رئيس قسم الصحة العامة بإدارة الشؤون الصحية للشرطة أكد لـ«الراي» اكتشاف من 5 إلى 7 حالات سنوياً
5 نزلاء في السجن مصابون ... بالإيدز
اهتمام بمتابعة صحة نزلاء المؤسسات الإصلاحية
• تمت زيادة العيادات والطاقم الطبي داخل السجون خلال السنوات الـ9 الماضية
• نوفر أدوية للوافدين السجناء لا تتوافر لمَنْ خارج السجن
• لا نتدخل في الشق القانوني إذ إن مرضى فيروس HIV يستحقون الإبعاد
• لو يُحجز كل مريض إيدز في «السارية» لما وجدنا فيه مكاناً خالياً
• 12 حالة درن قد تسجل سنوياً في السجون ومن النوادر وجود درن رئوي معدٍ
• بعض مَنْ يحملون الإيدز من 95 على رأس عملهم وبلا مشكلات
• قد تحدث في السجن ممارسات جنسية ولكن معظم النزلاء يحملون الأمراض من الخارج
• لم يحدث انتقال لفيروس الإيدز داخل السجون لأي حالة
• لا نعزل مرضى الإيدز... ولا خطورة من التعامل العادي معهم
• بين 10 إلى 15 في المئة من النزلاء يحملون فيروس «سي»
• جهود «الصحة» و«الداخلية» قلّصت معدلات انتقال الأمراض المعدية
• حالات الالتهاب الكبدي التي تم اكتسابها داخل السجن تُعد على أصابع اليد
• الكويت الدولة الأولى عالمياً التي تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الصحة
• نوفر أدوية للوافدين السجناء لا تتوافر لمَنْ خارج السجن
• لا نتدخل في الشق القانوني إذ إن مرضى فيروس HIV يستحقون الإبعاد
• لو يُحجز كل مريض إيدز في «السارية» لما وجدنا فيه مكاناً خالياً
• 12 حالة درن قد تسجل سنوياً في السجون ومن النوادر وجود درن رئوي معدٍ
• بعض مَنْ يحملون الإيدز من 95 على رأس عملهم وبلا مشكلات
• قد تحدث في السجن ممارسات جنسية ولكن معظم النزلاء يحملون الأمراض من الخارج
• لم يحدث انتقال لفيروس الإيدز داخل السجون لأي حالة
• لا نعزل مرضى الإيدز... ولا خطورة من التعامل العادي معهم
• بين 10 إلى 15 في المئة من النزلاء يحملون فيروس «سي»
• جهود «الصحة» و«الداخلية» قلّصت معدلات انتقال الأمراض المعدية
• حالات الالتهاب الكبدي التي تم اكتسابها داخل السجن تُعد على أصابع اليد
• الكويت الدولة الأولى عالمياً التي تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الصحة
كشف رئيس قسم الصحة العامة بإدارة الشؤون الصحية للشرطة الدكتور محمود الخالدي وجود مواطنين اثنين و3 مقيمين يحملون الإيدز داخل سجون الكويت، لافتا إلى أن «مَن يحملون الفيروس تتفاوت أعدادهم من عام لآخر في السجون غير انهم لا يزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة».
وأشار الخالدي في حوار مع«الراي»إلى اكتشاف ما بين 5 و7 حالات إيدز حديثة سنويا عن طريق السجن، مؤكدا ان«نزلاء السجون لا يدخلون الا بعد اجراء فحوصات كاملة اكلينيكية، ونفسية حتى لو كان حكمهم ليوم واحد»، مرجعا تناقص معدلات الامراض المعدية إلى الاهتمام بالجوانب الوقائية والعلاجية للسجناء وتحسين أحوالهم المعيشية وإنشاء سجون جديدة.
ولفت إلى عدم عزل سجناء الايدز، مؤكدا ان«لا خطورة من التعامل العادي معهم حيث لم تسجل أي حالة انتقال لعدوى الفيروس داخل السجون».
وعن بقية الامراض داخل السجون ذكر الخالدي أن«هناك 12 حالة درن قد تسجل سنويا في السجون غير ان من النادر وجود حالة درن رئوي مفتوح معد، كما أن مَنْ يحملون فيروس سي في السجون قد تتراوح نسبتهم من 10 الى 15 في المئة»، مرجعا سبب زيادة النسبة الى أن«معظم هؤلاء كانوا من متعاطي المخدرات في المجتمع».
وتناول الحوار مع الخالدي العديد من الموضوعات ذات الصلة بالمرضى داخل السجون وطرق التعامل معهم لا سيما أن السجون بيئة خصبة لانتقال الامراض المعدية، كما شدد على اهمية جهود وزارتي الصحة والداخلية التي ناقصت معدلات الامراض داخل السجون بشكل كبير جدا جدا، وإلى مزيد من التفاصيل:
? نود إطلاعنا على الخدمات التي تقدمها إدارة الشؤون الصحية للشرطة.
- الادارة تتبع وزارة الصحة خصوصا في الشق الفني من ناحية الكوادر الطبية، والطبية المساعدة، والتجهيزات، ولذلك انعكاسه الايجابي على مستوى الخدمات التي تقدم لافراد الشرطة ونزلاء السجون، فالكويت كانت الدولة الاولى عالميا التي تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الصحة، وهذاالنموذج الامثل الذي تطالب به منظمة الصحة العالمية، حيث كان هذا إحدى توصيات المنظمة في الاجتماع الدوري اكتوبر2013.
وهناك دول كثيرة تحاول تطبيق ذلك، وتم ذلك في بعض الدول الاوروبية حديثا فضلا عن ان بعض الدول العربية تود الاستفادة من تجربة الكويت، وتمت مخاطبة اللجنة الدولية للصليب الاحمر والقنوات الرسمية للاستفادة من هذه التجربة، لأن اكثر دول العالم تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الداخلية أو العدل.
آلية صحية
? ماذا عن الآلية المتبعة لديكم للتعامل مع نزلاء السجون في ما يخص الناحية الصحية؟
- هناك ثوابت نسير عليها وفقا للاعراف والمواثيق الدولية، حيث إن كل المؤسسات الدولية دائما ما توصي بان الرعاية الصحية لنزلاء السجون يجب الا يقل مستواها عن غيرها خارج اسوار السجن، ومن النقاط المهمة لدينا أننا نتبع نفس بروتوكولات وزارة الصحة وهذا يصب بدوره في صالح الجسم الطبي ومتلقي الخدمة، وينطبق علينا كذلك قانون مزاولة المهن الطبية خصوصا ما يتعلق بسرية المعلومات، وقانون السجون لدولة الكويت رقم 26/1962 والذي يحتوي على 17 مادة خاصة بالرعاية الصحية والاجتماعية للنزلاء وهو قانون جدا راق ومازال يطبق ويشمل جوانب كثيرة، في ما يخص الامور المعيشية، ودور الطبيب، والتعامل مع بعض المستجدات في السجون بمايتناسب مع بيئتها، وايضا نتعاون مع المنظمات الدولية لحقوق الانسان، خصوصا اللجنة الدولية للصليب الاحمر لان هناك اتفاقية بين الكويت واللجنة ودائما ما يشيدون بتجربة الكويت الرائدة في مجال الخدمات الصحية المقدمة لنزلاء السجون.
? لكن هناك مَنْ يقول إن النرويج هي اول دولة تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الصحة؟
- الكويت أول دولة في العالم، وان كان دائما ما يقال إن النرويج أول دولة تتبع ذلك النظام 1962، غير انني أكدت في لقاء في جون هوبكنز ان الرعاية الصحية لنزلاء السجون في الكويت كان تحت اشراف دائرة الصحة منذ نشأة السجون بصورتها الحديثة في منتصف الخمسينيات، فرسميا الرعاية الصحية لنزلاء لسجون من قبل الاستقلال تتبع دائرة الصحة«وزارة الصحة».
الامراض المعدية
? كيف تتعاملون مع الامراض المعدية؟
- وفقا للمراجع العلمية، بيئة السجون بيئة خصبة ومناسبة لانتقال الامراض المعدية وهذا نظريا صحيح، فمعدلات الامراض المعدية في السجون عشرات أضعاف الموجودة في المجتمع، نظرا للازدحام أو سوء التهوية، أو التوتر الذي يحدث عند النزلاء ما قد يضعف من مناعتهم، لكن في الكويت، في الوقت الحالي وبفضل تضافر جهود وزارتي الصحة والداخلية تناقصت معدلات الامراض المعدية بشكل كبير جدا، وان كان في أوقات سابقة حدث بعض التفشي لبعض الامراض الوبائية كالدرن في 2003 لكن تم تدارك ذلك والانتباه اليه، وهذا الشيء لم يعد موجودا.
? وما العوامل التي أدت لهذا التناقص؟
- بعد الذي حدث عام 2003 جاءت فرق من وزارةالصحة ودرست حالة السجون وقدمت توصيات يتم تنفيذها من ادارة الشؤون الصحية للشرطة بالتعاون مع وزارة الداخلية التي لها دور حيوي في تحسين الاحوال المعيشية، سواء من ناحية تقليل الاعداد الموجودة في الزنازين أو افتتاح مبان لسجون جديدة أو تحسين الاحوال المعيشية عن الطريق زيادة التهوية والنظافة العامة، أو الاهتمام بالغذاء وفق معايير صحية مدروسة بعناية، إلى جانب ممارسة الرياضة، فكل ذلك له دور كبير على صحة النزلاء، والأمر الآخر الاهتمام بالجوانب الوقائية والعلاجية من جانب وزارة الصحة.
? كيف ذلك؟
- هناك إصرار على فحص كل نزيل، فكل نزيل لا يدخل السجون في الكويت مهما كان حكمه حتى ولو ليوم واحد الا بعد فحصه بالكامل سريريا، واجراء فحوصات الدم والاشعة، وعمل فحص نفسي مبدئي لتقييم حالته النفسية، فدائماعندما يأتي النزيل الى عنبر الايراد يتم فحصه ولايتم تصنيفه حسب نوع قضيته الى عنابر أخرى الا بعد موافقة الطبيب على اخلاء طرفه، وهذا لا يحدث الا بعدما تأتي نتيجة فحوصات الفيروسات ويتم التأكد من خلوه من مرض الدرن مع ملاحظة عامة على كل وضعه الصحي، وان كان يعاني أمراضا مزمنة تتم معالجتها، الامر الآخر ان هناك فرقا طبية تأتي للعيادات التخصصية التي تم افتتاحها منذ 2006.
عيادات تخصصية
? هل زاد عدد العيادات التخصصية عما كانت عليه سابقا؟
- خلال الـ9 سنوات الماضية كان هناك زيادة للعيادات داخل السجون، وزيادة لاعداد الطاقم الطبي من طبيبين الى 7 اطباء يتبعون ادارة الشؤون الصحية للشرطة الى جانب متخصصين يأتون من وزارة الصحة بمعدلات مختلفة اسبوعيا من مرة الى مرتين.
? وما العيادات التخصصية المتوافرة للنزلاء؟
- هناك عيادة للامراض الصدرية، وعيادة لامراض القلب، وعيادة لامراض الجهاز الهضمي والكبد، وعيادة للامراض الجلدية، وعيادة نفسية متكاملة، تعمل على مدار الساعة يتوافر لها اطباء نفسيون فضلا عن اربعة معالجين نفسيين، وعيادة للعظام، وعيادة للباطنية، وعيادة للجراحة، وعيادة للعيون، وعيادة للانف والاذن، وعيادة للاسنان ومن ضمن الخدمات اننا نتوسع في عيادة الاسنان حاليا، حيث لدينا ثلاثة اطباء اخصائيين، فحتى علاج العصب والتركيبات موجودة علاوة على مختبر متكامل لتركيبات الاسنان داخل السجون، فضلا على الاشعة البانورامية.
فوزارة الصحة لم تأل أي جهد سوءا لجهة التزويد بالفنيين والاطباء والاطباء المختصين الذين يأتون من المستشفيات الاخرى، وهناك تزويد لمستشفى السجن بالاطباء أو الممارسين العامين حيث إن هناك 6 اطباء وطبيب اشعة وصحة وقائية و3 اطباء اسنان وهؤلاء يتبعون الشؤون الصحية للشرطة أي ما يعادل 11 طبيبا غيرالاخصائيين الذين يأتون للإشراف حسب التخصص.
? كيف تتعاملون مع حالات الايدز التي داخل السجن؟
- أي انسان يتم فحصه عند دخوله السجن، وليس هناك اعفاءات من الفحص حتى لو كان مسجونا سابقا، وبالنسبة لفيروس نقص المناعة المكتسبة ومجازا يسمى الايدز وهو مرحلة متأخرة من المرض، فعندما تأتي النتيجة التأكيدية من مختبر الصحة العامة بأن النزيل حامل للفيروس، نسأله ما اذا كان معلوما لمستشفى الامراض السارية أو لمكتب الايدزوالاحصاءات، فنحن لدينا تواصل مباشر مع الجهتين، فاذا كانت حالة الاكتشاف جديدة نأخذ منه كل البيانات ونسلمها لمكتب الايدز والاحصاءات، لكن أما ان كان معلوما لمركزالإحصاءات، فهنا علينا معرفة وضعه من ناحية العلاج، أو الرعاية الصحية أو المتابعة عن طريق مستشفى الامراض السارية، فلدينا خط مباشرمعهم لاننا بالنهاية جزء من الوزارة.
الإبعاد
? لكن هل يبعد نزلاء السجون من غير المواطنين المصابين بالايدز؟
- معروف أن الإصابة بفيروس HIV من ضمن الامراض التي تستوجب الإبعاد ونحن لا نتدخل في الشق القانوني، واذا كان معلوما لمستشفى الامراض السارية وهناك خطة موضوعة لعلاجه، وجاء هذا الانسان وسجن لأي سبب، حيث إن ذلك أمر قضائي وأمني، فنتواصل مع طبيبه المعالج ونرسله له، وتتم مراجعاته الدورية مع طبيبه وتوضع خطة العلاج معه ويستمر فيها.
? ولكن ماذا ان كانت الحالة جديدة أي لم تكتشف من قبل؟
- اذا كانت الحالة حديثة أو جديدة وتم اكتشافها عن طريق السجن وهذا يحدث من خلال الفحوصات التي ترسل لمختبر الصحة العامة حيث كما ذكرت لا يمكن لنزيل ان يدخل السجن الا بعد اجراء كامل الفحوصات له، فانه في هذه الحالة نرسله إلى مستشفى الامراض السارية لابتداء العلاج، والمتابعة في ما بعد من السجن لان العلاج موجود.
? لكن هل هناك خطر من انتقال العدوى للمخالطين الاخرين من السجناء؟
- مع أنك في بيئة معزولة ومغلقة لكن ليس هناك خطر لانتقال الفيروس او المرض للمخالطين اذا كانوا يتشاركون النزيل مشاركة عادية كما الحال في الحياة المعيشية العامة، فليس هناك خطر، وهذا فعلا مثبت، سوءا من خلال مشاركة الاكل أو استخدام دورات المياه لكن الخطر من خلال المشاركة في الأشياء الشخصية مثل استعمال موس الحلاقة، فرشة ا?سنان او الابر او الوشم او العلاقات الجنسية.
وأود الإشارة الى ان هذا المريض الحامل للفيروس قد لا يكون معروفا في المجتمع ونتعامل معه، ونهائيا ليس هناك مشكلة، لكن المشكلة ان وسائل الاعلام قد تكون رسخت صورة حجز مريض HIV في مستشفى الامراض السارية الى أبد العمر، عند اكتشاف حالته، وهذا ما نراه في الأفلام والمسلسلات وكل هذا غير صحيح، فلو حدث هذا ما استوعب مستشفى الامراض السارية الأعداد، وهذا ليس معناه من كثرة العدد، فالاعداد يمكن ان تسأل فيها «الامراض السارية»، فالاعداد موجودة، لكن لا نستطيع ان نقول ان الكويت دولة تخلو من مرض HIV، لكن لا يتم حجز احد الا اذا كانت هناك مضاعفات وتحتاج الى رعاية طبية اكثر، فمرضى الايدز منذ ظهور الادوية الحديثة من 95 بدأوا يعيشون فترات طويلة، وبدأت الادوية تسارع الفيروس وتحجمه وتسيطر عليه، حاله حال اي فيروس اخر مثل الالتهاب الكبدي، فالأدوية الحديثة تسيطر عليه لكنها لا تتخلص منه، وحال الامراض المزمنة الاخرى، فهناك سيطرة على المرض وحدته وشراسته، فمن 95 نرى أناسا للآن موجودين في المجتمع، وبعضهم يعمل، وعلى رأس عمله وليس هناك مشكلة، لكن عندما يكون داخل السجن تصبح الاشكالية عندما يعرف الباقون، فيكون هناك نفور منه أو وصمة له وهذه اشكالية فعلا، فأي إنسان وان كان لديه مستوى علمي معين، تجده عندما يسمع«إيدز»، فكأنه مرادف للوباء أو الطاعون وهذا ينعكس على نفسية النزيل او المرضى، فجانب الخصوصية تتم مراعاته، ويتم التعامل معه حال المرضى الآخرين الذين خارج السجن، والتعاون مع مستشفى الامراض السارية في علاجهم.
«فلايرز»
? لكن هل يتم عزلهم؟
- ليس لهم خصوصية معينة، ولا نعزلهم لانه ليس هناك اي خطورة من التعامل العادي معهم لكن التعامل غير العادي يمكن أن يحدث حتى خارج اسوار السجن، فكلام غير منطقي ان التعامل معهم خارج السجن عادي وعندما يدخل السجن يتم عزله، ولكن انت تأخذ بالاسباب حيث إن هناك أمورا توعوية وجرعة تثقيفية للنزلاء وهناك فلايرز توعوي يوزع عليهم حول ما يجب تجنب استخدامه.
? هل هناك حالات للايدز يتم اكتشافها عن طريقكم؟
- حالات حديثة، نعم، كل سنة دائما تأتي إلينا حالات جديدة لم تكن معروفة بالخارج، وهذه تكون على عدد أصابع اليد الواحدة، فأكثرهم يكون معروفا من مستشفى الامراض السارية او معروفا من قبل ادارة الصحة العامة والممثلة بمكتب إحصائيات الايدز، ولكن هناك فعلا بعض الحالات غير المعروفة، فكل سنة قد نجد 5 الى 7 حالات مكتشفة حديثا وتكون عن طريق السجن.
? كم يبلغ عدد نزلاء السجون الذين يحملون فيروس الايدز؟
- حاليا عدد نزلاء السجون الذين يحملون فيروس نقص المناعةالمكتسبة 5 فقط ويتم التعامل معهم وفق البروتوكولات العالميةالعلاجية والوقائية.
? وما جنسياتهم؟
- اثنان كويتيان وثلاثة من جنسيات أخرى، وهو من الامراض التي تستوجب الإبعاد لكن قد تكون هناك أمور قانونية تمنع ابعاد السجين، مثل بعض الجرائم التي يدخل فيها حقوق لناس أومطالبات أو حق عام على النزيل، وهذه الأمور القانونية لا نبحث فيها كأطباء.
عدوى
? من خلال الفحوصات والمراجعات الدورية التي تقومون بها في المؤسسات الإصلاحية هل ثبت لديكم انتقال للفيروسات على اختلافها داخل السجون؟
- هذا سؤال جدا جيد، فدائما ما نقوم بعمل فحوصات لنزلاء في بداية دخولهم للسجون، وفي 2013 قمنا بعمل مسح كامل لكل النزلاء خصوصا الحديثين منهم واستبعدنا فقط مَن تم فحصهم قبل 6 اشهر، فوجدنا ان حالات قليلة على عكس المتوقع اكتسبت الفيروسات خلال فترة السجن.
? هل هناك حالات انتقل اليها فيروس الايدز وهي داخل السجون؟
- لا حالة من حالات الايدز«HIV» تم اكتشافها وهي داخل السجن، فدائما الحالات يحملونها من الخارج.
? وبالنسبة للفيروسات الكبدية هل هناك من انتقلت اليهم العدوى داخل السجن؟
- حالات الالتهاب الكبدي التي تم اكتسابها داخل السجن تعد على أصابع اليد على عكس المتوقع حيث داخل السجن قد تكون هناك بعض الممارسات التي تؤدي لانتشارمثل هذه الامراض سواء الممارسات الجنسية او الحقن او تعاطي المخدرات، وهذا قد يؤدي لسلوكيات معينة تجعل الانسان معرضا بشكل كبير لانتقال الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم ومنها HIV او فيروسات الالتهاب الكبدي والتي كانت نسبة انتقالها داخل السجن قليلة فمعظم النزلاء يحملونها من الخارج.
? لكن هل تتفاوت أعداد من يحملون فيروس الايدز من عام لآخر؟
- نعم، الأعداد تتفاوت لكن دائما لا يزيدون على أصابع اليد الواحدة.
? ما نوعية النزلاء الذين يحملون حاليا الايدز لجهة الجنس؟
- جميعهم ذكور.
الدرن الرئوي
? وماذا عن حالات الدرن داخل السجون وكيفية التعامل معها؟
- هناك فريق من مركز التأهيل الرئوي يضم استشاري درن واثنين من الأخصائيين وممرضين، فريق كامل، وجاء بعد انتشار الدرن 2003، ويأتي الفريق مرتين أسبوعيا، لكن ما نؤكده ان معدلات الدرن في سجون دولة الكويت تضاءلت بشكل كبير جدا جدا ولدينا مسح دوري سنوي، ومتابعة الحالات اولا بأول الى جانب وجود التثقيف والتوعية، فعند ظهور اي اعراض قد تشابه اعراض الدرن يأتون بالنزيل الى العيادة وهذا ساعد على تقلص الحالات بشكل كبير جدا جدا.
? هل لديكم احصائيات لمعدل الدرن في السجون؟
- لدينا احصائيات ففي عام كامل قد يكون لديك 12حالة سواء درن رئوي او خارج الرئة ومن النادر ان نجد درناا رئويا مفتوحا معديا، فهذا من النوادر، فأكثرهم حالات درن خارج الرئة او اذا كان هناك درن رئة يكون كامنا وقديما، فلم نر منذ فترات طويلة جدا حالة درن رئوي مفتوح معد.
? وبالنسبة لفيروس سي هل هناك عدد كبير من المصابين بالفيروس داخل السجون؟
- خصوصية السجن أنه توجد لدينا أعداد كبيرة من فيروس سي، فهناك دراسة قمت بها على الالتهاب الكبدي تقول ان 90 في المئة من الالتهابات الكبدية هي لفيروس سي، وان 90 في المئة من الفيروس ناتج عن تعاطي المخدرات، فهي المشكلة الرئيسة وراء الفيروس، وعندما يتم القبض على اكثر هؤلاء المتعاطين، نجد النسبة في السجن تتراوح ما بين 10 الى 15 في المئة في حين ان معدل فيروس سي في المجتمع 1.5 في المئة، ولا يعني هذا اننا لا نتخذ الاجراءات الاحتياطية في السجن، لان معظم الحالات تأتي من المجتمع.
? وماذا عن معدل الانتقال للفيروس داخل السجن؟
- من خلال المسح الذي قمنا به في 2013 لم نجد حالات انتقل اليها الفيروس داخل السجن الا ما ندر وقد بدأنا في 2010 عيادة امراض الكبد في مستشفى الفروانية الذي يتابع مثل هذه الحالات وتم ادخال كل الادوية الموجودة والمتوافرة في دولة الكويت الآن لنزلاء السجون، بغض النظر عن الجنسية وحتى الادوية الحديثة هناك توجه لإعطائها حسب البروتوكولات، ومعنى هذا ان نزلاء السجون لا يقلون عمن هم خارج السجن بل أحسن من ناحية الرعاية الصحية، حتى المرضى غير الكويتيين الذين لا تتوافر لهم بعض تلك الادوية بالخارج، في السجون تتوافرلهم بالمجان، وعندما قالوا ان الكويت مركز عالمي للانسانية، فعلا هي كذلك، فوزارة الصحة في هذا الموضوع لا تفرق.
? لكن قد يكون هذا دعوة لدخول السجن.
- ليس دعوة للسجن، فالإنسان لو يحجز في فندق سبع نجوم ولا تعطيه حريته في اختيار اي شيء، هنا تكمن المشكلة والسجن يظل سجناً.
وأشار الخالدي في حوار مع«الراي»إلى اكتشاف ما بين 5 و7 حالات إيدز حديثة سنويا عن طريق السجن، مؤكدا ان«نزلاء السجون لا يدخلون الا بعد اجراء فحوصات كاملة اكلينيكية، ونفسية حتى لو كان حكمهم ليوم واحد»، مرجعا تناقص معدلات الامراض المعدية إلى الاهتمام بالجوانب الوقائية والعلاجية للسجناء وتحسين أحوالهم المعيشية وإنشاء سجون جديدة.
ولفت إلى عدم عزل سجناء الايدز، مؤكدا ان«لا خطورة من التعامل العادي معهم حيث لم تسجل أي حالة انتقال لعدوى الفيروس داخل السجون».
وعن بقية الامراض داخل السجون ذكر الخالدي أن«هناك 12 حالة درن قد تسجل سنويا في السجون غير ان من النادر وجود حالة درن رئوي مفتوح معد، كما أن مَنْ يحملون فيروس سي في السجون قد تتراوح نسبتهم من 10 الى 15 في المئة»، مرجعا سبب زيادة النسبة الى أن«معظم هؤلاء كانوا من متعاطي المخدرات في المجتمع».
وتناول الحوار مع الخالدي العديد من الموضوعات ذات الصلة بالمرضى داخل السجون وطرق التعامل معهم لا سيما أن السجون بيئة خصبة لانتقال الامراض المعدية، كما شدد على اهمية جهود وزارتي الصحة والداخلية التي ناقصت معدلات الامراض داخل السجون بشكل كبير جدا جدا، وإلى مزيد من التفاصيل:
? نود إطلاعنا على الخدمات التي تقدمها إدارة الشؤون الصحية للشرطة.
- الادارة تتبع وزارة الصحة خصوصا في الشق الفني من ناحية الكوادر الطبية، والطبية المساعدة، والتجهيزات، ولذلك انعكاسه الايجابي على مستوى الخدمات التي تقدم لافراد الشرطة ونزلاء السجون، فالكويت كانت الدولة الاولى عالميا التي تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الصحة، وهذاالنموذج الامثل الذي تطالب به منظمة الصحة العالمية، حيث كان هذا إحدى توصيات المنظمة في الاجتماع الدوري اكتوبر2013.
وهناك دول كثيرة تحاول تطبيق ذلك، وتم ذلك في بعض الدول الاوروبية حديثا فضلا عن ان بعض الدول العربية تود الاستفادة من تجربة الكويت، وتمت مخاطبة اللجنة الدولية للصليب الاحمر والقنوات الرسمية للاستفادة من هذه التجربة، لأن اكثر دول العالم تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الداخلية أو العدل.
آلية صحية
? ماذا عن الآلية المتبعة لديكم للتعامل مع نزلاء السجون في ما يخص الناحية الصحية؟
- هناك ثوابت نسير عليها وفقا للاعراف والمواثيق الدولية، حيث إن كل المؤسسات الدولية دائما ما توصي بان الرعاية الصحية لنزلاء السجون يجب الا يقل مستواها عن غيرها خارج اسوار السجن، ومن النقاط المهمة لدينا أننا نتبع نفس بروتوكولات وزارة الصحة وهذا يصب بدوره في صالح الجسم الطبي ومتلقي الخدمة، وينطبق علينا كذلك قانون مزاولة المهن الطبية خصوصا ما يتعلق بسرية المعلومات، وقانون السجون لدولة الكويت رقم 26/1962 والذي يحتوي على 17 مادة خاصة بالرعاية الصحية والاجتماعية للنزلاء وهو قانون جدا راق ومازال يطبق ويشمل جوانب كثيرة، في ما يخص الامور المعيشية، ودور الطبيب، والتعامل مع بعض المستجدات في السجون بمايتناسب مع بيئتها، وايضا نتعاون مع المنظمات الدولية لحقوق الانسان، خصوصا اللجنة الدولية للصليب الاحمر لان هناك اتفاقية بين الكويت واللجنة ودائما ما يشيدون بتجربة الكويت الرائدة في مجال الخدمات الصحية المقدمة لنزلاء السجون.
? لكن هناك مَنْ يقول إن النرويج هي اول دولة تلحق الرعاية الصحية لنزلاء السجون بوزارة الصحة؟
- الكويت أول دولة في العالم، وان كان دائما ما يقال إن النرويج أول دولة تتبع ذلك النظام 1962، غير انني أكدت في لقاء في جون هوبكنز ان الرعاية الصحية لنزلاء السجون في الكويت كان تحت اشراف دائرة الصحة منذ نشأة السجون بصورتها الحديثة في منتصف الخمسينيات، فرسميا الرعاية الصحية لنزلاء لسجون من قبل الاستقلال تتبع دائرة الصحة«وزارة الصحة».
الامراض المعدية
? كيف تتعاملون مع الامراض المعدية؟
- وفقا للمراجع العلمية، بيئة السجون بيئة خصبة ومناسبة لانتقال الامراض المعدية وهذا نظريا صحيح، فمعدلات الامراض المعدية في السجون عشرات أضعاف الموجودة في المجتمع، نظرا للازدحام أو سوء التهوية، أو التوتر الذي يحدث عند النزلاء ما قد يضعف من مناعتهم، لكن في الكويت، في الوقت الحالي وبفضل تضافر جهود وزارتي الصحة والداخلية تناقصت معدلات الامراض المعدية بشكل كبير جدا، وان كان في أوقات سابقة حدث بعض التفشي لبعض الامراض الوبائية كالدرن في 2003 لكن تم تدارك ذلك والانتباه اليه، وهذا الشيء لم يعد موجودا.
? وما العوامل التي أدت لهذا التناقص؟
- بعد الذي حدث عام 2003 جاءت فرق من وزارةالصحة ودرست حالة السجون وقدمت توصيات يتم تنفيذها من ادارة الشؤون الصحية للشرطة بالتعاون مع وزارة الداخلية التي لها دور حيوي في تحسين الاحوال المعيشية، سواء من ناحية تقليل الاعداد الموجودة في الزنازين أو افتتاح مبان لسجون جديدة أو تحسين الاحوال المعيشية عن الطريق زيادة التهوية والنظافة العامة، أو الاهتمام بالغذاء وفق معايير صحية مدروسة بعناية، إلى جانب ممارسة الرياضة، فكل ذلك له دور كبير على صحة النزلاء، والأمر الآخر الاهتمام بالجوانب الوقائية والعلاجية من جانب وزارة الصحة.
? كيف ذلك؟
- هناك إصرار على فحص كل نزيل، فكل نزيل لا يدخل السجون في الكويت مهما كان حكمه حتى ولو ليوم واحد الا بعد فحصه بالكامل سريريا، واجراء فحوصات الدم والاشعة، وعمل فحص نفسي مبدئي لتقييم حالته النفسية، فدائماعندما يأتي النزيل الى عنبر الايراد يتم فحصه ولايتم تصنيفه حسب نوع قضيته الى عنابر أخرى الا بعد موافقة الطبيب على اخلاء طرفه، وهذا لا يحدث الا بعدما تأتي نتيجة فحوصات الفيروسات ويتم التأكد من خلوه من مرض الدرن مع ملاحظة عامة على كل وضعه الصحي، وان كان يعاني أمراضا مزمنة تتم معالجتها، الامر الآخر ان هناك فرقا طبية تأتي للعيادات التخصصية التي تم افتتاحها منذ 2006.
عيادات تخصصية
? هل زاد عدد العيادات التخصصية عما كانت عليه سابقا؟
- خلال الـ9 سنوات الماضية كان هناك زيادة للعيادات داخل السجون، وزيادة لاعداد الطاقم الطبي من طبيبين الى 7 اطباء يتبعون ادارة الشؤون الصحية للشرطة الى جانب متخصصين يأتون من وزارة الصحة بمعدلات مختلفة اسبوعيا من مرة الى مرتين.
? وما العيادات التخصصية المتوافرة للنزلاء؟
- هناك عيادة للامراض الصدرية، وعيادة لامراض القلب، وعيادة لامراض الجهاز الهضمي والكبد، وعيادة للامراض الجلدية، وعيادة نفسية متكاملة، تعمل على مدار الساعة يتوافر لها اطباء نفسيون فضلا عن اربعة معالجين نفسيين، وعيادة للعظام، وعيادة للباطنية، وعيادة للجراحة، وعيادة للعيون، وعيادة للانف والاذن، وعيادة للاسنان ومن ضمن الخدمات اننا نتوسع في عيادة الاسنان حاليا، حيث لدينا ثلاثة اطباء اخصائيين، فحتى علاج العصب والتركيبات موجودة علاوة على مختبر متكامل لتركيبات الاسنان داخل السجون، فضلا على الاشعة البانورامية.
فوزارة الصحة لم تأل أي جهد سوءا لجهة التزويد بالفنيين والاطباء والاطباء المختصين الذين يأتون من المستشفيات الاخرى، وهناك تزويد لمستشفى السجن بالاطباء أو الممارسين العامين حيث إن هناك 6 اطباء وطبيب اشعة وصحة وقائية و3 اطباء اسنان وهؤلاء يتبعون الشؤون الصحية للشرطة أي ما يعادل 11 طبيبا غيرالاخصائيين الذين يأتون للإشراف حسب التخصص.
? كيف تتعاملون مع حالات الايدز التي داخل السجن؟
- أي انسان يتم فحصه عند دخوله السجن، وليس هناك اعفاءات من الفحص حتى لو كان مسجونا سابقا، وبالنسبة لفيروس نقص المناعة المكتسبة ومجازا يسمى الايدز وهو مرحلة متأخرة من المرض، فعندما تأتي النتيجة التأكيدية من مختبر الصحة العامة بأن النزيل حامل للفيروس، نسأله ما اذا كان معلوما لمستشفى الامراض السارية أو لمكتب الايدزوالاحصاءات، فنحن لدينا تواصل مباشر مع الجهتين، فاذا كانت حالة الاكتشاف جديدة نأخذ منه كل البيانات ونسلمها لمكتب الايدز والاحصاءات، لكن أما ان كان معلوما لمركزالإحصاءات، فهنا علينا معرفة وضعه من ناحية العلاج، أو الرعاية الصحية أو المتابعة عن طريق مستشفى الامراض السارية، فلدينا خط مباشرمعهم لاننا بالنهاية جزء من الوزارة.
الإبعاد
? لكن هل يبعد نزلاء السجون من غير المواطنين المصابين بالايدز؟
- معروف أن الإصابة بفيروس HIV من ضمن الامراض التي تستوجب الإبعاد ونحن لا نتدخل في الشق القانوني، واذا كان معلوما لمستشفى الامراض السارية وهناك خطة موضوعة لعلاجه، وجاء هذا الانسان وسجن لأي سبب، حيث إن ذلك أمر قضائي وأمني، فنتواصل مع طبيبه المعالج ونرسله له، وتتم مراجعاته الدورية مع طبيبه وتوضع خطة العلاج معه ويستمر فيها.
? ولكن ماذا ان كانت الحالة جديدة أي لم تكتشف من قبل؟
- اذا كانت الحالة حديثة أو جديدة وتم اكتشافها عن طريق السجن وهذا يحدث من خلال الفحوصات التي ترسل لمختبر الصحة العامة حيث كما ذكرت لا يمكن لنزيل ان يدخل السجن الا بعد اجراء كامل الفحوصات له، فانه في هذه الحالة نرسله إلى مستشفى الامراض السارية لابتداء العلاج، والمتابعة في ما بعد من السجن لان العلاج موجود.
? لكن هل هناك خطر من انتقال العدوى للمخالطين الاخرين من السجناء؟
- مع أنك في بيئة معزولة ومغلقة لكن ليس هناك خطر لانتقال الفيروس او المرض للمخالطين اذا كانوا يتشاركون النزيل مشاركة عادية كما الحال في الحياة المعيشية العامة، فليس هناك خطر، وهذا فعلا مثبت، سوءا من خلال مشاركة الاكل أو استخدام دورات المياه لكن الخطر من خلال المشاركة في الأشياء الشخصية مثل استعمال موس الحلاقة، فرشة ا?سنان او الابر او الوشم او العلاقات الجنسية.
وأود الإشارة الى ان هذا المريض الحامل للفيروس قد لا يكون معروفا في المجتمع ونتعامل معه، ونهائيا ليس هناك مشكلة، لكن المشكلة ان وسائل الاعلام قد تكون رسخت صورة حجز مريض HIV في مستشفى الامراض السارية الى أبد العمر، عند اكتشاف حالته، وهذا ما نراه في الأفلام والمسلسلات وكل هذا غير صحيح، فلو حدث هذا ما استوعب مستشفى الامراض السارية الأعداد، وهذا ليس معناه من كثرة العدد، فالاعداد يمكن ان تسأل فيها «الامراض السارية»، فالاعداد موجودة، لكن لا نستطيع ان نقول ان الكويت دولة تخلو من مرض HIV، لكن لا يتم حجز احد الا اذا كانت هناك مضاعفات وتحتاج الى رعاية طبية اكثر، فمرضى الايدز منذ ظهور الادوية الحديثة من 95 بدأوا يعيشون فترات طويلة، وبدأت الادوية تسارع الفيروس وتحجمه وتسيطر عليه، حاله حال اي فيروس اخر مثل الالتهاب الكبدي، فالأدوية الحديثة تسيطر عليه لكنها لا تتخلص منه، وحال الامراض المزمنة الاخرى، فهناك سيطرة على المرض وحدته وشراسته، فمن 95 نرى أناسا للآن موجودين في المجتمع، وبعضهم يعمل، وعلى رأس عمله وليس هناك مشكلة، لكن عندما يكون داخل السجن تصبح الاشكالية عندما يعرف الباقون، فيكون هناك نفور منه أو وصمة له وهذه اشكالية فعلا، فأي إنسان وان كان لديه مستوى علمي معين، تجده عندما يسمع«إيدز»، فكأنه مرادف للوباء أو الطاعون وهذا ينعكس على نفسية النزيل او المرضى، فجانب الخصوصية تتم مراعاته، ويتم التعامل معه حال المرضى الآخرين الذين خارج السجن، والتعاون مع مستشفى الامراض السارية في علاجهم.
«فلايرز»
? لكن هل يتم عزلهم؟
- ليس لهم خصوصية معينة، ولا نعزلهم لانه ليس هناك اي خطورة من التعامل العادي معهم لكن التعامل غير العادي يمكن أن يحدث حتى خارج اسوار السجن، فكلام غير منطقي ان التعامل معهم خارج السجن عادي وعندما يدخل السجن يتم عزله، ولكن انت تأخذ بالاسباب حيث إن هناك أمورا توعوية وجرعة تثقيفية للنزلاء وهناك فلايرز توعوي يوزع عليهم حول ما يجب تجنب استخدامه.
? هل هناك حالات للايدز يتم اكتشافها عن طريقكم؟
- حالات حديثة، نعم، كل سنة دائما تأتي إلينا حالات جديدة لم تكن معروفة بالخارج، وهذه تكون على عدد أصابع اليد الواحدة، فأكثرهم يكون معروفا من مستشفى الامراض السارية او معروفا من قبل ادارة الصحة العامة والممثلة بمكتب إحصائيات الايدز، ولكن هناك فعلا بعض الحالات غير المعروفة، فكل سنة قد نجد 5 الى 7 حالات مكتشفة حديثا وتكون عن طريق السجن.
? كم يبلغ عدد نزلاء السجون الذين يحملون فيروس الايدز؟
- حاليا عدد نزلاء السجون الذين يحملون فيروس نقص المناعةالمكتسبة 5 فقط ويتم التعامل معهم وفق البروتوكولات العالميةالعلاجية والوقائية.
? وما جنسياتهم؟
- اثنان كويتيان وثلاثة من جنسيات أخرى، وهو من الامراض التي تستوجب الإبعاد لكن قد تكون هناك أمور قانونية تمنع ابعاد السجين، مثل بعض الجرائم التي يدخل فيها حقوق لناس أومطالبات أو حق عام على النزيل، وهذه الأمور القانونية لا نبحث فيها كأطباء.
عدوى
? من خلال الفحوصات والمراجعات الدورية التي تقومون بها في المؤسسات الإصلاحية هل ثبت لديكم انتقال للفيروسات على اختلافها داخل السجون؟
- هذا سؤال جدا جيد، فدائما ما نقوم بعمل فحوصات لنزلاء في بداية دخولهم للسجون، وفي 2013 قمنا بعمل مسح كامل لكل النزلاء خصوصا الحديثين منهم واستبعدنا فقط مَن تم فحصهم قبل 6 اشهر، فوجدنا ان حالات قليلة على عكس المتوقع اكتسبت الفيروسات خلال فترة السجن.
? هل هناك حالات انتقل اليها فيروس الايدز وهي داخل السجون؟
- لا حالة من حالات الايدز«HIV» تم اكتشافها وهي داخل السجن، فدائما الحالات يحملونها من الخارج.
? وبالنسبة للفيروسات الكبدية هل هناك من انتقلت اليهم العدوى داخل السجن؟
- حالات الالتهاب الكبدي التي تم اكتسابها داخل السجن تعد على أصابع اليد على عكس المتوقع حيث داخل السجن قد تكون هناك بعض الممارسات التي تؤدي لانتشارمثل هذه الامراض سواء الممارسات الجنسية او الحقن او تعاطي المخدرات، وهذا قد يؤدي لسلوكيات معينة تجعل الانسان معرضا بشكل كبير لانتقال الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم ومنها HIV او فيروسات الالتهاب الكبدي والتي كانت نسبة انتقالها داخل السجن قليلة فمعظم النزلاء يحملونها من الخارج.
? لكن هل تتفاوت أعداد من يحملون فيروس الايدز من عام لآخر؟
- نعم، الأعداد تتفاوت لكن دائما لا يزيدون على أصابع اليد الواحدة.
? ما نوعية النزلاء الذين يحملون حاليا الايدز لجهة الجنس؟
- جميعهم ذكور.
الدرن الرئوي
? وماذا عن حالات الدرن داخل السجون وكيفية التعامل معها؟
- هناك فريق من مركز التأهيل الرئوي يضم استشاري درن واثنين من الأخصائيين وممرضين، فريق كامل، وجاء بعد انتشار الدرن 2003، ويأتي الفريق مرتين أسبوعيا، لكن ما نؤكده ان معدلات الدرن في سجون دولة الكويت تضاءلت بشكل كبير جدا جدا ولدينا مسح دوري سنوي، ومتابعة الحالات اولا بأول الى جانب وجود التثقيف والتوعية، فعند ظهور اي اعراض قد تشابه اعراض الدرن يأتون بالنزيل الى العيادة وهذا ساعد على تقلص الحالات بشكل كبير جدا جدا.
? هل لديكم احصائيات لمعدل الدرن في السجون؟
- لدينا احصائيات ففي عام كامل قد يكون لديك 12حالة سواء درن رئوي او خارج الرئة ومن النادر ان نجد درناا رئويا مفتوحا معديا، فهذا من النوادر، فأكثرهم حالات درن خارج الرئة او اذا كان هناك درن رئة يكون كامنا وقديما، فلم نر منذ فترات طويلة جدا حالة درن رئوي مفتوح معد.
? وبالنسبة لفيروس سي هل هناك عدد كبير من المصابين بالفيروس داخل السجون؟
- خصوصية السجن أنه توجد لدينا أعداد كبيرة من فيروس سي، فهناك دراسة قمت بها على الالتهاب الكبدي تقول ان 90 في المئة من الالتهابات الكبدية هي لفيروس سي، وان 90 في المئة من الفيروس ناتج عن تعاطي المخدرات، فهي المشكلة الرئيسة وراء الفيروس، وعندما يتم القبض على اكثر هؤلاء المتعاطين، نجد النسبة في السجن تتراوح ما بين 10 الى 15 في المئة في حين ان معدل فيروس سي في المجتمع 1.5 في المئة، ولا يعني هذا اننا لا نتخذ الاجراءات الاحتياطية في السجن، لان معظم الحالات تأتي من المجتمع.
? وماذا عن معدل الانتقال للفيروس داخل السجن؟
- من خلال المسح الذي قمنا به في 2013 لم نجد حالات انتقل اليها الفيروس داخل السجن الا ما ندر وقد بدأنا في 2010 عيادة امراض الكبد في مستشفى الفروانية الذي يتابع مثل هذه الحالات وتم ادخال كل الادوية الموجودة والمتوافرة في دولة الكويت الآن لنزلاء السجون، بغض النظر عن الجنسية وحتى الادوية الحديثة هناك توجه لإعطائها حسب البروتوكولات، ومعنى هذا ان نزلاء السجون لا يقلون عمن هم خارج السجن بل أحسن من ناحية الرعاية الصحية، حتى المرضى غير الكويتيين الذين لا تتوافر لهم بعض تلك الادوية بالخارج، في السجون تتوافرلهم بالمجان، وعندما قالوا ان الكويت مركز عالمي للانسانية، فعلا هي كذلك، فوزارة الصحة في هذا الموضوع لا تفرق.
? لكن قد يكون هذا دعوة لدخول السجن.
- ليس دعوة للسجن، فالإنسان لو يحجز في فندق سبع نجوم ولا تعطيه حريته في اختيار اي شيء، هنا تكمن المشكلة والسجن يظل سجناً.