في العمق

لكَ يا صديقي...

تصغير
تكبير
يحدث أن تلهينا الحياة بظروف جديدة، ننشغل في مواجهتها، تقبّلها، التأقلم والتكيف معها، يستنزف ذلك جهداً عقلياً وشعورياً ضخماً تزداد ضخامته أو تقل استناداً إلى طبيعة المستجد، أن يحدث ذلك، فهو أمرٌ طبيعي يمتد إلى كل البشر لا مفر.

كوني أقدّس علاقة الصداقة فإنني أكتب اليوم إلى من هم مثلي، في ظل تلك الظروف حافظ على أصدقائك، واصلهم، اهتم بهم، لا تهجرهم معللاً ذلك بانشغالك، إن بناء علاقة صداقة واحدة أو اثنتين يستغرق زمناً ليس بالقليل، بالتالي فإن خسران الصديق ليس لسببٍ وجيه سوى الانشغال بظروف الحياة التي هي أمرٌ طبيعي ضربٌ من الجنون وخفة العقل، أُقدِّر أنه أحياناً تحت ضغط الظرف الجديد يصعب التفكير بأي شيء آخر، كأن الدنيا بدأت هنا وستنتهي هنا، لكنه ليس عدلاً في حق نفسك أولاً ثم أصدقائك أن تنغمس كلياً فتخسرهم أو في أحسن الأحوال -إن لم تخسرهم- ستكون العلاقة باردة رسمية ليست تلك الحنونة الدافئة الأخوية.


حريٌّ أن تنتبه هنا.. ما تلبث أن تستقر حياتك، ثم ترفع رأسك تبحث عن صديق، فلا تجد!، ولا أظنك في عمر الثلاثين مثلاً ما زلت مستعداً نفسياً للبدء من الصفر، لتبحث عن أشخاص جدد تنطلق في العلاقة معهم لتعرف بعدها هل تنزلهم منزلة الصديق أم أنهم لا يصلحون، وإن كنت سأصنف العلاقات خارج إطار العائلة، من وجهة نظري أقول، الصداقة هي العلاقة الأثمن في هذه الحياة، الصداقة تُشعرني بأن الدنيا تمتلئ بالخير وغدر الصديق يهدد إيماني بوجود ذلك الخير، إلى هذه الدرجة أؤمن بتلك العلاقة وأحبها وأقدسها، فلك يا صديقي حبي، لك وفائي، إخلاصي، عطائي، لك وعدي بمجابهة الظروف وإبقائك على جادة حياتي، إن كنت تريد ذلك وأنا أريد.

[email protected]

Twitter: @3ysha_85
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي