حوار / «لا ألهث وراء الشهرة ... وأسعى إلى الإفلات من الرومانسية المطلقة»!
عبدالله السيف لـ «الراي»: دور «الحبّيب» حشرني في زاوية التكرار!
عبدالله السيف
عبدالله السيف متحدثاً للزميل فيصل التركي (تصوير طارق عزالدين)
• المنتج عامر صبّاح أثرى الدراما الخليجية بـ «ذاكرة من ورق»
• لم أتعمّد تكوين «ديو» مع صمود ... واجتماعنا المتكرر وليد المصادفة
• لم أتعمّد تكوين «ديو» مع صمود ... واجتماعنا المتكرر وليد المصادفة
ما أصعب أن يشعر الممثل بأنه يمتلك قدراتٍ متنوعة... لكنها معطلة!
إنه يكون حينئذٍ أقربَ إلى «فارس يحارب في غرفة ضيقة»!
الفنان الشاب عبد الله السيف يشكو من أنه «ذلك الفارس»، وأنه مفروض عليه أن يراوح مكانه في غرفة «الرومانسية المطلقة» التي ضاق ذرعاً بها، بعدما حشره دور «الحبّيب» - الذي لازمه كثيراً - في «زاوية التكرار»!
«الراي» التقت عبد الله السيف الذي شكا من حالة الملل التي يعانيها، معرباً عن أنه لا يكاد يخرج من دور عاطفي حتى يدخل في آخر، مضيفاً أنه بلغ درجة التشبع من الدراما الرومانسية.
السيف أكمل: «أنا فنان متمكن وأملك قدرة واسعة على التلوّن في الأداء التمثيلي، وصار كل همي حالياً السعي إلى الإفلات من شخصية (الحبّيب) التي وجدت نفسي حبيساً خلف قضبانها»، متابعاً: «لم أقدم - حتى الآن - سوى واحد في المئة من مخزون طاقتي الفنية، ولا أزال أنتظر الأعمال التي تفجِّر موهبتي الحقيقية».
في جهة أخرى، دافع السيف بشدة عن مسلسل «ذاكرة من ورق»، مشدداً على أنه حظي بنسبة مشاهدة عالية وفقاً للاستفتاء الذي أجراه برنامج «رايتينغ»، الذي يعد من أقوى البرامج التي عُرضت في رمضان الفائت وأكثرها مصداقية. السيف تطرق، في سياق حديثه، إلى أعماله الفنية، القديمة منها والحديثة، ابتداء من بداياته في مسلسل «الدخيلة»، مروراً بـ «هجر الحبيب» و«للحب جنون» و«دوائر الحب»، وصولاً إلى مسلسل «ذاكرة من ورق»، معلناً في الوقت ذاته عن مغادرته البلاد لتصوير مشاهده في مسلسل «عندما يزدهر الخريف».
عبدالله السيف لم يكشف فقط عن أبعاد «غرفته الضيقة»، بل تحدث عن طموحاته إلى ارتياد مجالات إبداعية أكثر رحابةً، وترشيحه من قبل الراحل خالد صالح لعمل عربي ضخم، ورفضه الدراسة العليا في لندن خشية الوقوع في مشاكل هناك... وعرَّج على آرائه في قضايا فنية عدة تأتي تفاصيلها في السطور الآتية:
? في البداية، نسأل عن عبد الله السيف الذي لا يعرفه الآخرون؟
- أنا إنسان بسيط جداً، و«اللي في قلبي» تجدونه على لساني، كما أنه ليس لديّ أصدقاء كثرٌ في الوسط الفني، خصوصاً من أبناء جيلي، بل لدي ثلة من الأصدقاء ممن هم أكبر مني عمراً، ولا أغيب كثيراً عن المنزل، إلا حينما أتوجه إلى المعهد الصحي، لممارسة التمارين الرياضية، أو عند الذهاب إلى بعض الدواوين التي أتردد عليها، من حين إلى آخر.
? لماذا رفض والدك دخولك الوسط الفني، بحسب ما تناقلته بعض الأقاويل؟
- والدي لم يرفض دخولي مجال الفن، بل كان مُصراً على أن أستكمل دراستي في القاهرة أو لندن، لكي أحصل على شهادة الماجستير من جامعة مرموقة في أحد البلدين، لكنني لم أقتنع كثيراً بفكرة الدراسة في الخارج، لأنني لا أحب الغربة، وأخشى الوقوع في مشكلات هناك.
? وهل توجهت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية للحصول على الماجستير أم لرغبتك في التمثيل؟
- دراستي في المعهد لم تأت من باب عشقي للتمثيل، حيث لم تكن لدي نية لأن أكون فناناً، كما أنني لا ألهث وراء الشهرة ولست مهووساً بها على الإطلاق، لكنني نزولاً عند رغبة والدي في الحصول على شهادة الماجستير، قررتُ أن أدرس في معهد الفنون المسرحية، علماً بأنني كنت طالباً من دفعة الطلاب المتنافسين بقوة، إذ كانت دفعتي تضم طلاباً مجتهدين بينهم الفنانون حمد العماني، محمد صفر، محمد المسلم، عيسى ذياب، حصة النبهان، وشذا سبت، وكان يطلق عليها وقتذاك «دفعة الجوائز»، لأن طلبتها كانوا يحملون مواهب واعدة وحصدوا العديد من الجوائز.
? ما أول أعمالك المسرحية التي قدمتها حين كنتَ طالباً في المعهد؟
- مسرحية «مزاد الحب» لمؤلفها ومخرجها يوسف الحشاش، وهي تنتمي إلى المسرح النوعي، حيث عُرضت في مهرجان المسرح المحلي قبل 5 سنوات تقريباً، وحققت نجاحاً طيباً ومشجعاً للغاية لدى عرضها.
? هل تحدثنا عن تجربتك في مسلسل «الدخيلة» للكاتب عبد العزيز الحشاش والمخرج سامي العلمي، بوابة دخولك إلى عالم الدراما الخليجية؟
- مسلسل«الدخيلة»، بكلمة واحدة، من أسوأ الأعمال الفنية التي قُدِمت في السنوات الماضية، بشهادة الفنانين والمشاهدين على حد سواء!
? وأين يكمن الخلل؟
- لا يخفى على أحد أن العمل كان هزيلاً جداً وفقيراً فنياً، على الرغم من قوة الأسماء المشاركة فيه.
? هل ينطبق الأمر ذاته على الدور المسند إليك في ثاني أعمالك الفنية، وهو مسلسل «هجر الحبيب» الذي لم ينل هو الآخر حظاً كبيراً من الحفاوة؟
- الدور الذي أديتُه في هذا العمل كان رائعاً، لكن المخرج محمد البكر «خدعني»، لأنه وعدني بزيادة عدد مشاهدي، حتى أظهر في 20 حلقة، بدلاً من 12، لكنه لم يحقق وعده، وعلى أي حال، فأنا أوجه التحية إلى مخرج العمل الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، لكننيّ أعتب عليه عتب الأحبة لأنه نقض عهده معي.
? ما ملامح دورك في العمل؟
- جسدت شخصية دكتور في الجامعة يستغل مهنته في التدريس لأغراض أخرى، لاسيما ابتزاز الطالبات، فمن تود الحصول على مجموع عالٍ في تخصصها، ينبغي عليها أولاً أن تصبح صديقة لذلك الدكتور المراوغ، وإلا فلن تحظى بدرجة الامتياز.
? وما الذي حصل بُعيد مشاركتك في المسلسل؟
- بعد ذلك توقفت عن الفن قليلاً، لدراسة «الماستر» في جامعة القاهرة، وبالفعل دفعت عربون الدراسة، وتلقيت أول محاضرة، غير أن الأحداث السياسية العاصفة التي شهدتها مصر حينذاك، حالت دون استكمال دراستي، فرجعت إلى أرض الوطن.
? هل لك أن تحدثنا عن مشاركتك مع الفنانة القديرة حياة الفهد في مسلسل«ريحانة»؟
- «ريحانة» هو بدايتي الفعلية في الدراما الخليجية، إلى جانب مسلسل «للحب جنون»، وأنا أشكر الفنانة القديرة حياة الفهد التي منحتني شرف الوقوف أمامها في هذا العمل، كدأب «أم سوزان» في إتاحة الفرصة للكثير من الفنانين الشباب أصحاب المواهب الناضجة، خاصة أنها ميّزتني في واحد من أجمل الأدوار التي قدمتُها منذ دخولي مجال الفن، عندما جسدت دور ابنها «عمر»، الأمر الذي اختصر من مشواري الفني خطوات كثيرة، مما جعلني أسير وفق رؤى واضحة المعالم وبخطى ثابتة.
? هل أنت راضٍ عما حققتَه إلى الآن؟
- بصراحة لا، فأنا لم أقدم حتى وقتنا هذا سوى واحد في المئة فقط من مخزون طاقتي الفنية، ولا أزال أنتظر الأعمال التي ستظهر من خلالها موهبتي الحقيقية.
? يعيب عليك البعض اختيارك أدواراً وشخصياتٍ متشابهة في كثير من الأعمال، أغلبها يدور حول شخصية الشاب الوسيم الذي عادةً ما تشتعل المنافسة بين النساء بسببه، على غرار ما تناولته الأحداث في مسلسلي «دوائر الحب» و«سعد وخواته»، فما رأيك؟
- لكل مخرج رؤيته الخاصة، التي يجب احترامها، خصوصاً إن كان المخرج من طراز المبدع سائد هواري الذي تولى مهمة إخراج مسلسل «سعد وخواته»، أو المخرج إياد الخزوز في مسلسل «دوائر الحب»، ومع ذلك فأنا أحرص على التلوّن في الأداء، كي أتجنب التشابه في أدواري من عمل إلى آخر، وإن كانت شخصية «الحبّيب» التي جسدتُها في أكثر من عمل سابق قد حشرتني بالفعل في زاوية التكرار، إلى درجة أنني أشعر وكأنني محبوس في غرفة ضيقة، هي الرومانسية المطلقة التي أشعر من خلالها بأنني لا أكاد أخرج من دور، حتى أدخل في دور آخر يشبهه!
? وهل تضايقك أدوار الرومانسية إلى هذا الحد؟
- يراودني الملل من التكرار حتى وصلتُ حالياً إلى درجة التشبع، خصوصاً أنني أشعر بامتلاكي الكثير من القدرات في التلوين والتنقل بين مختلف الشخصيات والأنماط الدرامية، وهاجسي الأكبر الآن هو أن أسعى جاهداً في الأعمال المقبلة إلى الإفلات من أدواري الرومانسية التي عُرفتُ بها، والبحث عن شخصيات جديدة وشديدة التأثير، فأنا أتطلع إلى ارتياد مجالات مغايرة في فن التمثيل.
? نود أن نتعرف على ما في جعبتك من أعمال فنية جديدة؟
- سأغادر خلال أيام قليلة إلى المملكة العربية السعودية، لتصوير ما تبقى من مشاهدي الخاصة في الجزء الثاني من المسلسل الدرامي «القصر الكبير» الذي تغير اسمه حاليا، إلى «عندما يزدهر الخريف»، وهو عمل فني مشترك، وينتمي إلى الدراما الرومانسية، من تأليف عادل الجابري وإخراج عمر الديني، فيما تولى مهمة الإنتاج الفنان حسن عسيري بالاشتراك مع المنتج عامر الصبّاح، ويتكون المسلسل من 60 حلقة، كما يضم نخبة من الفنانين الخليجيين والعرب منهم حسن عسيري، صلاح الملا، منى شداد، صمود، ريم أرحمة، فاطمة الحوسني، نجوى الكبيسي، إلى جانب عدد كبير من الفنانين الشباب، ومن المقرر أن يُعرَض على القنوات الخليجية في مطلع أكتوبر المقبل.
? وماذا عن دورك في العمل؟
- أؤدي دور شاب مثقف يُدعى راشد، ينهي دراسته في لندن، لكنه يتعرض لمشكلات عديدة حال عودته إلى أسرته المكونة من الأب صلاح الملا والأم باسمة حمادة، وعمتي في المسلسل الفنانة منى شداد وابنتها الفنانة صمود، ولعل أهم العقبات التي يواجهها راشد هي زواجه من صمود بطريقة تقليدية ومن دون حب مسبق، غير أن زواجهما لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما يتجلى الفتور العاطفي بينهما وتظهر هشاشة عش الزوجية، الأمر الذي يدفع زوجته إلى تدبير مخططات عدة لفك الارتباط بغية الانفصال عنه.
? إلى أي مدى أنت تراهن على دورك في العمل؟
- أعتقد أنني سوف أترك بصمة مؤثرة فيه، خصوصاً أن راشد رجل عاطفي وهادئ الطباع، كما أنه يتعرض للكثير من الظلم والنكد على يد زوجته التي أتوقع أن يكرهها المشاهد بلا شك، في حين سيتعاطف معي أنا باعتباري الزوج المغلوب على أمره.
? شكلتَ أنت والفنانة صمود ثنائياً رائعاً في بعض الأعمال، فهل كنتما تخططان للأمر؟
- أبداً، لم نخطط لعمل «ديو»، أو لتنفيذ شيء من هذا القبيل، وبالمناسبة فأنا وصمود لم يعرف كل منا الآخر، إلا عندما التقينا في مسلسل «للحب جنون»، وبعدها جمعتنا المصادفة مرة أخرى في مسلسل «دوائر الحب»، حيث كان من المفترض أن يؤدي دوري في العمل الفنان عبد الله بوشهري، لكنه اعتذر عن عدم المشاركة لظرف خاص، فرشحني المخرج إياد الخزوز والمنتج عامر الصبّاح، لكي أجسد أنا الدور بدلاً منه.
? تردد أخيراً أنك سوف تقتحم الدراما المصرية، لكننا لم نر ذلك إلى حد الآن؟
- بالفعل رشحني الفنان المصري الراحل خالد صالح أثناء تصوير مسلسل «دوائر الحب» لأداء دور البطولة في عمل عربي ضخم يجمعني بالفنانة جومانا مراد، لكنه - رحمه الله - توفي قبل أن يبصر العمل النور.
? وهل تتقن التحدث باللهجة المصرية؟
- أتقنها مثلما يتقنها أي مواطن عربي آخر، لكن مدير إنتاج العمل مصطفى شفيق أبلغني بضرورة الإقامة في القاهرة، لمدة لا تقل عن 3 شهور قبل تصوير المسلسل، لفهم أدق التفاصيل، ولحفظ المفردات الصعبة في اللهجة المصرية العامية التي يتحدث بها رجل الشارع البسيط.
? حسنا، كيف وجدتَ أصداء المسلسل الدرامي «ذاكرة من ورق»؟
- العمل كان ناجحاً بشهادة الكثيرين من متابعين ونقاد، كما حظي بنسبة مشاهدة عالية وفقاَ للاستفتاء الذي أجراه برنامج «رايتينع»، وهو من البرامج المرموقة التي عُرضت على قناة أبوظبي في شهر رمضان الفائت. وأنا أشكر المنتج عامر صبّاح الذي أثرى الدراما الخليجية عبر مسلسل «ذاكرة من ورق»، وأثني على رحابة صدره مع الجميع.
إنه يكون حينئذٍ أقربَ إلى «فارس يحارب في غرفة ضيقة»!
الفنان الشاب عبد الله السيف يشكو من أنه «ذلك الفارس»، وأنه مفروض عليه أن يراوح مكانه في غرفة «الرومانسية المطلقة» التي ضاق ذرعاً بها، بعدما حشره دور «الحبّيب» - الذي لازمه كثيراً - في «زاوية التكرار»!
«الراي» التقت عبد الله السيف الذي شكا من حالة الملل التي يعانيها، معرباً عن أنه لا يكاد يخرج من دور عاطفي حتى يدخل في آخر، مضيفاً أنه بلغ درجة التشبع من الدراما الرومانسية.
السيف أكمل: «أنا فنان متمكن وأملك قدرة واسعة على التلوّن في الأداء التمثيلي، وصار كل همي حالياً السعي إلى الإفلات من شخصية (الحبّيب) التي وجدت نفسي حبيساً خلف قضبانها»، متابعاً: «لم أقدم - حتى الآن - سوى واحد في المئة من مخزون طاقتي الفنية، ولا أزال أنتظر الأعمال التي تفجِّر موهبتي الحقيقية».
في جهة أخرى، دافع السيف بشدة عن مسلسل «ذاكرة من ورق»، مشدداً على أنه حظي بنسبة مشاهدة عالية وفقاً للاستفتاء الذي أجراه برنامج «رايتينغ»، الذي يعد من أقوى البرامج التي عُرضت في رمضان الفائت وأكثرها مصداقية. السيف تطرق، في سياق حديثه، إلى أعماله الفنية، القديمة منها والحديثة، ابتداء من بداياته في مسلسل «الدخيلة»، مروراً بـ «هجر الحبيب» و«للحب جنون» و«دوائر الحب»، وصولاً إلى مسلسل «ذاكرة من ورق»، معلناً في الوقت ذاته عن مغادرته البلاد لتصوير مشاهده في مسلسل «عندما يزدهر الخريف».
عبدالله السيف لم يكشف فقط عن أبعاد «غرفته الضيقة»، بل تحدث عن طموحاته إلى ارتياد مجالات إبداعية أكثر رحابةً، وترشيحه من قبل الراحل خالد صالح لعمل عربي ضخم، ورفضه الدراسة العليا في لندن خشية الوقوع في مشاكل هناك... وعرَّج على آرائه في قضايا فنية عدة تأتي تفاصيلها في السطور الآتية:
? في البداية، نسأل عن عبد الله السيف الذي لا يعرفه الآخرون؟
- أنا إنسان بسيط جداً، و«اللي في قلبي» تجدونه على لساني، كما أنه ليس لديّ أصدقاء كثرٌ في الوسط الفني، خصوصاً من أبناء جيلي، بل لدي ثلة من الأصدقاء ممن هم أكبر مني عمراً، ولا أغيب كثيراً عن المنزل، إلا حينما أتوجه إلى المعهد الصحي، لممارسة التمارين الرياضية، أو عند الذهاب إلى بعض الدواوين التي أتردد عليها، من حين إلى آخر.
? لماذا رفض والدك دخولك الوسط الفني، بحسب ما تناقلته بعض الأقاويل؟
- والدي لم يرفض دخولي مجال الفن، بل كان مُصراً على أن أستكمل دراستي في القاهرة أو لندن، لكي أحصل على شهادة الماجستير من جامعة مرموقة في أحد البلدين، لكنني لم أقتنع كثيراً بفكرة الدراسة في الخارج، لأنني لا أحب الغربة، وأخشى الوقوع في مشكلات هناك.
? وهل توجهت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية للحصول على الماجستير أم لرغبتك في التمثيل؟
- دراستي في المعهد لم تأت من باب عشقي للتمثيل، حيث لم تكن لدي نية لأن أكون فناناً، كما أنني لا ألهث وراء الشهرة ولست مهووساً بها على الإطلاق، لكنني نزولاً عند رغبة والدي في الحصول على شهادة الماجستير، قررتُ أن أدرس في معهد الفنون المسرحية، علماً بأنني كنت طالباً من دفعة الطلاب المتنافسين بقوة، إذ كانت دفعتي تضم طلاباً مجتهدين بينهم الفنانون حمد العماني، محمد صفر، محمد المسلم، عيسى ذياب، حصة النبهان، وشذا سبت، وكان يطلق عليها وقتذاك «دفعة الجوائز»، لأن طلبتها كانوا يحملون مواهب واعدة وحصدوا العديد من الجوائز.
? ما أول أعمالك المسرحية التي قدمتها حين كنتَ طالباً في المعهد؟
- مسرحية «مزاد الحب» لمؤلفها ومخرجها يوسف الحشاش، وهي تنتمي إلى المسرح النوعي، حيث عُرضت في مهرجان المسرح المحلي قبل 5 سنوات تقريباً، وحققت نجاحاً طيباً ومشجعاً للغاية لدى عرضها.
? هل تحدثنا عن تجربتك في مسلسل «الدخيلة» للكاتب عبد العزيز الحشاش والمخرج سامي العلمي، بوابة دخولك إلى عالم الدراما الخليجية؟
- مسلسل«الدخيلة»، بكلمة واحدة، من أسوأ الأعمال الفنية التي قُدِمت في السنوات الماضية، بشهادة الفنانين والمشاهدين على حد سواء!
? وأين يكمن الخلل؟
- لا يخفى على أحد أن العمل كان هزيلاً جداً وفقيراً فنياً، على الرغم من قوة الأسماء المشاركة فيه.
? هل ينطبق الأمر ذاته على الدور المسند إليك في ثاني أعمالك الفنية، وهو مسلسل «هجر الحبيب» الذي لم ينل هو الآخر حظاً كبيراً من الحفاوة؟
- الدور الذي أديتُه في هذا العمل كان رائعاً، لكن المخرج محمد البكر «خدعني»، لأنه وعدني بزيادة عدد مشاهدي، حتى أظهر في 20 حلقة، بدلاً من 12، لكنه لم يحقق وعده، وعلى أي حال، فأنا أوجه التحية إلى مخرج العمل الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، لكننيّ أعتب عليه عتب الأحبة لأنه نقض عهده معي.
? ما ملامح دورك في العمل؟
- جسدت شخصية دكتور في الجامعة يستغل مهنته في التدريس لأغراض أخرى، لاسيما ابتزاز الطالبات، فمن تود الحصول على مجموع عالٍ في تخصصها، ينبغي عليها أولاً أن تصبح صديقة لذلك الدكتور المراوغ، وإلا فلن تحظى بدرجة الامتياز.
? وما الذي حصل بُعيد مشاركتك في المسلسل؟
- بعد ذلك توقفت عن الفن قليلاً، لدراسة «الماستر» في جامعة القاهرة، وبالفعل دفعت عربون الدراسة، وتلقيت أول محاضرة، غير أن الأحداث السياسية العاصفة التي شهدتها مصر حينذاك، حالت دون استكمال دراستي، فرجعت إلى أرض الوطن.
? هل لك أن تحدثنا عن مشاركتك مع الفنانة القديرة حياة الفهد في مسلسل«ريحانة»؟
- «ريحانة» هو بدايتي الفعلية في الدراما الخليجية، إلى جانب مسلسل «للحب جنون»، وأنا أشكر الفنانة القديرة حياة الفهد التي منحتني شرف الوقوف أمامها في هذا العمل، كدأب «أم سوزان» في إتاحة الفرصة للكثير من الفنانين الشباب أصحاب المواهب الناضجة، خاصة أنها ميّزتني في واحد من أجمل الأدوار التي قدمتُها منذ دخولي مجال الفن، عندما جسدت دور ابنها «عمر»، الأمر الذي اختصر من مشواري الفني خطوات كثيرة، مما جعلني أسير وفق رؤى واضحة المعالم وبخطى ثابتة.
? هل أنت راضٍ عما حققتَه إلى الآن؟
- بصراحة لا، فأنا لم أقدم حتى وقتنا هذا سوى واحد في المئة فقط من مخزون طاقتي الفنية، ولا أزال أنتظر الأعمال التي ستظهر من خلالها موهبتي الحقيقية.
? يعيب عليك البعض اختيارك أدواراً وشخصياتٍ متشابهة في كثير من الأعمال، أغلبها يدور حول شخصية الشاب الوسيم الذي عادةً ما تشتعل المنافسة بين النساء بسببه، على غرار ما تناولته الأحداث في مسلسلي «دوائر الحب» و«سعد وخواته»، فما رأيك؟
- لكل مخرج رؤيته الخاصة، التي يجب احترامها، خصوصاً إن كان المخرج من طراز المبدع سائد هواري الذي تولى مهمة إخراج مسلسل «سعد وخواته»، أو المخرج إياد الخزوز في مسلسل «دوائر الحب»، ومع ذلك فأنا أحرص على التلوّن في الأداء، كي أتجنب التشابه في أدواري من عمل إلى آخر، وإن كانت شخصية «الحبّيب» التي جسدتُها في أكثر من عمل سابق قد حشرتني بالفعل في زاوية التكرار، إلى درجة أنني أشعر وكأنني محبوس في غرفة ضيقة، هي الرومانسية المطلقة التي أشعر من خلالها بأنني لا أكاد أخرج من دور، حتى أدخل في دور آخر يشبهه!
? وهل تضايقك أدوار الرومانسية إلى هذا الحد؟
- يراودني الملل من التكرار حتى وصلتُ حالياً إلى درجة التشبع، خصوصاً أنني أشعر بامتلاكي الكثير من القدرات في التلوين والتنقل بين مختلف الشخصيات والأنماط الدرامية، وهاجسي الأكبر الآن هو أن أسعى جاهداً في الأعمال المقبلة إلى الإفلات من أدواري الرومانسية التي عُرفتُ بها، والبحث عن شخصيات جديدة وشديدة التأثير، فأنا أتطلع إلى ارتياد مجالات مغايرة في فن التمثيل.
? نود أن نتعرف على ما في جعبتك من أعمال فنية جديدة؟
- سأغادر خلال أيام قليلة إلى المملكة العربية السعودية، لتصوير ما تبقى من مشاهدي الخاصة في الجزء الثاني من المسلسل الدرامي «القصر الكبير» الذي تغير اسمه حاليا، إلى «عندما يزدهر الخريف»، وهو عمل فني مشترك، وينتمي إلى الدراما الرومانسية، من تأليف عادل الجابري وإخراج عمر الديني، فيما تولى مهمة الإنتاج الفنان حسن عسيري بالاشتراك مع المنتج عامر الصبّاح، ويتكون المسلسل من 60 حلقة، كما يضم نخبة من الفنانين الخليجيين والعرب منهم حسن عسيري، صلاح الملا، منى شداد، صمود، ريم أرحمة، فاطمة الحوسني، نجوى الكبيسي، إلى جانب عدد كبير من الفنانين الشباب، ومن المقرر أن يُعرَض على القنوات الخليجية في مطلع أكتوبر المقبل.
? وماذا عن دورك في العمل؟
- أؤدي دور شاب مثقف يُدعى راشد، ينهي دراسته في لندن، لكنه يتعرض لمشكلات عديدة حال عودته إلى أسرته المكونة من الأب صلاح الملا والأم باسمة حمادة، وعمتي في المسلسل الفنانة منى شداد وابنتها الفنانة صمود، ولعل أهم العقبات التي يواجهها راشد هي زواجه من صمود بطريقة تقليدية ومن دون حب مسبق، غير أن زواجهما لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما يتجلى الفتور العاطفي بينهما وتظهر هشاشة عش الزوجية، الأمر الذي يدفع زوجته إلى تدبير مخططات عدة لفك الارتباط بغية الانفصال عنه.
? إلى أي مدى أنت تراهن على دورك في العمل؟
- أعتقد أنني سوف أترك بصمة مؤثرة فيه، خصوصاً أن راشد رجل عاطفي وهادئ الطباع، كما أنه يتعرض للكثير من الظلم والنكد على يد زوجته التي أتوقع أن يكرهها المشاهد بلا شك، في حين سيتعاطف معي أنا باعتباري الزوج المغلوب على أمره.
? شكلتَ أنت والفنانة صمود ثنائياً رائعاً في بعض الأعمال، فهل كنتما تخططان للأمر؟
- أبداً، لم نخطط لعمل «ديو»، أو لتنفيذ شيء من هذا القبيل، وبالمناسبة فأنا وصمود لم يعرف كل منا الآخر، إلا عندما التقينا في مسلسل «للحب جنون»، وبعدها جمعتنا المصادفة مرة أخرى في مسلسل «دوائر الحب»، حيث كان من المفترض أن يؤدي دوري في العمل الفنان عبد الله بوشهري، لكنه اعتذر عن عدم المشاركة لظرف خاص، فرشحني المخرج إياد الخزوز والمنتج عامر الصبّاح، لكي أجسد أنا الدور بدلاً منه.
? تردد أخيراً أنك سوف تقتحم الدراما المصرية، لكننا لم نر ذلك إلى حد الآن؟
- بالفعل رشحني الفنان المصري الراحل خالد صالح أثناء تصوير مسلسل «دوائر الحب» لأداء دور البطولة في عمل عربي ضخم يجمعني بالفنانة جومانا مراد، لكنه - رحمه الله - توفي قبل أن يبصر العمل النور.
? وهل تتقن التحدث باللهجة المصرية؟
- أتقنها مثلما يتقنها أي مواطن عربي آخر، لكن مدير إنتاج العمل مصطفى شفيق أبلغني بضرورة الإقامة في القاهرة، لمدة لا تقل عن 3 شهور قبل تصوير المسلسل، لفهم أدق التفاصيل، ولحفظ المفردات الصعبة في اللهجة المصرية العامية التي يتحدث بها رجل الشارع البسيط.
? حسنا، كيف وجدتَ أصداء المسلسل الدرامي «ذاكرة من ورق»؟
- العمل كان ناجحاً بشهادة الكثيرين من متابعين ونقاد، كما حظي بنسبة مشاهدة عالية وفقاَ للاستفتاء الذي أجراه برنامج «رايتينع»، وهو من البرامج المرموقة التي عُرضت على قناة أبوظبي في شهر رمضان الفائت. وأنا أشكر المنتج عامر صبّاح الذي أثرى الدراما الخليجية عبر مسلسل «ذاكرة من ورق»، وأثني على رحابة صدره مع الجميع.