لقد أحسن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في اختياره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد ووزيراً للداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد ووزير الدفاع، وكانت ثقته بهما في محلها، إذ استطاع الأمير محمد بن نايف ولي العهد حفظ أمن المملكة على اتساعها، وإخراج «الدواعش» من جحورها وأوكارها وإبطال فتنة حاول المرجفون إثارتها لرص الصفوف وتحصين الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب السعودي، لذلك تقوت الجبهة الداخلية ضد أي عدوان أو تخريب.
أما الأمير محمد بن سلمان فقد أشرف بنفسه وأدار «عاصفة الحزم» بقيادة قوات التحالف العربي لتحرير اليمن من فلول المخلوع، والميليشيات الحوثية، كما انقضت نسور الجو العربية لدك حصونهم وقصقصة أجنحتهم وتقليم أظافرهم وخلع أنيابهم، ليختبئوا في المدن، متخذين من المدنيين العزل دروعاً بشرية، وضحايا لقذائف دباباتهم، وأهدافاً لقناصيهم، ثم بدأت المرحلة الثانية برمي السهم الذهبي بإنزال بحري للآلاف من الجنود اليمنيين والمئات من الآليات العسكرية بقيادة وتنسيق إماراتي على سواحل عدن، إنزال ذكرنا بإنزال قوات الحلفاء على شواطئ النورماندي الفرنسية مع نهاية الحرب العالمية الثانية لتحرير فرنسا من الألمان، وتم تحرير عدن، وتأمين مطارها ومينائها في ساعات من أيدي المحتلين لتبدأ عمليات الإغاثة بمد سكانها بالمأكل والمشرب والمعدات الطبية والبدء بإصلاح شبكات الماء والكهرباء والطرق، وتزويد المقاومة الشعبية بالأسلحة والذخائر والمعدات.
وكانت الخطوة الثالثة هي تحرير قاعدة العند، أكبر القواعد اليمنية، التي تجمع فيها الفلول والحوثيون محاولة منهم لإعادة احتلال عدن، وبهجمة منسقة مفاجئة من القوات الشعبية اليمنية وبدعم الجيش الشرعي تم اقتحام القاعدة بقصف جوي من قوات التحالف العربي ليحتلوها ويفر من فيها من جنود وضباط يسبقهم قائدهم الحوثي ومستشاره الإيراني، تاركين بعض الجنود بين قتيل وجريح وأسير وأسلحتهم ومعداتهم غنيمة للمقاومة الشعبية وجنود الشرعية، وباحتلال هذه القاعدة تم الانتهاء من تحرير غالبية المحافظات الجنوبية وفتح الطريق لتحرير باقي اليمن بداية من صنعاء.
وبعد هذه الانتصارات المتتالية للشرعية بدأ الحوثيون بالكلام عن الحوار والحل السياسي وهو أمر طالب به العالم أجمع، من الأمم المتحدة ومنظمة العمل الإسلامي والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وكانت دائماً إجابتهم بالرفض والعناد، ولكن الله غالب على أمره، «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً».