وزير الخارجية الإيراني بدأ زيارته للبنان على وقع الـ «لا جلسة 27» لانتخاب رئيس
عون يتحضّر لتحرُّك كبير توقيته ... غير محسوم
اتخذ المشهد الداخلي في لبنان بُعداً رمزياً في الساعات الأخيرة في ظل بدْء زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت التي تستمرّ حتى مساء اليوم، ويلتقي خلالها المسؤولين الرسميين وعدداً وافراً من القيادات السياسية.
ذلك ان الزيارة جاءت وسط تَصاعُد وتيرة التوتر الداخلي، عشية جلسة مجلس الوزراء غداً، والاستعدادات التي يجريها «التيار الوطني الحر» بزعامة ميشال عون للتحرك في الشارع احتجاجاً على التمديد للقيادات العسكرية الاسبوع الماضي.
وإذ يُتوقَّع ان يجري تحرك أنصار «التيار العوني» عبر تظاهرة كبيرة وسط بيروت في وقت متزامن مع جلسة مجلس الوزراء، تشير معطيات في هذا الصدد الى ان التراجع او التريّث في إطلاق هذا التحرك لا يبدو وارداً بعدما استكمل التيار استعداداته لتعبئة جمهوره، وانه ما لم تطرأ تطورات سياسية من شأنها ان ترسي تسوية ما عبر الوساطات الجارية حالياً، فإن هذا التحرك سيحصل وسيكون بمثابة اختبار حقيقي لاستجابة أنصار عون، لمطالبته بإثبات الحضور والتأثير كما سيشكّل ايضاً امتحاناً جديداً للواقع الحكومي. علماً ان بعض الدوائر لم يُسقط كلياً إمكان تمديد فترة التريث العوني الى ما بعد إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر الجمعة المقبل، في ذكرى «انتصار المقاومة» في «حرب يوليو 2006».
وتفيد المعطيات بأن «حزب الله» دخل بقوة في الساعات الـ 48 الأخيرة على خط السعي الى تليين قناة عون، من خلال عمله على استكمال التسوية التي توقفت الاسبوع الماضي، في شأن مشروع رفع سنّ التقاعد للضباط على رغم صعوبة تمرير هذا المشروع الذي لا يحظى بدعم وموافقات كافية من القوى الاخرى. ولكن يبدو واضحاً ان «حزب الله» يشعر بإحراج شديد وربما غير مسبوق في الوضع الذي بلغه حليفه عون، بعد التمديد للقيادات العسكرية، ولا سيما منها قائد الجيش العماد جان قهوجي، وكذلك في ظل تفاقم الخلاف بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وإذ تؤكد المعلومات المتوافرة ان «حزب الله» لا يرغب اساساً في تحرك عوني في الشارع حالياً، فانه يبدو مضطراً لدعم حليفه اذا فشلت محاولات التوصّل الى تسوية لمسألة التعيينات الأمنيّة لأن الحزب لا يحتمل بدوره صورة انتكاسة كبيرة لعون من شأنها ان تنعكس عليه هو الآخر بعواقب سلبية.
وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر وزارية مطلعة لـ «الراي» أنه «ليس هناك أجواء تخوّف كبيرة من احتمال تحرك أنصار عون في الشارع الخميس المقبل، او في اي موعد آخر، لأن هناك سقوفاً أمنيّة وسياسية معروفة ستحكم اي تحرّك، ولا يبدو ان عون نفسه سيخالفها او سيسمح بتخطّيها في اي تحرك يطلقه».
وأشارت هذه المصادر الى ان «هناك اطمئناناً لناحية الترتيبات الأمنيّة التي ستواكب اي تحرك احتجاجي او تظاهرات لجهة حماية السراي الحكومي ومنع اي خلل او تجاوز، ولكن في الوقت نفسه حماية حرية التعبير ايضاً وأمن المتظاهرين».
اما على الصعيد السياسي، فاعتبرت المصادر ان «هذا التحرّك في حال حصوله لن يكون واقعياً أكثر من حفْظ ماء الوجه للفريق العوني بإثبات ثقله الشعبي، ولكنه لن يؤدي الى عودة الأمور الى الوراء بالنسبة الى ملف التعيينات العسكرية الذي صار أمراً مبتوتاً ونهائياً».
واذ أشارت المصادر نفسها الى ان «ما حُكي عن عدم إيصاد الأبواب امام إعادة فتح هذا الملف في مجلس الوزراء هو كلام مبدئي ولكنه ليس اتجاهاً واقعياً لأنه يحتاج الى توافق جماعي لإعادة البحث في التعيينات والاتفاق على تعيين قائد جديد للجيش وهذا الأمر غير وارد ابداً حالياً»، لفتت الى ان «من غير الممكن رسم سيناريو للجلسة الحكومية غداً، قبل بلورة الاتجاهات التي سيسلكها الفريق العوني وحليفه (حزب الله) لا سيما لجهة اذا كان عون سيحرّك أنصاره في الشارع ام سيتريّث، تبعاً لنصائح حليفه والكثير من السفراء والجهات الداخلية».
وقبيل بدء وزير الخارجية الايراني محادثاته في بيروت، رصدت الدوائر السياسية اذا كان ظريف سيشمل عون في لقاءاته، وسط ترجيح تقارير في صحف قريبة من «8 آذار» ان يقوم رئيس الديبلوماسية الايرانية بـ «لفتة تكريمية» إزاء زعيم «التيار الحر» في ضوء ما اعتبرته «حرب الإلغاء التي يتعرض لها، من الخارج والداخل في آن معاً».
إلا أن هذه الدوائر حاذرت التسليم بحصول مثل هذه الزيارة اذ رأت ان من شأنها ان ترتدّ سلباً على عون وعلى المعركة التي يخوضها في الانتخابات الرئاسية والتي تواجه أصلاً مشكلات جمّة، اذ سيكرّسه مرشّح طهران وستشكّل تالياً اعلان نهاية رسمياً لكل آماله ببلوغ «القصر»، باعتبار ان الملف الرئاسي لن يكون إلا وليد تسوية إيرانية - سعودية لا مكان فيها لمرشّحي المواجهة.
كما ان حصول مثل هذه الزيارة في الوقت الذي سيشهد البرلمان اليوم الـ «لا جلسة رقم 27» لانتخاب رئيس، ستُظهِر طهران ايضاً على انها تدعم معطّلي هذا الاستحقاق الذين لا يوفّرون النصاب للجلسات. علماً ان معطيات في بيروت استبعدت ان يكون ظريف يحمل معه اي مبادرة في خصوص الانتخابات الرئاسية، ما عدا موقف طهران المعلن من ان هذه الانتخابات «شأن داخلي»، في اشارة الى ان الوقائع الاقليمية المتسارعة وعدم انقشاع الرؤية حيال ملفيْ سورية واليمن خصوصاً، يجعلان من المبكّر التنازل عن أي أوراق في لبنان أقله قبل شهرين او ثلاثة. وهو ما يجعل زيارة ظريف تتمحور في الأساس حول التسويق للاتفاق النووي بين ايران والغرب واستشكاف إمكانات فتح مرحلة استثمارات لبنانية أو مشاريع إيرانية في لبنان بعد رفع العقوبات.
ذلك ان الزيارة جاءت وسط تَصاعُد وتيرة التوتر الداخلي، عشية جلسة مجلس الوزراء غداً، والاستعدادات التي يجريها «التيار الوطني الحر» بزعامة ميشال عون للتحرك في الشارع احتجاجاً على التمديد للقيادات العسكرية الاسبوع الماضي.
وإذ يُتوقَّع ان يجري تحرك أنصار «التيار العوني» عبر تظاهرة كبيرة وسط بيروت في وقت متزامن مع جلسة مجلس الوزراء، تشير معطيات في هذا الصدد الى ان التراجع او التريّث في إطلاق هذا التحرك لا يبدو وارداً بعدما استكمل التيار استعداداته لتعبئة جمهوره، وانه ما لم تطرأ تطورات سياسية من شأنها ان ترسي تسوية ما عبر الوساطات الجارية حالياً، فإن هذا التحرك سيحصل وسيكون بمثابة اختبار حقيقي لاستجابة أنصار عون، لمطالبته بإثبات الحضور والتأثير كما سيشكّل ايضاً امتحاناً جديداً للواقع الحكومي. علماً ان بعض الدوائر لم يُسقط كلياً إمكان تمديد فترة التريث العوني الى ما بعد إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر الجمعة المقبل، في ذكرى «انتصار المقاومة» في «حرب يوليو 2006».
وتفيد المعطيات بأن «حزب الله» دخل بقوة في الساعات الـ 48 الأخيرة على خط السعي الى تليين قناة عون، من خلال عمله على استكمال التسوية التي توقفت الاسبوع الماضي، في شأن مشروع رفع سنّ التقاعد للضباط على رغم صعوبة تمرير هذا المشروع الذي لا يحظى بدعم وموافقات كافية من القوى الاخرى. ولكن يبدو واضحاً ان «حزب الله» يشعر بإحراج شديد وربما غير مسبوق في الوضع الذي بلغه حليفه عون، بعد التمديد للقيادات العسكرية، ولا سيما منها قائد الجيش العماد جان قهوجي، وكذلك في ظل تفاقم الخلاف بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وإذ تؤكد المعلومات المتوافرة ان «حزب الله» لا يرغب اساساً في تحرك عوني في الشارع حالياً، فانه يبدو مضطراً لدعم حليفه اذا فشلت محاولات التوصّل الى تسوية لمسألة التعيينات الأمنيّة لأن الحزب لا يحتمل بدوره صورة انتكاسة كبيرة لعون من شأنها ان تنعكس عليه هو الآخر بعواقب سلبية.
وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر وزارية مطلعة لـ «الراي» أنه «ليس هناك أجواء تخوّف كبيرة من احتمال تحرك أنصار عون في الشارع الخميس المقبل، او في اي موعد آخر، لأن هناك سقوفاً أمنيّة وسياسية معروفة ستحكم اي تحرّك، ولا يبدو ان عون نفسه سيخالفها او سيسمح بتخطّيها في اي تحرك يطلقه».
وأشارت هذه المصادر الى ان «هناك اطمئناناً لناحية الترتيبات الأمنيّة التي ستواكب اي تحرك احتجاجي او تظاهرات لجهة حماية السراي الحكومي ومنع اي خلل او تجاوز، ولكن في الوقت نفسه حماية حرية التعبير ايضاً وأمن المتظاهرين».
اما على الصعيد السياسي، فاعتبرت المصادر ان «هذا التحرّك في حال حصوله لن يكون واقعياً أكثر من حفْظ ماء الوجه للفريق العوني بإثبات ثقله الشعبي، ولكنه لن يؤدي الى عودة الأمور الى الوراء بالنسبة الى ملف التعيينات العسكرية الذي صار أمراً مبتوتاً ونهائياً».
واذ أشارت المصادر نفسها الى ان «ما حُكي عن عدم إيصاد الأبواب امام إعادة فتح هذا الملف في مجلس الوزراء هو كلام مبدئي ولكنه ليس اتجاهاً واقعياً لأنه يحتاج الى توافق جماعي لإعادة البحث في التعيينات والاتفاق على تعيين قائد جديد للجيش وهذا الأمر غير وارد ابداً حالياً»، لفتت الى ان «من غير الممكن رسم سيناريو للجلسة الحكومية غداً، قبل بلورة الاتجاهات التي سيسلكها الفريق العوني وحليفه (حزب الله) لا سيما لجهة اذا كان عون سيحرّك أنصاره في الشارع ام سيتريّث، تبعاً لنصائح حليفه والكثير من السفراء والجهات الداخلية».
وقبيل بدء وزير الخارجية الايراني محادثاته في بيروت، رصدت الدوائر السياسية اذا كان ظريف سيشمل عون في لقاءاته، وسط ترجيح تقارير في صحف قريبة من «8 آذار» ان يقوم رئيس الديبلوماسية الايرانية بـ «لفتة تكريمية» إزاء زعيم «التيار الحر» في ضوء ما اعتبرته «حرب الإلغاء التي يتعرض لها، من الخارج والداخل في آن معاً».
إلا أن هذه الدوائر حاذرت التسليم بحصول مثل هذه الزيارة اذ رأت ان من شأنها ان ترتدّ سلباً على عون وعلى المعركة التي يخوضها في الانتخابات الرئاسية والتي تواجه أصلاً مشكلات جمّة، اذ سيكرّسه مرشّح طهران وستشكّل تالياً اعلان نهاية رسمياً لكل آماله ببلوغ «القصر»، باعتبار ان الملف الرئاسي لن يكون إلا وليد تسوية إيرانية - سعودية لا مكان فيها لمرشّحي المواجهة.
كما ان حصول مثل هذه الزيارة في الوقت الذي سيشهد البرلمان اليوم الـ «لا جلسة رقم 27» لانتخاب رئيس، ستُظهِر طهران ايضاً على انها تدعم معطّلي هذا الاستحقاق الذين لا يوفّرون النصاب للجلسات. علماً ان معطيات في بيروت استبعدت ان يكون ظريف يحمل معه اي مبادرة في خصوص الانتخابات الرئاسية، ما عدا موقف طهران المعلن من ان هذه الانتخابات «شأن داخلي»، في اشارة الى ان الوقائع الاقليمية المتسارعة وعدم انقشاع الرؤية حيال ملفيْ سورية واليمن خصوصاً، يجعلان من المبكّر التنازل عن أي أوراق في لبنان أقله قبل شهرين او ثلاثة. وهو ما يجعل زيارة ظريف تتمحور في الأساس حول التسويق للاتفاق النووي بين ايران والغرب واستشكاف إمكانات فتح مرحلة استثمارات لبنانية أو مشاريع إيرانية في لبنان بعد رفع العقوبات.