» لدى عودته من لندن ان «احترام القانون يجب ان يكون في الديرة قبل ان يكون خارجها وما شاهدناه وسمعناه في الآونة الأخيرة من تصرفات سيئة واختراق للقانون من قبل السياح الخليجيين والكويتيين في القارة البيضاء وتحديداً في لندن يعود إلى أشخاص في الأساس اعتادوا على اختراق القانون في ديرتهم.
ورأى ان الأخلاق لا تتجزأ واحترام القانون وتقدير الآخر والاعتزاز بالذات سمات شخصية يتربى عليها الإنسان منذ نعومة أظافره».
وأضاف ان «هناك مثلا قديما يقول«ياغريب كن أديب»، ونحن في الديرة ننتقد الوافد عندما يرتكب بعض الأخطاء في ديرتنا علماً باننا أول من يخترق كل القوانين في الديرة وخارجها».
واتفق مشعل العدواني مع من سبقه في الرأي مؤكداً ان تصرفات بعض السياح الخليجيين في أوروبا تجعله في بعض الأحيان ينكر جنسيته وتسببت في انه يختار وقت السفر إلى أوروبا مخالفاً لوقت أهل الخليج كي لا يظلم في التعامل بتصرفات غيره من أبناء عرقه.
من جهتها، نفت كل من وزارتي الخارجية والداخلية الكويتيين وسفارات الدول المعنية ورود أي شكاوى في شأن تصرفات السياح الكويتيين، مؤكدتين أن السائح الكويتي راق ومرغوب به في جميع دول العالم.
ونفى وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير وليد الخبيزي أن تكون وزارة الخارجية النمسوية أبلغت نظيرتها الكويتية بقرار تقليص نسب السياح الكويتيين، بعد شكوى قدمها سكان إقليم زيلامسي في النمسا، لافتا إلى أن الوزارة أكدت أنها«لن تسمح لأي مواطن بالإساءة للكويت وسمعتها الدولية»، داعياً المواطنين إلى الالتزام بقوانين البلاد التي يزورونها.
وقال الخبيزي في تصريح لـ «الراي» لم تتلق الوزارة أي شكوى بخصوص تصرفات السياح الكويتيين حول العالم وبالذات في القارة الأوروبية، مبيناً أن هناك حالات شاذة لبعض التصرفات الفردية والتي حلت من قبل البلديات.
وأضاف أن الدول الأوروبية تعتبر السياح الكويتيين إضافة كبيرة لاقتصادها حيث انهم يصرفون أموالاً بالغة في الشراء وهم جزء كبير من إنعاش اقتصاد في أي دولة ذهبوا إليها مبيناً أن الكويتيين محل ترحيب من قبل الحكومات الأوروبية.
وذكر ان الكويتيين يبدأون سفرهم بالسياحة وينتهون بالاستثمار وهذه أحد أهداف الدول، مؤكداً أن ما شهدته وتشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات أدى لارتفاع أعداد سياحنا في أوروبا بشكل كبير.
وبين أن حدوث مخالفة بيئية من عدد محدود من سياحنا الذي تصل أعدادهم لأكثر من 100 الف سائح سنوياً لا يمكن تعميمه على الجميع. واختتم حديثه قائلاً «ان سياحنا خفيفين على الروح وملتزمون دينياً وأخلاقياً لكن وسائل التواصل الاجتماعي لا تركز الا على السلبيات».
بدوره، قال مصدر أمني ان تصرفات عدد بسيط من المواطنين مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تذهب إلى أوروبا كل عام لم تصل لحد الظاهرة ولا تنعكس على شعبنا المتحضر.
وشدد المصدر على ضرورة احترام السائح لقوانين البلاد ليكون خير سفير للكويت في الخارج نافيا أن تكون الخارجية قد أبلغتهم بقضايا ضد سياح كويتيين بالخارج أخيراً.
من جهته،نفى السفير النمسوي لدى البلاد أورليخ فرانك، صحة تذمر بلاده من السياح الكويتيين، لافتا إلى اصدارهم حوالي 12 الف تأشيرة للكويتيين الموسم الماضي بخلاف من يأتون لبلاده عن طريق تأشيرة التشينغن.
وقال في تصريح لـ «الراي»: لا صحة لهذه الأخبار مطلقاً، ولم يتم تبليغنا كسفارة بتقليص أو تحديد منح التأشيرات للكويتيين.
أقفال العشاق
ظهرت خلال الأيام الماضية مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبين بعض تصرفات الخليجيين الوافدين إلى النمسا ،وكان من ضمنها شخص يرفع الأذان في إحدى الحفلات الموسيقية، وآخرون يشوهون أقفال العشاق فوق أحد الجسور وكتابة عبارات غريبة عليها ،بالاضافة لتدخين الشيشة مقابل برج ايفل والاستعراض بالسيارات في كثير من الشوارع .
وتحدثت بعض وسائل الاعلام عن مطالبة برلمان ولاية سالزبورغ النمساوية، بناءً على اقتراح من نواب مدينة زيلامسي، بإلزام الحكومة النمساوية بتخفيض عدد تأشيرات الدخول للسياح من السعودية والكويت بنسبة ثابتة سنوياً، مبينة أنّ الطلب جاء بعد شكاوى قدمها سكان الإقليم من ممارسات السياح العرب، وعدم مواءمة تصرفاتهم وأزيائهم الذوق العام ».
بدر مطر:
• بعض الألمان ينظرون بشكل سلبي للخليجيين بسبب تصرفات بعضهم
مشاري العنزي:
• البعض يعتقد
أن «الوناسة»
لا تكون إلا بالتجاوز
وارتكاب الأخطاء
عبد العزيز العدواني:
• يجب احترام القانون في الديرة أولاً
قبل الخارج
لكن بعض السياح الخليجيين عموماً والكويتيين خصوصاً يضربون بهذه القوانين عرض الحائط حيث تصدر منهم سلوكيات وتصرفات غير لائقة خصوصاً خلال موسم الصيف والسفر تتعارض مع تقاليد وقوانين الدول التي يزورونها منها على سبيل المثال لا الحصر تشويههم الحدائق والمتنزهات واشعال النار فيها لطهو الطعام وتدخين الشيشة وتهديد الحيوانات وتشويه أقفال العشاق على بعض الجسور وكتابة عبارات غريبة عليها والاستعراض بالسيارات في كثير من شوارع أوروبا مايعكس انطباعاً وصورة سيئة عن البلدان التي ينتمي إليها هؤلاء الأمر الذي دعا السلطات النمساوية والتشيكية إلى المطالبة بتقليص أعداد السياح الكويتيين والسعوديين الزائرين للبلدين بحسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام أخيراً.
المواقف تباينت والآراء اختلفت حول هذه القضية بين تأكيد شعبي ونفي حكومي لوجود ما يسمى بظاهرة الشغب وعدم احترام قوانين البلدان الأوروبية من قبل بعض المواطنين .
وفيما أكد عدد من السياح الكويتيين العائدين من أوروبا صحة وجود مثل هذه النوعية من السائحين المستهترين مطالبين باتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع خروج أي كويتي يسيء لبلده شدد السفير النمساوي لدى الكويت على ان بلاده لاتشعر بأي تذمر من السياح الكويتيين الوافدين إليها لافتاً إلى انه لم يتم تبليغ السفارة بأي قرار لتقليص أو تحديد عدد تأشيرات السياح الكويتيين الوافدين إلى النمسا.
وبدورها شددت وزارة الخارجية الكويتية على عدم السماح لأي مواطن بالإساءة للكويت وسمعتها الدولية فيما رأت وزارة الداخلية ان التجاوزات التي تحدث من بعض السياح الكويتيين في أوروبا تصرفات فردية في أوروبا لم تصل لحد الظاهرة ولا تنعكس على الشعب الكويتي المتحضر.
«الراي» فتحت هذا الملف الساخن لوضع النقاط على الحروف من خلال التحقيق التالي:
بداية يرى الدكتور خالد «م» الذي عاد قبل أيام من جولة في أوروبا أن الممارسات السيئة التي يقوم بها بعض السياح الخليجيين عموماً والكويتيين خصوصاً تنم عن جهل بقوانين تلك البلدان وان هذا ما جعلها تقفز على القوانين وتعبث بالحدائق العامة والنوافير لكونها استمرأت على تجاوز هذه القوانين في بلادها لوجود الواسطة لكنهم يتفاجأون بعكس ذلك في أوروبا حيث ان القوانين تسري على الجميع.
وقال انه شاهد تجمعات كبيرة للعوائل الكويتية في الحدائق العامة في مناطق أوروبية عدة بنفس طريقة استخدامهم لحدائقنا العامة هنا في الكويت عن طريق وضع فرش فوق المزروعات وتناول الأطعمة وترك مخلفاتهم اعتقاداً منهم بوجود عمال نظافة كما هو الحال في الكويت.
ورأى أن السائح الخليجي، ورغم ضخامة إنفاقه وكثافة حضوره عاماً تلو العام، فإنه لا يزال مثيراً للجدل، حيث تلاحقه كثير من النظرات لأسباب مختلفة، منها ما هو عنصري عدائي متطرف يستهجن ويرفض كل من هو أجنبي، ناهيك عن كل من هو إسلامي... ومنها ما يستغرب أصحابها سلوكيات خليجية، لا لكونها صواباً أم خطأ، وإنما لاختلافات ثقافية لا أكثر، ومن هؤلاء من تدهشهم لدرجة الضيق أوجه الإنفاق الخليجي، وطريقة اللبس، وكثرة عدد أفراد الأسرة.
بدورها، وجهت ناديا حرم الدكتور خالد «م» لومها للشعب الأوروبي بدعوى أنهم يتوقعون أن يتصرف الآخر تماماً كما يتصرفون، وأن يلبس الآخر تماماً كما يلبسون، مستفسرة عن أسباب عدم حرص قطاعات نمسوية وأوروبية واسعة وتجاهلها لفهم ومعرفة الآخر، فيما يطالبون الآخر بالاندماج.
وقال شاهد عيان آخر يدعى نواف المطيري ان بعض العوائل الكويتية كانت تثير الصخب في الليل في أحد المجمعات السكنية ما تسبب باستدعاء الشرطة وتوقيعهم على تعهد بعدم إزعاج الجيران مرة أخرى ومن ثم تم طردهم من المجمع بعدها بيومين لتكرار رفع صوت التلفاز والصراخ.
وأضاف ان أبرز المخالفات التي يقوم بها سياحنا وتزعج الأوروبيين تحدث في الفنادق عندما يطبخ أحدهم في غرفة الفندق، وكذلك «المكاسرة» في الأسعار لدى بعض المحال الأمر الذي يتطور ويصل إلى الشرطة أحياناً.
وتابع أن هناك أمرا آخر لاحظه وهو ظاهرة التدخين لدى الشباب الصغار والتي تجرمها القوانين الاوروبية ما أوقع أولياء أمورهم تحت طائلة القانون في بعض الحالات التي شهدها، لافتاً إلى ان عدم وجود الوعي السياحي لدى بعض سياحنا أدى لحدوث مثل تلك المشاكل.
وتابع«أما بالنسبة للرقص على شيلات الإبل وترقيص الأجانب على إيقاع العرضة فهي أمور جيدة، فبعض السياح الخليجيين بأوروبا يعرضون تقاليدهم، مثل أي سياح من أميركا اللاتينية أو جنوب أفريقيا، ولكن سرقة البط ونحره وطبخه، وترك المخلفات في المتنزهات العامة، ومخالفة الأنظمة، وإزعاج الجوار، كلها أمور لا يمكن القبول بها في ديننا ومجتمعاتنا كما في أوروبا، وهي تعكس صورة سلبية عن المواطن الخليجي وعن العرب والمسلمين عموماً، وتعزز موقف بعض التيارات المعادية للعرب والمسلمين.
تأكيدات شعبية
من جهته، ذكر مشاري العنزي العائد من رحلة علاج من فرانكفورت ان «ماتردد في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن ارتكاب بعض السياح الخليجيين لظواهر سلبية في اوروبا صحيح»، مؤكداً أن «هناك اخطاء جسيمة يرتكبها البعض تسيء لهم ولنا وللعرب عموماً في اوروبا وخصوصاً في لندن حيث يتواجد اعداد كبيرة من السياح الخليجيين فيها وتحديداً من الكويت».
وأضاف العنزي أنه «يوجد عدد كبير من بين السياح الخليجيين ملتزمون ولكن الحسنة تخص والسيئة تعم»، موضحاً أن «البعض يعتقد ان الوناسة لا تكون الا بالتجاوز وارتكاب الاخطاء وان ما ينفقونه من أموال في اوروبا ستشفع له ولا تجعله مرصوداً لافتاً الى ان الانكليز دائماً ينظرون لأهل الخليج نظرة الناقد ولديهم خلفية سيئة عن العرب».
من جهته، أوضح عبداللطيف الرجعان الذي التقته «الراي» أثناء وصوله من ألمانيا أنه «لم ير ولم يسمع عن تجاوزات في فرانكفورت اثناء تواجده بالمانيا للعلاج»، مبيناً أن «التصرفات السيئة من الخليجيين غالباً ما تكون في لندن».
وقال الرجعان ان «مثل هذه الأمور في حال حدوثها هي تصرفات فردية وغير مرتبطة بزمان ولا مكان فالمسيء يخطئ في حق نفسه قبل ان يسيء للاخرين أو لبلاده».
من جانبه، قال بدر مطر العائد من ألمانيا انه «سمع بوجود تظاهرات في النمسا ضد السياح الخليجيين نتيجة تصرفاتهم السيئة وتجاوزاتهم وكان لها صدى في ألمانيا»، موضحاً أن «الألمان شعب عقلاني ولكن يوجد البعض منهم ينظر لنا نظرة سيئة نتيجة تصرفات البعض».
إلى ذلك، ذكر عبدالرحمن يوسف علي العائد من لندن ان «تصرفات بعض الخليجيين في أوروبا وخصوصاً في لندن لا توصف ولايقبلها عقل ولا صاحب خلق مضيفاً باللهجة الكويتية «فشلونا».
وأضاف أن «الشباب الخليجي في أوروبا كمن لديه كبت بمجرد وصوله مطارات أوروبا سريعاً ما يفجر كبته ويظهر أسوأ التصرفات ويرتكب الفظائع ما يجعل من يراه ينتقده ولا يتقبل وجوده».
واستطرد «هايد بارك هي واجهة سياح الخليج في لندن وفيها تشاهد ما لا يمكن توقعه من تصرفات غير عقلانية من شباب وبنات الخليج إلى أن جعلت الانكليز يعزفون عن زيارتها بسببهم وبسبب أفعالهم وجعلتهم يحتقروننا».
وأعرب يوسف عن عدم استغرابه مما شاهده وسمعه من سياح الخليج في لندن كون ذلك المسيء هو نفسه من لا يحترم القانون ويحتقر الآخر ويتصرف في ديرته كالغريب.
وطالب يوسف الدولة والجهات المعنية من وزارة التربية والشباب بنشر ثقافة احترام القانون والتوعية بالأخلاق الحميدة التي حض عليها ديننا الإسلامي والاحترام الذي عُهد به للكويت وأهلها الأوائل التي سمعناه عن آبائنا وأجدادنا.
إعادة تأهيل
من جانبها، قالت نوف العتيبي العائدة من لندن إن «العديد من شباب الديرة وبناتها مكانهم الطبيعي دور الرعاية الاجتماعية ومراكز اعادة التأهيل بسبب أخلاقهم التي تؤذينا في الكويت قبل ان تسيء للكويت واهلها في الخارج».
وأكدت العتيبي أن «الكثير من أبناء الديرة يجب ألا يخرجوا من بيوتهم جراء أخلاقهم السيئة وان سفرهم يسيء للكويت وأهلها وليس للمسيء نفسه» مضيفا«من يكون هو كي نسمح له ان يسيءلبلد بأكمله».
بدوره، قال عبدالعزيز العدواني لـ «الراي» لدى عودته من لندن ان «احترام القانون يجب ان يكون في الديرة قبل ان يكون خارجها وما شاهدناه وسمعناه في الآونة الأخيرة من تصرفات سيئة واختراق للقانون من قبل السياح الخليجيين والكويتيين في القارة البيضاء وتحديداً في لندن يعود إلى أشخاص في الأساس اعتادوا على اختراق القانون في ديرتهم.
ورأى ان الأخلاق لا تتجزأ واحترام القانون وتقدير الآخر والاعتزاز بالذات سمات شخصية يتربى عليها الإنسان منذ نعومة أظافره».
وأضاف ان «هناك مثلا قديما يقول«ياغريب كن أديب»، ونحن في الديرة ننتقد الوافد عندما يرتكب بعض الأخطاء في ديرتنا علماً باننا أول من يخترق كل القوانين في الديرة وخارجها».
واتفق مشعل العدواني مع من سبقه في الرأي مؤكداً ان تصرفات بعض السياح الخليجيين في أوروبا تجعله في بعض الأحيان ينكر جنسيته وتسببت في انه يختار وقت السفر إلى أوروبا مخالفاً لوقت أهل الخليج كي لا يظلم في التعامل بتصرفات غيره من أبناء عرقه.
من جهتها، نفت كل من وزارتي الخارجية والداخلية الكويتيين وسفارات الدول المعنية ورود أي شكاوى في شأن تصرفات السياح الكويتيين، مؤكدتين أن السائح الكويتي راق ومرغوب به في جميع دول العالم.
ونفى وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير وليد الخبيزي أن تكون وزارة الخارجية النمسوية أبلغت نظيرتها الكويتية بقرار تقليص نسب السياح الكويتيين، بعد شكوى قدمها سكان إقليم زيلامسي في النمسا، لافتا إلى أن الوزارة أكدت أنها«لن تسمح لأي مواطن بالإساءة للكويت وسمعتها الدولية»، داعياً المواطنين إلى الالتزام بقوانين البلاد التي يزورونها.
وقال الخبيزي في تصريح لـ «الراي» لم تتلق الوزارة أي شكوى بخصوص تصرفات السياح الكويتيين حول العالم وبالذات في القارة الأوروبية، مبيناً أن هناك حالات شاذة لبعض التصرفات الفردية والتي حلت من قبل البلديات.
وأضاف أن الدول الأوروبية تعتبر السياح الكويتيين إضافة كبيرة لاقتصادها حيث انهم يصرفون أموالاً بالغة في الشراء وهم جزء كبير من إنعاش اقتصاد في أي دولة ذهبوا إليها مبيناً أن الكويتيين محل ترحيب من قبل الحكومات الأوروبية.
وذكر ان الكويتيين يبدأون سفرهم بالسياحة وينتهون بالاستثمار وهذه أحد أهداف الدول، مؤكداً أن ما شهدته وتشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات أدى لارتفاع أعداد سياحنا في أوروبا بشكل كبير.
وبين أن حدوث مخالفة بيئية من عدد محدود من سياحنا الذي تصل أعدادهم لأكثر من 100 الف سائح سنوياً لا يمكن تعميمه على الجميع. واختتم حديثه قائلاً «ان سياحنا خفيفين على الروح وملتزمون دينياً وأخلاقياً لكن وسائل التواصل الاجتماعي لا تركز الا على السلبيات».
بدوره، قال مصدر أمني ان تصرفات عدد بسيط من المواطنين مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تذهب إلى أوروبا كل عام لم تصل لحد الظاهرة ولا تنعكس على شعبنا المتحضر.
وشدد المصدر على ضرورة احترام السائح لقوانين البلاد ليكون خير سفير للكويت في الخارج نافيا أن تكون الخارجية قد أبلغتهم بقضايا ضد سياح كويتيين بالخارج أخيراً.
من جهته،نفى السفير النمسوي لدى البلاد أورليخ فرانك، صحة تذمر بلاده من السياح الكويتيين، لافتا إلى اصدارهم حوالي 12 الف تأشيرة للكويتيين الموسم الماضي بخلاف من يأتون لبلاده عن طريق تأشيرة التشينغن.
وقال في تصريح لـ «الراي»: لا صحة لهذه الأخبار مطلقاً، ولم يتم تبليغنا كسفارة بتقليص أو تحديد منح التأشيرات للكويتيين.
أقفال العشاق
ظهرت خلال الأيام الماضية مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبين بعض تصرفات الخليجيين الوافدين إلى النمسا ،وكان من ضمنها شخص يرفع الأذان في إحدى الحفلات الموسيقية، وآخرون يشوهون أقفال العشاق فوق أحد الجسور وكتابة عبارات غريبة عليها ،بالاضافة لتدخين الشيشة مقابل برج ايفل والاستعراض بالسيارات في كثير من الشوارع .
وتحدثت بعض وسائل الاعلام عن مطالبة برلمان ولاية سالزبورغ النمساوية، بناءً على اقتراح من نواب مدينة زيلامسي، بإلزام الحكومة النمساوية بتخفيض عدد تأشيرات الدخول للسياح من السعودية والكويت بنسبة ثابتة سنوياً، مبينة أنّ الطلب جاء بعد شكاوى قدمها سكان الإقليم من ممارسات السياح العرب، وعدم مواءمة تصرفاتهم وأزيائهم الذوق العام ».
بدر مطر:
• بعض الألمان ينظرون بشكل سلبي للخليجيين بسبب تصرفات بعضهم
مشاري العنزي:
• البعض يعتقد
أن «الوناسة»
لا تكون إلا بالتجاوز
وارتكاب الأخطاء
عبد العزيز العدواني:
• يجب احترام القانون في الديرة أولاً
قبل الخارج