تحدّث عن تيترات 4 مسلسلات وتحضيراته لأول تجربة تمثيلية في «بيانو»
مروان خوري لـ «الراي»: لا مجال لـ «الصلحة» مع إليسا... انتهت الأمور بيننا
• «التيتر» ليس مجرد أغنية تلصق بالمسلسل... بل يجب أن تتوافر فيها مواصفات خاصة
• هناك كمية كبيرة من «التيترات» تُطرح سنوياً... ولكن قليلاً منها هو الذي يحقق النجاح
• هاجس البقاء والاستمرارية يلاحق الفنانين والدراما... ولجان التحكيم تشكل أماكن تواجد مهمة لهم
• بين «التيترات» التي سمعناها منذ ثلاث سنوات لفتني «تيتر» أغنية «مشاعر» لشيرين عبدالوهاب
• الفنان يجب ألا ينفصل عن نفسه وهو يتجدد بالموسيقى
• كاظم الساهر وراغب علامة حافظا على صورتيهما في لجان التحكيم... لكن هناك فنانين لم ينجحوا!
• هناك كمية كبيرة من «التيترات» تُطرح سنوياً... ولكن قليلاً منها هو الذي يحقق النجاح
• هاجس البقاء والاستمرارية يلاحق الفنانين والدراما... ولجان التحكيم تشكل أماكن تواجد مهمة لهم
• بين «التيترات» التي سمعناها منذ ثلاث سنوات لفتني «تيتر» أغنية «مشاعر» لشيرين عبدالوهاب
• الفنان يجب ألا ينفصل عن نفسه وهو يتجدد بالموسيقى
• كاظم الساهر وراغب علامة حافظا على صورتيهما في لجان التحكيم... لكن هناك فنانين لم ينجحوا!
عبر تواجده في 5 «تيترات» لأربعة مسلسلات، فرض الفنان الشامل مروان خوري نفسه بقوة في دراما رمضان 2015، أربعة منها من كلماته وألحانه ويؤديها بصوته، وهي «حبي الأناني» و«أكبر أناني» (وهما تيترا البداية والنهاية لمسلسل تشيللو)، و«الحب رجائي» (مسلسل قابل للكسر)، و«قلبي دقّ» (مسلسل قلبي دق)، أما الخامس فهو بعنوان «حبيني» وهو من كلماته وألحانه، ويغنيه راغب علامة في مسلسل «24 قيراط».
مروان خوري الذي اعتبر «أن ليس كل فنان مهيئاً لأن يغني شارة مسلسل»، أوضح في حديث إلى «الراي» أن «التيتر» ليس مجرد أغنية تلتصق بالمسلسل، ولذلك القليل منها يحقق النجاح، بالرغم من كمية «التيترات» التي تطرح سنوياً، مشدداً على أهمية البعد الدرامي الذي يجب أن يتوافر فيها. وتطرق إلى الخلاف بينه وبين إليسا، معتبراً أنه لامجال لـ«الصلحة»، ومشدداً على أن الأمور انتهت بينهما، قائلاً: «الله يوفقها وهي نجمة ولديها الكثير من المحبين، وأنا لدي من يحبّني وأفضّل أن أبقى في عالمي». وتحدث خوري عن حالة ذعر يعيشها المغنون من أجل البقاء، معتبراً أن الدراما ولجان التحكيم تشكل أماكن تواجد مهمة لهم، ومكرراً أنه ليس مع أن يتواجد الفنان في لجنة تحكيم، وغيرها من القضايا، وإلى تفاصيل الحوار:
? شاركتَ هذه السنة في «تيترات» لأربعة مسلسلات رمضانية. فهل ترى أنه المجال الأفضل بالنسبة إلى المطرب إلى جانب الغناء في الحفلات وإصدار الألبومات؟
- ليس شرطاً، إلا إذا كان الفنان مهيئاً لذلك، لأن «التيترات» نوعية مختلفة، وهي ليست مجرد أغنية تلصق لصقاً بالمسلسل، بل يجب أن تتوافر فيها مواصفات خاصة، ولذلك نجد أن كمية كبيرة من «التيترات» تُطرح سنوياً ولكن قليل منها هو الذي يحقق النجاح. شروط أغنية «التيتر» تختلف عن شروط الأغنية العادية.
? وما هي شروط أغنية «التيتر»؟
- هناك شروط مهنية وشروط يتم التقاطها بالإحساس. وفي رأيي، الشرط الأساسي هو البُعد الدرامي. هناك موسيقى راقصة، وموسيقى فيها شجن وموسيقى حالمة، وفئة الدراما يجب أن يكون فيها خيال، بمعنى أن تأخذ مَن يسمعها بالخيال إلى مكان ما، وهي صفة أولى في الموسيقى. وتالياً، يجب أن يكون الموضوع عاماً وخاصاً، بمعنى أن يحكي إلى حد ما عن المسلسل، وفي الوقت نفسه يمكن أن يتبناه الناس في الأيام العادية، أي ألا يكون محصوراً بالمسلسل فقط، بل يمكن غناؤه في أي وقت آخر وأن تستمر الأغنية خارج إطار المسلسل.
? ولا شك أن هذه الناحية تتحقق في كل «تيترات» المسلسلات التي قدّمْتَها حتى اليوم؟
- هذا ما أحاول أن أفعله لأنني واعٍ لهذا الموضوع.
?هل تأليف أغنية خاصة لمسلسل أكثر صعوبة من تأليف أغنية للسوق؟
- بالنسبة إليّ لا عذاب في ذلك، وهذا الأمر يرتبط بشخصية الكاتب والملحن والمغني. ولأن هذا هو ملعبي، فأنا أشعر بسعادة أكبر عند تأليف أغنية لمسلسل. أغنية السوق تعذبني أكثر، لأنني أقع تحت رحمة السوق واحتياجاته. نحن نظن كفنانين أننا يجب أن نعطي السوق أغنية سهلة كي يلتقطها الناس، ولكن السهولة ليست هي دائماً الشرط الأساسي في أغنية السوق، بدليل أن الأطفال يمكن أن يلتقطوا أغنيات صعبة، لأنها تتميز بالسهل الممتنع، ولذلك أرتاح في أغنيات المسلسلات لأنني أشعر بيني وبين نفسي بأنه ملعبي.
*ما الذي شجعك على الاتجاه إلى غناء «تيترات» المسلسلات في الأعوام الأخيرة، مع أن هذا النوع من الأعمال الفنية موجود منذ فترة بعيدة، وهل النجاح الكبير لأغنية «لو» كان له دور مباشرة في ذلك؟
- بل ان أغنية «لو» كانت نتيجة لنجاح أغنية «العدّ العكسي» في مسلسل «لعبة الموت». القصة بدأت من وجود منحى درامي في أغنياتي، من بينها «كل القصايد» و«قصر الشوق» بالرغم من أنها طُرحت في «سي. دي». ولذلك أريد أن أشكر شركات الإنتاج لأنها كانت لديها رؤية والتفتت إلى هذه الناحية، كـ شركة «بيلينغ» مع مجموعة منتجين، كما أريد أن أركز على دور الدراما السورية الإيجابي، لأنها تعاملت مع هذا الأمر بجدية. هذه الشركات طلبت مني أغنية لمسلسل «لعبة الموت» لأنها شعرت أنني مناسب لهذا الجو، وفي الوقت نفسه كنت جاهزاً لخطوة مماثلة وكنتُ أنتظرها. أهمّ الملحنين في العالم العربي وعلى رأسهم الرحابنة، لمعت موسيقاهم في المسرح والسينما، لأنها تعطيهم بعداً آخر وعبّروا من خلالها عن مواضيع لم يكن ممكناً أن نسمعها لو أنها لم تكن لمسرحيات، وهذه الناحية مهمة جداً. وبعد أغنية «العدّ العكسي» كرّت السبحة، وكانت «لو» التي حققت نجاحاً كبيراً، إلى أن تفاجأتُ هذا الموسم بالكمية، لأنني لم أكن أرغب بطرح كل هذا العدد من «التيترات»، فمثلاً «قلبي دقّ» كان مقرراً طرحها بعد رمضان ولكنهم عدلوا عن رأيهم في اللحظة الأخيرة، إلى أن بلغ عدد «التيترات» 4 أو 5 أغنيات، لكن الحمد لله كل الردود إيجابية.
? في رأيك، لماذا يفضل الفنان الأغنية التجارية وليس الأغنية التي تحمل بُعداً درامياً، بما أنها تعيش أكثر، وهل هذا يعني أن الفنانين ينقصهم الوعي من هذه الناحية؟
- هذا صحيح والسبب هو خدعة التجارة. لا شك أن هناك أغنيات تراعي السوق، بمعنى أن البعض يظن أن الجو السائد حالياً هو الجو الراقص، فيمشون فيه ويستنسخونه مهما كان اللون الغنائي الذي يقدّمونه. والعكس صحيح، حيث يعتبر البعض أن اللون السائد ليس لونه، فيبتعد نهائياً عن الإنتاج. فعلياً، يجب ألا يتوقف الفنان لحظة واحدة وفي الوقت نفسه يجب ألا يجاري السوق، بل عليه أن يقدّم لونه الخاص، مع مراعاة تقديم السهل الممتنع، شرط أن يتضمن موضوعاً. وبدل تقديم كلام خفيف جداً بحجة أن الناس يريدون ذلك، يمكن أن أقدم عملاً بسيطاً شكلاً ولكن مضمونه عميق بعيداً عن هاجس الراقص أو غير الراقص أو الرومانسي، لأنه يتبيّن مع الوقت أن الأغنية الجميلة، تكسر كل القواعد مهما كانت مواصفاتها.
?كما أنها تستمر؟
- طبعاً لأن الأغنية الوجدانية تعيش في وجدان الناس. إلى ذلك هناك ناحية لا يمكن إنكارها وهي أن الدراما تساعد الأغنية على أن تبرز أكثر، لأن الدراما هي القاعدة التي نقدم من خلالها السلعة، ولذلك يلتفت الناس أكثر إلى العمل الفني لأنه عندما يتم دعم مسلسلات بضخامة «تشيللو» و«24 قيراط» إعلانياً، فإن هذا الأمر يتيح المجال أمام الأغنية كي يسمعها الناس أكثر من مرة.
? لا شك أنك تميزتَ في مجال غناء «تيترات» المسلسلات، لكن مَن يلفتك بين المطربين الذين قدموها، إذ مثلاً شيرين عبد الوهاب تغني حالياً «تيتر» مسلسلها «الطريق» ووائل جسار كان أول من غنى «التيترات» وعاصي الحلاني يغني أيضاً «تيتر» مسلسل «العراب» الذي يشارك فيه تمثيلاً؟
- بصراحة بين كل «التيترات» التي سمعناها منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم، لفتني «تيتر» أغنية «مشاعر» للفنانة شيرين عبد الوهاب، ولكنني في المقابل لا أريد أن أقلل من قيمة «التيترات» الأخرى. ولو عدنا بالزمن إلى الوراء، يمكن أن أسمي «تيتر» مسلسل «ليالي الحلمية»، ولا يمكن أن نغفل أهمية موسيقى مسلسل «رأفت الهجان» و«ليلة القبض على فاطمة» و«عازف الليل» لإلياس الرحباني.
? وكيف تفسر هجوم الفنانين على غناء «التيترات»؟
- لأننا نعيش في زمن صعب، وهاجس البقاء والإستمرارية يلاحق الفنانين، ولذلك نجد أن غالبية الفنانين يتجهون إلى لجان التحكيم، وهناك مَن يتجه نحو التمثيل بسبب الإزدهار الذي تعيشه الدراما التلفزيونية. بكل صراحة ووضوح لم تعد صناعة الأغنية كما كانت عليه في السابق والحفلات لم تعد مزدهرة، ولذلك أصبح البقاء صعباً، ويمكن القول إن البقاء للأقوى.
?وكأنك تتحدث عن غربلة ستحصل على الساحة الفنية؟
- الغربلة بدأت قبل أعوام عدة، وليس بالضرورة أن تكون غربلة صحيحة 100 في المئة، وإن كان جزء منها صحيح. هناك غياب تام للوجوه الجديدة، ونحن لم نرَ وجوهاً جديدة منذ فترة بعيدة، وهذا الأمر ليس صحياً. وفي المقابل هناك بقاء لنجوم نحبهم وصمدوا على الساحة وتكرّست نجوميتهم لأنه لم يبرز مَن هو أفضل منهم. في رأيي البقاء لمَن لديه شيء قوي ويحبه الناس، من دون حتى أن يبذل جهداً كبيراً وأن يتواجد في كل لحظة أينما كان، ويكفي أن يقدم عملاً واحداً في السنة كي يحقق تواجده، والمسألة لا تحتاج إلى كل هذا الذعر والخوف الشديد. إلى ذلك، هناك اتجاه عند المطربين نحو التمثيل وسيزداد خلال الفترة المقبلة، وهذه ليست مسألة سيئة، وكل كبار النجوم العرب مثّلوا إلى جانب الغناء، وحينها كانت السينما في عزّها، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه مَن هو المطرب الذي يجب أن يطرح نفسه في السينما وفي الدراما التلفزيونية؟، وفي رأيي الخاص، وخصوصاً أنه ستكون لي مشاركة في أحد المسلسلات، يجب أن يتواجد المغني في التمثيل ضمن إطاره الغنائي، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يلعب دور المغني، بل أن يتواجد من خلال دور يشبهه كمغنّ، تماماً كما كان يفعل كبار النجوم في الماضي. أي ألا يخوض التجربة كممثل.
?تقصد كما فعل عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم والآخرن؟
- هذا صحيح. بالرغم من أن البعض منهم لعبوا أدواراً مركّبة بعض الشيء، ولكننا لم نكن نشعر بأنهم ممثلون. مثلاً، فيروز مثّلت وكانت ممثلة رائعة جداً في «سفر برلك» وغيرها من الأعمال، ولكن الإطار الغنائي كان موجوداً دائماً، ولم نكن ننسى للحظة واحدة أنها مغنية في الفيلم. وفي رأيي يجب أن يحمل العمل مواصفات المغني، وأن يتضمن موسيقى وأغنيات، وعندها يكسب الغناء في الدراما.
? بشّرتنا أنك ستخوض تجربة التمثيل؟
- نعم، ولكن ليس قريباً. نحن بصدد التحضير لهذا الأمر، لأنه ليس مزحة ولا سهلاً، وأنا لن أطرح نفسي ممثلاً، لأن التمثيل عبارة عن موهبة كبيرة. نحن نحضّر لعمل، يعطيني مساحة كفنان لتقديم أعمال فنية ضمنه.
?يمكن أن نتخيل بشكل مسبق الدور الذي ستطلّ من خلاله، خصوصاً وأنك من الفنانين الذين لا ينفصلون عن أنفسهم وكل أعمالك الفنية تشبهك؟
- هذا صحيح. الفنان يجب ألا ينفصل عن نفسه، وهذا لا يعني أنه لا يتجدد، بل هو يتجدد بالموسيقى، ولكننا لا نراه كل يوم في مكان وكل يوم في «كاراكتير». المغني ليس ممثلاً، بل هو «كاراكتير» ثابت عند الناس. ويمكن أن أضرب مثلاً على ذلك فناني الجيل الماضي وبعض فناني هذا الجيل. لماذا يحب الناس الوسوف مع أنه غائب؟ لأنه لا يتغير ويقدّم نفسه كما هو ولأنه حالة. يجب أن يكون المغني حالة وكثيرون المغنون الذين هم كذلك، وأنا أحاول أن أكون حالة وأن أشبه نفسي وأن أصل إلى الناس بهذه الطريقة. العمل الذي سأشارك فيه بعنوان «بيانو» وهو من كتابة نور الشيشكلي ومازن طه، ونحن نعمل له بالتفصيل المملّ كي أتواجد فيه بالشكل الصحيح وأقدم من خلاله ما يشبهني وكي يحقق لي النجاح.
?وهل هو يُحضّر لرمضان المقبل؟
- إن شاء الله.
?لا شك أنه من بطولتك؟
- العمل يقوم على البطولات المشتركة، وهو من الأعمال العربية المشتركة التي أثبتت نتيجة إيجابية.
?هل فرضتَ شروطاً، بينها اختيار أسماء الممثلين الذين سيشاركونك العمل، أم أنك تركتَ المهمة للجهة الإنتاجية؟
- بل أنا لي رأي في الاختيار. أنا لستُ ممثلاً محترفاً ولذلك من الضروري أن يكون إلى جانبي فنانون محترفون، وأن أكون قريباً منهم كي ننجح معاً.
?هل يمكن أن تكون البطلة التي تشارك العمل مطربة؟
- لم لا؟ لأن المسلسل سيتضمن أغنيات.
?هل تراهن على هذه التجربة أم أنك ترى فيها مخاطرة كبيرة؟
- لا شك أنها لا تخلو من المخاطرة، ولكنها لن ترى النور إلا إذا كنتُ واثقاً منها 100 في المئة، وأنا أسير في هذا الإتجاه.
?كيف تصف علاقتك بـ«غنم اليسا» - كما وصفتَهم - في هذه الأيام؟
- لا تعليق.
?سبق أن حصلت حالة طلاق فنية بينك وبين إليسا وما لبثتما أن تصالحتما. بعد خلافكما الحالي، هل هناك إمكانية للصلح مجدداً؟
- أبداً. لا مجال لـ «الصلحة»، انتهت الأمور بيننا. الله يوفقها وهي نجمة ولديها الكثير من المحبين، وأنا لدي من يحبّني وأفضّل أن أبقى في عالمي.
?أحد متعهدي الحفلات اعتبر أن النجوم باتوا يفضلون غناء «تيترات» المسلسلات والتمثيل وبرامج الهواة على إحياء الحفلات، لأنها تدرّ عليهم مالاً أكثر. هل توافق على هذا الرأي؟
- لا شك أن للمال علاقة بجزء مما يقوله، لأن هناك أموالاً طائلة تُدفع لأعضاء لجان التحكيم، ولكن الجزء الآخر له علاقة بتواجد الفنان. هناك حالة ذعر يعيشها المغنون من أجل البقاء، وتشكل الدراما ولجان التحكيم أماكن تواجد مهمة لهم، مع أنني أقول دائماً وأكرر أنني لست مع أن يتواجد الفنان في لجنة تحكيم، مع أنني يمكن أن أوافق في حال عُرض علي التواجد فيها.
?ولماذا أنت ضد فكرة تواجد الفنان في لجنة تحكيم؟
- قوة المغني، في كل التاريخ الفني الذي نعرفه عبر الإعلام، يتحقق عبر حضوره الفني وعبر أعماله وأيضاً عبر غيابه الذي يشبه الحلم. والنجم سمي نجماً لأنه يكون في مكان آخر، وعندما يجلس يومياً بين الناس، يفقد شيئاً من هالته. ربما يقول البعض إن الأيام تغيّرت، ولكنها تغيرت ظاهرياً وليس في المضمون. الفنان يعيش في لاوعينا، ونحن نحتفظ به في حلمنا في أجمل صورة ممكنة، وأي شيء يخدش هذه الصورة. مثلاً ظهوره على الهواء والنطق بكلمة خطأ، يمكن أن يخدش هذه الصورة، فكيف تكون الحال لو أنه ظهر يومياً وتكلم في شكل دائم. المسألة لا تخلو من الخطورة، ونحن نلاحظ أن الفنانين لم ينجحوا كلهم في لجان التحكيم.
?ومن هم الفنانين الذين خُدشت صورتهم؟
- القسم الأكبر منهم.
?هل يمكن أن تذكر أسماء؟
- كلا. يمكن أن أسمي الفنانين الذين أحببتُ وجودهم. أنا أحببتُ وجود كاظم الساهر لأنه حافظ على صورته. الخلفية الموسيقية ضرورية بالنسبة إلى المغني، وأنا لا أقول هذا الكلام لأنني ملحن. لا يكفي أن يكون الفنان نجماً وصاحب صوت جميل كي يتواجد في لجنة تحكيم، لأنه مضمار مختلف تماماً. وراغب علامة مثلاً ليس ملحناً ولكنه يملك خبرة طويلة منحته خصوصية، ويمكنه تقييم المواهب، من دون أن يعني ذلك أن كل الآخرين غير صالحين.
?قال جورج وسوف إن من المبكر على شيرين عبد الوهاب وإليسا ونانسي عجرم أن يتواجدوا على كراسي التحكيم. فهل توافقه الرأي؟
- كلمة مبكر «فيها شي». صحيح أن جورج وسوف بدأ الغناء وهو صغير، ولكنه عرف كيف يعيش الفن الحقيقي وتعرّف على لعبته، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى ملحم بركات. هما يملكان الخبرة، ولذلك فإن ما قاله جورج وسوف هو في مكانه، وهو قال أيضا «نحن المغنون يجب أن نغني». العصر تغيّر، وبرامج الهواة فرضت شيئاً ما، وحتى في الغرب نجد أن النجوم يشاركون فيها. مثلاً جنيفر لوبيز وسواها تواجدوا في برامج الهواة، ولكن «سبحان الله» نحن نشعر بأن غياب بعض الفنانين أجمل من حضورهم فيها.
مروان خوري الذي اعتبر «أن ليس كل فنان مهيئاً لأن يغني شارة مسلسل»، أوضح في حديث إلى «الراي» أن «التيتر» ليس مجرد أغنية تلتصق بالمسلسل، ولذلك القليل منها يحقق النجاح، بالرغم من كمية «التيترات» التي تطرح سنوياً، مشدداً على أهمية البعد الدرامي الذي يجب أن يتوافر فيها. وتطرق إلى الخلاف بينه وبين إليسا، معتبراً أنه لامجال لـ«الصلحة»، ومشدداً على أن الأمور انتهت بينهما، قائلاً: «الله يوفقها وهي نجمة ولديها الكثير من المحبين، وأنا لدي من يحبّني وأفضّل أن أبقى في عالمي». وتحدث خوري عن حالة ذعر يعيشها المغنون من أجل البقاء، معتبراً أن الدراما ولجان التحكيم تشكل أماكن تواجد مهمة لهم، ومكرراً أنه ليس مع أن يتواجد الفنان في لجنة تحكيم، وغيرها من القضايا، وإلى تفاصيل الحوار:
? شاركتَ هذه السنة في «تيترات» لأربعة مسلسلات رمضانية. فهل ترى أنه المجال الأفضل بالنسبة إلى المطرب إلى جانب الغناء في الحفلات وإصدار الألبومات؟
- ليس شرطاً، إلا إذا كان الفنان مهيئاً لذلك، لأن «التيترات» نوعية مختلفة، وهي ليست مجرد أغنية تلصق لصقاً بالمسلسل، بل يجب أن تتوافر فيها مواصفات خاصة، ولذلك نجد أن كمية كبيرة من «التيترات» تُطرح سنوياً ولكن قليل منها هو الذي يحقق النجاح. شروط أغنية «التيتر» تختلف عن شروط الأغنية العادية.
? وما هي شروط أغنية «التيتر»؟
- هناك شروط مهنية وشروط يتم التقاطها بالإحساس. وفي رأيي، الشرط الأساسي هو البُعد الدرامي. هناك موسيقى راقصة، وموسيقى فيها شجن وموسيقى حالمة، وفئة الدراما يجب أن يكون فيها خيال، بمعنى أن تأخذ مَن يسمعها بالخيال إلى مكان ما، وهي صفة أولى في الموسيقى. وتالياً، يجب أن يكون الموضوع عاماً وخاصاً، بمعنى أن يحكي إلى حد ما عن المسلسل، وفي الوقت نفسه يمكن أن يتبناه الناس في الأيام العادية، أي ألا يكون محصوراً بالمسلسل فقط، بل يمكن غناؤه في أي وقت آخر وأن تستمر الأغنية خارج إطار المسلسل.
? ولا شك أن هذه الناحية تتحقق في كل «تيترات» المسلسلات التي قدّمْتَها حتى اليوم؟
- هذا ما أحاول أن أفعله لأنني واعٍ لهذا الموضوع.
?هل تأليف أغنية خاصة لمسلسل أكثر صعوبة من تأليف أغنية للسوق؟
- بالنسبة إليّ لا عذاب في ذلك، وهذا الأمر يرتبط بشخصية الكاتب والملحن والمغني. ولأن هذا هو ملعبي، فأنا أشعر بسعادة أكبر عند تأليف أغنية لمسلسل. أغنية السوق تعذبني أكثر، لأنني أقع تحت رحمة السوق واحتياجاته. نحن نظن كفنانين أننا يجب أن نعطي السوق أغنية سهلة كي يلتقطها الناس، ولكن السهولة ليست هي دائماً الشرط الأساسي في أغنية السوق، بدليل أن الأطفال يمكن أن يلتقطوا أغنيات صعبة، لأنها تتميز بالسهل الممتنع، ولذلك أرتاح في أغنيات المسلسلات لأنني أشعر بيني وبين نفسي بأنه ملعبي.
*ما الذي شجعك على الاتجاه إلى غناء «تيترات» المسلسلات في الأعوام الأخيرة، مع أن هذا النوع من الأعمال الفنية موجود منذ فترة بعيدة، وهل النجاح الكبير لأغنية «لو» كان له دور مباشرة في ذلك؟
- بل ان أغنية «لو» كانت نتيجة لنجاح أغنية «العدّ العكسي» في مسلسل «لعبة الموت». القصة بدأت من وجود منحى درامي في أغنياتي، من بينها «كل القصايد» و«قصر الشوق» بالرغم من أنها طُرحت في «سي. دي». ولذلك أريد أن أشكر شركات الإنتاج لأنها كانت لديها رؤية والتفتت إلى هذه الناحية، كـ شركة «بيلينغ» مع مجموعة منتجين، كما أريد أن أركز على دور الدراما السورية الإيجابي، لأنها تعاملت مع هذا الأمر بجدية. هذه الشركات طلبت مني أغنية لمسلسل «لعبة الموت» لأنها شعرت أنني مناسب لهذا الجو، وفي الوقت نفسه كنت جاهزاً لخطوة مماثلة وكنتُ أنتظرها. أهمّ الملحنين في العالم العربي وعلى رأسهم الرحابنة، لمعت موسيقاهم في المسرح والسينما، لأنها تعطيهم بعداً آخر وعبّروا من خلالها عن مواضيع لم يكن ممكناً أن نسمعها لو أنها لم تكن لمسرحيات، وهذه الناحية مهمة جداً. وبعد أغنية «العدّ العكسي» كرّت السبحة، وكانت «لو» التي حققت نجاحاً كبيراً، إلى أن تفاجأتُ هذا الموسم بالكمية، لأنني لم أكن أرغب بطرح كل هذا العدد من «التيترات»، فمثلاً «قلبي دقّ» كان مقرراً طرحها بعد رمضان ولكنهم عدلوا عن رأيهم في اللحظة الأخيرة، إلى أن بلغ عدد «التيترات» 4 أو 5 أغنيات، لكن الحمد لله كل الردود إيجابية.
? في رأيك، لماذا يفضل الفنان الأغنية التجارية وليس الأغنية التي تحمل بُعداً درامياً، بما أنها تعيش أكثر، وهل هذا يعني أن الفنانين ينقصهم الوعي من هذه الناحية؟
- هذا صحيح والسبب هو خدعة التجارة. لا شك أن هناك أغنيات تراعي السوق، بمعنى أن البعض يظن أن الجو السائد حالياً هو الجو الراقص، فيمشون فيه ويستنسخونه مهما كان اللون الغنائي الذي يقدّمونه. والعكس صحيح، حيث يعتبر البعض أن اللون السائد ليس لونه، فيبتعد نهائياً عن الإنتاج. فعلياً، يجب ألا يتوقف الفنان لحظة واحدة وفي الوقت نفسه يجب ألا يجاري السوق، بل عليه أن يقدّم لونه الخاص، مع مراعاة تقديم السهل الممتنع، شرط أن يتضمن موضوعاً. وبدل تقديم كلام خفيف جداً بحجة أن الناس يريدون ذلك، يمكن أن أقدم عملاً بسيطاً شكلاً ولكن مضمونه عميق بعيداً عن هاجس الراقص أو غير الراقص أو الرومانسي، لأنه يتبيّن مع الوقت أن الأغنية الجميلة، تكسر كل القواعد مهما كانت مواصفاتها.
?كما أنها تستمر؟
- طبعاً لأن الأغنية الوجدانية تعيش في وجدان الناس. إلى ذلك هناك ناحية لا يمكن إنكارها وهي أن الدراما تساعد الأغنية على أن تبرز أكثر، لأن الدراما هي القاعدة التي نقدم من خلالها السلعة، ولذلك يلتفت الناس أكثر إلى العمل الفني لأنه عندما يتم دعم مسلسلات بضخامة «تشيللو» و«24 قيراط» إعلانياً، فإن هذا الأمر يتيح المجال أمام الأغنية كي يسمعها الناس أكثر من مرة.
? لا شك أنك تميزتَ في مجال غناء «تيترات» المسلسلات، لكن مَن يلفتك بين المطربين الذين قدموها، إذ مثلاً شيرين عبد الوهاب تغني حالياً «تيتر» مسلسلها «الطريق» ووائل جسار كان أول من غنى «التيترات» وعاصي الحلاني يغني أيضاً «تيتر» مسلسل «العراب» الذي يشارك فيه تمثيلاً؟
- بصراحة بين كل «التيترات» التي سمعناها منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم، لفتني «تيتر» أغنية «مشاعر» للفنانة شيرين عبد الوهاب، ولكنني في المقابل لا أريد أن أقلل من قيمة «التيترات» الأخرى. ولو عدنا بالزمن إلى الوراء، يمكن أن أسمي «تيتر» مسلسل «ليالي الحلمية»، ولا يمكن أن نغفل أهمية موسيقى مسلسل «رأفت الهجان» و«ليلة القبض على فاطمة» و«عازف الليل» لإلياس الرحباني.
? وكيف تفسر هجوم الفنانين على غناء «التيترات»؟
- لأننا نعيش في زمن صعب، وهاجس البقاء والإستمرارية يلاحق الفنانين، ولذلك نجد أن غالبية الفنانين يتجهون إلى لجان التحكيم، وهناك مَن يتجه نحو التمثيل بسبب الإزدهار الذي تعيشه الدراما التلفزيونية. بكل صراحة ووضوح لم تعد صناعة الأغنية كما كانت عليه في السابق والحفلات لم تعد مزدهرة، ولذلك أصبح البقاء صعباً، ويمكن القول إن البقاء للأقوى.
?وكأنك تتحدث عن غربلة ستحصل على الساحة الفنية؟
- الغربلة بدأت قبل أعوام عدة، وليس بالضرورة أن تكون غربلة صحيحة 100 في المئة، وإن كان جزء منها صحيح. هناك غياب تام للوجوه الجديدة، ونحن لم نرَ وجوهاً جديدة منذ فترة بعيدة، وهذا الأمر ليس صحياً. وفي المقابل هناك بقاء لنجوم نحبهم وصمدوا على الساحة وتكرّست نجوميتهم لأنه لم يبرز مَن هو أفضل منهم. في رأيي البقاء لمَن لديه شيء قوي ويحبه الناس، من دون حتى أن يبذل جهداً كبيراً وأن يتواجد في كل لحظة أينما كان، ويكفي أن يقدم عملاً واحداً في السنة كي يحقق تواجده، والمسألة لا تحتاج إلى كل هذا الذعر والخوف الشديد. إلى ذلك، هناك اتجاه عند المطربين نحو التمثيل وسيزداد خلال الفترة المقبلة، وهذه ليست مسألة سيئة، وكل كبار النجوم العرب مثّلوا إلى جانب الغناء، وحينها كانت السينما في عزّها، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه مَن هو المطرب الذي يجب أن يطرح نفسه في السينما وفي الدراما التلفزيونية؟، وفي رأيي الخاص، وخصوصاً أنه ستكون لي مشاركة في أحد المسلسلات، يجب أن يتواجد المغني في التمثيل ضمن إطاره الغنائي، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يلعب دور المغني، بل أن يتواجد من خلال دور يشبهه كمغنّ، تماماً كما كان يفعل كبار النجوم في الماضي. أي ألا يخوض التجربة كممثل.
?تقصد كما فعل عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم والآخرن؟
- هذا صحيح. بالرغم من أن البعض منهم لعبوا أدواراً مركّبة بعض الشيء، ولكننا لم نكن نشعر بأنهم ممثلون. مثلاً، فيروز مثّلت وكانت ممثلة رائعة جداً في «سفر برلك» وغيرها من الأعمال، ولكن الإطار الغنائي كان موجوداً دائماً، ولم نكن ننسى للحظة واحدة أنها مغنية في الفيلم. وفي رأيي يجب أن يحمل العمل مواصفات المغني، وأن يتضمن موسيقى وأغنيات، وعندها يكسب الغناء في الدراما.
? بشّرتنا أنك ستخوض تجربة التمثيل؟
- نعم، ولكن ليس قريباً. نحن بصدد التحضير لهذا الأمر، لأنه ليس مزحة ولا سهلاً، وأنا لن أطرح نفسي ممثلاً، لأن التمثيل عبارة عن موهبة كبيرة. نحن نحضّر لعمل، يعطيني مساحة كفنان لتقديم أعمال فنية ضمنه.
?يمكن أن نتخيل بشكل مسبق الدور الذي ستطلّ من خلاله، خصوصاً وأنك من الفنانين الذين لا ينفصلون عن أنفسهم وكل أعمالك الفنية تشبهك؟
- هذا صحيح. الفنان يجب ألا ينفصل عن نفسه، وهذا لا يعني أنه لا يتجدد، بل هو يتجدد بالموسيقى، ولكننا لا نراه كل يوم في مكان وكل يوم في «كاراكتير». المغني ليس ممثلاً، بل هو «كاراكتير» ثابت عند الناس. ويمكن أن أضرب مثلاً على ذلك فناني الجيل الماضي وبعض فناني هذا الجيل. لماذا يحب الناس الوسوف مع أنه غائب؟ لأنه لا يتغير ويقدّم نفسه كما هو ولأنه حالة. يجب أن يكون المغني حالة وكثيرون المغنون الذين هم كذلك، وأنا أحاول أن أكون حالة وأن أشبه نفسي وأن أصل إلى الناس بهذه الطريقة. العمل الذي سأشارك فيه بعنوان «بيانو» وهو من كتابة نور الشيشكلي ومازن طه، ونحن نعمل له بالتفصيل المملّ كي أتواجد فيه بالشكل الصحيح وأقدم من خلاله ما يشبهني وكي يحقق لي النجاح.
?وهل هو يُحضّر لرمضان المقبل؟
- إن شاء الله.
?لا شك أنه من بطولتك؟
- العمل يقوم على البطولات المشتركة، وهو من الأعمال العربية المشتركة التي أثبتت نتيجة إيجابية.
?هل فرضتَ شروطاً، بينها اختيار أسماء الممثلين الذين سيشاركونك العمل، أم أنك تركتَ المهمة للجهة الإنتاجية؟
- بل أنا لي رأي في الاختيار. أنا لستُ ممثلاً محترفاً ولذلك من الضروري أن يكون إلى جانبي فنانون محترفون، وأن أكون قريباً منهم كي ننجح معاً.
?هل يمكن أن تكون البطلة التي تشارك العمل مطربة؟
- لم لا؟ لأن المسلسل سيتضمن أغنيات.
?هل تراهن على هذه التجربة أم أنك ترى فيها مخاطرة كبيرة؟
- لا شك أنها لا تخلو من المخاطرة، ولكنها لن ترى النور إلا إذا كنتُ واثقاً منها 100 في المئة، وأنا أسير في هذا الإتجاه.
?كيف تصف علاقتك بـ«غنم اليسا» - كما وصفتَهم - في هذه الأيام؟
- لا تعليق.
?سبق أن حصلت حالة طلاق فنية بينك وبين إليسا وما لبثتما أن تصالحتما. بعد خلافكما الحالي، هل هناك إمكانية للصلح مجدداً؟
- أبداً. لا مجال لـ «الصلحة»، انتهت الأمور بيننا. الله يوفقها وهي نجمة ولديها الكثير من المحبين، وأنا لدي من يحبّني وأفضّل أن أبقى في عالمي.
?أحد متعهدي الحفلات اعتبر أن النجوم باتوا يفضلون غناء «تيترات» المسلسلات والتمثيل وبرامج الهواة على إحياء الحفلات، لأنها تدرّ عليهم مالاً أكثر. هل توافق على هذا الرأي؟
- لا شك أن للمال علاقة بجزء مما يقوله، لأن هناك أموالاً طائلة تُدفع لأعضاء لجان التحكيم، ولكن الجزء الآخر له علاقة بتواجد الفنان. هناك حالة ذعر يعيشها المغنون من أجل البقاء، وتشكل الدراما ولجان التحكيم أماكن تواجد مهمة لهم، مع أنني أقول دائماً وأكرر أنني لست مع أن يتواجد الفنان في لجنة تحكيم، مع أنني يمكن أن أوافق في حال عُرض علي التواجد فيها.
?ولماذا أنت ضد فكرة تواجد الفنان في لجنة تحكيم؟
- قوة المغني، في كل التاريخ الفني الذي نعرفه عبر الإعلام، يتحقق عبر حضوره الفني وعبر أعماله وأيضاً عبر غيابه الذي يشبه الحلم. والنجم سمي نجماً لأنه يكون في مكان آخر، وعندما يجلس يومياً بين الناس، يفقد شيئاً من هالته. ربما يقول البعض إن الأيام تغيّرت، ولكنها تغيرت ظاهرياً وليس في المضمون. الفنان يعيش في لاوعينا، ونحن نحتفظ به في حلمنا في أجمل صورة ممكنة، وأي شيء يخدش هذه الصورة. مثلاً ظهوره على الهواء والنطق بكلمة خطأ، يمكن أن يخدش هذه الصورة، فكيف تكون الحال لو أنه ظهر يومياً وتكلم في شكل دائم. المسألة لا تخلو من الخطورة، ونحن نلاحظ أن الفنانين لم ينجحوا كلهم في لجان التحكيم.
?ومن هم الفنانين الذين خُدشت صورتهم؟
- القسم الأكبر منهم.
?هل يمكن أن تذكر أسماء؟
- كلا. يمكن أن أسمي الفنانين الذين أحببتُ وجودهم. أنا أحببتُ وجود كاظم الساهر لأنه حافظ على صورته. الخلفية الموسيقية ضرورية بالنسبة إلى المغني، وأنا لا أقول هذا الكلام لأنني ملحن. لا يكفي أن يكون الفنان نجماً وصاحب صوت جميل كي يتواجد في لجنة تحكيم، لأنه مضمار مختلف تماماً. وراغب علامة مثلاً ليس ملحناً ولكنه يملك خبرة طويلة منحته خصوصية، ويمكنه تقييم المواهب، من دون أن يعني ذلك أن كل الآخرين غير صالحين.
?قال جورج وسوف إن من المبكر على شيرين عبد الوهاب وإليسا ونانسي عجرم أن يتواجدوا على كراسي التحكيم. فهل توافقه الرأي؟
- كلمة مبكر «فيها شي». صحيح أن جورج وسوف بدأ الغناء وهو صغير، ولكنه عرف كيف يعيش الفن الحقيقي وتعرّف على لعبته، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى ملحم بركات. هما يملكان الخبرة، ولذلك فإن ما قاله جورج وسوف هو في مكانه، وهو قال أيضا «نحن المغنون يجب أن نغني». العصر تغيّر، وبرامج الهواة فرضت شيئاً ما، وحتى في الغرب نجد أن النجوم يشاركون فيها. مثلاً جنيفر لوبيز وسواها تواجدوا في برامج الهواة، ولكن «سبحان الله» نحن نشعر بأن غياب بعض الفنانين أجمل من حضورهم فيها.