باتت مرتعاً لممارسات العمالة بكل شذوذها وخروجها على القانون

«الفحيحيل»... فساد يشوّه عراقة 150 عاماً !

تصغير
تكبير
• فهد فرج: نطالب بفزعة خدماتية ترتقي بالمنطقة العريقة وتمسح عنها كل ما خلفته السنون

• طلال الأروي: أصبحنا سجناء داخل منازلنا فأي مشوار يتطلب وقتاً طويلاً جداً للوصول إلى مبتغانا

• فيصل الدوسري: من مشاكلنا استهتار الشباب واستعراضاتهم بالسيارات بما تحمله من خطر على الناس

• وليد العازمي: نعيش وضعاً خانقاً وخاصة الازدحام الذي لا يغادر المدينة لا صباح ولا مساء

• مطلق الطويب: المقبرة القديمة تشهد كل ما هو خارج على القانون من رذيلة وخمر ومخدرات
لم يشفع لها أنها من أقدم مدن الكويت، بعدما عاثت فيها العمالة السائبة والمخالفة للقانون فسادا، وشوّهت تاريخا عريقا يمتد إلى نحو قرن ونصف القرن. فمدينة الفحيحيل أصبحت مرتعا للفساد الاخلاقي الذي استشرى في المنطقة نتيجة ممارسات الخارجين على القانون وخصوصا العزاب بجميع جنسياتهم، حيث اتخذوا دهاليز المنطقة مقرا لأوكار دعارة، وغيرها من الممارسات غير الاخلاقية، حتى باتوا يعرفون جيدا كل المداخل والمخارج فعرفوا كيف يهربون عن عين القانون، بل إنهم حولوا الحديقة المحاذية للمقبرة الى مقر حفلات مصغرة ليلا يشاركهم فيها «المتشبهون» بالنساء دون اي حسيب او رقيب!

«الراي» زارت ديوانية «الأروي» في المنطقة للوقوف على واقع المدينة واحتياجاتها فأجمع روادها على ان مظاهر الفساد انتشرت بشكل واضح ولافت، خصوصا بعد انتشار المقاهي المغلقة والكابينات، التي يتم استخدامها لغير غرضها، مؤكدين ان المنطقة تحتاج الى وقفة جادة من قبل جميع المسؤولين لتنظيفها من تلك المظاهر واعادة اصلاح ما يمكن إصلاحه لمنطقة من اقدم المناطق بالكويت، هذا عدا الجانب الخدمي الفقير بعد تهالك كل شيء في المدينة.


ولفت رواد الديوانية إلى ضرورة توفير الخدمات الصحية بجميع انواعها نظرا لمساحة وعدد سكان المنطقة، مؤكدين ان شارع «مكة» الذي يتوسط المنطقة، وهو من الشوارع المشهورة جدا، يعاني من ازدحام خانق خصوصا فترة الصباح والمساء اذ لا يوجد اي تنظيم او اعادة هيكلة لهذا الشارع العريق والحيوي.

البداية كانت مع المواطن مطلق الطويب الذي وصف حالة الحديقة التي تقع بين المقبرة القديمة والمجمعات التجارية، بالمريبة، فهي قريبة من منطقة مكتظة لكنها تبدو مخيفة لخلوها من البشر، «فرواد هذه الحديقة، يحضرون في اوقات متأخرة وباعداد ليست قليلة، ويمارسون كل ما هو خارج على القانون، بدءا من الرذيلة وانتهاء بتعاطي الخمر والمخدرات، فروادها من جميع الاجناس، اضافة الى المتشبهين بالنساء فهم كثر جدا، ولهذا السبب نحتاج الى قبضة امنية توضع حدا لتلك الممارسات غير الشرعية والتي تخدش الحياء اضافة الى انها تشكل خطرا على سكان المنطقة بشكل عام».

ويضيف الطويب «يجب ان يعي المسؤولون في وزارة الداخلية تلك المسؤولية، ونحن الان نطرق الابواب لعل وعسى أن يستجاب لمطلبنا اما ازالة الحديقة او تسويرها وتجديدها، ووضع انارة كافية تمهيدا لاستقبال الاهالي فيها فهي تعتبر متنفسا للاهالي، لكن يجب اولا تنظيفها من مظاهر الخروج على القانون والتجمعات الليلية وخصوصا في اوقات العطل».

اما وليد العازمي فقد انتقل بالحديث الى المشاكل الخدماتية التي يعاني منها اهالي المنطقة بشكل عام، ويوضح أن مدينة الفحيحيل تعد من أقدم مناطق الكويت، وفيها كثافة سكانية عالية جدا، وخصوصا العزاب الذين شكلوا هاجسا مؤرقا للاهالي على جميع الاصعدة، بدءا بالامنية وانتهاء بالمشكلات التي يفتعلها الخارجون على القانون في ما يتعلق بالازدحام والعمل بطرق غير شرعية.

ويشير العازمي الى ان «المنطقة تحيطها مجمعات تجارية من كل اتجاه وتوجد بها مقبرتان ومع كثرة المجمعات التجارية نرى كثيراً من المشكلات منها الزحام المروري والحوادث المرورية، ولا تنتهي المشكلة بالزحام او الحوادث بل بالتعدي على مواقف منازلنا التي أصبحت مواقف لتلك المجمعات التجارية، ومع ذلك التعدي ترى في عيوننا الخوف من الخروج من المنزل والمعاناة من ذلك الزحام الذي يأخذ كل وقتنا، اضافة إلى ان كل المشكلات في جانب ومشكلة المدارس الخاصة في جانب آخر حيث ان المدارس الخاصة تسبب الازدحام الخانق، كذلك انتشار المراهقين بين الشوارع هرباً من المدرسة والتسكع بين شوارع المنطقة وهذا فيه خطر على الصغار لانهم حتما سيقعون بيد اي خارج على القانون».

اما فيصل الدوسري فيؤكد ان «هيكلة الشوارع بالمنطقة غير صحيحة وخصوصا مع تطور الزمن، حيث لا يوجد اي رادع حقيقي للخارجين على القانون وخصوصا من يقود المركبات من الشباب حيث انهم «بمزاجيتهم» يوقفون الشوارع من خلال «التقحيص» والاستعراض دون اي تدخل من الجهات الرقابية، وفي احدى المرات اقتحمت احدى المركبات البوابة الخارجية لمنزل كادت ان تودي بحياة الابرياء لولا تدخل العناية الالهية، فلابد من معالجة هذه المشكلة وبأسرع وقت ممكن».

واتفق معه طلال الاروي في ما يتعلق بالزحام الذي اعتبره من القضايا التي تحتاج فعلا إلى وقفة جادة من المسؤولين «فنحن احيانا نكون سجناء داخل منازلنا لان اي مشوار يتطلب وقتا طويلا جدا للوصول إلى مبتغانا، وبالتالي المعاناة لاتزال مكانك راوح فلايوجد من يستمع الى شكاوى الاهالي».

اما فهد فرج فذكر ان مستوصف المنطقة اطلق عليه الاهالي اسم مستوصف العمالة، نظرا لحجم العمالة وبشكل يومي، وطاقته الاستيعابية لا تحتمل كل سكان المنطقة بل ان احيانا لا تجد اي دور نتيجة الزحمة التي يشهدها بشكل يومي، كذلك لدينا مشكلة الشاحنات العملاقة التي تحتل الساحات الترابية والتي دون ادنى شك تساهم في خلق زحمة نحن في غنى عنها، واذا كانت تلك المعاناة تصل الى المسؤولين فجميعنا نطالب بفزعة خدماتية ترتقي بالمنطقة العريقة،وتمسح عنها كل ما خلفته السنون،اضافة الى تكثيف الامن بشكل يومي حتى يتم القبض على هؤلاء الخارجين على القانون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي