فاجعة كبرى وغمامة سوداء يقودها الحقد والعمى من أناس لا يعرفون للنور سبيلاً ولا للإيمان طريقاً ولا لنبراس الدين القويم بصيرة ولا لهديه طريقة هددوا أمة آمنة وخططوا لتنفيذ غيهم الأسود فهجموا على مسجد الإمام الصادق في ساعة مقدسة من يوم من أيام شهر الله العظيم الذي أنزل فيه القرآن دستوراً للهداية وتهذيباً للنفوس وتنظيفاً للأفئدة هجموا على مصلين وهم في ركوعهم خاشعين إلى ربهم قلوبهم تنبض بذكر الله ونفوسهم مطمئنة وهم في رحاب بيته فأبت فرقة أنصار الشيطان إلا أن تبدد هذا الأمن وتزهق سبعاً وعشرين روحاً بريئة مطمئنة بالإيمان وتجرح أكثر من مئتي مؤمن نزفت دماؤهم وأنفاسهم تلهج بذكر الله.
حقاً إنها فاجعة كبيرة وأسى عظيم شعر بهِ أبناء هذا الوطن وذاقوا مرارته إنهم يريدون أن يشقوا وحدة هذا المجتمع بمحاولات يائسة، فإن هذه الديرة حلت عليها مصائب كثيرة ونزلت بها مشاكل عديدة فما زاد شعبها إلا تماسكاً ووحدة من أجل بقاء الوطن والمحافظة على تربيتهِ فلابد وأن يجتمع جميع مكونات هذه الأمة وينصهروا في بوتقة واحدة وهي بوتقة الكويت في وجه كل فكر منحرف وكل حقد دفين وكل عقل تلوث بالظلمة ونبذ النور.
لابد لجميع الأجهزة الأمنية أن تتخذ سبلها الأقوى وإمكاناتها وخبراتها ومستلزماتها لكي تحارب هذا التطرف الأعمى وتحمي هذا الوطن من كيد العابثين والمتطرفين والشاذين عن سبيل الإسلام القويم- وسيظل محمل هذه الديرة يمخر عباب الدنيا بقيادة ربانه الحكيم سمو الشيخ صباح الأحمد - يحفظه الله - مهما علت الأمواج واشتدت الرياح وزادت المحن حتى يستقر هذا المحمل على شاطئيهِ الآمن والمطمئن، والرحمة لجميع الشهداء المظلومين الذين استشهدوا في محراب الصلاة وهم في دعاء وركوع وخشوع وللذين يرقدون في المستشفى الابتهال إلى المولى العلي القدير أن يمن عليهم بالصحة والشفاء اللهم بارك لأعزائنا وأخواننا وأحبائنا شهداء الصلاة في مسجد الإمام الصادق في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلهم واخلف على أهلهم وذويهم وأبناء وطنهم بالصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
وسيبقون في قلوبنا وضمائرنا ولن ننساهم إنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».