توجيهات نبوية / اتقوا النار ولو بشق تمرة
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة) رواه البخاري ومسلم.
لم يترك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فرصة أو مناسبة لتحذير أمته من النار إلا حذّرها وأنذرها، رحمة منه وشفقة وحرصا عليها، وفي هذا الحديث الشريف ينقل لنا الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه تحذيرًا نبويًّا يعقُبه توجيه إلى فعلٍ يقي أمته ويسترها من النار.
ومعنى شق التمرة: نصفها، وهو مبالغة في القلة، كما قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (الزلزلة: 7)، وفي هذا حثّ على عمل الخير كله، قليله وكثيره، ولو بالكلمة الطيبة، وأن ذلك يقي صاحبه ويستره من النار.
الكلمة الطيبة صدقة
الكلام الطيب مندوب إليه وهو من جليل أفعال البر؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم جعله كالصدقة بالمال، كما قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} (فصلت: 34)، والدفع بالتي هى أحسن قد يكون بالقول كما يكون بالفعل.
ما يستفاد من الحديث
- الحضُّ على الزيادة من صالح العمل، والابتعاد عن سيئه، وأنَّ الصدقة حجاب عن النار - ولو قلَّت - ومنها الكلمة الطيبة.
- كثرة طرق الخيرات التي شرعها الله لعباده ليصلوا بها إلى غاية المقاصد، ومن ذلك الصدقة، فإن الصدقة (تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي والنسائي.
- في الحديث دليل على أن الله سبحانه وتعالى سيكلم كل إنسان يوم القيامة، كما في الرواية الأخرى للحديث: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان) حتى يقرره بذنوبه، يقول له: عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فإذا أقر بها وظن أنه قد هلك، يقول: (سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم).
ثم قال: (فينظر أيمن منه) يعني عن يمينه (فلا يرى إلا ما قدم)، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} (الانشقاق: 6)، أي سوف تلاقي ربك ويحاسبك على ما عملت، (وينظر أشأم منه) أي عن يساره (فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) يعني ولو بنصف تمرة، (فمن لم يجد فبكلمة طيبة) أي فمن لم يجد شق تمرة فليتق النار بكلمة طيبة.
- والكلمة الطيبة تشمل كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه عز وجل من القول، وهي على نوعين كما ذكر الشيخ العثيمين: «طيبة بذاتها، وطيبة بغايتها، أما الطيبة بذاتها فهي كالذكر: لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن، وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل».
وعكسها الكلمة السيئة، فإنها تنفِّر القلوب، يقول تعالى: {...فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا للكلم الطيب، وأن يجنبنا وإياكم النار.
لم يترك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فرصة أو مناسبة لتحذير أمته من النار إلا حذّرها وأنذرها، رحمة منه وشفقة وحرصا عليها، وفي هذا الحديث الشريف ينقل لنا الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي الله عنه تحذيرًا نبويًّا يعقُبه توجيه إلى فعلٍ يقي أمته ويسترها من النار.
ومعنى شق التمرة: نصفها، وهو مبالغة في القلة، كما قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (الزلزلة: 7)، وفي هذا حثّ على عمل الخير كله، قليله وكثيره، ولو بالكلمة الطيبة، وأن ذلك يقي صاحبه ويستره من النار.
الكلمة الطيبة صدقة
الكلام الطيب مندوب إليه وهو من جليل أفعال البر؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم جعله كالصدقة بالمال، كما قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} (فصلت: 34)، والدفع بالتي هى أحسن قد يكون بالقول كما يكون بالفعل.
ما يستفاد من الحديث
- الحضُّ على الزيادة من صالح العمل، والابتعاد عن سيئه، وأنَّ الصدقة حجاب عن النار - ولو قلَّت - ومنها الكلمة الطيبة.
- كثرة طرق الخيرات التي شرعها الله لعباده ليصلوا بها إلى غاية المقاصد، ومن ذلك الصدقة، فإن الصدقة (تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي والنسائي.
- في الحديث دليل على أن الله سبحانه وتعالى سيكلم كل إنسان يوم القيامة، كما في الرواية الأخرى للحديث: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان) حتى يقرره بذنوبه، يقول له: عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فإذا أقر بها وظن أنه قد هلك، يقول: (سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم).
ثم قال: (فينظر أيمن منه) يعني عن يمينه (فلا يرى إلا ما قدم)، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} (الانشقاق: 6)، أي سوف تلاقي ربك ويحاسبك على ما عملت، (وينظر أشأم منه) أي عن يساره (فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) يعني ولو بنصف تمرة، (فمن لم يجد فبكلمة طيبة) أي فمن لم يجد شق تمرة فليتق النار بكلمة طيبة.
- والكلمة الطيبة تشمل كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه عز وجل من القول، وهي على نوعين كما ذكر الشيخ العثيمين: «طيبة بذاتها، وطيبة بغايتها، أما الطيبة بذاتها فهي كالذكر: لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن، وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل».
وعكسها الكلمة السيئة، فإنها تنفِّر القلوب، يقول تعالى: {...فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا للكلم الطيب، وأن يجنبنا وإياكم النار.