ولي رأي

بوغيث والكيل بمكيالين

تصغير
تكبير
الكويتي سليمان بوغيث كان الناطق الرسمي باسم «القاعدة»، لم يقم بعمل أو يقل قولاً يضر الكويت لا شعباً ولا قيادة، أو يتهم رئيس مجلس الأمة ونوابه بتهم باطلة بلا سند أو دليل، ولم يمتدح أحداً تلوثت يده بدماء الكويتيين، وتخريب ممتلكاتهم، ومع ذلك سُحبت جنسيته الكويتية، وضيق على أهله لاتهامه بالانضمام لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذي أضر بمصالح حليفتنا أميركا، وأميركا هي التي استدعته هو والآلاف من شباب الأمة الإسلامية، ومولتهم ودربتهم، وهي من أنشأت تنظيم «القاعدة» ليخوض حرباً بالوكالة عنها باسم الإسلام ضد الشيوعيين الروس في أفغانستان، ولما خلصت الحرب وانتهى دورهم انقلبت عليهم، أو انقلبوا عليها، وأصبحوا أشد القوى خطراً عليها وعلى حلفائها.

سليمان بوغيث والعديد من قادة «القاعدة»، لجأوا لإيران وعاشوا فيها فترة طويلة عيشة رغدة، بعلم أميركا ومعرفة إيران بدورهم القديم في خدمتها، والكل يعلم أنها الرحم الذي أنجب «داعش»، والحضن الذي ربى الدواعش في العراق، وبعد فترة وكما استقبلت إيران بوغيث قامت بترحيله إلى دولة عربية، رفضت استقباله في المرة الأولى، وأعادته إلى إيران التي أعادته مرة ثانية إلى الدولة العربية ليجد المخابرات الأميركية (C.I.A) في انتظاره فاختطفته إلى أميركا وأصدرت عليه حكماً بالسجن فترة طويلة جداً.


أميركا تسجن أحد أذكى تلامذتها لتخفي الصندوق الأسود الذي يحوي علاقاتها بـ «القاعدة» والجمهورية الإسلامية و«داعش»، الذي كل أعماله الإرهابية ضد العرب في مصلحة مخطط إجرامي لتفكيك الدول العربية والهيمنة عليها والسيطرة على ثرواتها بإثارة حروب أهلية، قومية وطائفية، المستفيد الوحيد فيها هي إسرائيل، وفي الوقت نفسه الذي تسجن فيه أميركا بوغيث ببلادها تحارب في العراق مع حلفاء إيران، ومنهم من شارك في قتل العشرات من جنود البحرية الأميركية في بيروت.

وأتعجب: مَن الذي جمع الشامي على المغربي، والشيطان الأكبر مع محور الشر، كما تسمي إحداهما الأخرى؟!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي