نساء مسلمات / عاتقة المئة... (جويرية بنت الحارث)
اختارتْ جوار اللَّه ورسوله، وفضلتْ الإسلام على اليهودية، فيروى أنه لما جاء أبوها الحارث بن أبي ضرار -سيد يهود «بني المصطلق» وزعيمهم- إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن ابنتي لا يُسبَى مثلها، فأنا أَكْرَم من ذلك. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيت إن خيَّرْناها؟» فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك، فلا تفضحينا. فقالت: فإني قد اخترتُ اللَّه ورسوله. قال: «قد واللَّه فضحتِنا» [ابن سعد]. ثم أقبل أبوها في اليوم التالي ومعه فداؤها فلما كان بالعقيق (وادٍ قرب المدينة) نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها طمعا فيهما، فغيبهما في شِعْب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا محمد، أصبتم ابنتي وهذا فداؤها.فقال رسول اللَّه (: «فأين البعيران اللذان غَـيَّـبْتَ (خَبَّأْتَ) بالعقيق في شِعْبِ كذا وكذا؟».
قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمداً رسول اللَّه، فواللَّه ما أطلعكَ على ذلك إلا اللَّه. فأسلم، وأسلم ابنان له، وكثير من قومه، وأرسل بمن جاء بالبعيرين، ودفع بالإبل جميعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكانت -رضي الله عنها- سببا في إسلام أهلها، ونالت بذلك ثواب هدايتهم، إنها أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار.
تقول جويرية -رضي الله عنها-: قال لي أبي وهو يبرر هزيمته أمام جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتانا ما لا قبل لنا به». فلما أسلمتُ وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعنا إلى المدينة جعلت أنظر إلى المسلمين، فرأيتهم ليسوا كما سمعتُ.فعلمتُ أنه رعب من اللَّه يلقيه في قلوب المشركين.
اشتُهِرتْ جويرية بكثرة عبادتها وقنوتها للَّه، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته[مسلم]. فكانت -رضي الله عنها- كثيرا تردُّدها.وقد كانت جويرية قبل أن تتزوج النبي صلى الله عليه وسلم متزوجة من رجل مشرك، هو ابن عمها مسامح بن صفوان، وقد قُتل في غزوة بني المصطلق في السنة السادسة للهجرة، حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم لقتال يهود بني المصطلق لما بلغه استعدادهم لقتال المسلمين بقيادة زعيمهم الحارث بن أبي ضرار، فقاتلهم، فنصر اللَّه رسوله وهزم الكفار وأُخِذت نساؤهم سبايا، ومنهن: جويرية (وكان اسمها قبل أن يتزوجها النبي«بَرّة»فغيره النبي إلى«جويرية»؛ لأنه كره أن يقال: خرج النبي من عند برة.
تقول عائشة -رضي اللَّه عنها-: إنه لما أصاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق، فوقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس، الذي عرض عليها أمر افتدائها بمقدار تسع أواق من الذهب، وهو واثق من أنها قادرة على دفعها له؛ لأنها بنت سيد بني المصطلق ومن أغنياء اليهود. فكاتبتْه بهذا المبلغ؛ حتى يطلق سراحها، ولكنه أبَى إلا أن يتسلم أولا الفداء.
ولما كانت جويرية سبية ليس معها ما تفدي به نفسها -توجهت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذٍ عندي تسأله في كتابتها، ولما أذن لها الرسول بالدخول - قالت: يا رسول اللَّه، أنا برة بنت الحارث - سيّد قومه - وقد أصابني من الأمر ما قد علمتَ، فأعِنِّي في كتابتي. فقال لها:«أولكِ خير من ذلك؟»فقالت: ماهو؟ فقال:«أؤدى عنك كتابك وأتزوجك»قالت: نعم يا رسول اللَّه. فقال:«قد فعلتُ». فخرج الخبر إلى الناس. فقالوا: أأصهار رسول الَّله صلى الله عليه وسلم يُسترقُّون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من نساء بني المصطلق، فبلغ عِتْقُهم مئةَ أهل بيت بزواجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على أهلها منها [ابن إسحاق]. وكانت السيدة جويرية -رضي الله عنها- في العشرين من عمرها حين تزوجها النبي.
وعاشت جويرية في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وامتّد عمرها حتى عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-.وتوفيت -رضي الله عنها- عام 56 للهجرة، وصلَّى عليها مَروان بن الحكم- أمير المدينة، وقد بلغت سبعين سنة، وقيل توفيت سنة 50 للهجرة وعمرها 65 سنة.وقد روت -رضي الله عنها- بعضا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمداً رسول اللَّه، فواللَّه ما أطلعكَ على ذلك إلا اللَّه. فأسلم، وأسلم ابنان له، وكثير من قومه، وأرسل بمن جاء بالبعيرين، ودفع بالإبل جميعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكانت -رضي الله عنها- سببا في إسلام أهلها، ونالت بذلك ثواب هدايتهم، إنها أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار.
تقول جويرية -رضي الله عنها-: قال لي أبي وهو يبرر هزيمته أمام جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتانا ما لا قبل لنا به». فلما أسلمتُ وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعنا إلى المدينة جعلت أنظر إلى المسلمين، فرأيتهم ليسوا كما سمعتُ.فعلمتُ أنه رعب من اللَّه يلقيه في قلوب المشركين.
اشتُهِرتْ جويرية بكثرة عبادتها وقنوتها للَّه، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته[مسلم]. فكانت -رضي الله عنها- كثيرا تردُّدها.وقد كانت جويرية قبل أن تتزوج النبي صلى الله عليه وسلم متزوجة من رجل مشرك، هو ابن عمها مسامح بن صفوان، وقد قُتل في غزوة بني المصطلق في السنة السادسة للهجرة، حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم لقتال يهود بني المصطلق لما بلغه استعدادهم لقتال المسلمين بقيادة زعيمهم الحارث بن أبي ضرار، فقاتلهم، فنصر اللَّه رسوله وهزم الكفار وأُخِذت نساؤهم سبايا، ومنهن: جويرية (وكان اسمها قبل أن يتزوجها النبي«بَرّة»فغيره النبي إلى«جويرية»؛ لأنه كره أن يقال: خرج النبي من عند برة.
تقول عائشة -رضي اللَّه عنها-: إنه لما أصاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق، فوقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس، الذي عرض عليها أمر افتدائها بمقدار تسع أواق من الذهب، وهو واثق من أنها قادرة على دفعها له؛ لأنها بنت سيد بني المصطلق ومن أغنياء اليهود. فكاتبتْه بهذا المبلغ؛ حتى يطلق سراحها، ولكنه أبَى إلا أن يتسلم أولا الفداء.
ولما كانت جويرية سبية ليس معها ما تفدي به نفسها -توجهت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذٍ عندي تسأله في كتابتها، ولما أذن لها الرسول بالدخول - قالت: يا رسول اللَّه، أنا برة بنت الحارث - سيّد قومه - وقد أصابني من الأمر ما قد علمتَ، فأعِنِّي في كتابتي. فقال لها:«أولكِ خير من ذلك؟»فقالت: ماهو؟ فقال:«أؤدى عنك كتابك وأتزوجك»قالت: نعم يا رسول اللَّه. فقال:«قد فعلتُ». فخرج الخبر إلى الناس. فقالوا: أأصهار رسول الَّله صلى الله عليه وسلم يُسترقُّون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من نساء بني المصطلق، فبلغ عِتْقُهم مئةَ أهل بيت بزواجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على أهلها منها [ابن إسحاق]. وكانت السيدة جويرية -رضي الله عنها- في العشرين من عمرها حين تزوجها النبي.
وعاشت جويرية في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وامتّد عمرها حتى عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-.وتوفيت -رضي الله عنها- عام 56 للهجرة، وصلَّى عليها مَروان بن الحكم- أمير المدينة، وقد بلغت سبعين سنة، وقيل توفيت سنة 50 للهجرة وعمرها 65 سنة.وقد روت -رضي الله عنها- بعضا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.