«التربية الإسلامية» ... رسالتي لمعالي الوزير

تصغير
تكبير
منذ عقود وسيل الملاحظات لم يتوقف حول مادة التربية ا?سلامية ومناهجها، وذلك على مستوى الأفراد والمؤسسات التعليمية، في الكويت.

وأخيرا، بات ا?مر محور حديث ساخن- من وجهة نظري المتواضعة- على مستوى الكويت، وقضية مؤرقة بين العامة، أقله في ديوانيات أهل الكويت، ووسائل الاتصال الاجتماعي.

ولا يخفى على معالي وزير التربية والتعليم العالي، أنه طالما أصبح هذا الموضوع، محل نقاش في الأوساط الاجتماعية، فإن تركه من دون مراجعة وحسم من قبل المؤسسة المعنية بشؤون التعليم، يجعله مادة خصبة للجدل و النقاش.

وكما يعلم معالي الوزير، فإن لدولة الكويت خصوصية دستورية وهوية اجتماعية تميزها عن غيرها من دول الوطن العربي؛ حيث إن جميع مؤسساتها تعمل في إطار خدمة التوجه العام للدولة، سعيا لتحقيق الوئام والسلم والأمن الاجتماعي، سعيا وراء مصالح الكويت العليا وشعبها الكريم، وهي الغاية التي نرمي إليها في هذا المقال.

وأعتقد بادئ ذي بدء، أن علينا كمعنيين بالشأن التعليمي- وأوجه رأيي لمعالي الوزير بشكل رئيس هنا- تحديد الهدف والغاية من إدراج مادة التربية ا?سلامية ضمن البرامج التربوية والمواد التعليمية، ليسهل تصنيفها وتوصيفها، وتطوير وسائلها ومضامينها، وصولا للجدوى والنتيجة المرجوة منها.

يتضح مثلا، من اسم المادة أن الدور «التربوي» يغلب على الجانب «المعرفي» بالعنوان الرئيس لمادة «التربية الإسلامية» وهذا لعمري أمر مقصود ومحسوب بدقة من قبل الموجهين المؤسسين لهذه المادة.

وإن تساءلنا عن أسباب التسمية... فإنه يمكن القول باختصار شديد، إن الموجهين المؤسسين لمادة «التربية الإسلامية»، علموا علم اليقين، أن الطالب/ الطالبة في الكويت ليسوا بحاجة لمادة ذات طابع «دعوي» بقدر ما هو «تربوي» خصوصا وأن جلهم من المسلمين!

ويبدو، أنه لمن السهل تحديد المحتوى المعرفي لهذه المادة من قناة عنوانها المُشدد على البعد «التربوي» وليس «الدعوي»، فبما أن الجانب التربوي هو الغالب على صبغتها فمن الواجب ألا يخرج المحتوى العلمي للمادة عن هذا السياق.

لا بد حقيقة، أن يهيمن الحديث عن الأركان ا?ساسية للدين الإسلامي الحنيف، ومتشابهات ا?صول والثوابت، على التفاصيل الفقهية المتباينة!

ويسند ما سبق، أن الشؤون الإسلامية الطقسية، تدخل ضمن حدود الحرية التي كفلها الدستور، فيما يتم تباحث الممارسات الفقهية التفصيلية، على مستوى الأسرة ودور العبادة، وتأخذ المؤسسات التعليمية العليا، دورها الأكبر في التناول البحثي لشؤون الدين.

وعليه لعلي أود أن أختم بالقول، بأن الجانب التربوي هو المعني بتحقيق الغاية السامية لمادة التربية الإسلامية، بهدف تكريس/ تعزيز الأبعاد ا?خلاقية لديننا السمح، ليسهم الإنسان الكويتي بدوره الحيوي في عملية بناء الوطن، مؤسساً بنيته الأخلاقية كفرد في المجتمع، كان قد تشكل وعيا وسلوكا بشكل قويم، بصورة تعطيه القدرة على فهم علاقاته با?خرين بشكل حصين، وتحفظه في الوقت عينه من الانزلاق في محظور تبني خطاب الكراهية، وما يتضمنه من تعد على معتقدات ا?خرين.

هذا ولابد من التأكيد، على أن غرس القيم والمبادئ ا?خلاقية الإسلامية عند النشء يسهم بفاعلية ويصب مباشرة في التربية الوطنية، ويرفع منسوب مفهوم المواطنة والانتماء لدى الفرد، ويجعله إنسانا إيجابيا منتجا، قابلا للانصهار بمجتمعه بسلاسة، بعيدا كل البعد عن التطرف والتعصب.

fahad31q8@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي