المسرحية نجحت في إسعاد جمهورها

«الأميرة فروز»... لعدم الكذب

تصغير
تكبير
نجح فريق مسرحية الأطفال الاستعراضية «الأميرة فروز» في إسعاد الجمهور الغفير الذي توافد إلى خشبة مسرح «البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي» الواقع في منطقة السالمية منذ أول يوم من أيام عيد الفطر السعيد.

المسرحية فيها لمحات من الكوميديا الجميلة بعيداً عن الإسفاف والابتذال، والموظّفة وفق الإطار الدرامي للحدث من دون إقحام، وهي تصلح للكبار والصغار أيضاً كونها تخاطب كل العقول، إذ دارت رحاها في أحد القصور حيث تعيش أميرة تدعى «فروز» (تجسد دورها صمود) برفقة والدها الملك. ويعيش معهما في ذلك القصر وزير يدعى عجب (يجسد دوره يعقوب عبدالله) ومساعداه (يجسد دوريهما حسين المهدي وسعود بوعبيد)، إلى جانب المربية الخاصة بالأميرة (لولوة الملا) والمشرف العام على القصر (عبدالله السي)، من دون أن ننسى الخادمة الجديدة التي ستبدّل دورها في ما بعد مع الأميرة (تجسد دورها سعودة)، إضافة إلى مشاركة مجاميع من الشباب.

الأميرة «فروز»، تلك الفتاة المدللة المرفهة، رغبت في تغيير مجرى حياتها في يوم عيد ميلادها، وتعيش حياة طبيعية بعيداً عن الرفاهية، وأخبرت بذلك مربيتها، متمنية أن تجرّب عيشة الحياة البسيطة البعيدة عن التكلّف. وبالصدفة تدخل الخادمة الجديدة إلى القصر وتُعجب بجماله وكل ما فيه، وهنا تبدأ وتيرة الأحداث بالتصاعد، خصوصاً عندما تلتقي الأميرة «فروز» مع تلك الخادمة، حيث تلاحظ وجه الشبه في الشكل بينهما، فتولد في ذهنها فكرة تبادل الأدوار لتكون الأميرة «فروز» هي الخادمة... والخادمة هي الأميرة «فروز».

ومن خلال هذا التبادل، تكتشف الأميرة مدى خبث الوزير عجب، الذي يحاول قدر المستطاع إزاحة الأميرة «فروز» - من أمامه من دون علمه أنها الخادمة - حتى يتسنى له المجال ليكون هو الملك من خلال تدبيره للحيل وتنفيذه لها، خصوصاً أيضاً بعد اتفاقه مع مجموعة من الأشرار الذين أقدموا على خطف الملك. لكن، وفي ختام المسرحية، تكشف الأميرة «فروز» حقيقتها أمام الجميع، وتخبرهم بأن أمنيتها قد تحققت في عيد ميلادها وأنها جرّبت الحياة البسيطة التي كانت ترغب فيها، وفي الوقت نفسه كشفت لها تلك الحياة زيف الكثيرين ممن حولها، أولهم الوزير عجب.

المسرحية ضمّت العديد من المفاهيم والقيم التربوية التي تلامس الكبير والصغير على حدّ سواء، فهي تحثّ على الوفاء والإخلاص وعدم الكذب، وكذلك تسلط الضوء بشكل كبير على قضية القبول والرضا في ما قسمه الله لنا من نصيب في هذه الحياة. وبشكل عام، «الأميرة فروز» عمل مسرحي متكامل لناحية عناصر مسرح الطفل سواء على صعيد القصّة أو السينوغرافيا، وحتى الأداء التمثيلي والأغاني والأداء الحركي الاستعراضي.

وفي تناولنا للعرض المسرحي لناحية عناصره، فيمكن القول إن الديكور المسرحي الذي صممه محمد المهنا، كان ملائماً للفكرة العامة وبسيطاً، ودلّ على المكان المقصود وهو القصر. كما أنه لم يكن عائقاً لحركة الممثلين، وتمّ استغلال كل قطعة فيه استغلالاً صحيحاً. أما الإضاءة، التي اعتمدت على «الفرش» في غالبية المشاهد، فكانت مناسبة للحدث، ولم تشتت نظر الجمهور.

وفي ما يخصّ الأزياء التي صممتها مجدولين الربيعان، فلم تكن مبتذلة أو مقحمة، إذ إنها دلّت بشكل أو بآخر على الشخصيات بحسب وظائفهم. ولا ننسى الموسيقى التي كتب كلمات أغانيها محمد الشريدة ولحنها صهيب العوضي وراكان، إذ كانت مناسبة وملائمة للجو العام للمسرحية وساهمت في إيصال الفكرة العامة، فتفاعل معها الجمهور صغيراً وكبيراً.

أما في ما يخصّ الأداء التمثيلي، فكان متقناً، كما كان واضحاً التناغم والتفاهم بين الممثلين كلهم. وعلى سبيل المثال تلك، نذكر السيمفونية الأدائية ما بين الوزير عجب ومساعديه. والجميل أيضاً في المسرحية ككل، كان ظهور وولادة نجوم جدد على الساحة، منهم لولوة الملا التي تقف للمرة الأولى على خشبة المسرح، لكنها فعلاً أثبتت امتلاكها الإمكانات الرائعة التي تبشّر بمستقبل زاهر لها. وأيضاً سعود بوعبيد، ذا الحسّ الكوميدي العفوي، والذي يخوض أولى تجاربه في المسرح التجاري.

يذكر أن المسرحية من إعداد فاطمة العامر وإخراج علي العلي، وبطولة كل من صمود الكندري، يعقوب عبدالله، حسين المهدي، سعودة،، عبدالله السيف، لولوة الملا، سعود بوعبيد والطفلين علي الموسوي وشاهين، وهي من إنتاج شركة «المحار» للإنتاج الفني والمسرحي، وبإشراف عام لعبد الأمير رجب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي