تركي العازمي / حق المعرفة!

تصغير
تكبير

انتهت صفحة الإضرابات وظن البعض أنها لم تعد حاضرة في ذهن مرتكبيها أو لنقل المحرضين على القيام بها، وعشنا على إثر التخدير الموضعي والمعالجة الوقتية للحدث، ولهذا السبب ما زالت الكويت تحت تأثير المتغيرات والتحليل الخاطئ للأوضاع الذي نتج عنه حالة متذبذبة للأوضاع المحلية!

هذا النهج صار معتمداً، والقرار الاستراتيجي غائب عن ساحة الأحداث على الرغم من أن بعض الأحداث تحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرار، وقد يكون الوزير أحمد باقر معروف عنه الجرأة في اتخاذ القرار، والأسعار التي ارتفعت قد تكون المحك، ونستطيع على وقع القرارات الصادرة من الوزير باقر الحكم على فاعلية الوزير والحكومة مجتمعة تجاه مكافحة ظاهرة غلاء الأسعار!

وقد تكون الوزيرة الحمود مشغولة في قرارات تخص القضية الإسكانية وعلى ضوء قراراتها يمكننا الحكم.

إننا أمام أمثلة كثيرة ومن يطالع الأسئلة النيابية الموجهة للوزراء يستطيع تصور ملامح دور الانعقاد المقبل، ولكن حتى وإن شعرنا بسخونة أجوائه فالحكم على دور الانعقاد المقبل صعب حسب التركيبة النيابية الحالية والفزعة المنتظرة والتكتلات الآتية، وثقافة المجلس الحالية هي المحركة للأمور وتداعياتها.

إن حق المعرفة مشروع ويعتبر من الناحية الدستورية حق للجميع ولكن «ما كل ما يعرف يقال» بعد ظهور أسئلة ثقيلة الفحوى وهي مادة «دسمة» قد تذوب وقد تكبر تدريجياً لنجد الاستجواب تلو الآخر في دور الانعقاد المقبل.

من حقنا معرفة ماذا يدور في ذهن النواب، ومن حقنا معرفة ماذا تنوي الحكومة فعله تجاه القضايا العالقة؟

كان مضمون الخطة الحكومية في السابق يطلق عليه مصطلح «خطة إنشائية» وغير محددة في فترات زمنية للتنفيذ، والحكومة الحالية شددت على وجوب وضع الخطة ومشاريعها وربطها بفترات زمنية للتنفيذ كي تبرهن للسادة النواب والمتابعين للأوضاع أنها تنوي الإصلاح.

هذا هو التصور بين الجانبين التشريعي والتنفيذي، ويبقى الوضع بالنسبة لعموم المواطنين والمقيمين في علم الغيب حتى يرى الجميع الأسعار وهي مضبوطة، الخدمات الصحية على أفضل حال، التعليم في تطور ملموس، والمنتظر لبيت العمر يجد الخطة الإسكانية وقد وضعت حلمه في حيز التنفيذ... إلى آخره من متطلبات المواطن البسيط والمقيم كذلك.

كل هذا يصب في حق المعرفة الذي كفله الدستور، فهل لنا من إنتاجية وخطة عمل حكومية يوافق عليها النواب بحيث تقضي على المعضلات التي يعاني منها المواطنون والمقيمون. عندما يشعر الجميع بأن الحق قد رد له ، حينئذ سنشعر بالاطمئنان إزاء الإصلاح المنتظر. لقد أضرب العمال ... ونخشى أن يأتي زمن نجد فيه أهل البلد مضربين عن كل شيء مطروح على الساحة. والله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

 [email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي