تقرير / المعارضة قد تلجأ لقطع المياه عن دمشق

«البركان الثائر» في الزبداني يقاوم حمم «حزب الله» والنظام

تصغير
تكبير
يبدو أن فصائل المعارضة السورية المسلّحة في جرود القلمون نجحت في تغيير مسار ونتائج المعركة التي كان «حزب الله» أعلن عن انطلاقها، وذلك نتيجة اعتمادها على مبدأ العمل الفدائي القائم على الكرّ والفرّ، ما جعل الحزب امام حرب استنزاف طويلة.

وتشير معطيات الى أن معركة الزبداني (المدينة المحاصَرة منذ نحو 3 سنوات) بدأت نتيجة إخفاق الحزب في إعلان انتصاره في القلمون وجرود عرسال. وبحسب متابعين فإن في خلفيّات توقيت انطلاق هذه المعركة الإطلالة المرتقبة اليوم الجمعة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، باعتبار أن عدم الحسم في القلمون استنزف خطابه وأفقده عنصر التجييش والتعبئة.


«البركان الثائر» هو الاسم الذي أطلقه مسلحو المعارضة على معركة الزبداني، بعد الهجوم العسكري الذي بدأ فجر السبت الماضي من عناصر الحزب وجيش النظام على المدينة، انطلاقاً من الجهة الغربية. فهذه المعركة وتوقيتها يدلّان على سقوط الهدنة المفترضة مع النظام منذ وقت طويل، ولا سيما أن الزبداني تُعتبر من أولى المدن السورية التي سيطرت عليها المعارضة بالكامل.

ومنذ فجر السبت الماضي، تسهر قرى البقاع اللبناني على ايقاع أصوات البراميل والقذائف الصاروخية، ما يدل على أن معركة الزبداني في أوجها، من الجهة الغربية لها.

وبحسب مصادر عسكرية في المعارضة السورية، فإن «النظام و(حزب الله) ركّزا عملياتهما العسكرية من الجهة الغربية كونها تُعتبر تاريخياً وحالياً من أبرز الطرق التي اعتمدها النظام السوري لإمداد الحزب بالأسلحة، كما أن للحزب عدداً من المقرات العسكرية القريبة من هذه المنطقة».

وتوضح المصادر أن «المعارك تركّزت في البداية على قلعة التل المطلة على مدينة الزبداني، وعلى منطقة الجمعيات، حيث رّكز الطيران الحربي والمروحي قصفه للمدينة وجوارها بالبراميل المتفجرة والصواريخ، وقذائف الهاون».

ولم تتفاجأ فصائل المعارضة - بحسب مصادر عسكرية ميدانية - بالتقدّم الذي أحرزته قوات النظام والحزب من الجهة الغربية للزبداني عبر السيطرة على منطقة قلعة التل ومنطقة الجمعيات. وتتوقع هذه المصادر أن «يحاول الحزب حشْد قواه للدخول من الخاصرة الغربية للمدينة، بغية تأمين خطوط دفاع رئيسة على الحدود اللبنانية، ومنْع أي رد فعْل لقوات المعارضة من هذا الجانب».

ولفتت المصادر نفسها الى أن «هذا الهجوم تمهّد له الطائرات الحربية»، من دون ان تستبعد أن «يسوّي النظام المدينة بالارض، ما قد يؤدي الى مجازر كبيرة بين المدنيين»، موضحة أن «المساحة التي تسيطر عليها المعارضة في الزبداني هي 5 كيلومترات»، ومشيرة الى «مشاورات تجري مع الفصائل المعارضة الأخرى في عين الفيجة في وادي بردى، بهدف قطع مياه الشرب عن العاصمة دمشق، للضغط على النظام و(حزب الله) لوقْف الهجمات».

واذ اكدت أن «هذه السياسة نجحت سابقاً عندما حاول النظام اقتحام بلدتيْ عين الفيجة وبسيمة، اذ توقفت هجماته بعدما قُطعت المياه 4 ايام عن العاصمة»، لفتت الى أن «خسائر النظام و(حزب الله) كبيرة فالنظام خسر في المعارك عدداً من عناصره، والعقيديْن كامل يوسف وعلي يوسف خلال عملية فدائية في سهل مضايا، والحزب خسر أيضاً في معركة الزبداني أكثر من 15 قتيلاً، بينهم قياديان أحدهما علي الضاحي من بلدة سحمر في البقاع الغربي».

واشارت المصادر عيْنها الى أن «الثوار تصدوا لمحاولة اقتحام عناصر الحزب والجيش من الجهة الشرقية للزبداني في منطقة الشلاح، وقد تم استهداف تجمّع الحزب في قلعة الكوكو وقتل العديد منهم»، مضيفة: «لقد حوّلوا مسجد الديماس جنوب المدينة الى مشفى ميداني لجرحاهم وقتلاهم. وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف من جميع الحواجز المحيطة وأبرزها مدافع الحوش والمعسكر والأتاسي. وقد استهدفت المدينة بأكثر من 100 صاروخ».

وأشارت مصادر إعلامية في الزبداني الى أن «أكثر من 250 عائلة نزحت الى بلدة مضايا المجاورة والتي تشهد أطرافها غارات من الطيران الحربي، وسط مخاوف من استهداف البلدة ذاتها لاعتبار النظام أنها المتنفس الوحيد للزبداني». وأوضحت هذه المصادر الاعلامية أن «ما شهدته مدينة الزبداني من دمار خلال القصف اليومي المستمر منذ 4 سنوات، لا يُقارن بالدمار الذي تعرضت له خلال الأيام الثلاثة الماضية، والذي تسببت به مئات البراميل المتفجرة الطيران وصواريخ الطيران الحربي عدا صواريخ أرض - أرض وآلاف القذائف المدفعية وقذائف الدبابات».

يُذكر ان أمير «جبهة النصرة» في القلمون الغربي أبو مالك التلي كان توعّد «حزب الله» بالهزيمة في مدينة الزبداني، واصفاً «الحزب» بـ «المجرم» ومتهماً إياه «باعتقال النساء وخذلان من لجأ إليه من السوريين». وأشاد بما سمّاها «بطولات» مقاتليه في القلمون والزبداني ووادي بردى. وقال التلي في تسجيل صوتي نشر على «يوتيوب» ان «الحرب بيننا وبينكم سجال، ولقد عاهدنا ربنا ألا نغمد سيوفنا حتى نحكّم شرْع ربنا وننتقم لأعراضنا، والموعد بيننا ميادين القتال».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي