توقيتٌ أمني أم «عوني» لاجتماع «إعلان النيات» بين «التيار الحر» و«القوات»؟
لقاء عون - جعجع أرسى مناخاً إيجابياً... تنتابه الشكوك
لم يكن اللقاء الذي جمع الزعيميْن المسيحييْن البارزيْن ميشال عون وسمير جعجع مساء أول من أمس، ليثير الكثير من الاجتهادات، لولا عامل التوقيت، ولا سيما أن الاجتماع كان مرتقباً في ايّ لحظة في الأسابيع الأخيرة، بعدما أنجز الفريقان ورقة «إعلان النيات» المشتركة عقب اجتماعات ماراثونية، كما ان كلاً من عون وجعجع مهّدا الطريق للقائهما مراراً بتأكيد اقتراب عقده.
لكن التوقيت المفاجئ للقاء، أضفى أبعاداً وتساؤلات ذهبتْ في اتجاهات مختلفة، اذ انه عُقد عشية تصعيد عوني مرتقب اليوم في جلسة مجلس الوزراء، سيؤدي - في حال لم تحصل مفاجأة ما - الى شلّ جلسات المجلس وتعطيل عمل الحكومة، لأن الفريق العوني المدعوم من «حزب الله» سيرفض تمرير اي قرارات للحكومة ما لم تلبّ شروطه في ملف التعيينات الأمنية والعسكرية، بما يعني تعيين صهر عون العميد شامل روكز قائداً للجيش الآن وقبل 5 أشهر من انتهاء خدمة القائد الحالي للجيش العماد جان قهوجي.
واذ يبدو الصِدام حاصلاً لا محالة، وفق كل المعطيات المتوافرة عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم مع قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق بالتمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص (يحال على التقاعد غداً)، فإن لقاء الرابية بين زعيم «التيار الوطني الحر» (عون) ورئيس حزب «القوات اللبنانية» (جعجع) سلّط الضوء على الأبعاد غير الواضحة بعد لموقف جعجع، خصوصاً من التصعيد العوني، وما الذي أملى على رئيس «القوات» القيام بزيارته المفاجئة لعون في هذا التوقيت الذي ربما يعطي انطباعاً بأن جعجع يوفّر تغطيةً ما لعون.
الأوساط القريبة من جعجع لا تأخذ بالتفسيرات التي تذهب أبعد من الإطار الحصري لإعلان «ورقة النيات» بين الفريقيْن، اذ تؤكد لـ «الراي» ان «التوقيت فرضتْه العوامل الأمنية وحدها المرتبطة بأمن جعجع، بدليل ان احداً لم يعرف بالتوقيت حتى عون، الذي فوجئ بوصول رئيس القوات مساء أول من أمس، بينما كان (عون) يأخذ قسطاً من الراحة، وتالياً فإن هذا اللقاء توّج ما كان مرسوماً بعد انتهاء التوافق على (إعلان النيات) الذي يندرج في تحقيق خطوة متقدمة على طريق انتهاء نزاع عمره أكثر من ربع قرن بين الفريقيْن المسيحييْن الأكثر تمثيلاً، وأن لا صلة للتطورات السياسية الأخرى بهذا اللقاء حيث ان كلاً منهما يمضي في تحالفاته وتموْضعاته السياسية ومواقفه وفق ما اتُفق عليه في نفس (إعلان النيات)».
واذ يتطابق هذا التفسير مع ما يقوله الفريق العوني ايضاً، فإن اوساطاً سياسية أخرى من خارج الفريقيْن اعتبرت عبر «الراي» ان «اللقاء وفّر وجهاً إيجابياً لا يمكن إنكار أهميته ولكنه يرسم مجموعة تساؤلات لا يمكن ايضاً تَجاهُلها، وهي برسم فريق (القوات اللبنانية) اولاً لجهة الصعوبة التي سيجدها في التوفيق بين التزام تفاهُمه مع عون، في وقت يمضي هذا الاخير الى ذروة تهديد الواقع الداخلي بشلّ الحكومة كما بتغطيته لـ (حزب الله) في اندفاعه نحو فرض أجندته الاقليمية والميدانية عبر ملف عرسال وجرودها».
وتعتقد الأوساط السياسية ان «الإحراج الذي سيصيب (القوات) يبدو اكبر من إحراج عون لهذه الجهة تحديداً، وخصوصاً متى برزت المواقف المتقدمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري مثلاً في مناهضته للتصعيد العوني الى جانب التحفظات التي يعلنها الرئيس سعد الحريري على مواقف عون، وكلها تلقى هوى واسعاً لدى خصوم عون».
ومع ذلك، فإن الاوساط تعتقد ان «من المبكر الآن الحكم على طلائع هذا التطور، اذ ان جعجع ليس لاعباً عادياً، ولا بد انه يقيم حسابات دقيقة لخطواته وأبعادها البعيدة المدى ويجب انتظار الوقت الكافي لاستخلاص مجمل ميزان الخلاصات والنتائج وتلقي ردود الفعل على هذه الخطوة».
لكن التوقيت المفاجئ للقاء، أضفى أبعاداً وتساؤلات ذهبتْ في اتجاهات مختلفة، اذ انه عُقد عشية تصعيد عوني مرتقب اليوم في جلسة مجلس الوزراء، سيؤدي - في حال لم تحصل مفاجأة ما - الى شلّ جلسات المجلس وتعطيل عمل الحكومة، لأن الفريق العوني المدعوم من «حزب الله» سيرفض تمرير اي قرارات للحكومة ما لم تلبّ شروطه في ملف التعيينات الأمنية والعسكرية، بما يعني تعيين صهر عون العميد شامل روكز قائداً للجيش الآن وقبل 5 أشهر من انتهاء خدمة القائد الحالي للجيش العماد جان قهوجي.
واذ يبدو الصِدام حاصلاً لا محالة، وفق كل المعطيات المتوافرة عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم مع قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق بالتمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص (يحال على التقاعد غداً)، فإن لقاء الرابية بين زعيم «التيار الوطني الحر» (عون) ورئيس حزب «القوات اللبنانية» (جعجع) سلّط الضوء على الأبعاد غير الواضحة بعد لموقف جعجع، خصوصاً من التصعيد العوني، وما الذي أملى على رئيس «القوات» القيام بزيارته المفاجئة لعون في هذا التوقيت الذي ربما يعطي انطباعاً بأن جعجع يوفّر تغطيةً ما لعون.
الأوساط القريبة من جعجع لا تأخذ بالتفسيرات التي تذهب أبعد من الإطار الحصري لإعلان «ورقة النيات» بين الفريقيْن، اذ تؤكد لـ «الراي» ان «التوقيت فرضتْه العوامل الأمنية وحدها المرتبطة بأمن جعجع، بدليل ان احداً لم يعرف بالتوقيت حتى عون، الذي فوجئ بوصول رئيس القوات مساء أول من أمس، بينما كان (عون) يأخذ قسطاً من الراحة، وتالياً فإن هذا اللقاء توّج ما كان مرسوماً بعد انتهاء التوافق على (إعلان النيات) الذي يندرج في تحقيق خطوة متقدمة على طريق انتهاء نزاع عمره أكثر من ربع قرن بين الفريقيْن المسيحييْن الأكثر تمثيلاً، وأن لا صلة للتطورات السياسية الأخرى بهذا اللقاء حيث ان كلاً منهما يمضي في تحالفاته وتموْضعاته السياسية ومواقفه وفق ما اتُفق عليه في نفس (إعلان النيات)».
واذ يتطابق هذا التفسير مع ما يقوله الفريق العوني ايضاً، فإن اوساطاً سياسية أخرى من خارج الفريقيْن اعتبرت عبر «الراي» ان «اللقاء وفّر وجهاً إيجابياً لا يمكن إنكار أهميته ولكنه يرسم مجموعة تساؤلات لا يمكن ايضاً تَجاهُلها، وهي برسم فريق (القوات اللبنانية) اولاً لجهة الصعوبة التي سيجدها في التوفيق بين التزام تفاهُمه مع عون، في وقت يمضي هذا الاخير الى ذروة تهديد الواقع الداخلي بشلّ الحكومة كما بتغطيته لـ (حزب الله) في اندفاعه نحو فرض أجندته الاقليمية والميدانية عبر ملف عرسال وجرودها».
وتعتقد الأوساط السياسية ان «الإحراج الذي سيصيب (القوات) يبدو اكبر من إحراج عون لهذه الجهة تحديداً، وخصوصاً متى برزت المواقف المتقدمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري مثلاً في مناهضته للتصعيد العوني الى جانب التحفظات التي يعلنها الرئيس سعد الحريري على مواقف عون، وكلها تلقى هوى واسعاً لدى خصوم عون».
ومع ذلك، فإن الاوساط تعتقد ان «من المبكر الآن الحكم على طلائع هذا التطور، اذ ان جعجع ليس لاعباً عادياً، ولا بد انه يقيم حسابات دقيقة لخطواته وأبعادها البعيدة المدى ويجب انتظار الوقت الكافي لاستخلاص مجمل ميزان الخلاصات والنتائج وتلقي ردود الفعل على هذه الخطوة».