سمو الأمير استقبله... وصباح الخالد بحث معه «الاتفاق النووي» والعلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

ظريف: واهمة... أي دولة في المنطقة تتوقع حل الأزمات دون مشاركة الجميع

تصغير
تكبير
• رسالتنا للمنطقة أننا نمد يد التعاون لحل المشكلات شرط توافر الإرادة المشتركة

• على العالم العمل لوقف حرب اليمن التي لن تحقق نتيجة سوى زيادة الكراهية والتأزيم

• تُهم تدخّلنا بشؤون الآخرين واهية وهدفها عرقلة التعاون... توقيت التهم خير دليل

• ما يربطنا في المنطقة من أواصر المحبة والتاريخ والثقافة المشتركة أكثر مما يمكن أن يفرّقنا

• الغرب على قناعة تامة باستحالة المراقبة المستمرة لمواقعنا العسكرية... كل ما يطرح لإثارة المشاعر

•لأميركا تاريخ سيّئ مع إيران والمنطقة واليوم لديها فرصة استثنائية لتغيير النظرة إليها

• نريد لليمن ولكل دولة أن تحل مشكلاتها بنفسها دون فرض إرادة خارجية عليها

• ليست إيران من يجب أن تغيّر سياستها الخارجية بل بعض الدول التي تريد الصراع والحرب في المنطقة
في ما استقبله سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد شدد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على أن حل مشاكل المنطقة ستكون بتعاون جميع الدول، مبينا أن «أي دولة تظن أنها ستحل مشاكل المنطقة دون مشاركة الجميع واهمة».

وكان سمو الأمير قد استقبل في قصر السيف صباح أمس، رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والوزير الإيراني والوفد المرافق، بمناسبة زيارته للبلاد. وحضر المقابلة نائب وزير شؤون الديوان الأميري بالإنابة محمد ضيف الله شرار.


وعقد الشيخ صباح الخالد جلسة مباحثات رسمية مع وزير خارجية ايران. وتناولت جلسة المباحثات التي عقدت في ديوان عام وزارة الخارجية، بحث واستعراض كافة القضايا محل الاهتمام المشترك، والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما فيها نتائج الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة (5+1) مع إيران في شأن برنامجها النووي، ومناقشة أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين.

وحضر جلسة المباحثات وكيل وزارة الخارجية بالإنابة جمال الغانم، وسفير الكويت لدى إيران مجدي الظفيري، ومدير إدارة المراسم ضاري العجران، ومدير إدارة مكتب النائب الاول بالإنابة صالح اللوغاني.

وحضر من الجانب الإيراني مساعد الوزير في الشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، وسفير إيران لدى الكويت علي رضا عنايتي، وأعضاء الوفد المرافق. كما أقام الشيخ صباح الخالد مأدبة غداء على شرف وزير خارجية إيران والوفد المرافق له، حضرها كبار مسؤولي وزارة الخارجية وأعضاء الوفد الإيراني المرافق وسفيرا البلدين.

وقد عقد الوزير الايراني مؤتمرا صحافيا بعد المباحثات عبر فيه عن سروره الكبير لتواجده في «الكويت الشقيقة» مؤكدا ان ايران لها علاقات جيدة مع شعوب المنطقة لافتا إلى أنها أول جولة خارجية له بعد الاتفاق النووي، والكويت هي المحطة الاولى ونهدف من جولتنا هذه تمتين العلاقات مع دول الجوار.

وقال ان ايران تعتقد ان هناك مصالح مشتركة لابد من الاستفادة منها لمواجهة التحديات، موضحا أنه اختار الكويت المحطة الأولى للاعلان عن المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية لايران الحريصة على حسن الجوار والتعاون. وأشار إلى «قناعة ايران ان منطقتنا بها مصالح مشتركة واخطار ايضا مشتركة ولابد من الاستفادة من المصالح المشتركة بالتعاون بين بلدان المنطقة وكذلك مواجهة الاخطار والتحديات».

وقال ان «الشيء الذي يربطنا في المنطقة من اواصر للمحبة والود والتاريخ والثقافة المشتركة اكثر من الاشياء التي يمكن ان تفرقنا والخطر يهدد الجميع وليس دولة واحدة ونحن منفتحون في هذا المجال ونمد ايدينا لدول المنطقة ولكن لابد ان تتوافر ارادة مشتركة. واعلن ان كل المسؤولين الايرانيين تتوافر لديهم مثل هذه الارادة معبرا عن قناعته التامة ان هذه الارادة متوافرة لدى المسؤولين الكويتيين ونتمنى ان تتوافر لدى جميع دول المنطقة».

وعن توضيحه للاتفاق النووي وعما اذا تضمن التفتيش عن المواقع العسكرية الايرانية اجاب ان«المراقبة محددة بالوثائق الدولية وحسب اتفاق فيينا فإن جميع الامور واضحة وتبرهن على ان الهدف من التفتيش لا يدخل فيه الهدف العسكري، وهدفه الوصول الى الاطمئنان والثقة أن البرنامج النووي الايراني سلمي وليس هناك برنامج عسكري في المجال النووي لدى ايران، وقد تم توضيح ذلك عدة مرات لكنها تطرح من بعض الساسة، وكثير مما يثار في هذا المجال هي اثارة للمشاعر»مضيفا أن القادة الغربيين أكدوا استحالة المراقبة المستمرة للمواقع العسكرية، لافتا إلى أنه لم يكن في منظور ايران انتاج سلاح نووي.

وتابع«رسالتنا لدول المنطقة هي التعاون لمواجهة هذه التحديات المشتركة فلا يمكن لأي دولة في هذه المنطقة ان تلغي دور دولة اخرى فيها. ونحن لم نفكر بمثل هذه الافكار ونلغي دور دولة اخرى، ولا يمكن لأي دولة في المنطقة أن تتوهم بأن الحل يكون من دون مشاركة جميع الاطراف». واضاف نحن لم نكن نفكر في يوم من الايام بهذه الافكار وندعو الاخرين للتفكير بتعاون جماعي.

وعن زيارته الى الكويت في ظل وجود توتر ايراني ـ بحريني، واستدعاء المملكة سفيرها من طهران قال ظريف«قمنا بهذه الزيارة للاعلان عن ضرورة التعاون ونعتقد ان كل الدول في المنطقة في حاجة لرؤية مستقبلية جديدة». وبين ان التهم الواهية التي طرحت حول تدخلهم بشؤون الآخرين من المؤسف انها طرحت للحيلولة دون التعاون والتوقيت في هذا المجال هو خير دليل انها طرحت للحيلولة دون التعاون بين هذه الدول ولا ادري لماذا بعض الدول تقلق من تخفيف الازمة؟

واضاف ان«الجمهورية الاسلامية الايرانية بغض النظر عن السياسات الخاطئة لبعض الجيران سابقاً في ما يتعلق بدعم صدام حسين فان ايران مستعدة وبرحابة صدر للتعاون مع كل دولة جارة في المنطقة. ونعتقد ان الاطراف الوحيدة التي بإمكانها المحافظة على استقرار المنطقة هي دولها وستتمكن من مواجهة الاخطار بنفسها».

وعن العلاقات الاميركية ـ الايرانية، والتصريحات الاميركية قال ان الهدف من هذه المحادثات تسوية القضايا النووية، واننا نرصد التعاون من المسؤولين الاميركيين والتصرف الاميركي، لافتا الى «ان اميركا لها تاريخ سيئ بالنسبة لايران والمنطقة وفي ممارسات منطق القوة والتهديد باستخدامها ولم تستفد اميركا من هذا هي وشعبها من هذا والان هناك فرصة استثنائية لتبديل هذا الوضع».

وحول وجود تدخل ايراني حقيقي في البحرين، قال «هذه الادعاءات خاطئة تماما».

وعما تريده طهران بشأن القضية اليمنية، ردد ظريف «نحن نريد في اليمن وكل نقطة في هذه المنطقة ان تكون الحكومات قائمة على اراء الشعوب، وعدم فرض ارادة الاجانب عليها»، متطرقا لما طرحته طهران في اشارة الى المشروع الايراني المكون من 4 بنود منذ اليوم الاول من الازمة اليمنية، وهي الدعوة الى وقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية وتبني الحوار الوطني بين اليمنيين، دون تدخل اطراف اخرى، وتشكيل حكومة شاملة تضم جميع الاطراف اليمنية وذات علاقات طيبة تربطهم بجميع جيرانهم، وهذه هي سياستنا تجاه اليمن. وزاد ظريف «نحن نقدم كل المساعدات» معربا عن اسفه لـ «وجود بعض الجيران ممن لا ينظرون الى اليمن بهذه النظرة».

وبشأن عملية وقف اطلاق النار في اليمن والتزام الصمت من قبل الاوساط الدولية تجاه هذا القرار، قال «لا نرى ان هناك رد فعل مناسبا حول القضية اليمنية، وموقف المجتمع تجاه القضية اليمنية مرتبط بمجلس الامن كبقية القضايا الدولية الاخرى. نحن لا نرى اي رد فعل مناسب تجاه القضية اليمنية لايقاف هذه الحرب او اي عمل يهدف الى وقف هذه الحرب التي ليس لها اي هدف سياسي او عسكري، وهذه المأساة التي نراها في اليمن لابد من ايقافها»، معربا عن اصراه على «ان يكون الرأي العام الدولي الذي قام بدوره في قضايا اخرى ان يكون له دور، كما لدول الجوار ان تعمل لايقاف هذه الحرب التي لا تحقق اي نتيجة، بل انها تزيد من الكراهية وتأزيم الامور».

وبسؤاله عن استعداد ايران لتغيير سياستها الخارجية تجاه دول المنطقة، قال «الذي تحتاج اليه المنطقة ليس هو تغيير السياسة الخارجية الايرانية بل تغيير سياسة بعض الدول التي تريد الصراع والحرب في هذه المنطقة. فايران دائما تنادي بالتعاون مع الجميع، ونحن لم ندعم حربا دامت 8 سنوات في هذه المنطقة والتي كانت مفروضة علينا، ونحن كنا ندعم هذه الشعوب في هذه المنطقة، كما كنا ندعم الحكومات، فاننا لم نقل في يوم من الايام بان هذه الدول في المنطقة كانت تدعم صدام الذي شن هجوما على هذه الدول وقمنا بادانته والتعاون مع الدولة التي تم الهجوم عليها واستضفنا مواطنين لهذه الدول المشار اليها».

واضاف «فنحن لم ندعم يوما داعش او القاعدة، بل كنا في مواجهة هذه التنظيمات الارهابية، وكان لنا الدور الاساسي في هذه المواجهة، لافتا الى تقديم بلاده لمساعدات للشعب العراقي ودعمه خاصة في منطقة اربيل بعد ان سقطت في يد داعش، داعيا الاعلاميين الى طرح سؤال «من هو المفترض ان يغير سياسته في هذه المنطقة؟!».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي