أوضح ان الصراع الحالي في العراق هو بين الدولة والفوضى.. وان حالة "الحشد" يجب ألا تدوم حتى لا تتحول الى خطر كبير

رئيس البرلمان العراقي: العلاقات مع الكويت مميزة ولدينا رؤية واحدة لمواجهة تحديات

تصغير
تكبير
أشار رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري الى ان "العراق لديه شعور بأنه عاش فترة من العزلة عن محيطه العربي ما يحتم كسر تلك العزلة لتحقيق الانسجام"، مؤكداً حاجة العراق الى مساعدة الأشقاء لتحقيق ذلك وفي مقدمتهم دولة الكويت "التي تعد الدولة الأكثر تقاربا وتفاعلا مع الحدث العراقي"، ولافتاً الى ان "العلاقات الكويتية العراقية مميزة وهناك رؤية واضحة وواحدة لمواجهة تحديات المنطقة".

وفي مقابلة صحافية على هامش زيارة قام بها مطلع الاسبوع الجاري الى الكويت والتقى خلالها القيادة السياسة وكبار المسؤولين بالدولة، قال الجبوري ان "العراق يسعى لأن يكون جزءا من المنظومة العربية والاسلامية وهو ما اوجد الرغبة باستضافة مؤتمر البرلمانات الاسلامية في العام المقبل".

وأشار الى ان "رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم قدم الدعم لاستضافة العراق للمؤتمر وكان له دور في اتخاذ القرار باعتبار بغداد المحطة لعقد المؤتمر في سنة 2016"، مؤكداً ان "الواقع الأمني في العراق يؤهله لاستضافة مؤتمر البرلمانات الإسلامية وهو رسالة ايضا يمكن ان توجهها الدول الاسلامية بشكل واضح ضد الارهاب".

وحول النظام السياسي في العراق قال الجبوري ان "النظام لم يستقر رغم الالتزام بمواعيد الاستحقاقات السياسية مثل انتخابات البرلمان وتشكيل الحكومة والرئاسة"، مشددا على "ضرورة الحفاظ على المؤسسات الرسمية والدستورية بكل مقوماتها".
واضاف ان هناك تحديا أمام العراق "لأنه يراد لهذه التجربة ان تفشل وهذا ليس من صالح احد"، مؤكدا على ان "الصراع الحالي هو بين الدولة واللادولة والفوضى".

ورأى ان "مقومات الفوضى في العراق قائمة ليس فقط من تنظيم (داعش) بل هناك ايضا ميليشيات ومجموعات مسلحة"، مشيرا الى "الفرز الطائفي الذي أثر على المزاج العام للعراقيين بسبب ممارسات بعض السياسيين".

وبشأن سياسة المحاصصة وانسحابها على كل مرافق الدولة وصف الجبوري تلك السياسة بـ"التوافقية" التي تتطلبها المرحلة الحالية في العراق من أجل زرع الثقة لدى كل أطياف المجتمع بمشاركة الجميع".
وقال ان "هذا النظام مفيد في المرحلة الحالية لكنه قطعا يجب ان يتغير وينتقل العراق من حالة التوافقية الى الاحتكام الى البعد الديمقراطي".

وحول أوضاع السنّة في العراق قال الجبوري ان "السنّة اضطربوا بعد سنة 2003 لأن مرجعيتهم الدولة وحينما انهارت الدولة اختلت البوصلة ولم يجدوا رؤية موحدة".
واضاف إن "السنّة اختلفوا فيما بينهم في العديد من المواضيع منها حول النظام الأصلح للبلد وكذلك اختلفوا مع شركائهم بشكل واضح".
ورأى ان "السنّة ادركوا بعد حين ان ابتعادهم عن المشاركة في صنع القرار وعدم مشاركتهم في بناء الدولة على أسس صحيحة جعلهم في تراجع حتى في وجودهم وتمثيلهم وقدرتهم على التأثير في المجتمع العراقي".
وقال ان هناك نوعا من المراجعة الآن وانه يجب الحرص على "المشاركة السياسية لتحقيق المطالب ومصلحة كل أطياف المجتمع العراقي"، مؤكدا على ان "نقطة التفاهم تنطلق من شراكة حقيقية بين مكونات المجتمع ومشاركة فاعلة في بناء الدولة".

وحول مشاركة الحشد الشعبي ومجاميع شعبية مع الجيش العراقي في مواجهة (داعش) قال ان "هناك عددا كبيرا من العراقيين هبوا لمساندة القوات الأمنية العراقية وسالت دماء كثيرة دفاعا عن الوطن إلا ان هناك بعض المشكلات" حصلت اثناء ذلك.
وأوضح ان "عمليات تحرير بعض المناطق والمحافظات شهدت عمليات حرق وسلب سرقت عنوان التحرير والنصر واثرت سلبيا في المشهد"، لافتاً الى ان "حالة الحشد مهمة لكنها موقتة ويجب ألا تدوم حتى لا تتحول الى خطر كبير"، مقرا في الوقت ذاته بأن "العراق يستعين بالحشد والعشائر لمواجهة الإرهاب".
واكد على "ضرورة تعزيز قدرات القوات العسكرية العراقية لأن إيجاد تشكيلات بديلة واكثر قوة يؤثر سلبا على القرار العسكري".

وحول أحكام الإعدام في العراق أكد الجبوري ان "بعض الأحكام صدرت في ظروف استثنائية ولم يكتمل فيها التحقيق وأثرت على مزاج القاضي"، معتبرا انه "من الحكمة إعطاء فرصة للمراجعة".
وأكد تمسكه "بحق رئيس الجمهورية الدستوري في المصادقة على أحكام الإعدام لأن في ذلك ضمانة"، مشددا على "ضرورة الوقوف عند عقوبة الإعدام في العراق في الوقت الحالي لاسيما تحت الظروف الأمنية الحالية".

وأقرّ بـ"إنكسار الجيش العراقي في المعارك ببعض المناطق ولأسباب ستقدمها لجنة التحقيق التي شكلها البرلمان العراقي للبحث في أسباب سقوط (نينوى) الاسبوع القادم والتي لم تستثن احدا" من كبار المسؤولين.
وقال إن "أحد اسباب تزود (داعش) بالسلاح هو ما يتركه الجيش العراقي في ارض المعركة".

وبسؤاله حول عودة العراق الى دوره المحوري في المنطقة قال الجبوري "ان ما أصاب العراق ليس بالأمر السهل فهو مازال يعاني من هجمات إرهابية وتدخل دولي واقليمي أثر على تعاطي العراقيين مع بعضهم".
وأضاف ان "العراق بحاجة الى مساعدة الاشقاء والاصدقاء والمجتمع الدولي للوقوف معه في الظروف التي يمر بها".

وحول مستقبل العراق وشبح التقسيم أكد الجبوري انه "ضد التقسيم" وانه يبذل الجهود "من اجل وحدة العراق وتحقيق الوئام بين العراقيين لتجاوز التحديات".
وأضاف انه "اذا وصل العراقيون الى خيارات مرة لا نتمناها قد تصل الى التقسيم فيجب ان يكون بطريق سلس وتفاهم ودون دماء".
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي