قدّمت بصورة سينمائية على خشبة مسرح «ديسكفري»

«The Hospital»... مفهوم جديد لمسرح الرعب !

تصغير
تكبير
اعتدنا دوماً أن تهطل علينا الأمطار ونحن نسير في الشارع أو عندما نقود السيارة، لكن أن تمطر فوق رؤوسنا ونحن داخل قاعة مسرح، فإن هذا أمر جديد كلياً!.

لكن هذا ما حصل مع بداية عرض مسرحية الرعب «The Hospital»، التي قدمت عروضها على خشبة مسرح «ديسكفري»، عندما بدأ المطر بالهطول على الجمهور، الذي بدوره استعان بالمظلات التي تمّ توزيعها مسبقاً قبل بداية العرض.

المسرحية جميلة في فكرتها العامة، خصوصاً أنها قُدِمت برؤية مختلفة عما هو موجود في الساحة المسرحية بالكويت. انطلق العرض بمشهد يوضح أحداث القتل التي كانت قد حصلت في الماضي داخل أروقة المستشفى موضوع العرض، حينها تم إشاعة أقاويل عن وجود مجموعة من الجن تسكنه، بعدها وفي مشهدٍ تالٍ أطل ثلاثة أطباء يتناقشون ويتجادلون في الدخول إلى المستشفى، حينها حلّ الظلام وهنا بدأت الأحداث تدور داخل إحدى المستشفيات القديمة المهجورة. وعلى مسرح الأحداث، برزت ثلاثة مجموعات كل واحدة منها لديها هدف خاص بها، تسعى إلى تحقيقه حتى لو لم يكن مشروعاً، فتحاول المجموعة الأولى وتتألف من منتج ومخرج وطاقمه تصوير الأماكن المهجورة بعد أخذ الإذن من السلطات المعنية، بينما تتألف المجموعة الثانية من ثلاثة شباب دخلوا المستشفى للبحث عن المخدرات المخبأة، بأمر من أحدهم «طويل العمر» لكنهم ومن أجل الجشع قتلوا أحدهم، أما المجموعة الثالثة فتضم ثلاثة أطباء كانوا يحتجزون الضعفاء لإجراء اختباراتهم الطبية عليهم، وفي النهاية ومع تلاقي المجموعات الثلاثة مع بعضها تتضح الحقيقية بعدما كشفها المخرج، حيث أوضح أن المنتج – نموذج سيء- كان وراء الأصوات المرعبة داخل المستشفى، حتى يتمكن من تحقيق ربح لبرنامجه، وأن هؤلاء الأطباء -منهم نموذج للشخص الحسن- هم من احتجزوا الفقراء داخل المبنى لاجراء تجارب لمواد خاصة بالتجميل مما أدى إلى تشوههم، وفي النهاية فإن المستشفى ليس مسكوناً من الجن كما يشاع، وبعدما يحلّ الظلام يعود المشهد الثاني إلى الخشبة والذي جمع الأطباء الثلاثة، حيث أن أحدهم يرفض الانصياع لرغبات زميلاه ويتركهم راحلاً.

«The Hospital»، ومن خلال أحداثها قدّمت مجموعة من القيم الاخلاقية والاجتماعية، أهمها ضرورة الأمانة في العمل كما كان يفعل بعض الأطباء، وأيضاً ألا يستغل الشخص سلطته للحصول على المال على حساب الآخرين، كما كان يريد المنتج أن يفعل، والذي جسد شخصيته الممثل السعودي عبدالملك المزيعل.

الأداء التمثيلي الذي قدّمه الممثلون كان جيداً رغم أن الايقاع كان متفاوتاً من مشهد إلى آخر ومن شخصية لأخرى، لكنهم رغم ذلك استطاعوا جذب الجمهور الذي تفاعل معهم أولاً بأول، وكذلك لا ننسى أن أغلب من كان واقفاً فوق الخشبة تعتبر هذه تجربتهم المسرحية الأولى، ومنهم الشابة غزلان دشتي التي أتقنت تقديم شخصية الفتاة المسكونة كما كان واضحاً للعيان، والتي يتبيّن في النهاية أنها من بني البشر ومجرد ضحية، وكذلك من الطاقات الشابة التي اجتهدت كلٍ من شيماء البلوشي التي أدّت شخصية المذيعة الخائفة من المكان المهجور، وفي نفس الوقت ترغب في الزواج من خطيبها، بعدما طلبت منه الدخول من الباب وليس من الشباك ليكون رجلاً وينفذ وعده، وريهام قطب التي جسّدت دور رئيسة الأطباء والتي ترغب فقط في تنفيذ مآربها مهما كانت شريرة.

أما على صعيد الديكور الذي صممه أحمد كرم ونفذه عادل جريس، فقد دلّ على المكان المطلوب، ووظفه المخرج البلوشي بصورة صحيحة مستغلاً كل بقعة منه، والجميل فيه أنه احتوى على خدعة مسرحية عندما ينقسم المسرح إلى قسمين لحظة الانفجار، أما فيما يخصّ المكياج الذي كان أحد أبطال العمل، فقد كان معبّراً عن الحالة لكل شخصية خصوصاً هؤلاء الذين كانوا محتجزين داخل المستشفى، والذين جسدوا أيضاً عنصر الاستعراض الحركي.

المخرج البلوشي كان ذكياً، حينما استفاد من الاضاءة «التريك» التي أمسكت بها كل شخصية من شخصيات المسرحية، بغرض أن تكون الرؤية أفضل عند الجمهور، خصوصاً أن الإضاءة التي كانت مسلطة فوق خشبة المسرح خافتة، حتى تدلّ على أجواء المستشفى المهجور، وهي نقطة إيجابية تحسب لصالحه.

بشكل عام كانت «The Hospital» أشبه بفيلم سينمائي، يتنقل من مشهد إلى أخر عن طريق الاظلام ومن ثم العودة للأجواء مجدداً، حيث اعتمد المخرج البلوشي في لوحاته على التقطيع، وكأنه يريد أن يعيش المتلقي أجواء السينما داخل المسرح، مبتكراً أسلوباً جديداً عن الموجود في الساحة المسرحية الكويتية، وقد نجح في إيصال هذا الفكر.

يذكر أن مسرحية الرعب «The Hospital»، هي من تأليف هشام العوضي، وإخراج ناصر البلوشي، ومخرج منفذ سعد العوضي ومساعد مخرج شاهين الرشيد، الموسيقى التصويرية بدر البلوشي، ومن بطولة بدر البلوشي، ناصر البلوشي، ريهام قطب، شيماء البلوشي، شاهين الرشيد، سعد عوض، عبدالملك المزيعل من السعودية، شملان العميري، خالد الصرّاف، محمود الفيلكاوي وحسين، أما الإشراف العام بدر البلوشي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي