العيد نعمة أنعمها الله على المسلمين حيث يأتي بعد انقضاء عبادة من فرائض دينهم، وفي العيد عادات تختلف الشعوب في ممارستها ولأهل هذه الديرة الطيبة عادات جميلة جبل أهلها على أدائها في العيد وهي احتضان الأسرة لأبنائها وهم يستقبلون العيد بالبشر والتفاؤل وتزاور الناس لتبادل التهاني والذي يعد مثالاً للألفة والمحبة والتلاحم.
منذ القدم وأهل هذه الديرة جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر أعضائه بالسهر والحمى.
هكذا أهل الكويت في جميع مواقفهم وأيامهم ومناسباتهم وأعيادهم، فنسأل الله الكريم أن يجعل هذا العيد عيد خير وبركة على أهل هذه الديرة الطيبة.
عزيزي القارئ يأتي عيد الفطر في هذا العام وقلوب الكويتيين حزينة لفقد كوكبة من أبناء الوطن قضوا شهداء وهم في شهر فضيل ساجدين لربهم، وقلوب أمهات ترجف لفقد أبناء لها وعيون آباء تدمع على فراق أبنائهم وأيدي شيوخ ترتعش وهي مرفوعة إلى بارئها تطلب الرحمة لأحفادها الذين سقطوا في مسجد الإمام الصادق في ذلك اليوم الأليم.
وتبقى قلوب الكويتيين حزينة في هذا اليوم على أبناء وأباء وإخوان وأحفاد لقوا الله شهداء في يوم التاسع من رمضان الأليم.
وتبقى الكويت شامخة متحدة لا فتنة في ربوعها ولا مجال لشق الصف في مسيرتها وقلب قائدها هو الذي يوجه جمعها إلى الوحدة والاتحاد والألفة والتعاون نحو تحقيق أمل الأمة.
ويبقى في هذا اليوم المبارك الذي تقبل فيه الابتهالات أن ندعو بأن يفرق الله صف العابثين والذين ينسجون الخطط الهدامة ويكيدون لهذا المجتمع الطيب السوء وأن يجعل كيدهم في نحرهم ويفرق شملهم لأنهم أصحاب الشيطان و»إن كيد الشيطان كان ضعيفاً».
وندعو لشهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يلهم أهل الكويت الصبر والسلوان وأن يجعل قلوبهم واحدة مطمئنة راضية بقضاء الله لأن الله يعطي الصابرين أحسن الجزاء.
ادعوك ربي كما أمرت تضرعا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا
وجميل عفوك ثم إني مسلم