حروف باسمة

عز الأمانة أغلاها

تصغير
تكبير
صفتان متناقضتان الخير والشر والحق والباطل والسيئ والحسن والجميل والقبيح والأمانة والخيانة وهكذا يكون الصراع بين التضاد كل يهدف إلى تحقيق ما تصبو إليهِ نفسه وما يقوده إليه سبيله، فالخيانة صفة ممقوتة تفضي إلى الخراب والدمار بشتى صنوفه وأشكاله وأنواعه وأما الأمانة فهي صفة طيبة تجعل صاحبها محبوباً عند الله وحبيباً بين الناس وهو يعيش مستقر النفس هادئ البال يأتيه توفيقه بإذن ربه بصنائع عمله.

عزيزي القارئ لي صديقان حميمان هما الأستاذ زيد فهد المزيد وهو مدير مدرسة النور الأسبق وخبير في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، والثاني هو الأستاذ فاضل علم دار وهو مدير مدرسة الأمل الأسبق وخبير في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً، الأول دائماً يقول لا أفتح الصحيفة إلا وأرى مقالات كلها تشير إلى الدمار وأتون السياسة المحرقة ألا تكتب في حالات اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية أو علمية، والثاني له قصة في مجال الأمانة قد يكون سردها يجيب عن تساؤل أبي فهد.


كان لأبي محمد كاسكو وهو يتكلم بكل ما يحدث في المنزل ويرد على أفراده وهم يعتبرونه واحداً منهم مرض هذا الطائر توعكت صحته عرضهُ على طبيب بيطري داواهُ كثيراً فاشتدت علة الطير فمات.

حزن عليه أبومحمد ومن أمانته دفنهُ في حديقة المنزل في وقت نرى فيه الرؤوس تتطاير ولا حرمة لدم آدمي من قلوب ليس بها رحمة ولا تعرف للأمانة صفة وكثيرة هي قصص الأمانة.

يحكى أن رجلاً عزم أن يذهب في رحلة مع مجموعة من أصدقائه استأذن أحدهم بحجة المرض ذهب إلى بيت صديقه فتسلق المنزل وأراد أن يهجم على زوجة الصديق كلب أعز الله القارئ في المنزل استأسد ذلك الكلب فهجم على ذلك الخائن فقتله أقبل الصديق ونظر إلى الدماء فأنشد يقول:

مازال يحفظ ذمتي ويحوطني ويحفظ عرِسي

والخليل يخون

فواعجباً للكلب يخفر ذمتي

وياعجباً للخل كيف يخون

قصص كثيرة تحكي الأمانة من القصص التي تداولت أخيراً في وسائل الاتصال الاجتماعي هي حكاية عبدالله أمين الذي عثر في سيارته على حقيبة تحتوي أشياء ثمينة لعائلة كويتية نسوها في سيارته أثناء ذهابهم إلى مطار جدة فلما أعيت السائق الأمين السبل أن يستدل على أصحاب الحقيبة المفقودة استغل وسائل الاتصال الاجتماعي كي يهتدي إلى أصحاب تلك الحقيبة فردها لهم وهو يقول: لم أعد الحقيبة طمعاً بمكافأة بل أطمع أن يغنيني الله بحلاله عن حرامه.

هنيئاً لهذا الإنسان الطيب بصفة الأمانة ونسأل الله الكريم أن يغرس في نفوس الناس هذا الحب الجميل الذي إذا ما تحلى بهِ مجتمع فإنه يصبح في استقرار وهناء دائمين وينتشر الحق في ربوعه والاخلاص بين أفراده.

يد بخمس مئين عمسجد فديتا

ما بالها قطعت في ربع دينار

عز الأمانة أغلاها

فأرخصها ذل الخيانة

ففهم حكمة الباري
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي