نسمات

آسفين... القوانين لا تسمح بالإدانة !

تصغير
تكبير
قلت للنائب المحترم: جزاكم الله خيرا فقد قمتم بالواجب وحوّلتم ملف الايداعات المليونية إلى النيابة ليلقى المخالفون جزاءهم!!

قال لي: نعم فعلنا ذلك ولكن لا أعتقد بأن المتهمين سينالهم اي عقاب بالرغم من وضوح الأدلة والإدانات!!


قلت له: ولم ذلك؟! قال: بسبب النقص التشريعي في إثبات التهم على مرتكبيها وإدانتهم، فقد تم تخطيط الجريمة بإحباك لكي لا تصل يد العدالة إليهم!!

لقد ادركنا مبكرا حجم الفساد المعشعش في ربوع بلادنا وتحرك رجال مخلصون من اجل محاربته، ولكن محاربة الفساد ليست بالامر السهل لاسيما في دولة تتمتع بأعلى مستويات الدخل في العالم، ففي دولة كولومبيا في أميركا الجنوبية يمتلك تجار المخدرات جيوشا جرارة تقوم بمحاربة الحكومة وايقاع الضرر الكبير بجيوشها من اجل تأمين مرور آمن لبضاعتهم الى الأسواق!!

لقد سبقنا كثيرا من دول العالم في اقامة مؤسسات رقابية (لايخر منها الماء) مثل ديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد ولجنة المناقصات المركزية، ناهيك عن لجان حماية الاموال وغيرها من لجان مجلس الامة، ولكن للاسف مازال للفساد سطوة وقوة ومازال معشعشا في جميع مرافق الدولة!!

نشرت صحيفة «الراي» بالامس على صدر صفحتها الاولى ملفا بعنوان «ملف صفقة الداو الى هيئة مكافحة الفساد» ذكرت فيه بان لجنة حماية الاموال العامة بمجلس الامة المكلفة بالتحقيق في صفقة الداو المشؤومة قد اوشكت على الانتهاء من إعداد تقريرها المتضمن تحميل قياديين سابقين في مؤسسة البترول مسؤولية الصفقة الفاشلة، بل وبين التقرير بان هناك شبهة الاستيلاء على مال عام في الصفقة حيث كان من الممكن فسخ العقد قبل خمسة ايام من الموعد الذي فسخ به من دون ان تتحمل الحكومة اي تبعات لتلك الصفقة، ولكن لم تفعل!!

ونحن نشكراللجنة على تحرياتها ووصولها الى تلك النتائج ولكننا نعتقد بان النتيجة ستكون تسجيل القضية ضد مجهول لان الاستمرار فيها سيقود الى إدانة مسؤولين كبار لايمكن ادانتهم!!

وهكذا يتناوب الكثيرون على خرق السفينة ما داموا يدركون بانهم بمأمن من المحاسبة والملاحقة القانونية، وتظل ملفات تقارير الفساد تزداد وتتكدس على ادراج المسؤولين فقد جاء العفو عن الجناة رغما عن انف المحققين وقيل لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء!!».

السفاح وعد بالقصاص!!

هل تذكرون صورة الطفل «محمد الدّرة» الذي أصابه طلق ناري من جنود الاحتلال الاسرائيلي وهو في حضن ابيه، وكيف تفاعل العالم كله معه وشجب وانكر تلك الحادثة البشعة؟ لقد كان ذلك في السابعة، وقبل ان يتبلد شعور العالم كله ويدخل في مرحلة الغيبوبة!!

ما هو الخطأ في اقدام مستوطنين يهود على قتل رضيع فلسطيني وحرقه، وهل يستحق ذلك الاجرام ردة فعل العالم واستنكاره ؟! فقد اقدمت اسرائيل قبل عام واحد وفي وسط شهر رمضان المبارك على حرب إبادة ضد اهالي قطاع غزة ودمرت بيوتهم ومساجدهم وقتلت اكثر من الفي مسلم تحت سمع العالم وبصره وبمباركة من الولايات المتحدة الأميركية.

كل ما استطاع الفلسطينيون فعله هو الحصول على الإذن من المحكمة الجنائية الدولية لتسجيل احتجاجهم على تلك المجزرة والتحقيق فيها!!

لقد وعد نتنياهو بمحاربة الارهاب اينما كان وبالقصاص من القتلة فلا تخافوا فقد جاءكم الفرج من آكلي لحوم البشر!!

وتظل الأرحام تدفع قابيلا

فيردي ببغيه هابيلا

ونشيد السلام يتلوه سفاحون

سنوا الخراب والتقتيلا

وحقوق الانسان لوحة رسام

أجاد التزوير والتضليلا

الشاعر محمد مصطفى حمام

د. وائل الحساوي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي