أربع دول خليجية بين الدول العشرة الأعلى استنزافاً للبيئة
الكويت الأولى عالمياً... في معدل استهلاك الفرد للموارد الطبيعية!
ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية من أجل الأجيال المستقبلية
سنحتاج 5 كواكب مثل كوكب الأرض... لو استهلك كل سكان العالم بمعدل استهلاك الفرد في الكويت من الموارد الطبيعية
الكاتب العلمي تيم دي تشانت
التقديرات أعدها الناشط الأميركي دي تشانت ونشرها في رسومات انفوغرافيك عبر الانترنت
في إشارة إلى «جنون» استهلاك الموارد الطبيعية في كثير من دول العالم، ولا سيما الغنية منها، سبق أن افترضت تقديرات بيئية مثيرة للاهتمام أنه «لو استهلك كل فرد من السبعة مليارات الذين يعيشون حاليا على كوكب الأرض بمعدل ووتيرة استهلاك المواطن الأميركي العادي نفسه، فسيحتاج البشر إلى أربعة كواكب مثل كوكب الأرض لتلبية متطلبات استهلاكهم»!!
وللوهلة الأولى، قد يظن البعض أن ذلك يعني تلقائيا أن معدل استهلاك الأميركيين للموارد الطبيعية هو الأعلى بين شعوب العالم. لكن هذه ليست الحقيقة، إذ ان الواقع هو أن الأميركيين يحتلون المركز الخامس عالميا وسبقتهم استراليا والامارات وقطر في المراكز من الثاني إلى الرابع على التوالي بينما حلت كندا والسويد والبحرين في المراكز السادس والسابع والثامن تباعا.
أما الدولة التي احتلت صدارة الترتيب العالمي «عن جدارة» فهي الكويت، التي اعتُبر معدل استهلاك الفرد فيها من الموارد الطبيعية هو الأعلى على الاطلاق إلى درجة أنه يمكن القول إنه «لو أن كل فرد من سكان العالم استهلك بمعدل ووتيرة استهلاك الفرد في الكويت نفسه، فسيحتاج البشر إلى أكثر من 5 كواكب مثل كوكب الأرض لتلبية متطلبات استهلاكهم»!!!
هذا ما كشف عنه تقرير نشرته أخيرا هيئة الإذاعة البريطانية عبر موقعها الالكتروني، استنادا إلى تقديرات كان أعدها الناشط والكاتب العلمي الأميركي تيم دي تشانت ونشرها عبر الانترنت في رسومات انفوغرافيك.
ووفقا لتقديرات دي تشانت، فإنه لو استهلك كل فرد من السبعة مليارات الذين يعيشون حاليا على كوكب الأرض بالمتوسط الحالي نفسه لاستهلاك الفرد في الكويت فسيحتاج البشر إلى أكثر من 5 كواكب مثل كوكب الأرض لتلبية متطلبات استهلاكهم!
وهذا يعني أن أربع دول عربية (وتحديدا خليجية) هي من بين الدول العشرة الأعلى على مستوى العالم في معدل استنزاف الفرد للموارد الطبيعية.
وفي تفاصيل التقرير أن شعوب العالم، الذين يبلغ إجمالي تعدادهم حاليا نحو سبعة مليارات نسمة، يستهلكون نسبا ومعدلات متفاوتة من موارد كوكب الأرض الطبيعية. فلدى مقارنة نمط استهلاك مزارع بسيط من مزارعي الكفاف مثلا مع نمط استهلاك شخص ثري من سكان المدن في الدول المتقدمة، يتضح لنا أن الأمر يتطلب مساحة أرض أكبر لزراعة غذاء الثري ساكن المدن، كما أن الأمر يتطلب استهلاك الكثير جدا من المواد الخام لبناء منزله ومكان عمله، علاوة على استهلاك الكثير والكثير من الطاقة من أجل تشغيل وسائل نقله وتكييف هواء الأماكن التي يعيش ويعمل فيها.
وعلى الرغم من أنه من الواضح من ناحية الكم أن الأميركيين يستهلكون موارد طبيعية أكثر بكثير من شعوب كثير من الدول الأقل نموا وتطورا، فإنه مازال من المدهش القول إن البشر سيحتاجون إلى أربعة كواكب مثل كوكب الأرض لو أن جميع سكان العالم استهلكوا موارد طبيعية بمتوسط استهلاك الشخص الأميركي نفسه.
وقد تواتر هذا الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2012 على الأقل، وذلك عندما قام الكاتب العلمي والناشط البيئي تيم دي تشانت بنشر رسومات انفوغرافيك تبيّن مساحة الأرض الزراعية التي ستكون مطلوبة لو أن جميع سكان العالم السبعة مليارات استهلكوا موارد طبيعية بمعدل استهلاك الشخص الأميركي العادي نفسه، ومساحة الأرض الزراعية التي ستكون مطلوبة لو أن جميع سكان العالم استهلكوا موارد طبيعية بمعدل استهلاك الأفراد في دول أخرى متفاوتة الثراء نفسه من بينها الكويت وبنغلاديش والهند وأوغندا والصين وفرنسا والامارات.
وقد اعتمد دي شانت على بيانات فرعية تنتجها «شبكة البصمة البيئية العالمية» (GFN)، وهي الشبكة التي تحاول منذ العام 2003 القيام بالمهمة الصعبة المتمثلة في قياس تأثير البشر على موارد كوكب الأرض الطبيعية.
ويشار هنا إلى أن «قياس البصمة البيئية» هو فرع من الأبحاث يقوم الباحثون من خلاله بدراسة الكيفية التي يتم بها استخدام الأرض والبحر وغيرهما من الموارد الطبيعية لإنتاج ما يستهلكه الناس - مثل كم عدد ثمرات البطاطا التي يأكلونها، وكمية الحليب التي يشربونها، وكميات القطن التي تستخدم لصناعة الملابس التي يرتدونها وهلم جرا.
ويفعل الباحثون ذلك عن طريق استخدام الإحصاءات المتعلقة بأنماط الاستهلاك وكميات الأراضي أو البحار التي يتم استخدامها لإنتاج كميات السلع المطلوبة للاستهلاك البشري.
وتعليقا على ذلك يقول مدير ومؤسس «شبكة البصمة البيئية العالمية» (GFN) ماتيس فاكيرناغل: «إنها مقاربة تهدف إلى المحافظة على الموارد الطبيعية الموجودة في كوكب الأرض».
ويقول فاكيرناغل إن السؤال الرئيسي الذي تواجهه الشبكة هو: «إذا كان لدينا كوكب واحد لنعيش فيه - فكم من ذلك الكوكب متاح لكل شخص من سكان العالم، وكم نستهلك فعليا من ذلك الكوكب لكل شخص؟».
والواقع أن الاجابة عن هذا السؤال يتم التعبير عنها من خلال وحدة قياس غير مألوفة، ألا وهي وحدة «الهكتار العالمي»، الذي يُعرّف بيئيا بأنه «هكتار منتج بيولوجيا وفقا للمتوسط العالمي».
والهكتار هو وحدة مساحة توازي 10 آلاف متر مربع.
ووفقا لاحصائيات «شبكة البصمة البيئية العالمية»، فإن الشخص الأميركي العادي يستهلك 7 هكتارات عالمية مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 2.7 هكتار وفقا لأحدث تقديرات الشبكة (استنادا إلى بيانات العام 2011). والواقع أن رقم 7 هكتارات عالمية هو الذي سمح لفاكيرناغل وزملائه بأن يتوصلوا إلى الحسابات الافتراضية التي مفادها أن البشر سيحتاجون إلى 4 كواكب مشابهة لكوكب الأرض (أو 3.9 كوكب على وجه الدقة) لو استهلك كل واحد منهم بمعدل الشخص الأميركي العادي نفسه.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة ليست هي الأكثر استهلاكا للموارد الطبيعية وفقا لهذه الحسابات (7 هكتارات عالمية)، بل هي في الواقع في المرتبة الخامسة بين الدول التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة أو أكثر.
فدولة الكويت تأتي على قمة الترتيب بـ 8.9 هكتار عالمي (أي ان البشر سيحتاجون إلى5.1 كوكب مثل كوكب الأرض لو أن كل إنسان في العالم استهلك بمعدل استهلاك الفرد العادي في الكويت نفسه)، تليها استراليا (4.8 كوكب أرض) ثم الإمارات العربية المتحدة (4.7) ثم قطر (4.0). ويأتي بعد ذلك في قائمة الترتيب كل من كندا والسويد والبحرين وترينيداد وتوباغو وسنغافورة.
والسؤال المهم هو: كيف يمكن لهذه الأرقام أن تكون مفيدة؟
الواقع أن الأمر المثير الذي تجدر ملاحظته هنا هو أنه وفقا لحسابات «شبكة البصمة البيئية العالمية» فإن معدل استهلاك سكان العالم ككل حاليا يتطلّب كرة أرضية ونصف الكرة الأرضية وليس كرة أرضية واحدة. ويرجع ذلك إلى أن تلك الحسابات تأخذ في الاعتبار الانبعاثات الكربونية.
وصحيح أن غابات ومحيطات العالم تمتص قدرا كبيرا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، لكن الواقع الحالي هو أن انبعاثاتنا الكربونية البشرية أكثر مما يستطيع كوكبنا أن يتعامل معها، وقد قام فريق فاركيرناغيل بحساب مساحات الأراضي والبحار الإضافية التي نحتاج إليها من أجل امتصاص تلك الانبعاثات الزائدة. ووفقا لتقديرات الفريق فإننا نحتاج حاليا إلى نصف كوكب أرض إضافي آخر كي يمتص تلك الانبعاثات.
وإذا نظرنا الآن مرة ثانية إلى متوسط البصمة البيئية للشخص الأميركي العادي، فإننا سنلاحظ أن ثلثيها يتألفان من انبعاثات غازية كربونية.
وهذا يعني أنه حتى لو أتيح لنا أربعة كواكب مثل كوكب الأرض في حال استهلك كل سكان العالم بمعدل استهلاك الشخص الأميركي العادي نفسه، فإن امتصاص الانبعاثات الكربونية سيستهلك كوكبين ونصف الكوكب من تلك الكواكب الأربعة!
لكن هناك منتقدين لهذه الحسابات، ومن بينهم فريد بيرس المراسل البيئي لمجلة نيو ساينتيست العلمية، والذي يقول: «يبدو الأمر غريبا بعض الشيء عندما يتم تحويل ما يحدث في الغلاف الجوي إلى مقياس بالوكالة والتظاهر بأننا نقيس مساحة أرض بينما نحن لا نفعل ذلك في الواقع».
لكن فاكيرناغيل يقول من جانبه إنه من المهم تضمين الانبعاثات الغازية الكربونية في الحسابات كي نتمكن من رصد أنشطتنا وتأثيراتنا البيئية الإجمالية.
كما أن هناك انتقادا آخر وجّهه لاينوس بلومكفيست، المدير التنفيذي في معهد بريكثرو في كاليفورنيا، إذ يقول إنه لا توجد معلومات وبيانات من كثير من مناطق العالم بما يكفي لوضع تقديرات ذات مغزى حول البصمات البيئية. فالباحثون لا يعرفون مدى استدامة بعض الممارسات الزراعية، وبالتالي فإنهم لا يعرفون إلى أي مدى هناك إفراط في استهلاك الموارد الطبيعية.
ويضيف بلومكفيست قائلا: «انتقادنا يتمحور حول أن هذه الأرقام لا تقول أي شيء عن مدى استدامة أراضي المحاصيل الزراعية، بما في ذلك قضية تآكل التربة الزراعية مثلا».
وعلى الرغم من أن فاكيرناغيل يقر جزئيا بأن تلك الأرقام قد لا تكون دقيقة بنسبة مئة في المئة، فإنه يرى أن الحكومات يمكن أن تجدها مفيدة باعتبارها طريقة للمساعدة في التفكير بشأن وضع سياسات ناجعة حول البيئة.
وعلى سبيل المثال، تقوم الحكومة السويسرية بنشر تقديرات حول البصمة البيئية عبر المواقع الالكترونية التابعة لمكتب الاحصاءات الفيديرالية. وفي الوقت ذاته فإن المملكة المتحدة (بريطانيا) شكّلت كيانا أطلقت عليه اسم «لجنة رأس المال الطبيعي»، وهو الكيان الذي يتولى دراسة الكيفية التي تستهلك بها الدولة مواردها الطبيعية وإلى متى يمكن أن تدوم تلك الموارد في حال استمرار استهلاكها بالمعدلات الحالية.
وللوهلة الأولى، قد يظن البعض أن ذلك يعني تلقائيا أن معدل استهلاك الأميركيين للموارد الطبيعية هو الأعلى بين شعوب العالم. لكن هذه ليست الحقيقة، إذ ان الواقع هو أن الأميركيين يحتلون المركز الخامس عالميا وسبقتهم استراليا والامارات وقطر في المراكز من الثاني إلى الرابع على التوالي بينما حلت كندا والسويد والبحرين في المراكز السادس والسابع والثامن تباعا.
أما الدولة التي احتلت صدارة الترتيب العالمي «عن جدارة» فهي الكويت، التي اعتُبر معدل استهلاك الفرد فيها من الموارد الطبيعية هو الأعلى على الاطلاق إلى درجة أنه يمكن القول إنه «لو أن كل فرد من سكان العالم استهلك بمعدل ووتيرة استهلاك الفرد في الكويت نفسه، فسيحتاج البشر إلى أكثر من 5 كواكب مثل كوكب الأرض لتلبية متطلبات استهلاكهم»!!!
هذا ما كشف عنه تقرير نشرته أخيرا هيئة الإذاعة البريطانية عبر موقعها الالكتروني، استنادا إلى تقديرات كان أعدها الناشط والكاتب العلمي الأميركي تيم دي تشانت ونشرها عبر الانترنت في رسومات انفوغرافيك.
ووفقا لتقديرات دي تشانت، فإنه لو استهلك كل فرد من السبعة مليارات الذين يعيشون حاليا على كوكب الأرض بالمتوسط الحالي نفسه لاستهلاك الفرد في الكويت فسيحتاج البشر إلى أكثر من 5 كواكب مثل كوكب الأرض لتلبية متطلبات استهلاكهم!
وهذا يعني أن أربع دول عربية (وتحديدا خليجية) هي من بين الدول العشرة الأعلى على مستوى العالم في معدل استنزاف الفرد للموارد الطبيعية.
وفي تفاصيل التقرير أن شعوب العالم، الذين يبلغ إجمالي تعدادهم حاليا نحو سبعة مليارات نسمة، يستهلكون نسبا ومعدلات متفاوتة من موارد كوكب الأرض الطبيعية. فلدى مقارنة نمط استهلاك مزارع بسيط من مزارعي الكفاف مثلا مع نمط استهلاك شخص ثري من سكان المدن في الدول المتقدمة، يتضح لنا أن الأمر يتطلب مساحة أرض أكبر لزراعة غذاء الثري ساكن المدن، كما أن الأمر يتطلب استهلاك الكثير جدا من المواد الخام لبناء منزله ومكان عمله، علاوة على استهلاك الكثير والكثير من الطاقة من أجل تشغيل وسائل نقله وتكييف هواء الأماكن التي يعيش ويعمل فيها.
وعلى الرغم من أنه من الواضح من ناحية الكم أن الأميركيين يستهلكون موارد طبيعية أكثر بكثير من شعوب كثير من الدول الأقل نموا وتطورا، فإنه مازال من المدهش القول إن البشر سيحتاجون إلى أربعة كواكب مثل كوكب الأرض لو أن جميع سكان العالم استهلكوا موارد طبيعية بمتوسط استهلاك الشخص الأميركي نفسه.
وقد تواتر هذا الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2012 على الأقل، وذلك عندما قام الكاتب العلمي والناشط البيئي تيم دي تشانت بنشر رسومات انفوغرافيك تبيّن مساحة الأرض الزراعية التي ستكون مطلوبة لو أن جميع سكان العالم السبعة مليارات استهلكوا موارد طبيعية بمعدل استهلاك الشخص الأميركي العادي نفسه، ومساحة الأرض الزراعية التي ستكون مطلوبة لو أن جميع سكان العالم استهلكوا موارد طبيعية بمعدل استهلاك الأفراد في دول أخرى متفاوتة الثراء نفسه من بينها الكويت وبنغلاديش والهند وأوغندا والصين وفرنسا والامارات.
وقد اعتمد دي شانت على بيانات فرعية تنتجها «شبكة البصمة البيئية العالمية» (GFN)، وهي الشبكة التي تحاول منذ العام 2003 القيام بالمهمة الصعبة المتمثلة في قياس تأثير البشر على موارد كوكب الأرض الطبيعية.
ويشار هنا إلى أن «قياس البصمة البيئية» هو فرع من الأبحاث يقوم الباحثون من خلاله بدراسة الكيفية التي يتم بها استخدام الأرض والبحر وغيرهما من الموارد الطبيعية لإنتاج ما يستهلكه الناس - مثل كم عدد ثمرات البطاطا التي يأكلونها، وكمية الحليب التي يشربونها، وكميات القطن التي تستخدم لصناعة الملابس التي يرتدونها وهلم جرا.
ويفعل الباحثون ذلك عن طريق استخدام الإحصاءات المتعلقة بأنماط الاستهلاك وكميات الأراضي أو البحار التي يتم استخدامها لإنتاج كميات السلع المطلوبة للاستهلاك البشري.
وتعليقا على ذلك يقول مدير ومؤسس «شبكة البصمة البيئية العالمية» (GFN) ماتيس فاكيرناغل: «إنها مقاربة تهدف إلى المحافظة على الموارد الطبيعية الموجودة في كوكب الأرض».
ويقول فاكيرناغل إن السؤال الرئيسي الذي تواجهه الشبكة هو: «إذا كان لدينا كوكب واحد لنعيش فيه - فكم من ذلك الكوكب متاح لكل شخص من سكان العالم، وكم نستهلك فعليا من ذلك الكوكب لكل شخص؟».
والواقع أن الاجابة عن هذا السؤال يتم التعبير عنها من خلال وحدة قياس غير مألوفة، ألا وهي وحدة «الهكتار العالمي»، الذي يُعرّف بيئيا بأنه «هكتار منتج بيولوجيا وفقا للمتوسط العالمي».
والهكتار هو وحدة مساحة توازي 10 آلاف متر مربع.
ووفقا لاحصائيات «شبكة البصمة البيئية العالمية»، فإن الشخص الأميركي العادي يستهلك 7 هكتارات عالمية مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 2.7 هكتار وفقا لأحدث تقديرات الشبكة (استنادا إلى بيانات العام 2011). والواقع أن رقم 7 هكتارات عالمية هو الذي سمح لفاكيرناغل وزملائه بأن يتوصلوا إلى الحسابات الافتراضية التي مفادها أن البشر سيحتاجون إلى 4 كواكب مشابهة لكوكب الأرض (أو 3.9 كوكب على وجه الدقة) لو استهلك كل واحد منهم بمعدل الشخص الأميركي العادي نفسه.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة ليست هي الأكثر استهلاكا للموارد الطبيعية وفقا لهذه الحسابات (7 هكتارات عالمية)، بل هي في الواقع في المرتبة الخامسة بين الدول التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة أو أكثر.
فدولة الكويت تأتي على قمة الترتيب بـ 8.9 هكتار عالمي (أي ان البشر سيحتاجون إلى5.1 كوكب مثل كوكب الأرض لو أن كل إنسان في العالم استهلك بمعدل استهلاك الفرد العادي في الكويت نفسه)، تليها استراليا (4.8 كوكب أرض) ثم الإمارات العربية المتحدة (4.7) ثم قطر (4.0). ويأتي بعد ذلك في قائمة الترتيب كل من كندا والسويد والبحرين وترينيداد وتوباغو وسنغافورة.
والسؤال المهم هو: كيف يمكن لهذه الأرقام أن تكون مفيدة؟
الواقع أن الأمر المثير الذي تجدر ملاحظته هنا هو أنه وفقا لحسابات «شبكة البصمة البيئية العالمية» فإن معدل استهلاك سكان العالم ككل حاليا يتطلّب كرة أرضية ونصف الكرة الأرضية وليس كرة أرضية واحدة. ويرجع ذلك إلى أن تلك الحسابات تأخذ في الاعتبار الانبعاثات الكربونية.
وصحيح أن غابات ومحيطات العالم تمتص قدرا كبيرا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، لكن الواقع الحالي هو أن انبعاثاتنا الكربونية البشرية أكثر مما يستطيع كوكبنا أن يتعامل معها، وقد قام فريق فاركيرناغيل بحساب مساحات الأراضي والبحار الإضافية التي نحتاج إليها من أجل امتصاص تلك الانبعاثات الزائدة. ووفقا لتقديرات الفريق فإننا نحتاج حاليا إلى نصف كوكب أرض إضافي آخر كي يمتص تلك الانبعاثات.
وإذا نظرنا الآن مرة ثانية إلى متوسط البصمة البيئية للشخص الأميركي العادي، فإننا سنلاحظ أن ثلثيها يتألفان من انبعاثات غازية كربونية.
وهذا يعني أنه حتى لو أتيح لنا أربعة كواكب مثل كوكب الأرض في حال استهلك كل سكان العالم بمعدل استهلاك الشخص الأميركي العادي نفسه، فإن امتصاص الانبعاثات الكربونية سيستهلك كوكبين ونصف الكوكب من تلك الكواكب الأربعة!
لكن هناك منتقدين لهذه الحسابات، ومن بينهم فريد بيرس المراسل البيئي لمجلة نيو ساينتيست العلمية، والذي يقول: «يبدو الأمر غريبا بعض الشيء عندما يتم تحويل ما يحدث في الغلاف الجوي إلى مقياس بالوكالة والتظاهر بأننا نقيس مساحة أرض بينما نحن لا نفعل ذلك في الواقع».
لكن فاكيرناغيل يقول من جانبه إنه من المهم تضمين الانبعاثات الغازية الكربونية في الحسابات كي نتمكن من رصد أنشطتنا وتأثيراتنا البيئية الإجمالية.
كما أن هناك انتقادا آخر وجّهه لاينوس بلومكفيست، المدير التنفيذي في معهد بريكثرو في كاليفورنيا، إذ يقول إنه لا توجد معلومات وبيانات من كثير من مناطق العالم بما يكفي لوضع تقديرات ذات مغزى حول البصمات البيئية. فالباحثون لا يعرفون مدى استدامة بعض الممارسات الزراعية، وبالتالي فإنهم لا يعرفون إلى أي مدى هناك إفراط في استهلاك الموارد الطبيعية.
ويضيف بلومكفيست قائلا: «انتقادنا يتمحور حول أن هذه الأرقام لا تقول أي شيء عن مدى استدامة أراضي المحاصيل الزراعية، بما في ذلك قضية تآكل التربة الزراعية مثلا».
وعلى الرغم من أن فاكيرناغيل يقر جزئيا بأن تلك الأرقام قد لا تكون دقيقة بنسبة مئة في المئة، فإنه يرى أن الحكومات يمكن أن تجدها مفيدة باعتبارها طريقة للمساعدة في التفكير بشأن وضع سياسات ناجعة حول البيئة.
وعلى سبيل المثال، تقوم الحكومة السويسرية بنشر تقديرات حول البصمة البيئية عبر المواقع الالكترونية التابعة لمكتب الاحصاءات الفيديرالية. وفي الوقت ذاته فإن المملكة المتحدة (بريطانيا) شكّلت كيانا أطلقت عليه اسم «لجنة رأس المال الطبيعي»، وهو الكيان الذي يتولى دراسة الكيفية التي تستهلك بها الدولة مواردها الطبيعية وإلى متى يمكن أن تدوم تلك الموارد في حال استمرار استهلاكها بالمعدلات الحالية.