نفايات ورهائن و... العسكريون المخطوفون

أزمات طارئة تدهم الحكومة اللبنانية المأزومة

تصغير
تكبير
بعد عطلة عيد الفطر التي شُلّت خلالها كل التحركات والاتصالات السياسية، تطلّ الحكومة اللبنانية على أسبوع مثقل بمجموعة استحقاقات داهمة لن تكون جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد الخميس المقبل سوى اختبار معقّد جديد أمامها.

ذلك انه في الوقت الذي يصعب معه التكهن من الآن بما ستفضي اليه الجلسة المقبلة للحكومة على صعيد بتّ الأزمة السياسية العالقة منذ اسبوعين بسبب الحملة التي يقودها «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون لتعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش، تراكمت مجموعة تطورات طارئة امام الحكومة زادت التعقيدات التي تواجهها في اتجاهات مختلفة.


وتدرجت هذه التطورات وأبرزها:

* انفجار أزمة النفايات التي بدأت مع اول ايام الفطر بسبب منع أهالي منطقة الناعمة العمل في مطمر الناعمة ومن ثم امتداد العدوى الى منطقة حبالين في الشمال، الأمر الذي يهدد مع الاسبوع الجاري بأوسع أزمة نفايات في وقت لاتزال وزارة البيئة تحاول عبثاً إقناع المعنيين بالانتظار بضعة أسابيع لاستكمال مناقصات تلزيم شركات جديدة تتولى معالجة النفايات وإقامة مطامر جديدة في المناطق كافة.

* خطف خمسة صحافيين تشيكيين في منطقة كفريا في البقاع الغربي صباح اليوم الثاني من عطلة الفطر دون ان تتوفر اي معلومات بعد عن مصيرهم ومكان خطفهم، الأمر الذي شكل نذيراً سيئاً لجهة عودة ظاهرة خطف الأجانب في لبنان وتداعياتها الشديدة السلبية على سمعة بلدٍ يكابد الامرّيْن لجهة تَراجُع حركة السياحة واجتذاب السياح اليه.

* تحديد أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك الشامي لتلفزيون mtv شرطين للإفراج عن العسكريين اللبنانيين الـ 16 المخطوفين لدى الجبهة منذ 2 اغسطس 2014.

وقال التلي خلال زيارة اولى من نوعها قام بها أهالي كل المخطوفين لأبنائهم في جرود القلمون واستمرّت لنحو 3 ساعات بمناسبة عيد الفطر «نريد بمرحلة اولى إطلاق خمس سجينات في السجون اللبنانية وحين يأتي اهالي المخطوفين ومعهم السجينات أسلّمهم 3 من العسكريين»، موضحاً ان مصير العسكريين الآخرين مرتبط بالسماح لـ15 الف نازح سوري موجودين بين جرود عرسال وجرود القلمون ويعيشون حصاراً مأسوياً بالعودة «الى ضيعتين على الأقل» (داخل سورية)، رامياً الكرة في هذا الإطار بملعب «حزب الله».

ووسط هذه الاجواء، بدا من الصعوبة التكهن مسبقاً بما ستفضي اليه المساعي الجارية لإعادة انتظام عمل الحكومة التي تناقش الخميس آلية عملها التي جعلها عون عنواناً رديفاً لمعركته الفعلية المتعلقة بتعيين صهره قائداً للجيش.

وقد عكست مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ «الراي» انطباعات غير متفائلة بامكان اختراق الأزمة التي تقيّد الحكومة ما لم تطرأ في الأيام القليلة الفاصلة عن جلسة الخميس تطورات مغايرة ليست في الحسبان.

ووفق هذه المصادر فان الفريق العوني لا يزال يظهر تصلباً كبيراً في شأن مفهوم آلية عمل مجلس الوزراء بما يتيح للوزراء التدخل مسبقاً في جدول أعمال مجلس الوزراء انطلاقاً من إصرار هذا الفريق على مشاركة رئيس الحكومة في هذه الصلاحية لكون مجلس الوزراء الحالي يحلّ بالوكالة مكان رئيس الجمهورية. وبدا في الأيام الأخيرة ان هذا الإصرار قد يعكس قراءات جديدة لدى الفريق العوني والدعم الذي يلقاه من حليفه «حزب الله» استناداً الى سعيهما للإفادة من مناخ أصداء الاتفاق النووي، الأمر الذي عبّر عنه بشكل غير مباشر رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد قبل ايام بحديثه عن ان معادلات وموازين ستتغيّر بعد ما وصفه بالانتصار التاريخي لإيران.

لكن المصادر لفتت الى ان من غير الوارد امام الرئيس سلام والقوى السياسية التي تؤيده في الحكومة القبول بأي مساس بصلاحيات رئيس الحكومة وان المواجهة ستحصل حتماً اذا مضى الفريق العوني في هذا المسلك.

ولاحظت المصادر نفسها ان الزيارة التي بدأها رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع للسعودية ربما تكتسب أهمية ودلالة من حيث توقيتها. اذ ان جعجع اضطلع بدور وساطة بين الرئيس سلام والعماد عون ولكنه في الوقت نفسه أبدى موقفاً سلبياً من الاتفاق النووي بما يعني ان زيارته للسعودية ولقاءه المرتقب ايضاً مع الرئيس سعد الحريري لن يكونا لمصلحة التصعيد العوني في نهاية المطاف.

وفي سياق متصل، توقفت المصادر عند زيارة النائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور لباريس حيث من المرتقب ان يلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في غمرة استعداد فرنسا لتلقف الاتفاق النووي لمحاولة ايجاد مخارج للأزمة اللبنانية التي يشكل عنوانها الرئاسي الفراغ في رئاسة الجمهورية.

كما ان المصادر أبرزت الموقف الاخير للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي حمّل مقاطعي جلسات مجلس النواب تبعة أزمة الفراغ الرئاسي واعتبرته ذات دلالات مهمة للغاية اذ يشكل ادانة مباشرة بحق العماد عون للمرة الاولى بهذا الوضوح. واعتبرت ان الراعي ردّ ضمناً بهذا الموقف على تهديد عون قبل اسبوع بانه لن يسكت بعد الآن عن الذين يدعونه الى النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية.

وتعتبر المصادر ان هذه الاجواء تشير بوضوح الى احتمال احتدام المناخ السياسي وليس العكس، الأمر الذي يجعل الاسبوع الطالع محطة اضافية من محطات حبس الأنفاس والترقب وسط غموض اي اتجاه ممكن للمعالجات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي