عقوبات أميركية على مسؤولين في «حزب الله»

رئيس الوزراء اللبناني يلوّح بالاستقالة وحكومته اليوم أمام اختبار محلي - إقليمي

u0627u0644u0644u0628u0646u0627u0646u064a u00abu0623u0628u0648 u0641u0627u0631u0648u0642u00bb (70 u0639u0627u0645u0627u064b) u064au0637u0639u0645 u0639u0635u0641u0648u0631u0647 u00abu0632u064au0643u0648u00bb u0623u0645u0627u0645 u0642u0647u0648u062au0647 u0641u064a u0634u0627u0631u0639 u0627u0644u062du0645u0631u0627u0621 u0641u064a u0628u064au0631u0648u062a u0623u0645u0633b(u0627 u0628)
اللبناني «أبو فاروق» (70 عاماً) يطعم عصفوره «زيكو» أمام قهوته في شارع الحمراء في بيروت أمس(ا ب)
تصغير
تكبير
بدت بيروت مشدودة الأعصاب عشية الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء اليوم، والتي برزت مجموعة مؤشرات أخرجتها من بُعدها الداخلي لتكون بمثابة بداية اختبار إقليمي مبكّر لاتجاهات الريح «ما بعد النووي الإيراني» وانعكاساته المحتملة على الواقع اللبناني.

وقبل ساعات من هذه الجلسة، بقي الغموض يلفّ مسارها، رغم الانطباع الذي كوّنته المواقف المتشدّدة على تخومها بأن التعاطي معها بات يتمّ على قاعدة انها استكشاف لحقيقة النيّات الإقليمية لا سيما لطهران، عبر حليفها «حزب الله»، ومدى التزامها بإبقاء الواقع اللبناني تحت مظلة المهادنة التي كانت عبّرت عنها ولادة حكومة الرئيس تمام سلام، أم انها بدأت من خلال إستراتيجية «دفْع المركب من الخلف» تنقل لبنان الى مرحلة «السقوط في الهاوية» السياسية - المؤسساتية تمهيداً لإخراجه من الحفرة برافعة توازنات جديدة، شكّلت عملياً محور الصراع الذي تشهده البلاد منذ 2005.


الأكيد أن الجلسة الوزارية اليوم، التي تنعقد في ظل طوفان النفايات في شوارع بيروت ومناطق أخرى، تحمل كل عناصر الخشية من ان تتفلّت الى ما هو أبعد مما شهدته جلسة 9 الجاري من مواجهة حادة بين فريق زعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون مدعوماً من «حزب الله» وبين رئيس الوزراء الذي تؤيده أكثرية وازنة في الحكومة، وذلك على خلفية آلية عمل الحكومة الرئاسية وكيفية وضْع جدول الأعمال، التي يستخدمها عون ستاراً لمعركة إيصال صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، والتي يعتبرها سلام وداعموه مساساً بصلاحيات رئاسة الحكومة.

اللافت الأبرز في هذا السياق، أن سلام الذي كان عمد في الجلسة الأخيرة للحكومة الى تأنيب صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل بالصوت العالي على خلفية طريقة مخاطبته إياه واتهامه بسرقة صلاحيات رئيس الجمهورية وبالداعشية، عزّز أسلحة الاحتياط لجلسة اليوم، ملوّحاً بخيار الاستقالة في حال لمس إصراراً على أخذ الحكومة رهينة مقاربات لعملها، تحمل في طيّاتها بذور شلّها، مثل الإصرار على التوافق الجماعي على كل البنود أياً كانت، او تُضرب صلاحيات رئيس الحكومة كمحاولة منْح فريق او وزير حقّ الاعتراض على كل جدول الأعمال، وهو ما ليس متاحاً لرئيس الجمهورية نفسه.

وأكدت أوساط مطلعة لـ «الراي» أمس، ان «صبر سلام يكاد أن ينفد من أداء بعض القوى السياسية المسؤولة عن الدفع في اتجاه تعطيل عمل الحكومة، وانه يعبّر عن استياء بالغ مما وصلت اليه الامور، وهو ما يجعل من خيار الاستقالة مسألة غير مستبعدة».

ورغم ان هذه الأوساط غير البعيدة عن سلام لم تقطع الامل تماماً من إمكان فتْح كوّة في جدار التعطيل عبر اتصالات الساعات الاخيرة ما قبل انعقاد جلسة صباح اليوم، فإن مصادر وزارية أبلغت «الراي» ان «المأزق الحكومي مرشّح للمراوحة بسبب إصرار عون على شروطه وتَضامُن (حزب الله) معه، وسْط عدم استبعاد دوائر مراقبة ان يكون وراء سقوط المساعي الحميدة مع عون استقواء الأخير بما يعتبره لحظة اقليمية مؤاتية ناجمة عن استنتاجات بخروج ايران منتصرة من مخاض الاتفاق النووي لانتزاع تنازلات من الآخرين».

وفيما وضعت اوساط سياسية متابعة عبر «الراي» تلويح سلام بالاستقالة في سياق «شعور بأن ثمة مَن يدفع الأمور في البلاد تدريجاً الى الشلل الكامل، ليصل الامر في التوقيت الذي يلائمه الى المقايضة اقليمياً على الملف اللبناني»، فقد بدا من الصعب عزْل المناخ المستجّد في البلاد عن مؤشرات خارجية تعكس مرحلة مقبلة من «شدّ الحبال» بين مراكز النفوذ الإقليمية المنخرطة في عملية رسم خطوط هجوم - دفاع على وقْع المفاعيل المحتملة للاتفاق النووي في المنطقة.

ولوحظ في هذا السياق تَدافُع المعطيات الآتية:

* كلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن أن واشنطن جادة في سعيها لـ «صدّ» إيران في المنطقة، موضحا أن لقاءه المرتقب يوم 3 أغسطس المقبل مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي في الدوحة ليس فقط من أجل إطلاعهم على جميع تفاصيل الاتفاق النووي، بل سيتركّز على الخروج بإستراتيجية لصد طهران و«تحركاتها غير المشروعة في المنطقة»، معلناً أن «إيران ستبقى معزولة بسبب دعمها للإرهاب ولتجارة السلاح ودعمها للحوثيين و«حزب الله»، ومضيفاً:«(حزب الله) منظمة إرهابية، وما داموا يدعمونها فسنصدّهم. وسنصد التحرّكات التي تدعمها إيران في دول أخرى».

وتزامن كلام كيري مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية رسمياً أنّها فرضت عقوبات على ثلاثة من قيادات«حزب الله»، هم مصطفى بدر الدين (احد المتّهَمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري) وإبراهيم عقيل وفؤاد شكر«وهم نسّقوا أو شاركوا في الدعم العسكري الذي يقدمه الحزب للنظام السوري». كما فرضت عقوبات على رجل أعمال في لبنان يدعى عبد النور شعلان لشرائه أسلحة للحزب وشحنها إلى سورية.

* ما اعلنه النائب وليد جنبلاط غداة لقائه في باريس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تعليقاً على زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس طهران الاسبوع المقبل، والتي سيتخلّلها بحث في الملف الرئاسي اللبناني، اذ لفت الى انه«اذا كان هناك حسن نيّة ايراني فسيسهّل الأمور التي تتعلق بالرئاسة في لبنان بمرشّح توافقي، أما اذا كان الإيرانيون يرغبون في الرد على الموقف الفرنسي الذي كان أكثر صلابة خلال المفاوضات على النووي، فلا أتصور أن يحصل منهم تسهيل لذلك»، مضيفاً:«اذا لم يعط الجانب الإيراني لفابيوس تسهيل الرئاسة في لبنان، واذا تبين ان هناك تشدداً في بحث طريقة وضْع جدول الأعمال في جلسة مجلس الوزراء اللبناني المقبلة، فمعنى ذلك ان الجانب الايراني الذي اعتبر أنه أحرز انتصاراً كبيراً في الاتفاق النووي، يأمل بمحاولة تغيير في صيغة الطائف».

* بروز ملامح تجميع السعودية لأوراق القوة في مختلف ساحات نفوذها، من اليمن وسورية الى لبنان، في إطار مواجهة اي محاولات من ايران لتحسين مواقعها في المنطقة العربية مستفيدة من عائدات»النووي». ولعلّ زيارة رئيس حزب»القوات اللبنانية» سمير جعجع للمملكة والاستقبال الاستثنائي الذي قوبل به واللقاءات المميزة التي عقدها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار قادة المملكة شكّلت مؤشراً واضحاً الى اهتمام الرياض بدعم القوى الحليفة لها في لبنان على قاعدة تمتين الشراكة المسيحية - الإسلامية وتوجيه رسالة طمأنة الى مسيحيي الشرق بما يساعد على خوض المواجهة مع ايران.

«لا يمكن القضاء على داعش ما دام وضع سورية كما هو»

جعجع: هناك أنظمة تمارس الإرهاب بقفّازات من حرير

| بيروت - «الراي» |

أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الدواعش رأيناهم في القرن العشرين في أوروبا ودواعش اليوم ليسوا فقط وليدة اليوم باعتبار ان هناك جمهوريات تمارس الارهاب، والفارق الأكبر ان داعش سعيد بإرهابه وعلى العلن إلا ان الدول والأنظمة تمارسه بقفازات من حرير».

واعلن جعجع خلال ندوة عن «مكافحة التطرف ومواجهة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط» اقيمت في مقره في معراب انه «قبل داعش في العراق كان هناك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وكلنا نتذكر أبو مصعب الزرقاوي، وكل هذا بدأ مع الاجتياح الأميركي للعراق». ولفت الى «أننا لا يمكن ان نرى ظواهر ارهابية إلا بحالات الفوضى»، موضحاً «ان الأميركيين لم يستطيعوا ان يحاربوا الارهاب رغم الاسلحة المتطورة، فاتجهوا الى تسليح عشائر سنية (الصحوات) لمواجهة هذا الارهاب وفعلاً نجح هذا الأمر، ما يعني انه لا يمكن القضاء على الارهاب سوى عبر البيئة التي هو متواجد فيها او يتلطى بها»، مذكّراً بان ما عاد ودفع الأمور في العراق الى الواقع المتفجرّ هو حلّ هذه الصحوات والتضييق عليها اضافة الى «ان العملية السياسية التي كان من المفترض ان تقوم في العراق لم تحصل كما يجب».

واضاف: «في سورية، بدأت الثورة، وكانت الأشهر الستة الأولى منها سلمية كلياً، وذهب نحو 10 آلاف قتيل قبل حصول اي احتكاك حيث كان النظام السوري يطلق النار على المسيرات السلمية. ثم دبّت الفوضى فأصبحت الأرض خصبة كي تأتي التنظيمات الارهابية وتتقدم وتنمو وتمتد وتتوسع، حتى انتهينا بداعش التي احتلت الموصل».

وأكّد «ان علينا ان نأخذ الدروس مما حصل معنا في المرحلة السابقة، وما يجب القيام به اليوم هو محاربة الارهاب ليس عسكرياً فقط فالمطلوب ايضاً تصحيح الظروف والأمور التي أدت الى هذا الانفلات والتنامي الارهابي».

واذ رأى «ان الظواهر الارهابية هي بسيكولوجية وليست دينية بل تتغطى بالدين ولكن هذه المجموعات تؤثر بالآخرين من خلال الغطاء الديني وتجذبهم اليها»، اشار الى انه «لا يمكننا القضاء على داعش ما دام الوضع في سورية على ما هو عليه اليوم»، آملاً من الحكومات المعنية «ان تأخذ في الاعتبار واقع سورية والعراق كي نتوصل الى حل دائم للارهاب والتطرف ولا نبقى ندور داخل حلقة مفرغة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي