«الراي» فتحت دفتر حياة محمد خان وزوجته في حوار سياسي اجتماعي

السفير الباكستاني: ديموقراطية الكويت نظام فريد عالمياً ... نجحت في اختبار الزمن وحققت الاستقرار

تصغير
تكبير
• حجم التجارة الثنائية 3 مليارات دولار... ونعمل لتحقيق التوازن في التبادل التجاري

• جاليتنا في الكويت انخفضت إلى 114 ألفاً لمشاكل التأشيرات ... ونعمل مع المعنيين لحل المسألة

• بلادي لم تكن يوماً ملاذاً للإرهاب بل دفعت ثمنه 60 ألف ضحية بين مدني وعسكري
عبّر سفير باكستان لدى الكويت محمد أسلم خان عن إعجابه الكبير بالديموقراطية الكويتية، مبينا أنها «نظام فريد من نوعه، ليس فقط على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أيضا في العالم بأسره. وهذا النظام الفريد وقف أمام اختبار الزمن ويعتبر مصدرا لاستقرار الكويت».

وفي لقاء مع «الراي» امتزج السياسي بالاجتماعي، |أعرب خان عن أمله في زيادة التبادل التجاري مع الكويت، وحل مشكلة تأشيرات أبناء بلده، «فعلى الرغم من مواقف باكستان المشهودة بالوقوف الى جانب الكويت ابان فترة الغزو وتحرير الكويت وامتزاج دماء شهدائهم مع أشقائهم الكويتيين آنذاك إلا أن أعداد جاليتنا في الكويت تتناقص عاما بعد عام بسبب قرار إيقاف التأشيرات لهم منذ سنوات».


وقد أوضح سفير باكستان أنه حاول مرارا مناقشة هذه المسألة مع العديد من المسؤولين في الكويت، نظرا لما تشكله هذه القضية من صعوبات لأبناء جاليتهم وانه بانتظار الردود من الجانب الكويتي لحلها.

وتطرق خان إلى مسألة الإرهاب مشددا على أن «باكستان كانت ضحية رئيسية للإرهاب منذ عقود، لقد تحملنا هذه المشكلة أساسا بسبب موقعنا عند مفترق طرق للقوات القوية، كما لم تكن باكستان أبدا مصدرا أو ملاذا للإرهاب، كما يزعم بعض الأحيان. على العكس من ذلك، كانت باكستان حصنا كبيرا ضد الإرهاب، وقدمت تضحيات على نطاق أكبر من أي بلد آخر في العالم. ففي العقد الماضي أو نحو ذلك وحده، فقدنا أكثر من 50 ألفا من مواطنينا الأبرياء وأكثر من 10 آلاف من القوات المسلحة الباسلة».

وتناول الحوار مع السفير عددا من القضايا، كما كان لزوجته السيدة مؤمنة خان دور في الحديث تطرق إلى الجانب الاجتماعي نتابع ذلك في السطور التالية:

• كيف تصف العلاقات الثنائية بين البلدين؟ وما خطتك لتطويرها؟ تمتد جذور العلاقات الأخوية الوثيقة بين باكستان والكويت بعمق في قواسم مشتركة متعددة من التاريخ والثقافة والدين، على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، وقد وقفت باكستان مع الكويت عندما واجهت التحدي المتمثل في الاحتلال، واستشهد العديد من الجنود الباكستانيين بينما كانوا يزيلون الألغام في الكويت. وبالمثل، كانت الكويت من بين البلدان الأولى التي ساعدت باكستان عندما ضرب الزلزال المدمر المناطق الشمالية الغربية من باكستان. وقيادة وشعب باكستان يقدرون صاحب السمو أمير الكويت كثيرا، وقد فرحت باكستان لمنح الأمم المتحدة لسموه لقب زعيم و لقب المركز الإنساني لدولة الكويت. كما أن لدى البلدين وجهات نظر متشابهة وتصورات مشتركة حول القضايا الإقليمية والعالمية والتحديات والتهديدات الرئيسية التي تواجهها البلدان الإسلامية.

• ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية على رأس جدول الأعمال الثنائي لدينا، لكن المستوى الحالي من التبادل التجاري هو أقل بكثير من الإمكانات. وبلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية في حدود 3 مليارات دولار، ونعمل حاليا لتحقيق التوازن بين معدلات التبادل التجاري بين بلدينا، حيث نورد ما قيمته 50 مليون فقط للكويت من أصل حجم هذا التبادل. وللمرة الأولى، حضرت وفود كثيرة من رجال الأعمال الكويتيين لمعرض باكستان السنوي في كراتشي هذا العام والآراء منذ ذلك الحين مشجعة للغاية. وتبع ذلك زيارة إلى الكويت من قبل وفد من غرفة كراتشي للتجارة والصناعة، وهو الأكبر من نحو 35 غرفة في باكستان و8 أكبر غرف في العالم، بقيادة رئيسها افتخار فوهرا في مايو من هذا العام، لأول مرة خلال السنوات الـ13 الماضية. وقد لاحظت الاهتمام المتزايد من المستثمرين الكويتيين للفرص الجديدة في مختلف القطاعات. وتعمل السفارة حاليا على خلق المزيد من الوعي حول الفرص المتاحة في البلدين بين مجتمعات رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين من خلال تكثيف تبادل زيارات رجال الأعمال وإقامة المعارض وتسهيل المشاركة في الفعاليات التجارية ذات الصلة التي تجري في البلدين. كما كانت الاستجابة مشجعة جدا للمعرض التجاري والفني والتي نظمته السفارة على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته في مارس الماضي. وبالمثل، حقق مهرجان المانجو الذي عقد في مجمع الأفنيوز نجاحا كبيرا. ومن المقرر المزيد من الأحداث التجارية في المستقبل القريب.

• ما عدد جاليتكم في الكويت؟ وما أهم المشاكل التي تواجههم؟ عدد الجالية الباكستانية في الكويت، في الوقت الحالي حول 114000، والرقم آخذ بالانخفاض بشكل كبير بسبب مشاكل التأشيرات ذات الصلة التي قد تفاقمت في السنوات القليلة الماضية. ونحن نحاول بدورنا إيجاد حل لهذه المشاكل بالتشاور مع الإخوة الكويتيين، وبانتظارالرد

• كم عدد السياح الكويتيون الذين زاروا بلدك الموسم الماضي؟ وما نصيحتك للراغبين في زيارة بلدكم والأماكن التي تقترحها للزيارة؟ حاليا العدد ليس كبيرا، ولكن هناك إمكانيات ضخمة لدينا، ونحن نتوقع ارتفاع الأرقام مع نمو الوعي في الكويت عن باكستان وإمكانياتها كوجهة سياحية.

• وماذا عن التبادل الثقافي بين البلدين وماخطتك لتعزيزه في المستقبل؟ باكستان والكويت تتمتع بالقواسم المشتركة الثقافية العميقة على المستوى الاجتماعي، ولكن وتيرة التعاون في هذا المجال المهم أقل بكثير من الإمكانات. وهناك حاجة لتحديث وتنشيط هذه الأطر من أجل تقدمها.

• ما رأيك بالديموقراطية في الكويت؟ أنا معجب كثيرا بالديموقراطية الكويتية، لأنها نظام فريد من نوعه، ليس فقط على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أيضا في العالم بأسره. وهذا النظام الفريد وقف أمام اختبار الزمن ويعتبر مصدرا لاستقرار الكويت.

• هل هناك أي زيارات متوقعة بين المسؤولين في كلا البلدين؟ الزيارات الثنائية ظاهرة مستمرة بين البلدين على مدار السنة كان آخرها زيارة مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي والشؤون الخارجية، سرتاج عزيز، على رأس وفد كبير لحضور اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الأخير الذي عقد في الكويت في مايوالماضي. وسبق ذلك زيارة إلى باكستان من الوفد البرلماني برئاسة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم.

• من وجهة نظرك، ما أفضل طريقة للقضاء على الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية؟ كما تعلمون كانت باكستان ضحية رئيسية للإرهاب منذ عقود، لقد تحملنا هذه المشكلة أساسا بسبب موقعنا عند مفترق طرق للقوات القوية كما لم تكن باكستان أبدا مصدرا أو ملاذا للإرهاب، كما يزعم بعض الأحيان. على العكس من ذلك، كانت باكستان حصنا كبيرا ضد الإرهاب، وقدمت تضحيات على نطاق أكبر من أي بلد آخر في العالم. ففي العقد الماضي أو نحو ذلك وحده، فقدنا أكثر من 50 ألفا من مواطنينا الأبرياء وأكثر من 10 آلاف من القوات المسلحة الباسلة. والخبر السار هو أن باكستان قد تحولت عمليا لتكون الاولى في دحر الإرهاب فالانتصارات الرائعة التي تحققت منذ بدء عملية «زارب إي زاب» هي شهادة على قدرة باكستان كدولة وقدرات قواتها المسلحة. ونحن نعتقد أن أفضل طريقة للقضاء على الإرهاب هي اتباع نهج شامل متعدد الجوانب، والذي يتناول بشكل فعال كلا من الأعراض وكذلك الأسباب الجذرية للإرهاب.

• هل تستخدم الديبلوماسية في التعامل مع عائلتك؟ نعم. وخلافا للتصورات المعروفة عن الديبلوماسية، فالديبلوماسية اليوم لا تعني «الكذب لبلدك». بل تعني تقديم وجهة نظرك بطريقة منطقية، مقنعة ومهذبة.

• ما أجمل بلدان التي قمت بزيارتها؟ باكستان نفسها من بين البلدان الأكثر جمالا في العالم. لقد كنت محظوظا لدرجة أنني عشت في القارات الأربع الكبرى في العالم والدول الأكثر جمالا في العالم مثل سويسرا، والولايات المتحدة الأميركية، مصر، إيران، وبطبيعة الحال، والآن الكويت. لقد ذهبت أيضا إلى العديد من البلدان الجميلة بما في ذلك ماليزيا وتركيا وسريلانكا.

• هل لديك ما تود قوله بمناسبة احتفالاتكم بالذكرى التاسعة والستين ليوم الاستقلال لباكستان؟ أغتنم هذه الفرصة لأقدم التهاني الحارة لجميع الباكستانيين الذين يعيشون في الكويت وأماكن أخرى في العالم. فقد شهد يوم استقلال باكستان في 14 أغسطس 1947 تتويجا ناجحا من النضال البطولي لمسلمي شبه القارة من أجل إقامة وطن مستقل خاص بهم. و كانت هذه الحركة ليس فقط من أجل الاستقلال عن الحكم الغريب، ولكن أيضا لخلق بلد جديد، والتي ظهرت على خريطة العالم بوصفها أكبر دولة إسلامية في العالم، وعلى عكس العديد من حركات التحرر، بدأ النضال من أجل استقلال باكستان تحت القيادة الملهمة من القائد الأعظم محمد علي جناح، في غضون فترة قصيرة امتدت لسبع سنوات، من خلال الوسائل السلمية من المفاوضات، والوسائل الديموقراطية كالانتخابات والاستفتاءات، والنشاط السياسي السلمي وقوة الحجة القانونية، دون استخدام أي شكل من أشكال العنف.

مقابلة اجتماعية

وفي معرض المقابلة كان لنا حديث مع زوجة السفير مؤمنة أسلم خان التي تنتمي لعائلة كبيرة من شيترال، وتلقت معظم تعليمها من خلال التعليم المنزلي، وقد اكتسبت مهارات كبيرة في تطوير وصفات خاصة بها من المأكولات الباكستانية. ولديها إلمام جيد بالحرف اليدوية الفنية المصنوعة عادة من قبل النساء في شيترال.

• كم مضى على زواجكم؟ وأين ومتى التقيتم لأول مرة؟

مضى على زواجنا 32 عاما. نحن قريبان وكنا نعرف بعضنا البعض بشكل جيد منذ الطفولة.

• كيف تصفين حياة زوجة ديبلوماسي؟ وما مزاياها وعيوبها؟

حياة الديبلوماسيين مليئة بالفرص، والكثير من المرح، ولكن هي أيضا صعبة للغاية. بطبيعة الحال، وهي تصقل الرؤية والمعرفة للزوجة التي تكتسب من خلال التعرض لبيئات متنوعة في العالم، ومن صعوباتها خاصة لأفراد الأسرة والتكيف مع عمليات التنقل المتكررة لأن هذه التحويلات مضرة جدا للأطفال الصغار الذين يفقدون أصدقاءهم، ولا يمكنهم الاندماج بسهولة في بيئات جديدة أحيانا.

• ما أكثر شيء تحبينه في سعادة السفير؟

قد يكون من الأسهل أن أقول لكم ما لا أحب، فأنا أكره الروتين اليومي له بسبب العودة إلى بيته في وقت متأخر من المساء دائما كونه مخلصا لعمله، أما الباقي فعلى ما يرام.

• ماذا عن الحياة في الكويت، وهل أعجبتك؟

الحياة في الكويت جيدة جدا. كل شيء متوافر بسعر معقول «حسب المعايير الكويتية». فالكويت سلمية جدا وبيئتها الاجتماعية مريحة جدا وطبيعية. وأكثرما أقدره أن الناس مرحبون ووديون جدا. لقد حصلت بالفعل على صداقات وثيقة مع عدد كبير من السيدات في الكويت من مختلف الأطياف.

• ما الطعام المفضل لديك؟ وإلى أي مدى تعتمدين على المطاعم؟

من تقاليد عائلتنا الاعتماد في الغالب على المطبخ الخاص بنا. لذلك، أنا لا ألجأ كثيرا للمطاعم. لكن أولادي أحيانا يطلبون من المطاعم ذات الجودة العالية في الكويت.

• هل السفير يساعدك في أعمال المنزل؟

نادرا. فهو يمضي الوقت في مكتبه للعمل الرسمي و في المنزل لعمله ايضاً.

• ما هواياتك والسيارة المفضلة لكل منكما؟

كلانا نحب الحياة في الهواء الطلق مثل زيارات المزارع، البحر، والمشي، ومشاهدة المعالم السياحية، والحدائق العامة. أنا أحب BMW. وهو يفضل المرسيدس.

• هل تشجعان فريقا معينا؟ وما الموقف إذا تواجه الفريقان في مباراة مصيرية؟

السفير: فريق باكستان هو دائما المفضل لكلانا، وفي بعض الأحيان تكون مباراة بين فريقين يشجع أولادي وزوجتي أحد الفرق وفي حال فوزها أتعامل مع الأمر بروح رياضية.

• ما المثل الأعلى لكل منكم؟

كمسلمين قدوتنا ومثلنا الأعلى هو النبي الكريم (عليه الصلاة والسلام). ومن بعده أبوانا، اللذان تشفع صلاتهما لنا إلى هذا اليوم، وسوف ترافقنا في المستقبل.

السفير خان في سطور

السفير محمد أسلم خان، لديه خبرة واسعة في مجال الديبلوماسية والعلاقات الدولية. خلال حياته المهنية اللامعة، والتي تمتد على مدى ثلاثة عقود، خدم في مناصب مهمة مختلفة في مقر وزارة الشؤون الخارجية في إسلام آباد والبعثات الباكستانية في الخارج.

قبل توليه منصبه الحالي، شغل منصب وزير شؤون التخطيط السياسي والعلاقات العامة في وزارة الشؤون الخارجية في إسلام آباد، كما خدم في وزارة الشؤون الخارجية أمينا عاما للأمريكيتين، وكمدير عام لمنظمة التعاون الاقتصادي للمنطقة، والمدير العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مدير (شؤون الأمم المتحدة)، مدير (أفغانستان) وكان السفير أسلم خان نائب رئيس بعثة باكستان في واشنطن DC خلال الفترة من2005-2010 و خدم في بعثات باكستان في القاهرة مستشارا للشؤون السياسية (1999-2001). طهران كسكرتير أول (1994-1999)، وجنيف كسكرتير ثاني وثالث (1987-1990).

يحمل درجة في الاقتصاد من جامعة مرموقة وهي كاي الأعظم، في إسلام أباد. جاء من وادي جميل وهو شيترال في محافظة خيبر باختونخوا، وترعرع كرجل مشرق استثنائي في شبابه، معروف جيدا لأدائه الأكاديمي الممتاز، والصفات القيادية وروح الخدمة للبشرية، والذي محبب له القرويون، الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء.

يحب المشي لمسافات طويلة، لمشاهدة معالم المدينة، يسير لمسافات طويلة، بصحبة الأصدقاء. وقد لعب كرة القدم والكرة الطائرة وبعض الألعاب المحلية الأخرى.

في الآونة الأخيرة، قال إنه كان يحاول تعزيز مهارات يلعب بها. يحب لعبة وطريقة لعبة البولو في وادي شيترال ويكن إعجابا كبيرا للأساطير الرياضة العالمية.

انضم إلى الخدمة في وزارة الخارجية الباكستانية عام 1983، ويتحدث الإنكليزية والأردية والفارسية والبشتو، البنجابية والشيترالية، والقليل من اللغة العربية.

نواز شريف وجابر الأحمد

استذكر السفير الباكستاني لقاء رئيس وزراء بلاده نواز شريف مع المغفور له سمو الشيخ جابر الأحمد في الطائف عام 1990. ويتذكر قول شريف له آنذاك «يا سمو الأمير أنا متأكد من أنكم ستستعيدون الكويت وسأكون أول المهنئين لكم في الكويت قريبا جدا». وتحقق ما قاله شريف وحضر بطائرته لتهنئة سموه على الرغم من أن آبار النفط كانت ما زالت مشتعلة.

مؤمنة خان:

• الحياة الديبلوماسية مليئة بالفرص والمرح والمعرفة والاستكشاف... ولكن لا تخلو من الصعوبة

• الزواج من سفير يصقل الرؤية والمعرفة من خلال التعرّض لبيئات متنوعة في العالم

• أكره الروتين اليومي لعمل زوجي... فهو يعود متأخراً إلى بيته

• الكويت سلمية جداً وبيئتها الاجتماعية مريحة وطبيعية وأقدّر أن الناس مرحّبون وودّيون
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي