البدر المنير في علم التعبير

تصغير
تكبير
الحيوانات

وهو أربعة أقسام: القسم الأول: خير مطلقا وهو ما انتفع به بنو آدم غالبا كالخيل والبغال والحمير والغنم وأمثالهم.

القسم الثاني: الشر وهو ما يضر غالبا كالسباع والحيات والعقارب وأمثالها.

القسم الثالث: ما فيه خير وشر كأدوات الصيد مثل الفهود والصقور والبزاة ونحوهما.

القسم الرابع: لا خير فيه ولا شر كالذبابة والنملة والخنفسة.

فمن رأى عنده أو ملك واحدا من ذلك نسبته إلى ما ذكرنا.

قال المصنف: لما اختلف أغراض الناس في الحيوان فمنهم من يركب عليه ويحمل ولا يأكل منه كالحمير والجمال عند اليهود والنصارى، ومنهم من يأكله ولا يركب عليه ويبيعه كالغزلان والغنم والخنازير ونحو ذلك، ومنهم من يأكل لحمه في وقت صحته ويمتنع منه وقت مرضه لكونه يضره، ومنهم من يأكل لحمه ولا يأكل الناتج منه كمن لا يأكل الألبان والجبن والسمن، ومنهم من يأكل الناتج منه ولا يأكل الحيوان كالنحل يأكل العسل منه وينتفع بشمعه، ولذلك قلنا ما انتفع به بنو آدم حتى يشمل جميع ما ذكرنا فافهم. ولما كان النفع في القسم الأول الذي ذكرناه غالبا كان الضرر فيه وجوده كعدمه، ولما كان الضرر في القسم الثاني صار النفع فيه وجوده كعدمه فلا حكم له. وفي القسم الثالث لما كانت أدوات الصيد تحتاج إلى علوفة وكلفة وفيهن ممانعة وقوة نفس أعطى الشر كما أعطى ما يصطادونه الخير. ولما كان القسم الرابع إذا كان الفرد منه في البيت لا يخاف ولا يهرب منه أحد ولا يقصد لأجل تربيته ولا فائدة فيه فانتفى منه الخير والشر بخلاف أقسام الخير فإنه يقصد ملكه وبقاءه لأجل ما يطلب من نفعه. وكذلك أقسام الشر فإن الحية أو العقرب أو الأسد إذا كان في المكان تحذر منه النفوس وتهرب منه الناس فعلمنا أنه دال على النكد فافهم ذلك.

( تلخيص من «كتاب البدر المنير» بتصرف)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي