"الكويت لجميع أبنائها وليست لفئة دون أخرى"

الأمير للمواطنين: أثبتم بجلاء صلابة المجتمع الكويتي ووحدته في مواجهة العنف والفكر المتطرف

تصغير
تكبير
وجه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ظهر اليوم كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أشاد فيها بروح الوطنية التي أبداها المواطنون الكويتيون في مواجهة الاعتداء الإرهابي الآثم على مسجد الإمام الصادق متوجهاً الى المواطنين بالقول: سطرتم أبهى صور الولاء والوفاء لوطنكم بما تحليتم به من روح وطنية عالية وما أبرزتموه من حرص على تعزيز الوحدة الوطنية وما أبديتموه من مظاهر التعاطف والتراحم إزاء حادث التفجير الارهابي الآثم على مسجد الامام الصادق والذي اسفر عن استشهاد العشرات واصابة المئات. وأثبتم بجلاء صلابة المجتمع الكويتي ووحدته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف وتكاتفه في السراء والضراء".

فيما يلي نص الكلمة: "بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم الحمد الله المتفرد بالكمال والدوام والصلاة والسلام على عبده ورسوله خير الانام سيدنا محمد وعلى آله وصحابته الكرام.


اخواني وابنائي..
اتحدث اليكم حديث الاخ والاب لاخوانه وابنائه في لقاء متجدد على الخير والمحبة دائما ان شاء الله جريا على عادتنا الحميدة التي دأبنا عليها في العشر الاواخر من شهر رمضان لأبادلكم اطيب التهاني واجمل التبريكات بشهر رمضان الكريم وابارك لكم بدخول العشر الاواخر منه شاكرين لله تعالى ان بلغنا هذا الشهر الفضيل وانعم علينا بصيامه وقيامه مبتهلين اليه جل وعلا ان يعيده على وطننا العزيز وشعبنا الكريم بوافر الخير واليمن والبركات وعلى أمتينا العربية والاسلامية بالرفعة والعزة والسؤدد.

اخواني وابنائي.. لقد أنعم المولى عز وجل علينا بنعمه الوافرة وخيراته الجزيلة التي لا تعد ولا تحصى تحقيقا لقوله تعالى (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فقد من عليها بنعمة الايمان والاسلام اللتين هما أعظم نعمة وأفاء علينا كل فضل وعطاء واحسان وهيأ لنا وطنا آمنا مستقرا ومطمئنا وأحاطنا بمشاعر الاخاء والمودة في ظل وحدة وطنية تجمعنا وتمثل معدن وجوهر وجودنا وتلك والله نعم تستحق منا مداومة الشكر والثناء وتستوجب علينا تذكرها واستحضارها كل حين وزمان.

إخواني وأبنائي
لقد سطرتم أبهى صور الولاء والوفاء لوطنكم بما تحليتم به من روح وطنية عالية وما أبرزتموه من حرص على تعزيز الوحدة الوطنية وما أبديتموه من مظاهر التعاطف والتراحم إزاء حادث التفجير الارهابي الآثم على مسجد الامام الصادق والذي اسفر عن استشهاد العشرات واصابة المئات وأثبتم بجلاء صلابة المجتمع الكويتي ووحدته في مواجهة العنف والفكر التكفيري المتطرف وتكاتفه في السراء والضراء، ولقد افشلتم عبر هذه المواقف الوطنية السامية ما كان يرمي اليه مدبرو ومنفذو هذه الجريمة النكراء من محاولات يائسة وسلوك شيطاني مشين لإشعال الفتنة وإثارة النعرات وشق وحدة المجتمع الكويتي فردوا على أعقابهم خاسئين مدحورين لتنتصر الكويت وتبقى وحدة وتماسك ابنائها عصية على كل من يحاول النيل منها سائلين المولى تعالى ان يتغمد شهداء هذا الحادث المؤلم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.
إننا ونحن أمام مصابنا الجلل لايسعنا إلا ان نجدد شكرنا وعميق تقديرنا لإخواننا اصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة ورؤساء حكوماتها والى رؤساء المنظمات والمكاتب الاقليمية والدولية والى كل من تفضل بالتعبير عن مواساته على ما اعربوا عنه جميعا من صادق التعازي وما اكدوا عليه من شديد الاستنكار والادانة لهذا العمل الارهابي الجبان وما اظهروه من مشاعر التعاطف والتفاعل والوقوف الى جانب الكويت والتضامن معنا.

إخواني وأبنائي
تحية إجلال واشادة وتقدير أزجيها لرجال الأمن في وزارة الداخلية على ما بذلوه من عمل دؤوب وجهود مخلصة اتسمت بالشجاعة والكفاءة والتفاني وأسهمت في سرعة التوصل الى مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة والحفاظ على امن الوطن واستقراره. كما نثمن عاليا ما قام به المسؤولون في وزارة الصحة وهيئاتها الطبية والتمريضية من جهود كبيرة وما قدموه من خدمات طبية لمعالجة المصابين والجرحى، ومقدرين ايضا كل الجهود التي بذلها رجال الادارة العامة للاطفاء ورجال القوات المسلحة والجهات الحكومية الاخرى اثر هذا الحادث المؤلم.
اننا نتابع ونشاهد تنامي ظاهرة الإرهاب واتساع رقعته بمختلف أشكاله وصوره في السنوات الأخيرة واشتداد ضراوته وعنفه فقد اصبح يهدد امن الدول استقرارها مما يحتم على المجتمع الدولي بأسره تكريس كل طاقاته للتصدي له والقضاء عليه وتجفيف منابعه لتنعم الدول والشعوب بالامن والسلام، كما ان عليه ايضا تعزيز جهوده للحد من انتشار ظاهرة الاحتقان الطائفي البغيض ومنع اتساع رقعته لما يشكله من تهديد لكيان الامم وتفتيت لوحدتها.

إخواني وأبنائي
لاشك انكم تدركون طبيعة الظروف والأوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة وتتابعون مجرياتها ومخاطرها مما يستوجب معها اخذ الحيطة والحذر واستنباط الدروس والعبر لتلافي تداعياتها ومخاطرها التي لسنا بمنأى عنها لحماية وطننا والحفاظ على أمنه واستقراره وتجنيبه المخاطر ولن يكون ذلك إلا بمزيد من تعزيز جبهتنا الداخلية وبالتكاتف والتلاحم والوقوف في وجه كل من يحاول المس بوحدتنا الوطنية التى هي السياج الحامي والحافظ بعد الله تعالى لوطننا العزيز، وعلينا تعزيز الترابط بين كل افراد المجتمع والحفاظ على الروح الكويتية المعهودة فالكويت كانت وستظل بإذن الله تعالى مثالا للتراحم والتكافل والنهج السمح الذي سار عليه آباؤنا منذ القدم وورثوه لنا رغم ما مروا به من شظف العيش وقسوة الطبيعة.
إننا نؤمن بأن الكويت لجميع أبنائها وليست لفئة دون أخرى فالكل يعيش على أرضها وينتمي لهويتها.
ان علينا ان نتذكر ما ينعم به وطننا العزيز من نهج ديمقراطي متجذر وثابت توارثه اهل الكويت يملك فيه الجميع حرية التعبير وان نفخر بدستورنا الذي ارتضيناه والذي هو محل اعتزازنا.
ان المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء فليس الانتماء للوطن شعارا يتغنى به بل هو عمل وتفان للحفاظ على امنه واستقراره ورفع شأنه.

إخواني وأبنائي
لقد اكرم المولى تعالى امة الإسلام بشهر رمضان المبارك وإستأثرها فيه من بين الأمم وجعله موسما للخيرات والطاعات وضاعف فيه الأجر والحسنات وخصه بالتشريف بأن أنزل فيه كتابه العزيز هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وجعله فرصة لتجديد التوبة والإنابة إليه والإكثار من فضائل الأعمال ومحاسن الأفعال وانه لشهر الجد والإجتهاد والجود والتراحم والمواساة فهو شهر تسمو فيه النفوس وتزدان نقاوة وصفاء يتسابق فيه المؤمنون باغتنام أيامه ولياليه للاستزادة من الأعمال الصالحة والإقبال على كتاب الله تعالى قراءة وتدبرا وعملا فطوبى لمن وفق لصيامه وقيامه فغفر له ما تقدم من ذنبه.

إخواني وأبنائي
يمر علينا شهر رمضان المبارك منذ سنوات عديدة وعالمنا الإسلامي يواجه ظروفا عصيبة ومصائب جمة وتحديات سياسية وأمنية خطيرة إمتزجت معها الفتن وتعددت فيها الخطوب والمحن وكثر فيها دعاة الباطل والتكفير والبدع احتار العقل فيها وعجز معها التأمل وليس لنا أمام ذلك سوى التضرع إلى الباري تعالى واللجوء إليه بأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم ومقاصدهم ويلهمهم الرشد والصواب ويشيع بينهم التآزر والتكاتف لدرء هذه المخاطر ومواجهة هذه المصائب والتحديات.
إننا ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر الجود والاحسان علينا ان نتذكر ما تعانيه العديد من دولنا العربية الشقيقة من ويلات الصراعات والحروب وفقدان الامن والامان وما نتج عن ذلك من مآس انسانية تدمي القلوب أدت الى تجويع شعوبها وتشريد مواطنيها داخل وخارج أوطانهم وعهدنا بكم اهلنا في الكويت ممن جبلوا على حب الخير والبر والاحسان منذ القدم انكم سباقون في مد يد العون حيث سجلتم دورا متميزا في هذا المجال.

إخواني وأبنائي
ان شبابنا هم الثروة الحقيقية لوطننا العزيز ويحظون دوما لدينا بما يستحقونه من عناية واهتمام فهم عماد الوطن وعدته وامله ومستقبله وعلينا تحصينهم من الافكار الضالة والسلوك المنحرف والعمل على تمسكهم بديننا الإسلامي الحنيف الداعي الى الوسطية والاعتدال وتعزيز قيم الانتماء لوطنهم، كما ان علينا استثمار طاقاتهم وصقل مواهبهم وتحفيزهم على الجد والعطاء.
ولقد سرنا ما حققته حملة المشروع الوطني للشباب "الكويت تسمع" من نجاح من خلال تبني الافكار والمقترحات البناءة والهادفة لاستغلال ما لديهم من ابداع وابتكار وتحفيزهم على الانخراط في العمل المهني الحر الذي يعود عليهم وعلى وطنهم بالخير والمنفعة.

إخواني وأبنائي
ونحن نعيش في نفحات هذه الليالي العشر الأواخر التى عظم الله تعالى شأنها بليلة القدر التي هي خير من الف شهر فإننا نتضرع الى الباري عز وجل ان يغفر لنا ويرحمنا ويتقبل صالح اعمالنا وان يحفظ وطننا العزيز الكويت من كل سوء ومكروه ويديم عليه نعمة الامن والسلام والازدهار والرخاء وان يحقق لأمتنا العربية والاسلامية العز والنصر ويوحد صفوف المسلمين ويحقن دماءهم.
مستذكرين في هذه الليالي العطرة اميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح واميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما مبتهلين الى المولى جلت قدرته ان يسبغ عليهما واسع رحمته ومغفرته ويسكنهما فسيح جناته وان يرحم شهداءنا الابرار ويعلي منازلهم في جنات النعيم وان يغفر لجميع موتانا وموتى المسلمين ويتغمدهم بعفوه ورضوانه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي