«الراي» ترصد ثقافة الترشيد على أرض الواقع مع بدء التطبيق التجريبي لنظام «الدفع المسبق»
العدّادات الذكية للكهرباء ... الكيلو بفلسين و«الحسّابة بتحسب»
عدادات ذكية
عدد المرات التي تم فيها شحن العداد
العداد الذكي موصول بأجهزة الوزارة
االعازمي متحدثا للزميل علي العلاس
فاتورة بقيمة الرصيد
عداد ذكي إلى جانب عدادات قديمة
شرح آلية تعبئة الرصيد (تصوير موسى عياش)
• فتحي جاد الرب: جعلني أسدد ما عليّ أولاً بأول دون تراكم الفواتير
• كمال يوسف: وفّر علينا مبلغ التأمين الذي كنا ندفعه في البداية للوزارة
• عادل لبيب: النظام سيعلّمنا الترشيد
• مرزوق العازمي: مفيد جدا للوزارة وللمستهلك وعملية استخدامه سهلة جداً
• محمد النجار: منعاً لقطع التيار إذا انتهى الشحن بعد الدوام وفرنا جهازاً في أحد المحال التجارية
• كمال يوسف: وفّر علينا مبلغ التأمين الذي كنا ندفعه في البداية للوزارة
• عادل لبيب: النظام سيعلّمنا الترشيد
• مرزوق العازمي: مفيد جدا للوزارة وللمستهلك وعملية استخدامه سهلة جداً
• محمد النجار: منعاً لقطع التيار إذا انتهى الشحن بعد الدوام وفرنا جهازاً في أحد المحال التجارية
لم يعد حلماً ذاك الذي راود وزارة الكهرباء والماء كثيرا، حتى ظن البعض أنه «أضغاث».. بل اصبح قريب المنال، وهي ترى بوادره تتحقق وتحقق إحدى أمنياتها التي طال انتظارها طويلا لتريح نفسها من عناء وضياع كبيرين.
حلم الوزارة الذي دنا من الواقع، وإن سبق تأجيله أكثر من مرة إلى درجة أدخلت اليأس إلى نفوس الكثير من المسؤولين المختصين، لكن الوقت أزف ليرى مشروع العدادات الذكية حقيقة بعد أن بدأت الوزارة أخيرا في تنفيذ أولى خطواته «المشروع التجريبي لمنظومة العدادات الذكية» تمهيدا لتطبيقه بعد التأكد من نجاح تجربة الخطوة الأولى، من خلال توزيع بعض العدادات في مناطق مختارة، والتي بات يستهلك قاطنو الشقق فيها الكهرباء وفق نظام «الدفع المسبق»، أي بحسب كمية الاستهلاك، وعلى أساس سعر موحد يبلغ فلسين لكل كيلوواط.
فجمع المعلومات وتحليلها للاستفادة منها مستقبلا، وقراءة العدادات من بعد، والتحكم في إيصال وقطع الكهرباء عن المستهلكين، فضلا عن تحصيل الوزارة مستحقاتها من المنتفعين بخدمة الكهرباء مقدما، وبالتالي ترسيخ ثقافة الترشيد لدى المستهلكين، كلها مزايا جعلت قياديي الوزارة حريصين كل الحرص على تنفيذ هذا المشروع في أسرع وقت.
«الراي» قصدت عددا من العمارات السكنية «موقع التجربة» التي اختارتها الوزارة بالتنسيق مع أصحابها لرصد الحدث من أرض الميدان والتعرف على انطباع بعض المستهلكين الذين خاضوا التجربة وآلية تركيب العدادات وطريقة شحنها وكيفية إرسالها المعلومات والبيانات لأجهزة الوزارة.
من مكتب شؤون مستهلكي حولي انطلقت جولتنا، وهو المكتب الذي خصص فيه جهاز لتعبئة العدادات الذكية التي تم تركيبها على سبيل التجربة بالرصيد الذي يرغب فيه المستهلك، ولحسن طالعنا وجدنا أحد المستهلكين ويدعى حسن أبو بكر، وهو واحد من المستهلكين الذين شملتهم تجربة العدادات في العمارات الاستثمارية في منطقة حولي يجري عملية شحن لرصيد عداده الجديد، حيث لم تستغرق العملية سوى ثوان معدودات، وبمجرد أن التفت إلينا أبو بكر، قال «سأختصر لكم جميع أسئلتكم في إجابة واحدة وهي ان نظام العدادات الذكية مكسب للمستهلك قبل أن تكون مكسبا للوزارة».
رغم أن إجابة أبو بكر المقتضبة كانت، كما يقال، شافية وافية إلا أن فضولنا الصحافي دفعنا إلى الاستفسار من صاحب التجربة عن المعنى الذي يريد إيصاله عبر إجابته القصيرة تلك، إلا أن التزامه بموعد الدوام جعله يجيبنا أيضا إجابة قصيرة، وقال «هذا النظام سيجعلني أحرص على الترشيد لتقليص فاتورتي، وهذا ما تسعى إليه الوزارة التي ستتمكن هي أيضا من تحصيل مستحقاتها مقدما وتنتهي مشكلة تراكم الديون».
زمن التلاعب ولّى
قبل أن ننطلق إلى موقع العمارات الاستثمارية التي تم اختيارها لتركيب العدادات الذكية فيها، قابلنا في المكتب أحد الموظفين في مكتب القطع والإيصال في مكتب حولي المهندس مرزوق العازمي، حيث يقول ان النظام سيفيد الوزارة في عدة أمور أبرزها سيمنع عملية تراكم الفواتير، بمعنى ان العداد سيتوقف أتوماتيكيا بمجرد انتهاء رصيد الشحن، كما سيساعد هذا النظام المستهلكين في التحكم في قوة التيار الواصلة إلى المنزل أو الشقة بعكس العدادات القديمة، بمعنى ان العداد القديم الذي كان محددا له ان يعطي 40 أمبيرا، كان يسمح للمستهلك ان يسحب منه 50 أمبيرا أو 60 مع تعرضه لاحتمالية التعطل، أما العداد الجديد سيحدد الكمية ولن يعطي أكثر أو أقل من الكمية المحددة.
ويوضح العازمي إذا تم توزيع التيار المخصص لك إلى أماكن مجاورة لك أو قمت بإضافة مبان جديدة دون علم الوزارة سيتم اكتشاف ذلك لأن أي حمل زائد عن المعدل المسموح سيؤدي إلى فصل العداد أتوماتيكيا.
ويضيف العازمي ان هذا العداد سيوفر المبالغ التي يتم رصدها لشركات قراءة العدادات لمصلحة صندوق الوزارة، فالوزارة بعد تطبيق التجربة لن تكون بحاجة إلى شركات قراءة عدادات لأن جميع البيانات التي ترغب الوزارة في الحصول عليها ستستقيها من قاعدة البيانات التي سيرسلها العداد لأجهزة الوزارة مباشرة، بمعنى ان الوزارة تستطيع قراءة أي عداد في أي وقت تشاء وبالتالي سيتم إصدار الفواتير أولا بأول ودون أخطاء كما يحدث أحيانا.
ويتابع: ان النظام الجديد مفيد جدا للوزارة ومفيد للمستهلك الذي سيعرف تحديدا كم يستهلك من كهرباء خلال اليوم والشهر والسنة.
وقبيل مغادرتنا مكتب حولي شرح العازمي الخطوات التي يجب ان يتبعها أي مستهلك يريد شحن عداده عن طريق الجهاز الموجود في مكتب شؤون مستهلكي حولي، واصفا إياها بانها خطوات سهلة وبسيطة يستطيع ان يقوم بها أي مستهلك يتبع الخطوات الموجودة في البوستر الملصق بجانب الجهاز.
دقائق معدودة فصلت بين مكتب شؤون مستهلكي حولي وبين العمارات الثلاث موضع الاختبار، حيث شرح الفنيون أنواع العدادات التي تم تركيبها في كل عمارات وأوضحوا مميزات كل عداد على حدة.
وأكد هؤلاء الفنيون ان جميع أنواع العدادات التي تم تركيبها وإخضاعها للتجربة سواء في العمارات الاستثمارية أو في المباني التابعة للوزارة تتوافق تماما مع أنظمة الوزارة المعمول بها حاليا، ولكن في النهاية ستفاضل الوزارة في اختيار الأفضل.
وأوضح الفنيون الطريقة التي يتم من خلالها ربط العداد الذكي بأجهزة الوزارة وكيف تتمكن الوزارة من الحصول على أي بيانات ترغب في الوصول إليها، لدرجة ان الوزارة ستتمكن من أخذ القراءة في اللحظة التي تريد، مبينين أن معظم العدادات الموجودة عمرها الافتراضي سيتخطى 35 عاما.
المستهلكون
التقت «الراي» بعدد من سكان العمارات الذين وافق أصحابها على تركيب العدادات الذكية وتعرفت على انطباعاتهم الأولية عن تجربتهم مع العداد الذكي، حيث أعرب الجميع عن رضاهم بتجربة العداد الذكي، متمنين ان يطبق في أسرع وقت.
يقول فتحي جاد الرب «ان النظام الجديد جعلني أحرص على تسديد ما عليّ أولا بأول دون ان تتراكم فواتيرنا ويصعب علينا في ما بعد سدادها».
ويضيف جاد الرب «للأمانة هذا النظام الجديد سيجبرنا على ترشيد استهلاكنا في الماء والكهرباء كترشيد مكالماتنا الهاتفية».
من جانبه يقول كمال يوسف «النظام الجديد سيوفر علينا مبلغ التأمين الذي كنا ندفعه في البداية لوزارة الكهرباء والماء وهو 125 دينارا، فالوزارة ستحصل مستحقاتها أولا بأول وبالتالي لن تطالبنا بدفع تأمين على إيصال خدماتها».
من جهته يقول عادل لبيب «الترشيد ثقافة جيدة، وهذا النظام سيعلمنا الترشيد في كل شيء ونحن بدورنا سنعلم أبنائنا».
ويوضح «ان الوزارة قامت خلال تجربتها بتوفير جهاز قريب منا في مكتب شؤون مستهلكي حولي لشراء الرصيد وشحن عداداتنا، وفي حال تطبيقه سيكون هذا النظام أفضل لنا من النظام القديم».
وقد خصصت وزارة الكهرباء والماء منفذا لبيع كروت الشحن تحسبا لانتهاء رصيد الشحن عند أي مستهلك وقت انتهاء الدوام الرسمي لمكتب شؤون مستهلكي حولي الذي يوجد في داخله جهاز التعبئة.
ويقول المشرف على هذه التجربة محمد النجار ان الوزارة ممثلة في قطاع التخطيط والتدريب وضعت في اعتبارها احتمالية انتهاء رصيد الشحن عند أي مستهلك وقت انتهاء الدوام في مكتب شؤون مستهلكي حولي، لذلك خصصت مكانا لتعبئة الرصيد، حيث قامت الوزارة بالاتفاق مع صاحب أحد المحال القريبة بمنحه جهازا صغيرا موصولا بأجهزة الوزارة عن طريقه يستطيع تعبئة العدادات بالمبلغ الذي يحدده المستهلك.
ويوضح النجار ان الوزارة قبضت مقدما قيمة الرصيد الممنوح لصاحب المحل الذي تم الاتفاق معه على تعبئة العدادات موضوع التجربة.
وبالوصول إلى صاحب المحل الذي يدعى حمدان، قال «بعد تدريبي على كيفية استخدام الجهاز وجدت ان الأمر أشبه بعملية بيع كروت شحن الهواتف النقالة». وأكد ان جميع المستهلكين الذين خاضوا التجربة سعداء بها ويتمنون تعميمها قريبا.
مشعان العتيبي: التجربة نجحت مع 1000 عداد في 30 عمارة
قال الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتدريب في وزارة الكهرباء والماء الدكتور مشعان العتيبي ان الوزارة طرحت قبل فترة دعوة لتأهيل المصنعين العالميين لتصنيع العدادات الذكية التي أثبتت تجربة الوزارة نجاحها، متوقعا ان يتم خلال السنتين المقبلتين تطبيق العداد الذكي على القطاع الاستثماري.???
وقال العتيبي ان الوزارة قامت بطرح الدعوة بعد أن أثبتت الوزارة نجاح تجربتها التي قامت فيها بتركيب 1000 عداد على 30 عمارة استثمارية في منطقة حولي. وأشار إلى ان الوزارة ستوفر بعد تطبيق العدادات الذكية على القطاع الاستثماري ومن ثم الخاص كروت دفع مسبق بقيمة 5 و10 و20 ديناراً كويتياً، مبيناً أن كرت الشحن الذي تبلغ قيمته 5 دنانير يمكن ان يكفي أصحاب الشقة التي تتكون من غرفتين ومرفقاتها لمدة ما بين شهر ونصف الشهر إلى شهرين.
مميزات المشروع:
- لا فواتير متراكمة فالعداد سيتوقف أتوماتيكياً فور انتهاء رصيد الشحن
- يساعد المستهلكين في التحكم بقوة التيار الواصل إلى المنزل أو الشقة
- أي حمل زائد على المعدل المسموح سيؤدي إلى فصل العداد أتوماتيكياً
- سيوفر لصندوق الوزارة المبالغ التي يتم رصدها لشركات قراءة العدادات
- العدادات متوافقة مع نظام شرائح الاستهلاك
نظام العدادات الذكية
? الرؤية العامة للمشروع:
ايجاد نظام مفتوح يعمل مع الأنواع المختلفة من العدادات وأنظمة الدفع وانظمة الاتصالات المختلفة.
تكوين نظام العمليات الدفع المقدم. والوقوف على أفضل المواصفات الفنية للعدادات الذكية الملائمة لطبيعة الكويت.
? مكونات منظومة العدادات الذكية:
برنامج لإدارة المنظومة يتعامل مع جميع أنواع العدادات التي تعمل بالبروتوكولات العالية المتعارف عليها.
منظومة متكاملة لعمليات الدفع. عدادات ذكية من أماكن مختلفة. أنظمة اتصال متعددة ما بين النظام والعدادات.
التكامل مع الأنظمة الحالية للوزارة (SAP، Oracle ) لتجميع البيانات وتحليلها واستخدامها في التنبؤات المستقبلية للاستهلاك.
? منظومة الدفع المسبق
E-bank، Mobile pos،ATM، Scratch Card سيكون تعامل الوزارة مع رقم الشقة التي يتبع لها العداد وليس اسم الشخص كما هو معمول به حاليا، لأن الوزارة لن يعنيها في حال تعميم التجربة من يسكن الشقة.
النظام الجديد سينأى بالوزارة عن مراعاة المعايير الإنسانية بأن هذا المنزل فيه عجائز وأطفال ولا يجوز قطع الخدمة عنه لاعتبارات إنسانية، ففي النظام الجديد المسؤول عن المنزل هو نفسه الذي يجب مراعاة من يسكنون داخله.
وفي النظام الجديد لن يكون هناك شيء اسمه خطأ بشري ناتج عن قراءة رقم عداد بشكل خاطئ ، وبالتالي إصدار فاتورة خاطئة، كل هذه الأمور لن تكون موجودة في النظام الجديد.
حلم الوزارة الذي دنا من الواقع، وإن سبق تأجيله أكثر من مرة إلى درجة أدخلت اليأس إلى نفوس الكثير من المسؤولين المختصين، لكن الوقت أزف ليرى مشروع العدادات الذكية حقيقة بعد أن بدأت الوزارة أخيرا في تنفيذ أولى خطواته «المشروع التجريبي لمنظومة العدادات الذكية» تمهيدا لتطبيقه بعد التأكد من نجاح تجربة الخطوة الأولى، من خلال توزيع بعض العدادات في مناطق مختارة، والتي بات يستهلك قاطنو الشقق فيها الكهرباء وفق نظام «الدفع المسبق»، أي بحسب كمية الاستهلاك، وعلى أساس سعر موحد يبلغ فلسين لكل كيلوواط.
فجمع المعلومات وتحليلها للاستفادة منها مستقبلا، وقراءة العدادات من بعد، والتحكم في إيصال وقطع الكهرباء عن المستهلكين، فضلا عن تحصيل الوزارة مستحقاتها من المنتفعين بخدمة الكهرباء مقدما، وبالتالي ترسيخ ثقافة الترشيد لدى المستهلكين، كلها مزايا جعلت قياديي الوزارة حريصين كل الحرص على تنفيذ هذا المشروع في أسرع وقت.
«الراي» قصدت عددا من العمارات السكنية «موقع التجربة» التي اختارتها الوزارة بالتنسيق مع أصحابها لرصد الحدث من أرض الميدان والتعرف على انطباع بعض المستهلكين الذين خاضوا التجربة وآلية تركيب العدادات وطريقة شحنها وكيفية إرسالها المعلومات والبيانات لأجهزة الوزارة.
من مكتب شؤون مستهلكي حولي انطلقت جولتنا، وهو المكتب الذي خصص فيه جهاز لتعبئة العدادات الذكية التي تم تركيبها على سبيل التجربة بالرصيد الذي يرغب فيه المستهلك، ولحسن طالعنا وجدنا أحد المستهلكين ويدعى حسن أبو بكر، وهو واحد من المستهلكين الذين شملتهم تجربة العدادات في العمارات الاستثمارية في منطقة حولي يجري عملية شحن لرصيد عداده الجديد، حيث لم تستغرق العملية سوى ثوان معدودات، وبمجرد أن التفت إلينا أبو بكر، قال «سأختصر لكم جميع أسئلتكم في إجابة واحدة وهي ان نظام العدادات الذكية مكسب للمستهلك قبل أن تكون مكسبا للوزارة».
رغم أن إجابة أبو بكر المقتضبة كانت، كما يقال، شافية وافية إلا أن فضولنا الصحافي دفعنا إلى الاستفسار من صاحب التجربة عن المعنى الذي يريد إيصاله عبر إجابته القصيرة تلك، إلا أن التزامه بموعد الدوام جعله يجيبنا أيضا إجابة قصيرة، وقال «هذا النظام سيجعلني أحرص على الترشيد لتقليص فاتورتي، وهذا ما تسعى إليه الوزارة التي ستتمكن هي أيضا من تحصيل مستحقاتها مقدما وتنتهي مشكلة تراكم الديون».
زمن التلاعب ولّى
قبل أن ننطلق إلى موقع العمارات الاستثمارية التي تم اختيارها لتركيب العدادات الذكية فيها، قابلنا في المكتب أحد الموظفين في مكتب القطع والإيصال في مكتب حولي المهندس مرزوق العازمي، حيث يقول ان النظام سيفيد الوزارة في عدة أمور أبرزها سيمنع عملية تراكم الفواتير، بمعنى ان العداد سيتوقف أتوماتيكيا بمجرد انتهاء رصيد الشحن، كما سيساعد هذا النظام المستهلكين في التحكم في قوة التيار الواصلة إلى المنزل أو الشقة بعكس العدادات القديمة، بمعنى ان العداد القديم الذي كان محددا له ان يعطي 40 أمبيرا، كان يسمح للمستهلك ان يسحب منه 50 أمبيرا أو 60 مع تعرضه لاحتمالية التعطل، أما العداد الجديد سيحدد الكمية ولن يعطي أكثر أو أقل من الكمية المحددة.
ويوضح العازمي إذا تم توزيع التيار المخصص لك إلى أماكن مجاورة لك أو قمت بإضافة مبان جديدة دون علم الوزارة سيتم اكتشاف ذلك لأن أي حمل زائد عن المعدل المسموح سيؤدي إلى فصل العداد أتوماتيكيا.
ويضيف العازمي ان هذا العداد سيوفر المبالغ التي يتم رصدها لشركات قراءة العدادات لمصلحة صندوق الوزارة، فالوزارة بعد تطبيق التجربة لن تكون بحاجة إلى شركات قراءة عدادات لأن جميع البيانات التي ترغب الوزارة في الحصول عليها ستستقيها من قاعدة البيانات التي سيرسلها العداد لأجهزة الوزارة مباشرة، بمعنى ان الوزارة تستطيع قراءة أي عداد في أي وقت تشاء وبالتالي سيتم إصدار الفواتير أولا بأول ودون أخطاء كما يحدث أحيانا.
ويتابع: ان النظام الجديد مفيد جدا للوزارة ومفيد للمستهلك الذي سيعرف تحديدا كم يستهلك من كهرباء خلال اليوم والشهر والسنة.
وقبيل مغادرتنا مكتب حولي شرح العازمي الخطوات التي يجب ان يتبعها أي مستهلك يريد شحن عداده عن طريق الجهاز الموجود في مكتب شؤون مستهلكي حولي، واصفا إياها بانها خطوات سهلة وبسيطة يستطيع ان يقوم بها أي مستهلك يتبع الخطوات الموجودة في البوستر الملصق بجانب الجهاز.
دقائق معدودة فصلت بين مكتب شؤون مستهلكي حولي وبين العمارات الثلاث موضع الاختبار، حيث شرح الفنيون أنواع العدادات التي تم تركيبها في كل عمارات وأوضحوا مميزات كل عداد على حدة.
وأكد هؤلاء الفنيون ان جميع أنواع العدادات التي تم تركيبها وإخضاعها للتجربة سواء في العمارات الاستثمارية أو في المباني التابعة للوزارة تتوافق تماما مع أنظمة الوزارة المعمول بها حاليا، ولكن في النهاية ستفاضل الوزارة في اختيار الأفضل.
وأوضح الفنيون الطريقة التي يتم من خلالها ربط العداد الذكي بأجهزة الوزارة وكيف تتمكن الوزارة من الحصول على أي بيانات ترغب في الوصول إليها، لدرجة ان الوزارة ستتمكن من أخذ القراءة في اللحظة التي تريد، مبينين أن معظم العدادات الموجودة عمرها الافتراضي سيتخطى 35 عاما.
المستهلكون
التقت «الراي» بعدد من سكان العمارات الذين وافق أصحابها على تركيب العدادات الذكية وتعرفت على انطباعاتهم الأولية عن تجربتهم مع العداد الذكي، حيث أعرب الجميع عن رضاهم بتجربة العداد الذكي، متمنين ان يطبق في أسرع وقت.
يقول فتحي جاد الرب «ان النظام الجديد جعلني أحرص على تسديد ما عليّ أولا بأول دون ان تتراكم فواتيرنا ويصعب علينا في ما بعد سدادها».
ويضيف جاد الرب «للأمانة هذا النظام الجديد سيجبرنا على ترشيد استهلاكنا في الماء والكهرباء كترشيد مكالماتنا الهاتفية».
من جانبه يقول كمال يوسف «النظام الجديد سيوفر علينا مبلغ التأمين الذي كنا ندفعه في البداية لوزارة الكهرباء والماء وهو 125 دينارا، فالوزارة ستحصل مستحقاتها أولا بأول وبالتالي لن تطالبنا بدفع تأمين على إيصال خدماتها».
من جهته يقول عادل لبيب «الترشيد ثقافة جيدة، وهذا النظام سيعلمنا الترشيد في كل شيء ونحن بدورنا سنعلم أبنائنا».
ويوضح «ان الوزارة قامت خلال تجربتها بتوفير جهاز قريب منا في مكتب شؤون مستهلكي حولي لشراء الرصيد وشحن عداداتنا، وفي حال تطبيقه سيكون هذا النظام أفضل لنا من النظام القديم».
وقد خصصت وزارة الكهرباء والماء منفذا لبيع كروت الشحن تحسبا لانتهاء رصيد الشحن عند أي مستهلك وقت انتهاء الدوام الرسمي لمكتب شؤون مستهلكي حولي الذي يوجد في داخله جهاز التعبئة.
ويقول المشرف على هذه التجربة محمد النجار ان الوزارة ممثلة في قطاع التخطيط والتدريب وضعت في اعتبارها احتمالية انتهاء رصيد الشحن عند أي مستهلك وقت انتهاء الدوام في مكتب شؤون مستهلكي حولي، لذلك خصصت مكانا لتعبئة الرصيد، حيث قامت الوزارة بالاتفاق مع صاحب أحد المحال القريبة بمنحه جهازا صغيرا موصولا بأجهزة الوزارة عن طريقه يستطيع تعبئة العدادات بالمبلغ الذي يحدده المستهلك.
ويوضح النجار ان الوزارة قبضت مقدما قيمة الرصيد الممنوح لصاحب المحل الذي تم الاتفاق معه على تعبئة العدادات موضوع التجربة.
وبالوصول إلى صاحب المحل الذي يدعى حمدان، قال «بعد تدريبي على كيفية استخدام الجهاز وجدت ان الأمر أشبه بعملية بيع كروت شحن الهواتف النقالة». وأكد ان جميع المستهلكين الذين خاضوا التجربة سعداء بها ويتمنون تعميمها قريبا.
مشعان العتيبي: التجربة نجحت مع 1000 عداد في 30 عمارة
قال الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتدريب في وزارة الكهرباء والماء الدكتور مشعان العتيبي ان الوزارة طرحت قبل فترة دعوة لتأهيل المصنعين العالميين لتصنيع العدادات الذكية التي أثبتت تجربة الوزارة نجاحها، متوقعا ان يتم خلال السنتين المقبلتين تطبيق العداد الذكي على القطاع الاستثماري.???
وقال العتيبي ان الوزارة قامت بطرح الدعوة بعد أن أثبتت الوزارة نجاح تجربتها التي قامت فيها بتركيب 1000 عداد على 30 عمارة استثمارية في منطقة حولي. وأشار إلى ان الوزارة ستوفر بعد تطبيق العدادات الذكية على القطاع الاستثماري ومن ثم الخاص كروت دفع مسبق بقيمة 5 و10 و20 ديناراً كويتياً، مبيناً أن كرت الشحن الذي تبلغ قيمته 5 دنانير يمكن ان يكفي أصحاب الشقة التي تتكون من غرفتين ومرفقاتها لمدة ما بين شهر ونصف الشهر إلى شهرين.
مميزات المشروع:
- لا فواتير متراكمة فالعداد سيتوقف أتوماتيكياً فور انتهاء رصيد الشحن
- يساعد المستهلكين في التحكم بقوة التيار الواصل إلى المنزل أو الشقة
- أي حمل زائد على المعدل المسموح سيؤدي إلى فصل العداد أتوماتيكياً
- سيوفر لصندوق الوزارة المبالغ التي يتم رصدها لشركات قراءة العدادات
- العدادات متوافقة مع نظام شرائح الاستهلاك
نظام العدادات الذكية
? الرؤية العامة للمشروع:
ايجاد نظام مفتوح يعمل مع الأنواع المختلفة من العدادات وأنظمة الدفع وانظمة الاتصالات المختلفة.
تكوين نظام العمليات الدفع المقدم. والوقوف على أفضل المواصفات الفنية للعدادات الذكية الملائمة لطبيعة الكويت.
? مكونات منظومة العدادات الذكية:
برنامج لإدارة المنظومة يتعامل مع جميع أنواع العدادات التي تعمل بالبروتوكولات العالية المتعارف عليها.
منظومة متكاملة لعمليات الدفع. عدادات ذكية من أماكن مختلفة. أنظمة اتصال متعددة ما بين النظام والعدادات.
التكامل مع الأنظمة الحالية للوزارة (SAP، Oracle ) لتجميع البيانات وتحليلها واستخدامها في التنبؤات المستقبلية للاستهلاك.
? منظومة الدفع المسبق
E-bank، Mobile pos،ATM، Scratch Card سيكون تعامل الوزارة مع رقم الشقة التي يتبع لها العداد وليس اسم الشخص كما هو معمول به حاليا، لأن الوزارة لن يعنيها في حال تعميم التجربة من يسكن الشقة.
النظام الجديد سينأى بالوزارة عن مراعاة المعايير الإنسانية بأن هذا المنزل فيه عجائز وأطفال ولا يجوز قطع الخدمة عنه لاعتبارات إنسانية، ففي النظام الجديد المسؤول عن المنزل هو نفسه الذي يجب مراعاة من يسكنون داخله.
وفي النظام الجديد لن يكون هناك شيء اسمه خطأ بشري ناتج عن قراءة رقم عداد بشكل خاطئ ، وبالتالي إصدار فاتورة خاطئة، كل هذه الأمور لن تكون موجودة في النظام الجديد.