حوار / «مَن قال إنني لن أعود وأصبح بطلة مجدداً؟»

فيفيان أنطونيوس لـ «الراي»: حسبتها بالعقل في «24 قيراط»... ولا أحتكر نفسي للتمثيل

u0641u064au0641u064au0627u0646 u0623u0646u0637u0648u0646u064au0648u0633
فيفيان أنطونيوس
تصغير
تكبير
• الممثل يمكن أن يكون بطلاً بجملة واحدة
... هذا أفضل من أن «يمثّل» كل الوقت بأداء سيّئ
بالرغم من دورها المُميّز في مسلسل «24 قيراط»، لكن كثيرين استغربوا قبول فيفيان أنطونيوس بدور صغير في هذا العمل، بعد مسيرة طويلة تلفزيونية وسينمائية، لم تطلّ من خلالها سوى في أدوار البطولة.

ولكن أنطونيوس، حسبتها بالعقل جيداً، على حد قولها، لأن «24 قيراط» هو أول تجربة درامية مشتركة لها، وهي عينها على هذا النوع من الأعمال كما هي حال كل الممثلين، عدا عن أنها كانت ترغب في العمل تحت إدارة المخرج الليث حجو،


الذي قال لها إن عمر الممثلة أطول من عمر النجمة، عندما قالت له إنها تفضّل أن تكون ممثلة وليس نجمة.

في حوارها مع «الراي»، كشفت فيفيان أنطونيوس عن نص جديد كتبته لمسلسل درامي من إنتاج إيلي معلوف، سيُعرض على شاشة «ال بي سي»... هي التي تجيد الكتابة كما التمثيل وإن كانت لا تعتبر نفسها «كاتبة
عصرها».

• كثيرون استغربوا إطلالتك في دور ثانوي في مسلسل «24 قيراط» بعد مسيرة طويلة من البطولات التلفزيونية والسينمائية؟

- ثمة أمور كثيرة أغرتني، وجعلتني أوافق على المشاركة في مسلسل «24 قيراط». أوّلها أنني شاركتُ في هذا العمل لأنني رغبتُ في أن أكون مع ماغي بوغصن في عمل واحد، إذ تربطني بها علاقة صداقة قوية جداً، وذلك حتى لو لم تكن مساحة الدور كبيرة. الأمر الثاني، هو اسم المخرج الليث حجو، إذ كان يهمني أن أتواجد في عمل من إخراجه، وخفتُ ألا تتاح أمامي فرصة أكبر، ولذلك درستُ الأمور بشكل منطقي. أما الأمر الثالث، فهو أن ريم حنا كاتبة مميزة جداً. هذا فضلاً عن مشاركة سيرين عبدالنور وعابد فهد وباسم مغنية. كل الممثلين في العمل هم نجوم، حتى لو كانت أدوارهم صغيرة، حيث تم التركيز على سيرين وعابد وماغي، وأنا أحترم المنتج لأنه لم يعتمد على الأبطال الثلاثة فقط، بل استعان بممثلين محترفين في الأدوار الثانوية. صحيح أن الناس اعتادوا على مشاركتي في مساحة أدوار كبيرة، ولكن مَن يراقب الوضع التمثيلي في سورية أو مصر أو في العمل العربي، يجد أن هناك نجوماً كباراً يلعبون أدواراً صغيرة، كما أنهم يحلّون ضيوفاً أو مشاركين في أعمال أخرى، وليس بالضرورة أن نشارك فقط في الأعمال التي تكون من بطولتنا.

• وهل كنت تخططين لتحقيق الانتشار عربياً من خلال مشاركتك في مسلسل مشترك؟

- في الأعمال المشتركة، يمكن أن نقبل بأشياء أقلّ، خصوصاً أن العمل مهمّ وعُرض على قناة «osn» وعلى «mtv»، وكلنا نتطلع للأعمال العربية المشتركة. مشاركتي في «24 قيراط» تعود إلى أسباب تعنيني، خصوصاً أنني كنت أرغب، بعد طول غياب عن ماغي، أن أعمل مع زوجها المنتج جمال سنان الذي عاملني بكل احترام ورقيّ. أنا لم أدقق في الأمور الفنية كثيراً في العمل، بل حرصت على التواجد مع أشخاص توطدت صداقتي بهم.

• لكن، ألا تخافين أن تنسحب الأدوار الثانوية على أعمالك المقبلة؟

- كلا، لأنني مع فكرة أن الممثل يمكن أن يكون بطلاً حتى لو قال جملة واحدة، فذلك أفضل من أن «يمثّل» كل الوقت بأداء سيئ. يُعرف عني أنني أجيد التمثيل، كما يُعرف عني أنني لا أملك الكثير من الوقت له، ويكفيني مسلسل واحد في السنة. عقلياً، مسلسل «24 قيراط» كان مناسِباً من كل النواحي، حتى أن الممثل مجدي مشموشي قال لي «لو أدى الممثل مشهداً واحداً في مسلسل (24 قيراط) فهذا أمر مهم بالنسبة إليه، لأنه عمل مهم ومتابع وموزَّع عربياً».

• هل تفكرين بالاتجاه مستقبلاً نحو الدراما العربية؟

- كلنا نشخص بعيوننا نحو الدراما العربية، ولكن هذا لا يعني أنني سأنسى الدراما اللبنانية، وأنا حالياً بصدد كتابة مسلسل لبناني لن أشارك فيه تمثيلاً، وهو من إنتاج إيلي معلوف الذي أتشارك معه في تقديم أعمال لبنانية، وأنا سعيدة بالتجربة، ولكن في حال سنحت أمامي الفرصة للمشاركة في الدراما العربية فلن أرفض. كلنا نعمل من أجل تحقيق الانتشار العربي، والأعمال المشتركة تخدم الممثل اللبناني كثيراً من ناحية الإنتشار والشهرة.

• وهل يمكن أن تقبلي بدور ثانوي آخر في عمل مشترك؟

- كثيرون لاموني لأنني قبلتُ بدور صغير، ولكنني مقتنعة بما فعلته. الإنسان لا يمكن أن يحصل على كل شيء في حياته. عندما كنت بطلة أولى لم يكنّ بطلات أول، واليوم بسبب ظروفي وعمري الذي يسمح لي بلعب دور الأم، لا يمكن أن أفرض شروطي على المنتجين.

• هل أنتِ أكبر سناً من سيرين عبدالنور وماغي بوغصن؟

- كلا، ولكنني في الوقت نفسه لست شابة و«طاحشة» على المسلسلات. الليث حجو قال لي أثناء التصوير «هل يهمك أن تكوني ممثلة أم نجمة؟» فأجبته: ممثلة طبعاً. فرد عليّ: «النجمة عمرها قصير والممثلة عمرها أطول». فلنتعلم من تجارب الممثلين السوريين وتَميُّزهم بالتكاتف والتآلف والتواضع بين بعضهم البعض. إذ يجب ألا تسيطر الأنانية على علاقة الممثلين.

• هذا صحيح، ولكن غالبية النجمات اللبنانيات ينقصهن التواضع؟

- وأنا أريد أن أكون متواضعة. في مسلسل «ورود ممزقة» كنت البطلة وكانت ماغي بوغصن صديقتي، وفي «24 قيراط» هي البطلة وأنا شقيقتها. لماذا لا نعمل بإيجابية في المسلسل، ولا سيما أن تَقدُّم الدراما اللبنانية يؤدي إلى تقدمنا جمعياً. صحيح أنني تعبتُ وكوّنتُ اسماً لي، ولكن لديّ عائلة وظروفاً، وإذا تأخرتُ قليلاً في الفن، فذلك أفضل من أن تتم الأمور على حساب عائلتي. ولكن مَن قال إنني لن أعود وأصبح بطلة مجدداً؟ مسلسل «شوارع الذلّ» حقق نسبة مشاهدة عالية جداً، وهو عمل لبناني.

• كيف وجدتِ مستوى الدراما اللبنانية في رمضان 2015؟

- أنا سعيدة لأن مسلسل «أحمد وكريستينا» حظي بقبول عند الناس، ولكنني لم أتمكن من متابعة مسلسل «قلبي دقّ» بالشكل المطلوب، لأنه كان يُعرض في نفس توقيت «24 قيراط»، إلا أنني متأكدة من أنه عمل جميل وجيّد. أنا مع الدراما اللبنانية وأشكر كل مَن يشجعها، لأننا لبنانيين ولكن الأهم أن تكون ضمن الأعمال المنافِسة، لأنني أعرف أن الميزانية التي تُرصد لها أقلّ بكثير من الميزانية التي تُرصد لأي عمل مشترك، وعندما تكون قادرة على المنافسة، فهذا أمر جيد جداً.

• هل صحيح أن مسلسل «قلبي دق» تفوّق على «24 قيراط» في لبنان؟

- لا أعرف، ولكنني لا أعتقد ذلك. معلوماتي تقول إن مسلسل «24 قيراط» هو الأول في لبنان.

• وهل ما تقولينه يستند إلى معلومات أو إحصاءات؟

- إحصاءات.

• ولكن الكل يشكك بصدقية الإحصاءات؟

- من خلال الشارع يمكن أن نعرف ماذا يشاهد الناس. أعتقد أن مسلسل «24 قيراط» تفوّق على كل الأعمال الأخرى.

• تفوّق حتى على مسلسل «تشيللو»؟

- طبعاً. مع أن دوري صغير فيه، ولكن الناس كانوا يوقفونني في الشارع ويسألونني عن أحداثه، وهذا يعني أنه يحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً.

• في رأيك ما هي الأسباب التي جعلت «24 قيراط» يتفوّق على مسلسل «تشيللو»؟

- أنا لم أشاهد مسلسل «تشيللو»، لأنه كان يُعرض في نفس توقيت بثّ «24 قيراط». ولكن لا شك أن يوسف الخال ونادين نجيم وتيم حسن ممثلون محترفون، ولكنني كنتُ أسمع من الناس إعجاباً أكبر بـ «24 قيراط» ولا أعتقد أن مسلسل «تشيللو» تفوّق عليه.

• أيّ فرصة أتاح أمامك مسلسل «24 قيراط»؟

- كنتُ سعيدة بتجسيد شخصية «سوزي»، وعلاقة «النكد» الموجود بينها وبين زوجها حقيقية، والشخصية كُتبت بطريقة جميلة جداً. وكما أشرتُ، فإن هذا العمل أتاح أمامي الفرصة للعمل مع المخرج الليث حجو والمنتج جمال سنان. ولكن دوري في مسلسل «24 قيراط» ليس الأهمّ في مشواري الفني، ومشاركتي فيه خطوة نحو الأعمال المشتركة.

• بما أنك تكتبين نصوصاً درامية، فهل تخططين لأن ينتشر اسمك عربياً ككاتبة كما فعلتِ كممثلة؟

- سبق أن خضت تجربة الكتابة مرّتين مع لورا خبّاز، الأولى في مسلسل «شوارع الذلّ» والثانية في مسلسل «إلى يارا». وبالنسبة إلى مسلسلي الجديد «هلا»، فهذه هي المرة الأولى التي أخوض تجربة الكتابة بشكل منفرد، وأنا أشكر المنتج إيلي معلوف لأنه يشجّعني دائماً، وهذا العمل سيُعرض على شاشة «ال بي سي» ويتناول موضوعه الطبقة السياسية. أما بالنسبة إلى كتابة نصوص درامية عربية مشتركة، فإنني مستعدة لخوض التجربة إذا سنحت لي الفرصة. أنا أستمتع بالكتابة وأجيدها كما التمثيل، ونحن درسنا مادة الكتابة في الجامعة، ولكنني لا أدّعي بأنني «كاتبة عصري»، إلا أن الأعمال التي كتبتُها لاقت صدى إيجابياً كبيراً بين الناس.

• عندما تتكلمين عن التمثيل، نشعر بأنك «عايزة ومستغنية» كما يقول المثل اللبناني الشعبي؟

- هذا صحيح. أنا لا أحتكر نفسي لمهنتي، وفي المقابل فإن قدميّ ثابتتان على الأرض. وعندما أنجح أعرف كيف أقول إنني نجحت، وعندما أتراجع أعترف بتراجعي. ظروفي ضاغطة، بينما في السابق كانت الفرص أكبر. وبسبب قراءتي للأمور لم أعد أشعر بالحماسة كما في السابق. أنا أم ولديّ عائلة، كما أنني توجهتُ نحو الكتابة وأقوم بـ «وورك شوب تمثيل» خاص بي، ولم يعد التمثيل طموحي الوحيد في الحياة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي