وجع الحروف

شكراً لمن يطبّق الاقتباس الصحي...!

تصغير
تكبير
لا أظننا نجهل الحاجة للاقتباس الصحي الذي يوصلنا إلى التنمية المستدامة لكننا يبدو أننا لا نفهم الطريقة المثلى لتطبيق الاقتباس لأسباب متعلقة بطبيعة منظومتنا الإدارية!

أذكر هذا مستشهداً بتصريح لوزير الصحة الدكتور علي العبيدي قبل فترة مفاده إن الكويت ستستعين بالخبرة السنغافورية في تطوير الخدمات الصحية، ويكتب هذا المقال وأنا في أحد أفضل المستشفيات الصحية السنغافورية وعلى موعد مسبق معهم.


دخلنا مستشفى الجامعة الوطني وهو مستشفى عام وقابلنا بروفيسورا متخصصا في الركبة والقدم.. وبعد «كم سؤال» وتفحص للأشعة المقطعية لأخي... قال أنا أشك في «شغلة» معينة ومحتاج أشعة عادية كي أتأكد منها.

وبعد الأشعة.. قال «الموضوع سهل جداً.. لا تأخذ هذه الأدوية? استمر بهذا النوع ولا تفكر تسوي عملية وكل ما عليك هو خفض مستوى السكر والوزن والألم سيذهب تلقائيا»!

لك أن تتخيل كل هذا مقابل زيارة لم تستغرق 3 ساعات تنتهي بالتشخيص والتوصية بينما عندنا في الكويت تخرج من عيادة العظام بكيس من الأدوية دون تشخيص سليم ومعلوم إن لكل دواء آثاراً جانبية.

وقد يستغرب البعض من التكلفة... إنها فقط 256 دولاراً سنغافورياً أي ما يعادل 58 ديناراً كويتياً فقط!

لذلك أتمنى من وزير الصحة الكويتي الدكتور العبيدي أن يقتبس لنا النموذج السنغافوري في العظام وبعض التخصصات التي لا يتوافر فيها متخصصون على درجة عالية من الاحترافية في الوصول إلى تشخيص سليم!

الاقتباس هنا هو اقتباس صحي ناهيك عن النماذج السنغافورية المتبعة من نظام مروري ونظافة وأشغال وبإمكان الجهات المعنية في الحكومة الاستفادة من المسؤولين السنغافوريين في هذا الصدد.

إنني على اليقين بأن الكويت لا ينقصها أجهزة... إنها تحتاج إلى نظام تشغيلي وكوادر متخصصة يوفران لكل مريض التشخيص الصحيح الذي على أثره يصرف العلاج المناسب!

كم من مريض قيل له «اترك هذا الدواء» أو «لا تستعمل هذا العلاج» أو «مَن قال إن فيك هذا المرض»؟

أعتقد أنه من خلال مسح ميداني للمرضى العائدين من العلاج بالخارج ومراجعة ملفاتهم قبل العلاج بالخارج لاتضحت الصورة أكثر مع العلم بأن هناك حالات كثيرة تذهب وتعود بنفس التشخيص الذي ذكر لهم في مستشفياتنا.

لا يجب أن نتجاهل الكفاءات هنا في الكويت لكننا بحاجة إلى مراكز متخصصة منتشرة في محافظات الدولة يذهب لها المريض لمقابلة أطباء متخصصين وأطباء زائرين كذلك في مجالات عدة عوضاً عن إيفاد المرضى و«المتمارضين - وهم كثر» للعلاج في الخارج.

نحتاج «شوية» تنظيم لعملية العلاج بالخارج حيث المساحات الفضاء متوفرة والإمكانات المالية متوفرة ولا ينقصنا سوى اتخاذ قرار في اقتباس نموذج معين لأحد أفضل المراكز الطبية وتطبيقه في الكويت ولو برسوم رمزية لكل زيارة... المهم توفير التشخيص السليم والله المستعان!

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي