أغلقها... الانفجار!

أُغلقت مصفاة الشعيبة بالكامل أمس، ليس بسبب تشغيل مشروع الوقود البيئي ومصفاة الزور وفق ما كانت تخطط شركة البترول الوطنية، بل بسبب حريق كبير تسبب في انفجار ضخم بوحدة تكسير الزيت الثقيل، كان يمكن أن يتسبب بكارثة أكبر لولا لطف الله وسرعة استجابة فرق الطوارئ والعاملين بالمصفاة وقيادات إدارة الأزمة في البترول الوطنية.

الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة البترول الوطنية الكويتية المهندس أحمد الجيماز أكد أنه لم تسجل إصابات نتيجة الحادث، وأوضح أنه «تم إغلاق كافة وحدات المصفاة وإخلاء جميع موظفيها احترازيا».

ونفى المتحدث الرسمي باسم القطاع النفطي طلال الخالد ان يكون وراء الحريق أي عمل إرهابي، مؤكداً ان ما تم تداوله في هذا الشأن في وسائل التواصل الاجتماعي «مجرد شائعات يراد منها إثارة القلق في نفوس أهل الكويت الآمنين».

وقالت مصادر نفطية لـ «الراي» إن الحريق نشب في وحدة معالجة الزيت الثقيل رقم 7 والتي تعالج نحو 30 إلى 35 ألف برميل يومياً، بسبب خلل في مراوح التهوية، كما تم إغلاق شامل لعمليات المصفاة التي تنتج 200 ألف برميل يومياً.

وأشارت إلى أن «الحريق في هذه الوحدة خطير جداً لكون النفط الخام موجودا فيها، ولولا سرعة محاصرة الحريق لكانت العواقب أسوأ»، مضيفة أنه عقب السيطرة على الحريق سيتم اتباع الخطوات المتبعة لإعادة التشغيل عقب تقييم الأضرار.وشب الحريق عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباح أمس، وتم على الأثر إغلاق كل وحدات المصفاة وإخلاء جميع موظفيها احترازيا، ووضع جميع طواقم الشركة وفرق الإطفاء في حالة تأهب قصوى للتعامل مع الحادث بحسب خطة الاستجابة للطوارئ، لتتمكن خلال نحو ثلاث ساعات فقط من السيطرة على الحريق وتخفيض درجة الحادث من خطرة إلى عاديّة، ومن ثم إلى بسيط.

وأكد وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي انه فور اندلاع حريق مصفاة ميناء الشعيبة تم إرسال خمس سيارات اسعاف بطاقم فني وطوارئ طبية إلى الموقع، وحضر رئيس مركز اسعاف ام الهيمان ، وتم رفع درجة الاستعداد في مستشفى العدان.

وقال السهلاوي إنه تم علاج ثلاث حالات إنهاك حراري في الموقع، جميعها لإطفائيين، وبات الوضع مستقراً حسب افادة فني الطوارئ الطبية بالموقع.

بدوره، أكد الجيماز ان إمدادات وزارة الكهرباء والماء من زيت الوقود لم تتأثر بالحادث وأنه يتم حاليا تغطية احتياجات الوزارة والتسويق المحلي عن طريق مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله.

وأوضح الجيماز أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة لعزل الأنابيب في منطقة الحادث وتخفيض معدلات الضغط فيها مشيراً إلى أن طواقم الشركة وفرق الإطفاء ما تزال في حالة تأهب كاملة.

بدورها، أكدت الهيئة العامة للصناعة استمرار اجتماعات لجنة الطوارئ وإدارة الازمات بالتنسيق مع مركز طوارئ الشعيبة التابع للهيئة والجهات الأخرى المعنية لحين الانتهاء من حادث حريق مصفاة الشعيبة.

وقال نائب المدير العام للمواصفات والخدمات الصناعية في الهيئة المهندس فهاد المطيري في بيان صحفي ان لجنة الطوارئ تتابع مستجدات حادث الحريق مشيرا الى اتخاذ الاجراءات اللازمة للتعامل مع الحريق. واشار الى اخلاء منطقة الشعيبة الشرقية من العاملين لدى كل الجهات العاملة في المنطقة ومتابعة الحدث والتنسيق مع الإدارة العامة للدفاع المدني للوقوف على الإجراءات المتخذة بهذا الشأن وكذلك التنسيق مع الإدارة العامة لأمن المنشآت. وأضاف بانه تم اخطار نقابة العاملين في الهيئة والتي قامت بدورها بالتعاون مع الهيئة في عملية اخلاء المنطقة.

من جهته، أعرب محافظ الاحمدي الشيخ فواز خالد الحمد الصباح عن ارتياحه لعدم وقوح خسائر بشرية في حادث حريق مصفاة الشعيبة مثنيا على اداء الاجهزة والقطاعات المعنية التي تواجدت في موقع الحريق للقيام بدورها المطلوب على الوجه الامثل ووفق اعلى المعايير المتبعة.

وثمّن الشيخ فواز الخالد خلال جولة تفقدية لموقع الحريق جهود الاجهزة والقطاعات المعنية وسرعة اتخاذ مختلف التدابير الاحترازية لتفادي اية تطورات محتملة من شأنها تفاقم الحادث الى ان يتم السيطرة عليه بشكل كامل.

واستمع المحافظ برفقة مدير عام مديرية أمن محافظة الأحمدي بالإنابة العميد عبدالله سفاح الملا الى شرح تفصيلي لطبيعة وملابسات الحريق الذي قدمه مدير عام الادارة العامة لامن المنشآت بوزارة الداخلية العميد يوسف الدريعي. كما اطلع على الجهود الكبيرة التي بذلها رجال الاطفاء وطواقم شركة البترول الوطنية للسيطرة على الحريق وحماية أرواح العاملين بالموقع اضافة الى تواجد رجال الطوارئ الطبية احترازيا لاسعاف اي اصابات او حالات اختناق نتيجة التعامل مع الحريق.