«الراي» تكشف ما وراء وقوف أطفال في عمر الزهور تحت نار الشمس الحارقة
رقة الطفولة ... في سوق الرقّي والرقاق
نظرة إلى مشترٍ قادم... أم إلى مستقبل مجهول؟! (تصوير أسعد عبدالله)
لن تقي القبة من نار الشمس وجشع المستغلين (تصوير نايف العقلة)
• خلود النتيفي: تزايدت الظاهرة بسبب تأخر الحكومة في تطبيق قانون حماية الطفل وجشع بعض أولياء الأمور
الأطفال يتحدثون
- عمر: أحنّ إلى مدرستي التي تركتها في سورية وأعمل لأعيل أسرتي
- علاء: ساعات العمل من 10 صباحاً حتى 5 مساء مقابل خمسة دنانير
- عبدالرحمن: لا يضرني أن يراني أترابي أبيع ولكن يؤلمني الحديث معي بطريقة غير لائقة
الأطفال يتحدثون
- عمر: أحنّ إلى مدرستي التي تركتها في سورية وأعمل لأعيل أسرتي
- علاء: ساعات العمل من 10 صباحاً حتى 5 مساء مقابل خمسة دنانير
- عبدالرحمن: لا يضرني أن يراني أترابي أبيع ولكن يؤلمني الحديث معي بطريقة غير لائقة
تحت درجة حرارة تلامس 50 درجة مئوية يصب الطفل عمر على رأسه الماء لتخفيف وطأة الحرارة الشديدة، وهو يقول «الرجال ما يتعب... وهذا رزقي».
عمر الذي بالكاد يتجاوز عمره الثلاثة عشر ربيعاً «يرابط» على دوار في منطقة الشامية بشكل شبه يومي وأمامه كراتين من الرقي. يبدأ عمله من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة عصراً سعياً وراء بضعة دنانير لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة يعين بها أسرته على مواجهة أعباء المعيشة.
يقول عمر الذي يحمل الجنسية السورية لـ«الراي»: «أعمل لحساب شخص غير محدد الجنسية، يقوم بتوزيعنا على نقاط البيع المنتشرة في اليرموك وكيفان والشامية أنا وعدد من أصدقائي وأقاربي نظير ثلاثة دنانير يومياً».
ويضيف الطفل السوري وهو يقف خلف عدد من كراتين الرقي يمسح عرقه الذي يتصبب من وجهه وجسمه: «خرجت من سورية قبل نحو ثلاث سنوات بعد ان دمرت مدرستي التي أشعر بالحنين والعودة إليها»، قائلا «طلبي في الالتحاق بالمدرسة في الكويت رفض كون شهادتي سورية».
ويشير عمر إلى أن لديه«6 من الاشقاء، بعضهم يعمل في بيع الرقي، ووالدتي مريضة كونها أجرت عملية جراحية اخيرا»، لافتا إلى أن «العمل في الحر صعب جدا ولا بد أن أبيع جميع الرقي الذي بحوزتي، بعدها أتصل على التاكسي للذهاب للبيت في منطقة الحساوي الذي يأخذ دينارين في المشوار الواحد».
في موقع آخر، يجلس علاء الذي يحاول عبثا أن يتقي حرارة الشمس اللاهبة تارة وعجاج الغبار الذي يضرب وجهه الكئيب في أحد شوارع منطقة الرابية يبيع خبز الرقاق.
علاء طفل سوري ايضا يبلغ من العمر 12 ربيعا، يجلس في ساحة ترابية بعد أن وقع عليه الاختيار من قبل صاحب مشروع بيع خبز الرقاق للوقوف من 10 صباحا لغاية 5 مساء مقابل خمسة دنانير في اليوم.
الظروف الصعبة التي تحيط بالبائع الصغير علاء من ارتفاع شديد لدرجة الحرارة وموجات الغبار التي غيرت ملامحه الطفولية لمشاعر من الحزن والغربة، بينما يتمتع أقرانه بعطلة الصيف والاستمتاع بالاجتماعات العائلية في شهر رمضان يقف وحيدا أمام قطع خبز الرقاق يترقب الباحثين عن طبق التشريب.
يقول عمر لـ«الراي»: «أدرس في إحدى المدارس الخاصة، وحصلت على نسبة 87 في المئة، وحاليا أعمل مع أحد الأشخاص في بيع خبز الرقاق الذي تصنعه أمه وأبيع الكيس بربع دينار».
ولم يشأ علاء ان يكمل حديثه «الصحافي» بعدما شعر بالخوف، وتراجع إلى أكوام خبزه المتناثرة وظهرت عليه حالة من الخوف والارتباك.
في موقع ثالث لإحدى النقاط البيع على طريق الجهراء، يجلس عبدالرحمن الذي يبلغ من العمر 17 عاما متخفيا بشماغه الأحمر، أمام أكوام الرقي، ويقدم النصائح للزبائن بأن «الرقي نوعان جيد وتعبان».
يقول عبدالرحمن الذي يدرس في الصف الحادي عشر انه يبيع الرقي لأحد الموزعين الذي يملك أكثر من 7 بسطات في الجهراء «وأشتغل معه عن طريق صديق كان يعمل معه في السابق وحاليا اشترى سيارة وانيت ويعمل الان لحسابه الخاص».
وحول المواقف الصعبة التي تواجه عبدالرحمن في عمله يقول «تعودت على الحر والشمس ولا أجد أي إحراج عندما يشاهدني زملائي في المدرسة وأنا أبيع الرقي وهم يعلمون أني أشتغل في هذه المهنة، ولكن ما يزعجني رفع الصوت من قبل بعض الزبائن والتحدث معي بطريقة غير لائقة ويتهموني أني أرفع الاسعار».
مستغلو الأطفال الذين اتسع نطاق عملهم في مختلف مناطق الكويت يستغلون حاجة بعض الاسر، ليستعينوا بأطفالهم لبيع الاطعمة في الشوارع وعلى الطرقات، حيث يعتمد بعضهم على اختيار وجوه الأطفال الجميلة ليسرعوا في عملية الربح. ولاسيما أن قانون حماية الطفل الذي لم ير النور حتى الآن ينص على منع استغلال الطفل في الأعمال، حيث انتقد حقوقيون تأخر صدور قانون حماية الطفل لتأخر الحكومة في إقرار مواده ونشرها في الجريدة الرسمية، ليجد طريقة في التطبيق ويتسنى للجهات المختصة ملاحقة ومعاقبة المخالفين الذين يستغلون الطفل في أعمال غير أخلاقية وحمايته من الإهمال الصحي أو التعليمي فضلا عن الاهمال الذي قد يتعرض إليه الطفل من الوالدين او ممن يرعاه.
المحامية في جمعية حقوق الانسان خلود النتيفي تقول إن«بعض الاسر تستغل أطفالها في البيع ويفضلونهم في الشارع على أن يكونوا بمقاعد المدارس لجني الارباح والأموال»، مطالبة الحكومة بـ«المسارعة في إقرار قانون حماية الطفل الذي أقره مجلس الامة منذ شهرين ليتسنى للجهات المختصة تطبيق مواده على المخالفين».
الكويت والاتفاقية العالمية لحقوق الطفل
صادقت الكويت على الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل في العام 1991 التي تنص المادة الاولى منها على ان الطفل هو كل كائن بشري لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره في حين تنص المواد الاخرى على انه يحق لكل طفل التمتع بمستوى معيشي ملائم ويتوجب على الوالدين القيام بهذه المسؤولية الأساسية حيث تساعدهما الدولة من خلال تحصيل النفقة اللازمة لمعيشة الطفل.
وتنص ايضا على حق الطفل في الحصول على التعليم ويتوجب على الدولة تأمين التعليم الابتدائي كحد ادنى بشكل مجاني وإلزامي كما يجب ان يتماشى النظام المدرسي مع حقوق الطفل وكرامته، على ان يتوجه التعليم إلى تطوير شخصية الطفل ومواهبه وقدراته البدنية والفكرية إلى أقصى حد، وان يكون تعليم الأطفال من أجل حياة بالغة فعالة ويعلم الأطفال كيف يحترمون حقوق الإنسان وهويتهم الثقافية ولغتهم وقيمهم والخلفيات الثقافية للآخرين وقيمهم.
ولم تغفل الاتفاقية حق الطفل بالحصول على الحماية من العمل الذي يشكل خطرا على صحته أو نموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي، إضافة إلى تعليمه ويتوجب حماية الطفل ضد كل أنواع الاستغلال الاقتصادي اضافة الى أنها توجب على حماية الاطفال من الاستخدام غير المشروع للمخدرات والمواد المؤثرة على العقل.
عمر الذي بالكاد يتجاوز عمره الثلاثة عشر ربيعاً «يرابط» على دوار في منطقة الشامية بشكل شبه يومي وأمامه كراتين من الرقي. يبدأ عمله من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة عصراً سعياً وراء بضعة دنانير لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة يعين بها أسرته على مواجهة أعباء المعيشة.
يقول عمر الذي يحمل الجنسية السورية لـ«الراي»: «أعمل لحساب شخص غير محدد الجنسية، يقوم بتوزيعنا على نقاط البيع المنتشرة في اليرموك وكيفان والشامية أنا وعدد من أصدقائي وأقاربي نظير ثلاثة دنانير يومياً».
ويضيف الطفل السوري وهو يقف خلف عدد من كراتين الرقي يمسح عرقه الذي يتصبب من وجهه وجسمه: «خرجت من سورية قبل نحو ثلاث سنوات بعد ان دمرت مدرستي التي أشعر بالحنين والعودة إليها»، قائلا «طلبي في الالتحاق بالمدرسة في الكويت رفض كون شهادتي سورية».
ويشير عمر إلى أن لديه«6 من الاشقاء، بعضهم يعمل في بيع الرقي، ووالدتي مريضة كونها أجرت عملية جراحية اخيرا»، لافتا إلى أن «العمل في الحر صعب جدا ولا بد أن أبيع جميع الرقي الذي بحوزتي، بعدها أتصل على التاكسي للذهاب للبيت في منطقة الحساوي الذي يأخذ دينارين في المشوار الواحد».
في موقع آخر، يجلس علاء الذي يحاول عبثا أن يتقي حرارة الشمس اللاهبة تارة وعجاج الغبار الذي يضرب وجهه الكئيب في أحد شوارع منطقة الرابية يبيع خبز الرقاق.
علاء طفل سوري ايضا يبلغ من العمر 12 ربيعا، يجلس في ساحة ترابية بعد أن وقع عليه الاختيار من قبل صاحب مشروع بيع خبز الرقاق للوقوف من 10 صباحا لغاية 5 مساء مقابل خمسة دنانير في اليوم.
الظروف الصعبة التي تحيط بالبائع الصغير علاء من ارتفاع شديد لدرجة الحرارة وموجات الغبار التي غيرت ملامحه الطفولية لمشاعر من الحزن والغربة، بينما يتمتع أقرانه بعطلة الصيف والاستمتاع بالاجتماعات العائلية في شهر رمضان يقف وحيدا أمام قطع خبز الرقاق يترقب الباحثين عن طبق التشريب.
يقول عمر لـ«الراي»: «أدرس في إحدى المدارس الخاصة، وحصلت على نسبة 87 في المئة، وحاليا أعمل مع أحد الأشخاص في بيع خبز الرقاق الذي تصنعه أمه وأبيع الكيس بربع دينار».
ولم يشأ علاء ان يكمل حديثه «الصحافي» بعدما شعر بالخوف، وتراجع إلى أكوام خبزه المتناثرة وظهرت عليه حالة من الخوف والارتباك.
في موقع ثالث لإحدى النقاط البيع على طريق الجهراء، يجلس عبدالرحمن الذي يبلغ من العمر 17 عاما متخفيا بشماغه الأحمر، أمام أكوام الرقي، ويقدم النصائح للزبائن بأن «الرقي نوعان جيد وتعبان».
يقول عبدالرحمن الذي يدرس في الصف الحادي عشر انه يبيع الرقي لأحد الموزعين الذي يملك أكثر من 7 بسطات في الجهراء «وأشتغل معه عن طريق صديق كان يعمل معه في السابق وحاليا اشترى سيارة وانيت ويعمل الان لحسابه الخاص».
وحول المواقف الصعبة التي تواجه عبدالرحمن في عمله يقول «تعودت على الحر والشمس ولا أجد أي إحراج عندما يشاهدني زملائي في المدرسة وأنا أبيع الرقي وهم يعلمون أني أشتغل في هذه المهنة، ولكن ما يزعجني رفع الصوت من قبل بعض الزبائن والتحدث معي بطريقة غير لائقة ويتهموني أني أرفع الاسعار».
مستغلو الأطفال الذين اتسع نطاق عملهم في مختلف مناطق الكويت يستغلون حاجة بعض الاسر، ليستعينوا بأطفالهم لبيع الاطعمة في الشوارع وعلى الطرقات، حيث يعتمد بعضهم على اختيار وجوه الأطفال الجميلة ليسرعوا في عملية الربح. ولاسيما أن قانون حماية الطفل الذي لم ير النور حتى الآن ينص على منع استغلال الطفل في الأعمال، حيث انتقد حقوقيون تأخر صدور قانون حماية الطفل لتأخر الحكومة في إقرار مواده ونشرها في الجريدة الرسمية، ليجد طريقة في التطبيق ويتسنى للجهات المختصة ملاحقة ومعاقبة المخالفين الذين يستغلون الطفل في أعمال غير أخلاقية وحمايته من الإهمال الصحي أو التعليمي فضلا عن الاهمال الذي قد يتعرض إليه الطفل من الوالدين او ممن يرعاه.
المحامية في جمعية حقوق الانسان خلود النتيفي تقول إن«بعض الاسر تستغل أطفالها في البيع ويفضلونهم في الشارع على أن يكونوا بمقاعد المدارس لجني الارباح والأموال»، مطالبة الحكومة بـ«المسارعة في إقرار قانون حماية الطفل الذي أقره مجلس الامة منذ شهرين ليتسنى للجهات المختصة تطبيق مواده على المخالفين».
الكويت والاتفاقية العالمية لحقوق الطفل
صادقت الكويت على الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل في العام 1991 التي تنص المادة الاولى منها على ان الطفل هو كل كائن بشري لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره في حين تنص المواد الاخرى على انه يحق لكل طفل التمتع بمستوى معيشي ملائم ويتوجب على الوالدين القيام بهذه المسؤولية الأساسية حيث تساعدهما الدولة من خلال تحصيل النفقة اللازمة لمعيشة الطفل.
وتنص ايضا على حق الطفل في الحصول على التعليم ويتوجب على الدولة تأمين التعليم الابتدائي كحد ادنى بشكل مجاني وإلزامي كما يجب ان يتماشى النظام المدرسي مع حقوق الطفل وكرامته، على ان يتوجه التعليم إلى تطوير شخصية الطفل ومواهبه وقدراته البدنية والفكرية إلى أقصى حد، وان يكون تعليم الأطفال من أجل حياة بالغة فعالة ويعلم الأطفال كيف يحترمون حقوق الإنسان وهويتهم الثقافية ولغتهم وقيمهم والخلفيات الثقافية للآخرين وقيمهم.
ولم تغفل الاتفاقية حق الطفل بالحصول على الحماية من العمل الذي يشكل خطرا على صحته أو نموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي، إضافة إلى تعليمه ويتوجب حماية الطفل ضد كل أنواع الاستغلال الاقتصادي اضافة الى أنها توجب على حماية الاطفال من الاستخدام غير المشروع للمخدرات والمواد المؤثرة على العقل.