خلال الحملة الانتخابية للمجلس الحالي طلب مني أحد الزملاء مشكوراً على ثقته تحديد لقاء مع عدد من النواب المخضرمين والجدد ممن هم على قدر عالٍ من المسؤولية السياسية ومستقلون سياسياً وكان له ما طلب.
كان من ضمن الذين وقع عليهم اختيارنا الدكتور فيصل المسلم، الذي نعتبره مستقلاً وله حضور وصاحب مواقف شجاعة، وقد تعذر إجراء اللقاء معه... وانتهت لقاءات الدكتور الباحث الياباني في الشؤون السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي.
الدكتور فيصل المسلم حذر سمو رئيس مجلس الوزراء ووزيرة التربية وزيرة التعليم العالي من أن يتحول مشروع المدينة الجامعية إلى جريمة في حق الكويت والتعليم. الجدير بالذكر أن قانون إنشاء المدينة الجامعية صدر في 2004 وإلى الآن لم نر المدينة الجامعية التي تقع جنوب الدائري السادس، وإن انتهى المشروع سنجد الكويت أمام مشكلة مرورية تبحث عن حل، وقد يصل الأمر إلى إصدار قانون بإنشاء جسور معلقة والتنفيذ، إن تم الاتفاق على رؤية موحدة إزائه سيستغرق أعواماً... والخاسر أهل المناطق المجاورة والطلبة.
أما مشروع المستشفى الجامعي فنحن نستغرب تأخير البت فيه وهو متوافر، ولكن بشكل غير معلن رسمياً، وهو مستشفى مبارك وذلك لوجوده بالقرب من كلية الطب، وقد يحتاج الأمر فقط إلى تحويله مستشفى طبياً بعد إنشاء المستشفيات المقررة في خطة عمل الحكومة، وربما تحتاج كلية الطب إلى مبنى مجاور للأبحاث الطبية مجهز على طراز حديث حسب ما هو متبع في المراكز الطبية العالمية.
نتمنى من الدكتور فيصل المسلم فتح ملف الجامعة والتعليم التطبيقي لبحث القضايا المتعلقة بالتعليم العالي، إضافة إلى مراجعة الطريقة المتبعة من قبل وزارة التعليم العالي في اعتماد الجامعات التي نعتقد انها تعمل بطريقة غير احترافية، فمن غير المعقول أن يتم وقف اعتماد بعض الجامعات فقط لأن عدد الطلبة الكويتيين فيها قد ازداد!
الكويت عن بكرة أبيها مطالبة من قبل الحكومة والمجلس في مراجعة مخرجات التعليم واحتياجات السوق المحلي، وإننا نستغرب التراخي من مجلس الأمة في بحث أهم قضية، وهي قضية الإحلال، فكثير من الوظائف يشغلها وافدون، وطلبتنا من التخصصات نفسها يبحثون عن عمل!
نبحث عن من يستدرج القضايا غير المبحوثة إلى طاولة النقاش كي تجد طريقها إلى الحل وهي كثر ولله الحمد والمنة!
وإلى أن يتم الرد على تحذير النائب الدكتور فيصل المسلم تبقى المدينة الجامعية والمستشفى الجامعي ومستوى التعليم العالي تحت المجهر: فهل لدينا عيون تستطيع وبجرأة النظر في تلك القضايا العالقة؟ والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]