مافي خاطري / شهر التغيير

|?u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0633u0639u0648u062f u0627u0644u0639u064au0633u0649*?|
|?عبدالعزيز سعود العيسى*?|
تصغير
تكبير
كم من أحباب افتقدناهم كانوا معنا في رمضان الفائت فكنا نسعد بلقائهم واليوم هم تحت التراب، فنسأل الله تعالى بأن يجعل لقاءنا بهم في جنات النعيم، وهؤلاء الأحباب الذين أحببناهم كم كانوا يتمنون أن يبلغهم الله رمضان لأنه شهر الكرم والعطاء والسخاء من رب الأرباب فكيف لا وهو الذي وعد الصائمين من الدخول من باب الريان وهو باب من أبواب الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون، ونحن الآن ولله الحمد في رمضان وحان الوقت لكي نستغل هذا الشهر الكريم أفضل استغلال فنسعى للتغيير نحو الأفضل فنجعل هذا الشهر بداية لحياة مختلفة وجميلة بإذن الله .

لعل أهم القرارات المهمة التي يجب أن نتخذها في رمضان هو قرار التغيير فهذا الشهر الكريم يعتبر فرصة ذهبية للتغيير، ولحدوث ذلك يجب أن تكون لدينا قناعة أننا يجب علينا أن نتغير فوراً وهذا الأمر لا يحدث إلا إذا اتبعنا بعض الخطوات التي تساعدنا على التغيير وأولها أن نقرر ما نريد بالضبط وما الذي يمنعنا من التوصل إليه؟، وهذا القرار هو البوصلة التي سوف توجهنا نحو التغيير، وأيضاً يجب مراعاة السبب الذي يؤدي إلى منعنا من التغيير، ولعل أهم الأسباب هو إننا دائماً تكون لنا قناعة بأن إذا تغيرنا فإننا سوف نعاني من الألم أو أننا نخشى المجهول الذي سيأتي به التغيير وبالتالي نتردد في اتخاذ القرار .


والأمر الآخر الذي يجب ان نقوم به هو ربط الألم الشديد بعدم التغيير والسعادة الشديدة لتجربة التغيير الآن ، فنقول في عقولنا (كفى لن نقضي يوماً آخر ولا لحظة واحدة وأنا أشعر بهذا الألم وأعيش على هذا المنوال)، فالألم يأتي من وراء كل عادة سيئة نمارسها، فدعونا نتفكر بالسلوكيات السلبية التي نمارسها ونقرر من الأن أن نتوقف عنها ويكون لدينا الحافز لذلك، فنسأل أنفسنا بعض الأسئلة فنقول مثلاً ما هي كلفة عدم تغيّري؟ و ما الذي سأخسره في حياتي إن لم ألجأ إلى التغيير؟ وماهي الكلفة الذهنية والعاطفية والبدنية والمادية والروحية التي أتحملها الآن من نتيجة عدم التغيير ؟ فاجعل الألم يتغلغل في شعورك بصورة شديدة بحيث يجعلك تتخذ قرارا نهائيا بالتغيير .

والأمر الثاني الذي يجب أن نقوم به هو تغيير أنماط سلوكياتنا السابقة فمثلاً إذا كان هناك مدخن يعتقد دائماً أن هناك متعة في التدخين بعد الافطار فيجب أن يتوقف هذا الاعتقاد ويزيله من عقله فهذا الاعتقاد نحن من وضعناه في عقولنا ونحن أيضا قادرين على إزالته فلا نقترن السلوك السيئ بالمتعة، والأمر الثالث هو أن نبحث عن بديل جديد لهذا السلوك فنبحث عن بديل يشعرنا بنفس المتعة التي كنا نحصل عليها من سلوكنا القديم، وأخيراً نكرر السلوك الجديد الذي نقوم به ونكيف جهازنا العصبي عليه وتكراره منوط بالاعتقاد الحتمي في عقولنا على أن السلوك الجديد الذي نقوم به هو الذي يحقق لنا المتعة والنجاح .

فليكن هذا الشهر هو بداية لمسار جديد نحن نستحقه ونسعى للوصول له فنحقق النجاح الذي كنا نطمح به على جميع الأصعدة سواء كانت روحية وذهنية وبدنية واجتماعية.

* كاتب كويتي

Twitter :- @Aziz_815
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي